فتاوى ( حديثية ) س ( 36 )  ما صحة الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: ( كيف بكم يا أهل اليمن وقد أخرجتكم مُضَر، فقالوا: يا أبا محمد أيكونُ ذلك؟ قال: سيكون وهم لكم ظالمون” ؟

فتاوى ( حديثية ) س ( 36 )  ما صحة الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: ( كيف بكم يا أهل اليمن وقد أخرجتكم مُضَر، فقالوا: يا أبا محمد أيكونُ ذلك؟ قال: سيكون وهم لكم ظالمون” ؟

مشاهدات: 1083

( فتاوى حديثية )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

س ( 36 )  ما صحة الأثر لعبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: ( كيف بكم يا أهل اليمن وقد أخرجتكم مُضَر، فقالوا: يا أبا محمد أيكونُ ذلك؟ قال: سيكون وهم لكم ظالمون ،  فقال رجلٌ منهم: وسيعلمُ الذيم ظلموا أي منقلب ينقلبون، قال عبد الله: لو أدركتُ ذلك لكنتُ معكم ) وقصة إجلاء اليمنيين ومنصور ؟

الجواب : هذا أخرجه نُعيم بن حماد في كتابه الفتن وهو أثرٌ ضعيف لا يصح، فيه من هو مجهول، ولذلك تنوعت مثلُ هذا الأثر مما يُشابهه في كتاب الفتن لنُعيم بن حماد، ولذلك بعضُها يُنسَب إلى غيرِ عبد الله بن عمرو، فقد يُظَن أنها من عبد الله بن عمرو، ومع هذا كله:

فكل ما ذُكِر حولَ هذا الأمر ضعيف، فنُعيم بن حماد ضعفه أهلُ الحديث لأنه كان يرفع الموقوفات، ولذلك قال أبو داود: ” له نحو من عشرين حديثا لا أصلَ له “.

ولذلك/ ذكروا – وهذا يُتناقل، وهذه الآثار طُبِّقَت على الواقع وفُرِّعَ عليها مع أنها لا تصح لأن هذه الآثار بها من هو مجهول، في بعضِ أسانيدها رِشدين بن سعد، في بعضِ أسانيدها ابن لَهيعَة، نُسِبَت إلى غيرِ عبد الله بن عمرو في بعضِ المواطن، بل إنَّ الرافضة يذكرون هذه في كتبهم، ومن ثَمَّ فإنه جاء في لفظ عند نُعيم بن حماد في كتابه الفتن:

” جلسَ عبد الله بن عمرو في مسجد دمشق وليس معه إلا أهلُ اليمن فقال: كيف بكم إذا أخرجناكم من الشام؟ فقيل له: أأنتم أظلَم أم نحن؟ فقال: بل نحن، فقالوا: وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون “.

ولذلك/ ذكروا في هذه الآثار: سيكون المهدي الذي يُجلي أهلَ اليمن إلى اليمن ثم يأتي المنصور ثم يأتي المهدي الذي تُفتَح مدينة الروم على يديه، وذكروا في بعض الآثار: منصور المهدي يخرج من صنعاء بجنوده، وذكروا أنه ينادى من السماء: ليس من إنس ولا من جن وليس من ذي ولا من ذو – بهذا اللفظ – بايعوا فلان باسمه، رجلٌ من اليمن.

فالشاهد من هذا: أن هذه الآثار تُتناقل ويُفَرَّع عليها على الواقع وهي لا تصح لا من حيث السند ولا من حيث المتن.

فعلى المسلم الحذر من نقل الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على النبي ﷺ، ثم هي ليست عن النبي ﷺ، وكما سلف: بعضُها رُوِيَ عن عبد الله بن عمرو وهي لا تصح.