مسائل مهمة لعامة الأمة (5 )

مسائل مهمة لعامة الأمة (5 )

مشاهدات: 370

مسائل مهمة لعامة الأمة (5 )  

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسائل المهمة لعامة الأمة :

إذا قيل لك : ما هو التبرك وما حكمه وما أنواعه ؟

فقل :

التبرك : هو طلب البركة بشيء من الأشياء  والأصل فيه التحريم والمنع  والدليل :

أن أبا واقد الليثي كما عند الترمذي قال : (( خرجنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر فمررنا بقوم من المشركين عند سدرة يعلقون سيوفهم عندها وينوطون بها )) يعني يتبركون بها

(( فقلنا لما مررنا على سدرة قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم ألهة لتتبعنن سننن من كان قبلكم ))

 

 

فإذا قيل لك :

أهناك ما يجوز التبرك به ؟

فقل : الأصل كما أسلفنا لا يجوز التبرك بشيء إلا ما جاءت الشريعة بالترخيص فيه كماء زمزم ففيه بركة ، لكن ما أتت الشريعة بالترخص فيه بالتبرك فيجب ألا يتعدى ما جاء به الشرع

الشرع جاء ببيان وهذا مثال ببيان أن ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم ويشرب أو أنه يصب على المريض ، يصب على المريض من ماء زمزم فجاءت بذلك السنة ، أما أن يجعل ماء زمزم بطرق أخرى من أجل التبرك مما لم يأت بها الشرع فلا يجوز

فخلاصة القول :

التبرك من حيث الأصل ممنوع إلا ما استثناه الشرع ويجب أن يتبرك به على مقتضى ما جاء به الشرع

فإن قيل آثار النبي عليه الصلاة والسلام ألا يتبرك بها ؟

فقل : لا ، فلا يجوز التبرك بآثار النبي عليه الصلاة والسلام ، لا بالمناطق والأماكن التي مر بها ولا بإحياء شيء منها ، ولذلك لما قيل لشيخنا ابن باز رحمه الله هل يجوز أن نحيي طريق الهجرة النبوية فقال بالتحريم وأنه وسيلة من وسائل الشرك

أما ما يتعلق بجسده عليه الصلاة والسلام كشعره فقد جاء في صحيح البخاري وغيره :

أن الصحابة كانوا يتبركون بها ويستشفون بها فيصبون ماء على هذا الشعر

هنا من هذه الحيثية يجوز ،

ولكن أيمكن أن يكون هناك شعر للنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الزمن ؟

فقل : لو قيل بوجوده كما زعموا فإنه لا يجوز أن يتبرك به في هذا الزمن لأن مثل هذا الشعر لا يبقى على مدى هذه السنوات ثم ما الذي أدرانا وأعلمنا علم اليقين أن هذا هو شعر النبي عليه الصلاة والسلام قد يلبس على بعض الناس لما يقال هذا هو شعره ما الذي أدراك ؟

والأصل فيما جاز التبرك به شرعا يجب أن نعلم علم اليقين يعني مائة بالمائة أنه شعره عليه الصلاة والسلام

أما ما يفعل الآن من شرائه بالملايين بل إن بعضهم يتعدى ويجازف إلى ما هو أعظم

هب وهذا بعيد هب أننا أثبتنا يقينا مائة بالمائة أن هذه خصال شعر النبي عليه الصلاة والسلام  ما يقر الشرع أن يعمل لهذه الخصال مراسيم تكريم وتكون هناك هيبة وهناك خضوع وخشوع حينما يشترى وحينما يفتح الصندق لإخراج هذه الخصال

هب يقينا أنه شعره فإن مثل هذا الفعل من هذا التكريم ومن هذا الترسيم لهذا الشعر ومن هذا التعظيم هذا وسيلة من وسائل الشرك

ولذلك جميع ما يتعلق بآثار النبي عليه الصلاة والسلام  لا يجوز وقد حذر من ذلك النبي عليه الصلاة والسلام أما ما لو افتراضا ما بقي من شعر أبي بكر وعمر فهذا لا يجوز مطلقا

ولذلك :

الصحابة رضي الله عنهم لما مات النبي عليه الصلاة والسلام لم يتبركوا بشعر أبي بكر وعمر مع أنهم يعلمون يقينا أن هذا هو شعر أبي بكر وعمر أو غيرهما ممن الصحابة رضي الله عنهم

 

فإذا قيل لك :

أيجوز كما يفعل  أن تزار مزارات أو  مساجد غير المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى

فقد قال شيخ الإسلام : لا تشرع زيارة مسجد من المساجد غير المساجد الثلاثة

إذاً :

 ما يفعل من زيارة جبل النور غار حراء أو المساجد التي تكون في المدينة مما لم يأذن الشرع بالذهاب إليها فإن كل هذا من وسائل الشرك

لا مساجد ولا مزارات ولا غيرها

فليحذر المسلم من أن يقع في الشرك من حيث لا يشعر

ولذلك :

خف على نفسك من الشرك ولو كنت من ديار هي ديار التوحيد

لم ؟

لأن  أبا واقد الليثي ومن معه إذا كانوا بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا اجعل لنا ذات أنواط فقد قال المجدد محمد بن عبد الوهاب هنا يجب على العالم أن يخاف على نفسه من الشرك

 

إذا قيل لك :

من وقع في الشرك من حيث لا يقصد أينكر عليه ؟

فقل : نعم ، ينكر عليه ولو كان حسن النية ولو كان في جهاد ، فيجب أن ينكر الشرك بالله ويجب أن تنكر البدع

