العلامات الكبرى للساعة ـ الجزء الثالث ( نزول عيسى بن مريم )

العلامات الكبرى للساعة ـ الجزء الثالث ( نزول عيسى بن مريم )

مشاهدات: 466

العلامات الكبرى للساعة  ـ الجزء الثالث

( نزول عيسى بن مريم )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

أما بعد : فيا عباد الله :

تحدثنا في الجمعة الماضية عن ( خروج المسيح الدجال ) والمسيح الدجال كما جاء عند مسلم ( يمكث في الأرض أربعين يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ) يعني كأسبوع ( وسائر أيامه كأيامكم ) وإذا خرج هذا الرجل من بني آدم فإن الناس يفرون منه ، كما جاء في المسند من حديث أم شريك رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليَفِرْنَّ الناس من الدجال في الجبال ) هذا الرجل إذا خرج ينزل بعده عيسى ابن مريم عليه السلام ، ينزل من أجل أن يقتله ، وقد جاءت أحاديث تُبين صفات عيسى ابن مريم ، وهو مسيح الهدى ، بينما المسيح الدجال هو مسيح الضلالة ، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن عيسى عليه السلام رَبْعة من الرجال ) أي ( مربوع ) كما جاء عند أبي داود ، يعني ليس بالطويل وليس بالقصير ، وجاء في الصحيحين ( أحمر كأنما خرج من دِيْماس ) يعني كأنما خرج من حمَّام ، وجاء عند البخاري أنه ( جَعْد ، وعريض الصدر ) وجاء عند مسلم ( أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي ) وعروة بن مسعود الثقفي هو أحد الصحابة الأجلاء ، أسلم بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الطائف ، وكانت له يدٌ بيضاء في صلح الحديبية ، وعروة رضي الله عنه كان رجلا مطاعا مُحببا في قومه فأتاهم ليدعوهم إلى الإسلام ، لكنهم قتلوه ، وقد جاء حديث لا يصح كما بيَّن ذلك الألباني رحمه الله في الضعيفة ( مثل عروة كمثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه ) فهذا الحديث لا يصح كما نبه على ذلك الألباني رحمه الله ، الشاهد من هذا – أن من بين صفات عيسى عليه السلام كما جاء في الصحيحين ( أنه أَدَم ) يعني أسمر ، وكيف يُوفق بين هذه الرواية وبين الرواية الأخرى ( أنه أحمر ) قال العلماء : إنه أدم ، لكنه كان صافي الأُدمة ، ويؤيده ما جاء عند أبي داود ( ما بين الحمرة والبياض ) فهو فيه شيء من السمرة لكنها سمرة صافية ، قال عليه الصلاة والسلام ( أدم كأحسن ما أنت راءٍ من أدم الرجال ، له لِمَّة ) الشعر إذا وصل إلى شحمة الأذنين يسمى بـ ( لِمَّة ) قال له  ( له لِمَّة كأحسن ما أنت راءٍ من اللِمّم ، قد رَجّلَها فهي تقطر ماءً ) يعني سرحها فهي تقطر ماء ، وجاء عند مسلم ( أنه سبط الشعر ) يعني ناعم الشعر ، بينما في رواية البخاري ( أنه جعد ) والتوفيق بينهما كما أشار إلى ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ” ( أنه جعد ) بمعنى أن جسمه متجعد لاكتناز لحمه ، بينما ( رَجل الشعر ) يعني أن شعره ناعم ، فلا تعارض بين الروايتين ، وجاء في صحيح مسلم من حديث النواس رضي الله عنه ( أنه ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتين ) وتُنطق ( مهروذتين ) بالذال والدال ، والدال أشهر ( بين مَهْرُودَتين ) أي لابس ( مَهْرُودَتين) وهما ثوبان يُصبغان بوَرْس ثم زعفران ( واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قَطَّر ، وإذا رفع رأسه تحدَّر منه جُمَان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِه إلا مات ونفسه حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه ) يعني يطلب عيسى ابن مريم الدجالَ ( فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله ) ولذا عند مسلم في حديث آخر ( أنه إذا رآه عدو الله ) إذا رأى الدجال عيسى ابن مريم ( إذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن الله يقتله بيده فيُري الناس دمه في حربته ) وهذا دليل على أنه من بني آدم لأنه يقتله ويُري الناس دمه في حربته  ( ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم الله من الدجال فيمسح عيسى ابن مريم وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة )

وعيسى ابن مريم عليه السلام ينزل على فئة وهي الطائفة المنصورة ، ولذا جاء في حديث عمران في المسند ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم مَنْ ناوَأهم حتى يُقاتل آخرهم المسيح الدجال ) بمعنى أن عيسى يقاتل معه الطائفة المنصورة يقاتلون المسيح الدجال .

