هل الماء البارد علاج لكل الأمراض وهل وردت أحاديث في فائدة العلاج به ؟

هل الماء البارد علاج لكل الأمراض وهل وردت أحاديث في فائدة العلاج به ؟

مشاهدات: 541

هل الماء البارد علاج لكل الأمراض وهل وردت أحاديث في فائدة العلاج به ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الماء البارد لا شك أن له فائدة ، وقد ذكرت في الشرع ، ( النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لما أتاه الملك وأتى إلى خديجة قال : ” دثروني دثروني ” وأمر أن يصب عليه ماء )

وفي رواية البخاري ( ماء بارد )

قال ابن حجر كما في الفتح وكأن في الحكمة في الصب بعد التدثر طلب الحصول السكون لما وقع في باطنه من الانزعاج أو أن االعادة أن الرعدة تعقبها الحمة وقد عرف من الطب النبوي معالجة الحمى بالماء البارد وقد قال تعالى في شأن أيوب { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }

ولكن لا يعني أن الماء البارد يكون علاجا لجميع الأمراض بل إن استعمال الماء البارد أحيانا يأتي بالضرر هو له فائدة لا شك في ذلك لكن أنه يزيل السحر أو أنه يطرد الجن أو أنه علاج لكل مرض فليس بصحيح لأن قول الله عن أيوب { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }

ليس أيوب مصابا بسحر أو بجن وإنما به مرض عضوي

وقد يفيد الماء البارد في بعض الأمراض وقد يكون مرضا في بعض الأمراض

وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم  ( اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ) فقد قال شيخ الإسلام وقوله (بالثلج والبرد والماء البارد) قال هذا تمثيل أي تشبيه

قلت قبل أن أذكر كلام وتتمة كلام شيخ الإسلام قلت نعم تمثيل بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الأدب المفرد من حديث عبد الله بن أبي أوفى كان يقول   ( اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد )

انظر إلى هذه الرواية كيف تبين  قال ( كما يطهر الثوب من الوسخ )

هنا تمثيل ، ولذا قال رحمه الله إنه لم يذكر الحديث الذي ذكرته هذا الحديث  الذي ذكرته يؤيد ما قاله

قال هذا تمثيل وإلا فنفس الذنوب لا تغسل بماء وإنما كما يقال أذقنا برد عطفك وحلاوة مغفرتك

ولما قضى أبو قتادة دين المدين قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الآن برَّدْتَ جلدتَه ) أو     ( بردَتْ جلدتُه )

وقال ويقال برد اليقين وحرارة الشك ويقال هذا الأمر يثلج له الصدر إذا كان حقا يعرفه القلب ويفرح به حتى يصير في مثل برد الثلج ” انتهى كلامه

ولذلك قال ابن القيم في زاد المعاد قال : ” فإن الماء دواء بارد يستعان به على إطفاء حرارة الرمد إذا كان حارا “

لكن قال بعدها ” فلا يجعل كلام النبوة الجزء الخاص كلية عامة ولا الكلي العام عام جزئيا خاصا فيقع الخطأ وخلاف الصواب “

 فيقول : ” ليس هذا عاما لما تحدث عن تقطير الماء البارد في العين إذا أصابها الرمد ولذلك قال كما في زاد المعاد عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ( إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء )

قال خطاب النبي صلى الله عليه وسلم نوعان :

عام لأهل الأرض كعامة خطابه ، والثاني مثل حديث ( ما بين المشرق والمغرب قبلة ) المقصود من ذلك أهل المدينة قال فإذا عرف هذا فإن حديث ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) قال هذا خاص بأهل الحجاز قال وقد ينتفع البدن بالحمى انتفاعا عظيما لا يبرده الدواء وكثيرا ما يكون حمى يوم أو الحمى الأخرى سببا لإنضاج مواد غليظة مواد غليظة يعني في البدن ، لم تكن تنضج بدونها ولذلك قال قال لبعض  فضلاء الأطباء إن كثيرا من الأمراض بعض الأطباء يستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية لأن الحمى تكون هي أنفع من شرب الدواء بكثير فإنها تنضج الأخلاط والمواد الفاسدة فإذا أنضجتها أتى الدواء وكان سببا بإذن الله في الشفاء .