والدليل :

حديث أبي واقد : هم خرجوا مع النبي عليه الصلاة والسلام إلى غزوة حنين ولما قالوا كما عند الترمذي (( اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ))  لم يسكت عليه الصلاة والسلام وإنما أنكر عليهم صلوات ربي وسلامه عليه

أما ما يقال الآن ويشاع ويذاع من بعض قليلي العلم من أنه لا ينكر على أهل الأهواء لنتفق سويا وليجتمع من يجتمع من أهل الفرق الضالة وأهل الأهواء مع أهل السنة وليكونوا يدا واحدة وصفا واحدة دون أن ينكر عليهم ودون أن يصفى المنهج فهذا لا يقوله طويلب فضلا عن طالب علم بل لا يقوله مسلم فضلا عن طويلب فضلا عن طالب علم فضلا عمن يقول أو يقال إنه عالم

 

إذا قيل لك :

هل الذبح عبادة ؟

فقل : نعم الذبح عبادة ، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك بالله شركا أكبر

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لاَ شَرِيكَ لَهُ }

بل إنه ملعون :

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم :

(( لعن الله من ذبح لغير الله ))

أنا أعطي قاعدة عامة :

الذبح عبادة ، الذبح عبادة

فلا يجوز أن يعبث به فلو أنه ذبح لعظيم من ملك أو رئيس أو زعيم وسمى الله على هذه الذبيحة ولم يذبحه له إكراما لكي يأكل ومن معه ، وإنما ذبحها تعظيما له ونثرها في الطرقات أو نثرها أمامه أو ما يفعل من عبث يقال هذه ذبيحة لفلان وهو في منقطة والآخر في منطقة أخرى ، بل ربما يصور مقطعا من الفيديو ويقول إكراما وتعظيما لفلان بسم الله والله أكبر

هذه من أجل فلان

وكذلك ما يفعل على وجه العبث من انتصار نادي من الأندية أو غير ذلك مما يقال

هذه بمناسبة فوز ذلك النادي أو فوز فريق أو قل ما تشاء مما قد يحدث فلنتق الله لو قرب الإنسان لغير الله حشرة لو قربها لغير الله قرب حشرة لغير الله فإنه مشرك بالله شركا أكبر { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ }

فلنتنبه وهذا مما يؤكد ما قلته وقاله علماؤنا هذا ما قلنا لابد من تعلم التوحيد ولابد من بيان التوحيد ولما يقول أحد العلماء تعلموا التوحيد فلا تقل إني في ديار التوحيد أو إني نشأت في بلاد التوحيد فيجب أن تتعلم التوحيد بل خذها خذها : لا يمكن لأي مسلم أن يكون في معزل عن التوحيد

حتى بعد مماته

كيف ؟

اقرأ في كلام الله { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي }  يعني تصرفك يا الله بي بعد موتي من جزاء أو ما أفعله من عبادة مما عملته في حياتي من وصية ونحو ذلك { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِين  }

 

إذا قيل لك :

من يهودي أو نصراني وهذا مما نحتاج إلى بيانه مع هذا الانفتاح التقني العالمي إذا قال لك يهودي أو نصراني أو صاحب ملة من الملل لو قال إن القرآن الذي تؤمنون به سمى بعض الأمم السابقة بأنهم مسلمون

فنحن وأنتم سواء بدليل ما في كتابكم الذي تؤمنون به فأنتم مسلمون ونحن مسلمون فما جوابك ؟

قل : إن الإسلام نوعان : إسلام عام وهو ما  ذكره عز وجل عن الأمم السابقة وإسلام خاص وهو ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام وهذا الإسلام الخاص الذي أتى به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام نسخ الإسلام العام المذكور عن الأمم السابقة في كلام الله

ما الدليل ؟

{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين }

وصدع بها محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم لما قال :

(( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ))

 يعني أمة الدعوة يعني ممن بلغته دعوة النبي عليه الصلاة والسلام من يهودي أو نصراني أو أي ملة من الملل

قال (( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ))

فتنبه للتفريق بين الإسلامين بين الإسلام الخاص وبين الإسلام العام

 

إذا قال لك يهودي أو نصراني إن القرآن وصف التوراة والإنجيل بأنها هدى ونور فتوراتنا وإنجلينا وقرآنكم سواء

فما جوابك ؟

قل :

على افتراض وجود توراة وإنجيل لم تحرف لم تحرف فإن تلك الكتب السابقة على افتراض يقينا أنها لم تصلها أيدي هؤلاء المحرفين فإنها هدى ونور في وقتها أما بعد مجيء القرآن بعد مجيء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فقد هيمن هذا القرآن على جميع الكتب السابقة  { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ }

فتنبه

 

إذا قيل لك :

أهناك وعيد شديد في الشرع في حق من تستر على أهل البدع ؟

فقل : نعم

 وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم (( لعن الله من آوى محدثا ))

انظر اللعنة وقعت على من ؟

على من آواه وتستر عليه فما ظنكم بمن يدافع عن أهل البدع وعن أهل الأهواء فما ظنكم بمن يقع في هذه البدع ؟!

فتنبه رعاك الله ، لا تقل هذا فلان أو هذا فلان ، لا ، قل  ماذا قال فلان ؟

 ثم بعد ذلك اعرض قول وفعل فلان على كتاب الله وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى تسلم لأنه والله لن ينفعك إذا دافعت عن مبتدع أو عن أي أحد من أهل الأهواء والله إنه لن ينفعك لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فلنتق الله