تفسير سورة البقرة ـ الدرس { 117 }
ــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {94} وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {95} وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {96}}
سورة البقرة / الآيات { 94 ـ 96 } ـ الجزء الثالث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندنا تفسير قول الله عز وجل :
{ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {94} وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {95} وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {96}}
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أننا قلنا إن ” لن ” تفيد تأكيد النفي ولا تفيد التأبيد على القول الصحيح ولذلك قال ابن مالك :
ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعضدا
ومما يؤكد هذا أن الآية التي في سورة الجمعة وضحت ، ماذا قال تعالى {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} ولا نافية ولا تفيد تأبيد النفي
ما في سورة الجمعة فسرت ما في سورة البقرة من أن النفي ليس للتأبيد
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
بيان علم الله بما يكون في المستقبل فإنه قال {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا } ومع هذا لم يتمن أحد منهم الموت ولم يقع منه ذلك ولو وقع لهلك
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن الأعمال السيئة لها تأثيرها على إقدام الإنسان وعلى إحجامه ، كيف ؟
قال هنا : {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } ما سبب إحجامهم عن تمني الموت ؟
لأنهم يعلمون أنهم عملوا أعمالا سيئة تلك الأعمال لا تشرفهم عند الله
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن ” الباء ” في اللغة لها معان متعددة معنها هنا {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } السببية يعني بسبب ما قدمته أيديهم من الأعمال
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن على المسلم أن يتقي الله وأن يبلغ في العبادة مبلغ الإحسان كما فسره النبي عليه الصلاة والسلام ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
ولذلك قال العلماء إن الإحسان هو حقيقة الإخلاص لأن من يقدم على الإحسان لا يقدم عليه إلا من كان مخلصا
ولذلك وصف الله يوسف بأنه من المخلَصين وفي قراءة المخلِصين
{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } وفي قراءة { الْمُخْلِصِينَ } يعني لما أخلص لله أخلصه الله بأنه بلغ مرتبة الإحسان ، ولذلك في آخر السورة {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
إن قيل لك :
أين الدليل على ما قاله العلماء من أن الإحسان حقيقته الإخلاص ؟
اذكر ما ذكره الله عن يوسف في سورة يوسف
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه كما أسلفنا على المسلم أن يبلغ مرتبة الإحسان وأن يحذر من أعماله المتقدمة والمتأخرة يعني ما تأخر منها ليحرص على أن يتوب منها ، ما سيعزم على فلعه يحجم عنه
ولذلك قال تعالى مبينا أنه لا تفوت فائتة كما في سورة القيامة : {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}
{بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } هذه الكلمة تدل على أيضا ما تأخرت به أيديهم من الأعمال ولذلك قال تعالى {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
نحن عملنا أعمالا قبل أسبوع نسيناها ولكنها محصاة فما ظنكم ما قبل شهر قبل سنةعشرين سنة هذه أعمال محصاة {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا }
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه ذكر هذا الأسلوب فأضيف التقديم إلى اليد مع أن الجوارح الأخرى تعمل
القدم تعمل ، البصر ، السمع ، لماذا ذكر اليد ؟
لأن معظم ما يفعله الإنسان إنما هو بيده فذكرت من باب التغليب
ولذا قال تعالى { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} يعني خسرت هلكت يدا أبي لهب { وَتَبَّ } يعني تحقق خسرانه ، أهذا الخسران فقط ليد أبي لهب ؟ لا وإنما لجميع جوارحه ، فذكرت اليد لأن أعظم ما يمارسه الإنسان من أعمال صالحة أو غير صالحة إنما يكون بيده
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
جواز تخصيص العموم لغرض ذلكم الغرض المذكور هنا هو الترهيب والتخويف ، قال هنا {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} هو عليم بالظالم وبغيره عليم بكل شيء ، لكن لماذا خصص العلم هنا بالظلمة من باب التخويف وتشنيع الظلم
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
وهي قاعدة : أن ما ذكر في آخر الآية له متعلق بما في أولها أو في ثناياها
قال { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } لماذا ذكرالظلم في وصف هؤلاء اليهود ؟
لأنهم أشركوا والشرك ظلم { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
ولذلك قال تعالى عن عيسى : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {72}}
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه جل وعلا هنا أظهر في مقام الإضمار وهذا أسلوب من أساليب اللغة أن يظهر في مقام الإضمار وإلا فالأصل أن يكون الإضمار هو الأصل لكن لو أظهر ما حقه الإضمار فهنا فائدة
لم يقل ” والله عليم بهم ” قال { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } لم ؟
لأمور :
أولا : أنه يدخل كل ظالم فالترهيب والتخويف والتشنيع بفعله يدخل فيه كل ظالم
ثانيا : أن من فعل فعل اليهود فهو ظالم
