( تأملات قرآنية ) ( 4 ) لماذا ذكر الله عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ} بين آيات الطلاق؟

( تأملات قرآنية ) ( 4 ) لماذا ذكر الله عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ} بين آيات الطلاق؟

مشاهدات: 468

 

 

تأملات قرآنية

( 4 )

فضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري

 س : لماذا ذكر الله عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ} بين آيات الطلاق؟

من تأملاتي في القرآن/ قال الله عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ}

هذه الآية أتت بين ما يتعلق بأمور الأسرة، قبلها آيات تتعلق بالطلاق وبعدها آيات تتعلق بالطلاق، فمجيء هذه الآية واللهُ أعلم:

 لبيان أنَّ الصلاة إذا حوفِظَ عليها فإن الأُسَر تطمئن وتنحل مشاكِلُها، وهذا يدل على عِظَمِ فضل الصلاة، والأدلة على ذلك – مما يؤيد هذا التأمل –:

 أنَّ اللهَ عز وجل أثنى على إسماعيل عليه السلام:

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55} [سورة مريم]

فالأهل هنا هم الأهل، وأيضا يدخُل فيه الأمر لأمته.

الله عز وجل ماذا قال؟ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ} [طه:132]

ويدخل في الأهل عموم الأمة.

والنبي ﷺ كما عند أبي داود وابنِ ماجه كما ثبت قال:

 ” مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا ؛ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ “. انظروا إلى عِظَم الصلاة.

فإذن/ مجيء هذه الآية بين ما يتعلق بأمور الأسرة يدل على ما ذكرناه، والله أعلم.