هكذا تذهب هيبة الدعاة – مقطع رائع عن خطورة وسائل التواصل

هكذا تذهب هيبة الدعاة – مقطع رائع عن خطورة وسائل التواصل

مشاهدات: 470

هكذا تذهب هيبة الدعاة

مقطع رائع عن خطورة وسائل التواصل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن هذه الوسائل التي أتت في هذا الزمن وتنوعت وتشكلت هذه من حيث الاستخدام سلاح ذو حدين ، وحالها كحال ما خرج في ضيعة أجدادنا من هذه المسجلات والرادويات وما شابه ذلك فإن تلك الوسائل هي سلاح ذو حدين كما هوالشأن من الوسائل التي خرجت إلينا في هذا العصر إن استخدمت في الخير نفع الله بها ونفع بها المسلمين ونفع بها غير المسلمين  إذا وجهت رسائل لغير المسلمين وإن استخدمت فيما سوى ذلك فإنها تعود بالضرر على المسلمين

ومن حيث الواقع نجد أن هناك جملة من العلماء ومن طلبة العلم ومن الدعاة استفادوا من هذه البرامج ونشروا فيها العلم والخير استفادوا وأفادوا

وهذا في الحقيقة هو الباقي والنافع لهم لأن الله يقول { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ } ما هو أثرك الذي جعلته بعد وفاتك ؟

النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند مسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ) ذكر منها ( أو علم ينتفع به )

فنحن في مثل هذا الزمن ابتلينا بمثل هذه الوسائل ، لكن هؤلاء الجملة والثلة من طلاب العلم إذا قورنوا بمن يدخل في هذه الوسائل نجد أنهم قلة ونجد أن التأثير طيب ولكنه ليس بهذا التاثير بسبب ضخامة الأعداد التي  تدخل في هذه الوسائل فأصبح العالم كله أجمع كأنه قرية واحدة يمكن أن تتواصل مع من هو في أقصى العالم ، لكن على أهل الخير والصلاح وطلاب العلم والدعاة أن يستفيدوا من هذه الوسائل ، وألا يشغل الإنسان نفسه فيما يخص ذاته فالأمر جد خطير فحينما ترى الشر الذي يوجد في هذه الوسائل نجد أنه بنسبة عالية نجد أن هؤلاء من هذا الجيل خرج وليس  عنده هذا العلم الشرعي فابتلوا بفتنة الشهوات والشبهات

وبالتالي فمن لهؤلاء بعد الله عز وجل ؟

فعلى طلاب العلم وعلى الدعاة أن يتنبهوا لهذا الأمر ، وأن ما يقال في في الخلاء في البيوت لا يقال ولا ينشر على الناس يعني ليكن طالب العلم وليكن الداعية ليكن ذا فطنة وذا رزانة وذا خلق ثابت لأن الرزانة هي في الحقيقة تعطي الإنسان هيبة في قوله وفي فعله وفي شخصيته ولذلك عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنها ماذا كان يقول ؟ ” إنا إذا خلونا قلنا ” يعني ليس كل من ما نقوله في خلواتنا مع أبنائنا مع نسائنا نقوله في العلانية إذا خلونا قلنا ، هناك فرق ، بعض الناس تجد أنه يبرز شخصيته  أو أنه يثني على نفسه أو أنه لا يتحدث في جل حديثه إلا عن نفسه وعن ذهابه وإيابه وربما يصحب ذلك بصور ، ذهبت إلى ذلك المكان وذلك المكان

سل نفسك ما تقدمه الآن لهؤلاء هل أفادهم ؟ هل عاد على قلوبهم بالخير ؟ هل تعدل شيء من سلوكهم ؟

يعني قبل أن أغرد تغريدة أو أن أضع صورة أو مقطعا لفيديو يخصني انظر هل هذا له أثر على من يستمع إلي على من ينظر ويشاهدني فإن كانت هناك فائدة تعود عليهم في دينهم أو حتى في دنياهم فليفعل ، أما كون الإنسان يشتغل بنفسه ويترك هذا الجيل الذي ليس عنده من العلم إلا الشيء اليسير هكذا يتخبط في ظلمات الشهوات والشبهات فهذا من الخطورة  بمكان

على الجانب الآخر على الشاب وعلى الفيتات أن يتقوا الله ؛ لأن هناك بعض البرامج التي خرجت حديثا برامج خطيرة ربما تصور البنت نفسها فتعرض نفسها فيظهر شيء من وجهها وتصور صورة فتنشر دون أن يعلم من هي تلك المرأة

هنا هذا الشاب يترك أثرا سيئا يتصبب عليه  سيئات ولذلك قال تعالى { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}  يعني  مقدار نملة صغيرة ما فعلتها تراها يوم القيامة

فكيف بمن هو له سيئات كأمثال الجبال { وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }

 لقمان لما أوصى ابنه ، السيئة التي إذا عملت لو كانت في صخرة والصخرة لا يمكن أن تدخل فيها السيئة ، ولذلك لو أن سيئة بلغت مبلغا من الخفاء فكانت في صخرة يأتي بها الله { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ }

 فما ظنك بمن يصور نفسه ويضع هذه الصور في هذه البرامج فترى ويضع هذه الصور قد يكشف بعض الناس أو بعض الأشخاص شيئا من عورته أو شيئا من جسده وهذا يخشى أن يصدق عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) انظر جحر الضب ملتوي وعسير ومع ذلك من شدة متباعة من يأتي في آخر الزمن من المسلمين لهؤلاء اليهود والنصارى يفعل كفعلهم ويصنع صنيعهم قالوا ( من يا رسول الله ؟ قال اليهود والنصارى )

فالأمر جد خيطر وليس معنى هذا الحديث أنه إقرار ، وإنما هو تخويف  وتحذير منه عليه الصلاة والسلام

فليتق المسلم ربه  فهذه الوسائل تصور لو كنت أحسن وأجيد اللغة الانجليزية فسجلت مقطعا باللغة الانجليزية لأبين فيه عظمة الإسلام لكي أحبب غير المسلمين في الإسلام كم أجني من ثمرة

لذلك الصحابة فتحوا القلوب للدين قبل أن يفتحوا البلدان ، ذهبوا لغرض ما هو هذا الغرض ؟ غرض التجارة فتجار المسلمين لما انتقلوا إلى أوروبا بتعاملهم وحسن تصرفهم ودعوتهم إلى الله أسلم كثير من هؤلاء النصارى ومن هؤلاء اليهود

هذه الوسائل من ذهب ولهب للجميع منهم من يتسم بالخير ومنهم من يتسم بالشر وكل سيجني محصلة ما عمله إذا وقف بين يدي ربه ، ولذلك قال تعالى { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } من خشي أن يقف أمام الله موقف  الخشية والخوف فإنه يسعى إلى أن يتقي الله حتى ينال تلك الجنان ، ولذلك في أواخر سورة النازعات { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) }

فنسأل الله لنا ولهم الهداية.