ثالثا : الحكم على هؤلاء بالظلم {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } يعني أن أفعالهم ظلم
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه إذا ذكر اسم الفاعل فإن صفة اسم الفاعل يدخل فيها من باب أولى اسم التفضيل { وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } الظالمين اسم فاعل إذًا من هو أظلم فمن باب أولى أن يحصل له هذا الترهيب وهذا التخويف لأن المشركين ليسوا على درجة واحدة فهم يختلفون من حيث العتو وكلما زاد عتوهم كلما زيد عليهم في العذاب قال تعالى : {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ {88} }
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه قال جل وعلا هنا {وَلَتَجِدَنَّهُمْ} الضمير يعود إلى من ؟ اليهود لأن السياق يتحدث عنهم وأكد هذا الحكم بثلاثة مؤكدات :
والتأكيد في البلاغة لتقوية الحكم على هؤلاء كلما كثر التوكيد كلما كثرت أداوت التوكيد كلما قوي الحكم
هنا ثلاثة مؤكدات في قوله {وَلَتَجِدَنَّهُمْ}
اللام ، القسم المقدر ، نون التوكيد
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه قال جل وعلا هنا : {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ }
الحريص على الشيء لو حرصت على شيء سعيت في طلبه وخشيت أن يفوتك ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام مبينا خلاف طريقة هؤلاء اليهود ، لأن هؤلاء اليهود الهمة والمطمح عندهم زهيد ليس بذاك ، همتهم وطموحهم فقط هذه الحياة وأي حياة
لكن هو عليه الصلاة والسلام أرشد المؤمن إلى أمر آخر ، الحرص موجود حتى من النبي عليه الصلاة والسلام {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ } فالنبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا فقال كما في صحيح مسلم ( احرص على ما ينفعك ) بينما هؤلاء حرصوا على هذه الدنيا فقط التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أن الناس يتفاوتون في الحرص فليسوا على درجة واحدة لأنه قال { أَحْرَصَ النَّاسِ } و{ أَحْرَصَ } أسم تفضيل هناك من هو حريص وهناك من هو أحرص منه
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
أنه قال هنا { عَلَى حَيَاةٍ } كلمة { حَيَاةٍ } نكرة ، النكرة إذا جاءت في النصوص الشرعية أو في كلام العرب إن كانت في سياق الإطلاق فلها معنى وإن كانت في سياق الشرط أو في سياق الاستفهام أو في سياق النفي فإن لها معنى آخر ، فإذا جاءت في سياق الشرط أو النفي أو الاستفهام أو النهي فإنها تدل على العموم
مثاله :
قول الله تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} شيء نكرة في سياق الشرط {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}
إذًا : أي شيء نتنازع فيه ولو صغر عندنا يجب أن نرجع فيه في الحكم إلى الكتاب والسنة ، هذا عام
بينما إذا جاءت النكرة في سياق الإطلاق ليست في سياق شرط ولا نفي ولا نهي ولا استفهام هنا تفيد الإطلاق
فيصدق هذا اللفظ الذي هو نكرة فيصدق على أقل ما يكون
هنا في سياق الإطلاق { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } حياة مطلقة يريدون أي حياة ذليلة كريم غير كريمة أهم شيء ألا يموتوا بقطع النظر عن هذه الحياة
ومما يدل على هذا :
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً }أي بقرة في سياق الإطلاق أي بقرة اذبحوها لكنهم شددوا فشدد الله عليهم
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــ
من الناس من يقرأ هذه الآية فيقول {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } } فيقف ثم يكمل { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}
وبعض الناس يقرأ {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا }يصل { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }
فهل يختلف المعنى ؟
يختلف المعنى ولابد أن يكون أحد المعنيين أقوى من المعنى الآخر
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } لو وقفنا إذًا اليهود على هذا الوقف هم أحرص الناس على حياة ثم يكون هناك استئناف لكلام جديد عن المشركين { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}
هنا حكم آخر تعلق بالذين أشركوا ، هذا إذا وقفنا عند { حَيَاةٍ }
إن لم تقف {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا } يعني هؤلاء اليهود هم أحرص الناس على حياة وأحرص من المشركين على حياة ، فالذين أشركوا يعرفون أنهم مشركون وليس عندهم كتاب وهم أخوف من غيرهم إذا قابلوا الله بينما هؤلاء هم أصحاب كتاب
هؤلاء على الوصل {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا } يعني أن اليهود أحرص من الناس على هذه الحياة وأحرص من المشركين أيضا لكن لو وقفنا : {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}
إذًا هم أحرص الناس على حياة لكن أتى صنف آخر وهم الذين أشركوا هم حريصون على الحياة لكن لما نصل الحريصون هم اليهود أحرص الناس على حياة وأحرص من المشركين
المشركون من هم ؟ هم من يعبد الأوثان ، والمجوس
كلتاهما صحيحة ، ولكن الأفضل الواصل
فيكون هؤلاء اليهود هم أحرص الناس على حياة وأحرص حتى من المشركين الذين هم أفظع منهم لأنهم لا كتاب عندهم
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} نحن ماذا قلنا ؟ الوصل
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا}ثم نستأنف فنقول {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}
من الذي يتمنى أن يعمر ألف سنة أهم اليهود أم هم المشركون ؟
في الدرس القادم إن شاء الله