أب يترك ابنته في شدة الحر تأتي من المدرسة ولا يأتي بها

أب يترك ابنته في شدة الحر تأتي من المدرسة ولا يأتي بها

مشاهدات: 388

أب يترك ابنته في شدة الحر تأتي من المدرسة ولا يأتي بها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أب يترك ابنته في شدة الحر تأتي من المدرسة ولا يأتي بها

المؤمن مبتلى وهي مبتلاة والإنسان قد يبتلى بأم أو بأب أو بولد أو بزوجة فعليها أن تصبر ، لا شك أنه خطأ عظيم أن يصدر هذا من أب ولا أدري هل هذا الأب يحمل قلبا على مقتضى الفطرة ؛ لأن مقتضى الفطرة قلب الأب به حنان به شفقة ولا يريد أن تمس ابنته بسوء

والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لما قال لما خطب علي بنت أبي جهل فغضب عليه الصلاة والسلام فقال : ( إن فاطمة يريبها ما رابني ) قال     ( هي بضعة مني ) يعني قطعة لحم مني ( يريبني ما رابها )

يعني ما يغضبها يغضبني وما يتعبها يتعبني فكيف بهذا الأب وبهذه الصورة ؟!

والنبي عليه الصلاة والسلام كما صح عنه قال ( إن أبعد الناس من الله ذو القلب القاسي )

يعني يحمل هذا الأب قسوة كيف يدع هذه البنت في شدة الحرارة وربما يصيبها من الأخطار ما يصيبها ثم إذا به يشتمها ويعيبها إذا تكلمت كيف تأتي ببناتك الأخريات وتدعني في الطريق أذهب وحدي ؟!

فالشاهد من هذا لا يعالج الخطأ بخطأ ، لا شك أنه أخطأ ولكن لا يعالج هذا الخطا بخطأ فلا تغضب أباها وإنما عليها أن تدعو له

والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند مسلم ( وما زاد الله عبد بعفو إلا عزة )

وإن عفت عن أبيها وصبرت وتحملت كما قال تعالى { وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ } فهو خير لها

وعليها أن تدعو الله أن يحنن ويرقق قلب والدها عليها لكن لا تعالج الخطأ بخطأ آخر

وعلى هذا الأب أن يتقي الله

بعض الناس قد يخرج من دائرة الإنسانية  لو كان إنسانا عاديا بعيدا عنها لرحمها

تألمنا من هذها السؤال ونحن بعيدون عنه فكيف بأب ؟!