هل الأفضل في رمضان كثرة ختم القرآن أم ختمة واحدة بتدبر ؟

هل الأفضل في رمضان كثرة ختم القرآن أم ختمة واحدة بتدبر ؟

مشاهدات: 467

هل الأفضل في رمضان كثرة ختم القرآن أم ختمة واحدة بتدبر ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه تسلميا كثيرا إلى يوم الدين

أما بعد :

فإن المتأمل لحال النبي عليه الصلاة والسلام مع جبريل في رمضان أنه كان يدارسه القرآن في رمضان مرة إلا في السنة التي قبض فيها عليه الصلاة والسلام فإنه دارسه القرآن مرتين

وهذا يدل على أن التمعن والتدبر يكون أولى من كثرة القراءة

ولاشك أن كثرة القراءة مطلوبة ولكن بالتأمل يكون أطيب

ولذلك يقول ابن عباس ر ضي الله عنهما ــ وهو حبر الأمة ــ قال :

” لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله “

 وابن مسعود ر ضي الله عنه  :

كان يقول :

” إذا قرأتم هذا القرآن ، فلا تنثروه نثر الدقل ، ولا  تهزوه هز الشعر وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة “

وابن القيم رحمه الله  :

  جعل كثرة القراءة من غير تدبر أو قلة تدبر مع قلتها مع تدبر جعلها في ميزان

 ميزان ماذا ؟

قال مثله كمثل رجلين :

 رجل عنده جوهرة نفيسة ونادرة وعظيمة القدر والنفع فتصدق بها ، ورجل عنده جواهر أخرى لكن ليست بتلك النفاسة وإنما جواهر عادية فتصدق بها

فأيهما أوقع في قلب العبد ؟

حينما يخرج هذه الجواهر مع أنها كثيرة العدد ، لكنها قليلة القدر ، أم تلك الجوهرة الوحيدة التي هي نفسية وعظيمة القدر بل هي ناردة لا يمكن أن يكون في الوجود غيرها

  فدل هذا على أن الأفضل في حق المسلم :

أن يقتصر ولو على ختمة واحدة مع التأمل والتدبر وفهم معاني القرآن ، ولو زاد مع التأمل والتدبر فهذا أفضل

وأيضا :

لا يعني أن الإنسان إذا عدل عن التدبر إلى كثرة القراءة لا يعني أنه ليس  على خير بل هو على خير

لكن من حيث المقام :

 مقام من يتأمل ويتدبر ويكون نفع القرآن على قلبه وجوارحه أظهر هو  الأفضل والأطيب