قال ابن كثير رحمه الله في النهاية ” وهذا هو الأشهر في موضع نزوله ، فليس بدمشق منارة بيضاء سوى المنارة التي بجانب الجامع الأموي ، وهذا يناسب نزول عيسى ، لأنه إذا نزل -= كما مر معنا – قد أقيمت الصلاة للمهدي فيقدم المهدي عيسى فيقول لا ، إن بعضكم لبعض أمير تكْرِمة الله لهذه الأمة ، هذا هو المناسب من أن هذا المكان يكون شرقي دمشق بجانب الجامع الأموي ، قال رحمه الله وفي سنة إحدى وأربعين وسبعمائة جَّدد المسلمون المنارة بأموال النصارى ، فيقول رحمه الله هذا من دلائل النبوة أن عيسى الذي بُعث إلى النصارى ينزل عند هذه المنارة التي جُدِّدت بأموال النصارى فينزل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ” ا.هـ

ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام دل عليه كتاب الله عز وجل ، قال تعالى { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا }الزخرف61 ، يعني أن نزوله عِلم من علامات الساعة ، ويدل له ما جاء في قراءة ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكر ذلك الطبري في تفسيره وكذلك القرطبي { وإنه لعَلَم للساعة } قال ابن كثير رحمه الله ” وهذا هو القول الصحيح وما عداه من الأقوال في الآية فلا يصح “

ويدل له قوله تعالى {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً }النساء159 ، على أشهر التفسيرين ” أن عيسى عليه السلام سيؤمن به طائفة من اليهود في آخر الزمان “

وعيسى ابن مريم عليه السلام كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( إذا نزل يكسر الصليب ) من باب الدلائل على أن دين النصارى قد حُرِّف وبُدِّل ولا يعتد به ، ومن باب أنه لا يصح دين مع دين الإسلام ، مع دين محمد صلى الله عليه وسلم ، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لينزلن فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال فلا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ) ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه ( اقرءوا إن شئتم قوله تعالى { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً }النساء159 )

ما الحكمة من نزول عيسى ابن مريم دون غيره من الأنبياء ؟

هناك أوجه أربعة ، أصحها ما قاله ابن حجر رحمه الله في الفتح ” من أنه ينزل ليدفع حجة اليهود الذين قالوا بأنهم قتلوه وصلبوه ، فينزل عيسى ابن مريم فيقتلهم ويقتل رئيسهم ” من رئيسهم ؟ الدجال ، لأن أكثر أتباع المسيح الدجال هم اليهود

وهناك رأي ” من أن عيسى ابن مريم لما أُخبر بصفة أمة محمد عليه الصلاة والسلام في الإنجيل من أن لهم فضلا وقدرا ، كما بيَّن ذلك عز وجل في سورة الفتح {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ} يعني صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } يعني فروعا له { فَآزَرَهُ } يعني قوَّاه { فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ }الفتح29 ، يدل هذا على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذه الآيات أنها أمة متحدة مجتمعة على الحق ، فلما سمع بصفاتهم دعا عيسى ربه عز وجل أن يجعله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولذا الذهبي رحمه الله في كتابه ” تجريد الصحابة ” قال ” إن عيسى نبي وصحابي ” أما كونه نبيا فهذا شيء معلوم ، أما كونه صحابيا لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، يقول رحمه الله  ” وهو آخر الصحابة موتا “

وعيسى ابن مريم عليه السلام إذا نزل يحكم بالإسلام ويكون مجددا له ، ولا يحكم بشريعة أخرى ، وليس ناسخا لأحكام شريعة أمة محمد صلى الله عليه وسلم  – كلا – ولذا في مسند الإمام أحمد قال عليه الصلاة والسلام ( لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي ) هذا موسى فكيف بعيسى ؟ عليهما السلام .

وإذا نزل عيسى عليه السلام لا تنقطع الأحكام الشريعة ، بعض الناس ذهب إلى أن الأحكام الشرعية تنقطع إذا نزل عيسى ، وهذا ليس بصحيح ، لم ؟ لأن الصلاة تُقام ويصلي بهم المهدي ويصلي عيسى خلفه ، ولأن عيسى عليه السلام سيحج كما جاء عند مسلم ، قال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده ليُهِلَّنَّ ابن مريم بفَجِّ الروحاء ) وهو طريق بين مكة والمدينة سلكه النبي صلى الله عليه وسلم لما ذهب إلى غزوة الفتح ولما ذهب إلى مكة للحج ( والذي نفسي بيده ليُهلن ابن مريم بفَجِّ الروحاء حاجَّا أو معتمرا أو ليُثَنِّينَّهما ) أو ليجمع بين العمرة وبين الحج .

