الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء الثالث

الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء الثالث

مشاهدات: 38

الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر (3 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذه هي الخطبة الثالثة المسماة :

بخطبة الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر

 

هناك عبرة من خروج سعيد بن جبير رحمه الله مع ابن الأشعث على خلفاء بني أمية زمن الحجاج

سعيد بن جبير :

والناس يستشهدو ن بقصته في جواز الخروج على الولاة

من هو سعيد بن جبير ؟

ذكر الذهبي في السير فقال : ” هو سعيد بن جبير بن هشام الحافظ المفسر الكوفي لاشك أنه عالم من علماء الأمة وهذا الرجل أعطاه الله عبادة واستجابة في الدعاء كان يقرأ القرآن في ليلة وكان يقوم الليل حينما يوقظه ديك عنده

فلم يستيقظ تلك الليلة بسبب أن هذا الديك لم يؤذن فقال فيه :

ما باله قطع الله صوته فلم يصح بعدها هذا الديك

فقالت أمه : لا تدعو على أحد بعد هذا

هو رحمه الله لما خرج ابن الأشعث كما ذكرت في الجمعة الماضية خرج معه سعيد بن جبير

سعيد بن جبير لما انهزم ابن الأشعث ماذا فعل ؟

طال اختفاؤه وطال هروبه خيفة من بطش الحجاج فظل مختفيا كما قال ابن كثير في البداية ظل ثنتي  عشرة سنة مختفيا عن الحجاج بن يوسف

لكن قدر الله نافذ

إذا به يُعثَر عليه ويؤتى به إلى الحجاج

لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج

قال : لم خرجت علينا ؟

قال : بيعة في عنقي لابن الأشعث

فغضب الحجاج وصفق بيديه وقال : سبحان الله بيعة أمير المؤمنين أسبق من بيعة ابن الأشعث !

فقال له : ما اسمك ؟

قال : اسمي سعيد بن جبير

قال : بل أنت شقي بن كسير

فقال سعيد : ليس إليك

فقال الحجاج : شقيت وشقيت أمك

ثم قال : وجهوه وجهة النصارى

فقال سعيد بن جبير : (( فأينما تولوا فثم وجه الله ))

ثم قال : اطرحوه أرضا

فقال سعيد :{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } طه55

فقال الحجاج : لأنزلن بك نارا تلظى

فقال سعيد : لو كان هذا الأمر إليك لعبدتك من دون الله

ثم أمر بقتله

قال ابن كثير : ما يذكر من قصص مطولة في المحاورة بن سعيد بن جبير في قتله وبين الحجاج فإن أكثرها لا يصح، وقد روى أبو نعيم في الحلية كما قال ابن كثير روى هذا الذي ذكرته لكم آنفا قال : وهذا أحسن ما روي وقد روي في قصة قتله أشياء طويلة لكن لا يصح أكثرها

ما هي العبرة ؟

العبرة :

أنه بخروج سعيد بن جبير مع ابن الأشعث على الحجاج ولاشك أن هذا خطأ ولو كان عالما فإن الناس يجب أن يرجعوا إلى ما قاله الله وقاله رسول الله عليه الصلاة والسلام

ولكن حال سعيد بن جبير حاله كحال ما قال شيخ الإسلام  أن بعض الفضلاء قد يخرج على الولاة بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال شيخ الإسلام : لكن الخروج على الولاة يسبب مفاسد أكثر فإذا كان هذا إنكار هذا المنكر على الولاة بالخروج عليه يترتب وهو يترتب لاشك في ذلك يترتب عليه منكر أكبر كان هذا الإنكار منكرا أكبر من الأول

ما الذي جنته الأمة من خروج سعيد بن جبير ؟

أن الأمة حرمت من علمه

يقول عمرو بن ميمون عن أبيه كما قال الذهبي في السير

قال : ” ما هناك احد على وجه الأرض إلا وهو محتاج إلى علم سعيد بن جبير “

إذاً : خسرت الأمة في حياة سعيد ثنتي عشرة سنة خسرت علمه وبعد وفاته خسرت أيضا

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبرة وعظة من خروج مسلم بن يسار على الحجاج بن يوسف مع ابن الأشعث

سبحان الله :

من هو مسلم بن يسار ؟

يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء :

قال  : ” هو مسلم بن يسار الفقيه الزاهد ، كان يحج كل عام وكان صاحب صلاة وكان رحمه الله لا يفضل عليه أحد في زمنه حتى إن الحسن البصري كان معاصرا له وكان يفضل على الحسن

فما الذي جرى ؟

قام ابن الأشعث على الحجاج في زمن الخلافة الأموية قالوا له : إن أردت أن يقاتل الناس حولك كما قاتل الناس حول جمل عائشة في وقعة الجمل فأحضر معك مسلم بن يسار والحسن البصري

يعني : أصحاب الفتن يبحثون عن أهل العلم وعن أهل الخير لأن عامة الناس يثقون في العلماء فإذا رأوا أمثال هؤلاء قالوا : إن هؤلاء على حق

