خطبة
تحذيرات مختصرة مما يحدث أول وآخر السنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لدي بعض التنبيهات المهمة المختصرة جدا في ختام هذه السنة:
ـ ما يقال وينشر من أن هذا الدعاء هو دعاء آخر السنة أو أنه أول دعاء يقال في هذه السنة الجديدة في آخر يوم منها، أو في آخر جمعة من هذه السنة الماضية، أو من أول الجمعة من السنة القادمة، فإن هذا من البدع فالحذر، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من حديثة عائشة رضي الله عنها: ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” أي مردود على صاحبه.
وقل لي بربك: هل العام الهجري في عصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأمر بعبادة من دعاء، أو صدقة، أو صلاة، أو ذكر أو نحو ذلك؟ لم يكن موجودا، ولم يكن موجودا هذا العام الهجري حتى في عهد أبي بكر رضي الله عنه، إنما وجد في عهد عمر رضي الله عنه من أجل ترتيب وتنظيم أمور الناس، لكنه مع هذا لم يتخذ ختام هذه السنة، أو بداية السنة القادمة لم يتخذ فيها عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل.
فهذه قاعدة لك، سر عليها، ما هي؟
أي إنسان يأمرك بعبادة من دعاء أو صلاة أو صدقة أو ذكر أو نحو ذلك في ختام العام الهجري أو في بدايته فقل: هي من البدع، إن قال لم هي من البدع؟ قل له:هل هذا العام الهجري كان موجودا في عصر النبي عليه الصلاة والسلام أو في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟ الجواب: لا، وإنما وجد في عهد عمر رضي الله عنه من باب تنظيم أمور الناس، ومع هذا كله لم يفعل ذلك عمر رضي الله عنه، ولم يفعله صحابة النبي عليه الصلاة والسلام.
أتدرون ما هو العجب؟
العجب: أن البدع إذا سرت سرت إلى ما هو أعظم، فيما مضى قالوا ستنتهي السنة الميلادية، وستبدأ سنة ميلادية جديدة، قل هذا الدعاء في آخر جمعة منها، أو في أول جمعة من السنة الميلادية القادمة، أو بعد الساعة الثانية عشرة ليلا عند بدايتها اسجد لله، أو صل لله، لم؟ لأنك ستنتقل إلى سنة قادمة، سبحان الله! هذا من البدع في السنة الهجرية، فما ظنكم في السنة الميلادية، تاريخ من؟ تاريخ النصارى، نعول عليه عبادات من تلقاء أنفسنا؟! فالحذر
في الصحيحين: ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”
تنبيه آخر :
ــــــــــــــــــــ
ما جاء من حديث: ” من صام آخر يوم من شهر ذي الحجة، وأول يوم من شهر محرم فقد ختم سنته الماضية، وافتتح سنته القادمة بصيام، فكان ذلك كفارة خمسين سنة” حديث باطل مكذوب على النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يصح عنه، كما أفاد ذلك الشوكاني في الفوائد المجموعة.
” من صام التسعة الأيام الأولى من شهر محرم بنى الله له قبة في الهواء عرضها ميل في ميل” عند أبي نعيم، حديث مكذوب باطل، لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام كما أفاد الشوكاني في الفوائد المجموعة.
تنبيه آخر :
ــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند البخاري: ” السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة سرد، وواحد فرد” تلك الأشهر السرد ذو القعدة ذو الحجة محرم الفرد هو رجب الذي بين جمادى وشعبان، إذاً محرم من الشهور المحرمة التي حرم الله فيها القتال، وحرم فيها أن يظلم الإنسان نفسه فيها أشد من ظلمه في أيام أخرى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} الضمير في {فِيهِنَّ} الصحيح أنه يعود على جميع أشهر السنة اثنا عشر شهرا لكن من أولى ما يدخل في ذلك الأشهر الحرم ذو القعدة ذو الحجة محرم رجب.