أما بعد : ..
فقد وردت أحاديث في فضل العمرة ،منها ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم كما عند الترمذي (تابعوا بين الحج و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد و الذهب و الفضة ) و قال صلوات ربي و سلامه عليه كما عند مسلم ( من أتى هذا البيت فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) فهذان الحديثان و ما يماثلهما يدلان على أن العمرة إذا تابع الإنسان أداءها يذهب عنه الفقر ،و تزول عنه الذنوب و أي إزالة ؟ إزالة الذنوب كلها لأنه قال (من أتى هذا البيت) فيشمل من حج أو اعتمر ، و معلوم أن أيام السنة كلها هي أيامٌ للعمرة ،فتكون في صفر في شوال في ربيع في أي زمن ، فهذا وقت لها، و بالنسبة للحج فإن شهوره معلومة مبينة و لو سئلتُ سؤالا و هو مصب حديثي الليلة ما هو أفضل زمن تُؤدّى فيه العمرة ؟ رمضان – لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في الصحيحين (عمرة في رمضان تعدل حجة قال حجة معي ) لو قال قائل ربما أحدنا أو بعضنا لم يتسنى له أداء العمرة في رمضان أو أدى العمرة في رمضان و أراد أن يعرف الزمن الذي يلي رمضان في أفضلية العمرة ، نقول :العمرة في أشهر الحج ، ما هي أشهر الحج ؟ شوال ،و وذو القعدة ،و وذو الحجة ، فمن أدى عمرة في شوال أو من أداها في ذي القعدة أو في ذي الحجة فقد أتى بالعمرة في أفضل أوقاتها بعد رمضان، و الدليل أن النبي صلى الله عليه و سلم أدى عُمَرَهُ كلَها في ذي القعدة ، نعم أداها كلها في ذي القعدة و لأن أشهر الحج يُؤدى فيها الحج ، و العمرة سماها الشرع حجا أصغر ، إذاً أفضل ما تُؤدى فيه العمرة هي أشهر الحج لأنها حج أصغر و لذا يقول ابن القيم رحمه الله (ما كان الله ليختار لنبيه صلى الله عليه و سلم إلا الأفضل) إذاً من لم يتسنى له أن يعتمر في رمضان ، أو اعتمر في رمضان، و رغب في الزمن الفاضل الذي يلي رمضان، ففي أي وقت ؟ في أشهر الحج ، ما هي أشهر الحج ؟ شوال و وذو القعدة و ذو الحجة 0
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم