هل الله لا يضيع أجر من أحسن عملا في الآخرة فقط أم في الدنيا والآخرة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخ الإسلام رحمه الله يقول ” الله لا يضيع أجر من أحسن عملا لما ذكر العبادة التي يؤديها المسلم في هذه الدنيا فيقول إن أي مسلم يؤدي عبادة فإن الله يكافئه في الدنيا بنعيم ولذة في قلبه قبل النعيم الذي يحصل له في الجنة وبالتالي فإن الآية عامة { إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا } فالآية عامة فهو لا يضيع أجره لا في الدنيا ولا في الآخرة وعليه أن يخلص في هذا العمل لأن من لم يخلص في هذا العمل فإنه يكون غير مقبول ، ولذلك قال تعالى في سورة الملك { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } ولم يقل أكثر عملا أحسن عملا
والحسن من العمل هو ما كان خالصا لله صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولذلك يقول بعض السلف وهو إبراهيم بن أدهم من زهاد البصرة يقول لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف
ويقول بعض السلف إنه ليمر بالقلب أوقات يطير فرحا من لذة العبادة يقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيم فهي لذة وهذا مصداق قوله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } إذن من أقبل على ذكر الله فإن له سعادة .