أحكام مغلظة
في حق من ينام عن صلاة الظهر والعصر في رمضان
وكيف نتعامل مع هذه الظاهرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أنها ظاهرة حلت بشبابنا وببعض بناتنا من أنهم يسهرون الليل كله وربما يزيدون على ذلك إلى ما بعد الفجر ثم إذا بهم ينامون عن صلاة الظهر ، وربما تلحق صلاة العصر بصلاة الظهر
ونحن ننصح هؤلاء :
أن يتقوا الله
وليعلموا :
أنهم عباد لله : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
يعني :
هذه الدنيا ليست مسرحا للعب أو للنوم ولاسيما في مثل هذا الشهر الفضيل الذي له مزية
إذ كان له مكانة وقدر في نفس النبي عليه الصلاة والسلام
فهي مواسم خيرة
ما ينبغي لعاقل أن يفوت على نفسه الخير الذي أودعه الله في هذا الشهر
ثم :
من يتذكر أن من ترك الصلاة أو فرط فيها وصام فإن صومه لا يصح
لِمَ ؟
لأن من ترك الصلاة يعد نسأل الله السلامة والعافية من الكفار
والنبي عليه الصلاة والسلام بيَّن وعيدا شديدا في حق من ينام
لا يظن أحد أن الأمر بسيط
تصور :
نسأل الله السلامة والعافية
لو أن الإنسان وضع رأسه على الفراش وبيَّت النية على ألا يقوم إلا بعد العصر
إذاً :
ستفوته صلاة الظهر وصلاة العصر
هل يأمن أنه تأتيه المنية في مثل هذه النومة ثم تقبض روحه ؟
كيف يواجه الله ؟
وفي مثل هذا الشهر الذي فرط فيه والذي أدركه هو نعمة عليه لو استغله
قد حرم إدراك هذا الشهر أناس كثر
كانوا معنا في العام الماضي ، والآن أين هم ؟
تحت أطباق الثرى
فعلى المسلم أن يتوعى لهذا الأمر
فالنبي عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري :
(( أخذه الملكان فمر عليه الصلاة والسلام برجل مستلق وإذا برجل معه صخرة فيشدخ رأسه فيتدهده الحجر فيذهب ليأخذ الحجر فلا يعود إلا وقد صح رأسه فيفعل به هكذا ، قال عليه الصلاة والسلام : (( إلى يوم القيامة ))
يعني : له عذاب في القبر
(( فقال عليه الصلاة والسلام : من هذا ؟ فقالا : هذا الرجل يرفض القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة ))
فأي صوم هذا ؟
النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما عند الحاكم :
(( ليس الصيام من الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو الرفث ))
إذا ضيعت هذه الصلاة ماذا بقي لنا ؟
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
(( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ))
والنبي عليه الصلاة والسلام :
لما سئل كما في الصحيحن :
(( عن أفضل ألأعمال قال الصلاة على مواقيتها ))
من أفضل الأعمال
فكيف يفرط في هذا الجانب ؟
ثم علينا نحن الآباء وكذلك على الأمها ت :
أن يحرصوا على هذا الأمر
أعرف أن هناك معاناة شديدة وأعرف أن الأُسَر وأنّ أرباب الأسر لا ترضى بهذا ، وتنكر هذا
لكن :
قد يخرج الأمر عن إرادتها
مع ذلك نقول :
لا ييأس الإنسان عليه أن يدعو الله في هذا الشهر أن يصلح ذريته
وعليه أن يتابع النصيحة تلو الأخرى لهؤلاء الشباب علّ كلمة ، علّ موعظة تصل إلى قلب أحدهم فيكون مفتوحا في تلك الساعة فيهديه الله
ولا ييأس
لِمَ ؟
لأنا نعرف أناسا وجميع المشاهدين يعرفون أن هناك أناسا كانوا على الضلالة مما قد يستبعد الإنسان أن يكونوا من المهتدين
ومع ذلك هداهم الله عز وجل
عامر بن ربيعة :
” لما تهيأ للهجرة وزوجته فذهب رضي الله عنه فمر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ورجع زوجها فقالت : مر بي الساعة عمر فكأني وجدت فيه رقة فقال : إليك عني ـــ يعني ابتعدي عني ـــ والله لو أسلم حمار بن الخطاب ما أسلم عمر “
ومع ذلك أسلم عمر رضي الله عنه ونفع الله به الأمة
فنحن لا نيأس علينا الدعاء
ثم على هؤلاء الشباب كما أسلفت عليهم أن يتقوا الله وألا يمضي هذا الشهر عليهم هكذا
يعني :
قبل أيام قليلة نستقبل هذا الشهر وفرحنا به ونحن اليوم في اليوم الخامس وما هي إلا لحظات إذا ببعضنا يبارك لبعض بالعيد
وهكذا الدنيا تسير
ولكن الموفق :
هو من جعل الدنيا مطية الآخرة يركب الدنيا لكي يمتطي هذه الدنيا من أجل أن يصل إلى بر الأمان حينما يقال للصائمين ولغيرهم :
{ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }
يعني : في أيام الدنيا
نسأل الله أن يصلح نياتنا وذرياتنا والمسلمين