اشتغال الطالب بـ ( الفرائد والغرائب ) يعيقه عن تحصيل العلم وليست هذه طريقة علمائنا

اشتغال الطالب بـ ( الفرائد والغرائب ) يعيقه عن تحصيل العلم وليست هذه طريقة علمائنا

مشاهدات: 490

اشتغال الطالب بـ ( الفرائد والغرائب ) يعيقه عن تحصيل العلم وليست هذه طريقة علمائنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا أعجب حقيقة من بعض طلاب العلم الذين يشغلون أنفسهم بجمع بعض  الفوائد بعض الفرائد التي لا تتعلق بحياة الناس ، وإنما هي زيادة علم فتجد أنه شغل نفسه بهذه الأشياء لا شك أنها مفيدة لكن لمن وصل

ثم أيضا تكون خاصة بك ، لكن ما يحتاج إليه الناس احرص عليه

احرص عليه لأن هذا هو العلم النافع

فما ظنك لو كانت تلك الفرئد والفوائد شاذة تخالف نصوصا أخرى ولا مزيد فائدة منها بل بها ضرر فمثل هذه الأسئلة التي تطرح علينا من قبلكم ومن قبل غيركم تمر أحيانا بعض المسائل ما مرت على الإنسان في كتب

هذا يدل على ماذا ؟

يدل على أن الإنسان لو اشتغل واشتغل اشتغل بالعلم الذي ينفع الناس ويؤثر في حياتهم لما أحصى العلم

فما ظنك بمن يشغل وقته في تحصيل الفوائد والفرائد وقد تكون شاذة وإن لم تكن شاذة بل يكتفي بذلك إذا ألقى الدرس ألقاها ، طيب قد يكون لديك هؤلاء الطلاب لهم مثلا عندك في دورة أو مثلا في شهر أو كانوا عندك من سنة ماذا قدمت لهم ؟

ما الفائدة ما الثمرة هذا الطالب الذي جلس مثلا فترة من الزمن حتى لو أسبوعا واحدة مثلا في دورة أو ما شابه ذلك لما يذهب إلى مجلس وتثار فيه مسألة يحتاج إليها الناس هو عامي مثلهم ليس هناك فرق لو أنك جلست في المجلس وأتيت مثلا بفائدة وفريدة كما يقال ألقيتها عليهم ما مدى النفع لهؤلاء ؟

والناس بحاجة إلى ما يتعلق بعقيدتهم ، ما يتعلق بوضوئهم بصلاتهم بمعاملاتهم

هذه نصيحة لأن الإنسان لما تمر عليه مثلا هذه المسائل ونسأل عنها في هذا الموطن أو في غيره سبحان الله تجد بعض المسائل لم تمر عليك تحتاج إلى بحث أو تحتاج إلى تمعن وتحري ونظر

مع أنه يقرأ فيما يتعلق بالعلم الذي ينفع الناس فكيف حال هؤلاء ؟ أنا أتعحب صراحة كيف حال هؤلاء الذين يبحثون عن هذه الفرائد ؟

لاشك أن الفرائد تجذب الناس فيقولون أتى بعلم غريب لم يأت به قبله أتى بما لم يستطعه الأوائل ما هو صحيح

كم عدد حروف الهجاء ؟ ثمانية وعشرون حرفا ، لما قال أبو العلاء المعري قال :

وإني وإن كنت الأخير زمانه     لآت بما لم تستطعه الأوائل

فقال له صبي : إن كنت صادقا فأت بحرف زائد على حروف الهجاء

فالشاهد من هذا :

أن الإنسان يحرص في تحصيله للعلم وفي تبليغه للعلم فليحرص على ما ينفع الناس

وأنت أيضا إذا رأيت أمثال هؤلاء فلا تحرص على دروسهم فلا تحرص  على دروسهم لأنهم لن يفيدوك بشيء

 نعم

وتأمل حال زملائك أو من تعرف ممن حضر إليهم انظر ماذا لديه من العلم ؟

الناس لما مثلا يكون في كبر سن معظم الناس عوام الناس لا يصدق على كبار السن بعض الناس قد يكون عمره عشرين سنة أوثلاثين سنة وهو عامي  ، الناس بحاجة إلى ما ينفعهم سواء أتيت بهذه الفائدة أو الفريدة أنت تقول إنها فريدة أو فائدة هذه إذا كانت صحيحة فما ظنك إذا كانت شاذة منكرة ؟!

ستفيدهم فائدة محدودة والموفق من وفقه الله

ولذلك ماذا قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )

يفقه في الدين

انظر إلى حال من سبقك من العلماء الذين أبقى الله ذكرهم ماهي طريقتهم هل هذه طريقتهم ، ما يحتاج إلى أن تسأل شخصي أو تسمع إلى كلامي ، لا

كقاعدة ومبسطة وميسرة من أبقى الله ذكره من العلماء ولازال الناس يستفيدون منهم ولهم سنوات طوال قد توفاهم الله

هل هذه الطريقة طريقتهم أم أن طريقتهم تحصيل العلم الذي ينفع الناس وتبليغ هذا العلم للناس

ولذلك استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من علم لا ينفع

يعضهم قد يقول معلومات شرعية لا إشكال معلومات شرعية هذا إذا كانت صحيحة

طيب هذه الفوائد وهذه الفرائد تأتي عابرة تأتي عابرة

لا يكون الدرس فقط والله مثلا في متون أهل العلم وإذا به في واد والناس في واد آخر والناس  في واد آخر يعني بعيد عنه كل البعد

فما ظنك إذا مثلا والله وجه بعض عبارات هؤلاء توجيها من عنده هل يثبر عبارات هؤلاء أو ينتقد عبارت هؤلاء من تلقاء نفسه ؟

والموفق من وفقه الله