وإذا جاء زمن عيسى ابن مريم عليه السلام عمَّ الرخاء وكثرت البركة وانتشر الأمن ، ولذا في صحيح مسلم ( ثم يقال للأرض ردي بركتك وأنبتي ثمرتك ، فتأكل العِصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك الله في الرِّسل ) يعني اللبن ( حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، وإن اللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، وإن اللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ) وفي المسند وصححه ابن حجر رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( وتقع الأمنة على الأرض ) يعني يقع الأمان على الأرض ( حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنِّمَار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيّات لا تضرهم )

وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم ( ولتُتْرَكن القِلاص فلا يسعى عليها ) والقلاص : جمع قلوص وهي الناقة الشابة ، وعبَّر بها لأنها أعظم وأنفس أموال العرب ، قال ( ولتتركن القِلاص فلا يسعى عليها  ، ولتذهب الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد )

قال النووي رحمه الله ” إنما يُزهد في الإبل الشابة لكثرة المال ، وقلة الآمال ، وعلم الناس بقرب الساعة “

ومعنى ( لا يسعى عليها ) يعني لا يُعتنى بها .

وذهب القاضي عياض إلى أن ” زكاتها لا تُطلب لأنه لا أحد يقبلها ” وأنكر ذلك النووي ، وليس إنكاره بمستحسن لأنه ورد حديث يدل على ما ذكره القاضي عياض سأذكره إن شاء الله .

وعيسى ابن مريم عليه السلام جاء في صحيح مسلم ما يدل على أنه يبقى سبع سنين ، قال عليه الصلاة والسلام ( ثم يمكث سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ) لكن جاء في مسند الإمام أحمد ( فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ) كيف نجمع بين هاتين الروايتين ؟

قال بعض العلماء ( سبع سنين ) تُضاف إلى ما عاشه قبل أن يرفع إلى السماء ، لأنه رُفع إلى السماء وهو عمره ثلاث وثلاثون سنة ، فإذا جمعنا هذين العددين أصبح العدد أربعين سنة ، وهذا فيه ما فيه ، ولذا قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ، قال ” ما ورد أن عيسى رُفع وعمره ثلاث وثلاثون سنة ليس له أثر متصل صحيح ” ا.هـ

إذاً لا تعارض بين الحديثين ، لم ؟ لأنه في رواية مسلم ( ثم يمكث في الأرض سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ) فلا يدل على تصريح بأنه يبقى سبع سنين ، بل الرواية التي تجزم هي التي تقوم بأنه ( يمكث في الأرض أربعين سنة ) ثم جاء الترتيب ( ثم يُتوفى ويصلي عليه المسلمون ) .

وجاء في حديث أبي هريرة في سنن أبي داود ، قال عليه الصلاة والسلام في عيسى ( كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناسَ على الإسلام ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام )

الخطبة الثانية

أما بعد فيا عباد الله /

جاء في سنن ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( وتُترك الصدقة فلا يسعى على بعير ولا شاة ) وهذا يؤيد ما ذهب إلى القاضي عياض من أن الزكاة لا تُطلب لعدم قبول الناس لها ( وترفع الشحناء والتباغض وتُنزع حُمَة ) والحمة هي السم  ( وتُنزع حُمَة كل ذات حمة حتى يُدخل الوليد يده في فِيّ الحية فلا تضره ، ويكون الذئب مع الغنم كأنه كلبها ، وتُملأ الأرض من السِلْم ) يعني من الأمن والسلامة ( كما يملأ الإناء من الماء ، وتكون الكلمة واحدة فلا يُعبد إلا الله عز وجل، وتضعُ الحرب أوزارها ) يعني إذا نزل عيسى ابن مريم وقتل الدجال فلا حروب ( وتنبت الأرض نباتها حتى يجتمع النفر على القِطف من العنب فيشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ، ويكون الفرس بدريهمات ) يعني ليس بمرغوب فيه ، وبيَّن في هذا الحديث أنه قبل أن يخرج المسيح الدجال سيصب الناس جوع شديد في غضون ثلاث سنين ، قال ( وقبل خروج الدجال ثلاث سنوات يصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله السماء في السنة الأولى فتحبس ثلث مطرها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر الله عز وجل السماء في السنة الثانية أن تحبس ثلثي مطرها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر الله عز وجل السماء في السنة الثالثة أن تحبس مطرها كله فلا تنزل قطرة ، ويأمر الأرض أن تحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء ، فلا يبقى ذات ظلف ) يعني من البهائم ، ثم قال عليه الصلاة والسلام ( التهليل والتكبير والتحميد يجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام ) هذا عند ابن ماجة وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع ، وصحح أيضا رحمه الله في صحيح الجامع حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( طوبى لعيش بعد المسيح ) يعني بعد عيسى ابن مريم ( يُؤذن للسماء بالقطر ويؤذن للأرض بالنبات حتى لو بذرت حبتك على صفاة لنبتت ، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ، ويطأ على الحية فلا تضره ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض )

وبهذا ينتهي الحديث عن إحدى علامات الساعة الكبرى وهي نزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، والحديث يتوالى إن شاء الله عز وجل في ذكر العلامات الكبرى للساعة في الجمع القادمة .

الخاتمة : …………….