فأتوا إلى مسلم بن يسار وحضر مع ابن الأشعث في النزال بينه وبين الحجاج

أما الحسن أراد أن يرغمه ابن الأشعث لكنه هرب وكان ينكر الخروج على الحجاج بن يوسف مع أن الحجاج بن يوسف كان حريصا على أن يقتل الحسن

لكن هذا دين

ولذلك :

أعظم من عانى من الولاة وأنا حصرت التعليق على هذه الأشياء  على الإمام أحمد ، على ابن تيمية ، على الحسن البصري وغيرهم لأن أعظم من عانى من الولاة في عصرهم الإمام أحمد

 الحسن البصري

شيخ الإسلام

ومع ذلك مع أنهم عانوا وعذبوا وحبسوا وطردوا وحرموا مع هذا كله لما أتى شرع الله وضحوا وبينوا

فالشاهد من هذا :

أن مسلم بن يسار شارك لكنه لم يشارك لا بسيف ولا برمح

فما الذي جرى ؟

في سير أعلام النبلاء قال : أيوب عن  أبي قلابة قال مسلم بن يسار لما انتهت المعركة وقتل فيها من قتل ، قتل فيها خلق كثير بين ابن الأشعث والحجاج من قتل ؟ قتل المسلمون

قال مسلم لأبي قلابة : ” إني أحمد الله أني لم أضرب بسيف ولم أرم بسهم

قال أبو قلابة : صحيح أنك لم تضرب بسيف ولم ترم بسهم ولكن ما رأيك في رجل رآك وقال : إن مسلم بن يسار ما وقف هذا الموقف مع ابن الأشعث إلا لأنه موقف حق ثم أخذ سيفه فدخل في القوم فقاتل ثم قتل

قال : فجعل مسلم بن يسار يبكي بكاء شديدا

فقال أبو قلابة : وددت أن الأرض حينها انشقت ثم ابتلعتني

إذاً :

حتى ولو كانت مشاركة بالمظهر لو لم تزهق دما لو لم تفعل شيئا

وجودك وأنت من أهل العلم مع من خرج على الولاة هذا يعد مثلبة

ولذلك :

ما الذي جرى ؟

قال الذهبي : كان مسلم بن يسار كان أعلى منزلة عند الناس من الحسن البصري

كلاهما كان في منزلة عالية لكن مسلم كان أعظم

قال : ” لما فعل ما فعل مع ابن الأشعث اتضعت يعني : انحطت

اتضعت منزلة مسلم بن يسار عند الناس وارتفعت منزلة الحسن البصري

 

 لأن الحسن البصري كان بين ناظريه قال الله وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام فرفع الله شأنه

ولاشك أن في أمثال هؤلاء خير لا يظن لما أذكر هذه الأشياء عن سعيد بن جبير عن مسلم بن يسار فهؤلاء أئمة

ولكن هؤلاء أخطأوا وقد خالفهم كثير ممن في عصرهم فدل هذا أنهم اجتهدوا ولكنهم أخطأوا في هذا الأمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولذلك لما انتهى ما انتهى مع ابن الأشعث

القراء شاركوا مع ابن الأشعث

يقول أيوب السختياني : ” ما سلم أحد من القراء منهم من قتل

من قتل ذهب أمره إلى الله

أما من سلم يقول أيوب السختياني يقول : ” ما من أحد من القراء سلم إلا ندم على فعلته أنه خرج مع ابن الأشعث

ولذلك يقول شقيق بن ثور السدوسي كما في سير أعلام النبلاء وشارك في صفين

قال : كم من باطل قد أحققناه وكم من حق قد أبطلناه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عبرة وعظة من خروج الشعبي علامة عصره

الشعبي خرج مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف في ضمن من خرج كما مر مسلم بن يسار وسعيد بن جبير

من هو الشعبي ؟

الشعبي هو عامر بن شراحيل كما قال الذهبي في السير هو علامة عصره

فأتى الحجاج العراق في  أول الأمر فسأله الحجاج أسئلة فأجاب إجابة شافية فأعجبه أمره فقال : أنا أوليك عريفا يعني رئيسا على الشعبيين

والشعبيون متفرقون في الكوفة في مصر وفي اليمن

ولذلك :

من في الكوفة يقال له : شعبي

ومن في مصر يقال له : الأشعوبي

ومن في اليمن يقال له : آل شعبين

الشاهد من هذا :

أنه ولاه وأكرمه وجعله سيدا لما خرج ابن الأشعث قالوا من يقوي شوكتنا إضافة إلى سعيد بن جبير ومسلم بن يسار

فقالوا : الشعبي

فاتوا إلى الشعبي

ولذلك :

أخطئوا رحمهم الله

على العالم أن يستفيد في هذا العصر من أخطاء من سبق

يعني : لا أسير من قبل عامة الناس

بعض الناس ما يقوله الناس حوله يفعل

هذا خطأ

أو أنه لو قيل له : يا فلان شارك بكلمة قل في هذا الحدث إذا به من المسارعين

إذا لم يسارع غضب عليه من قبل الجمهور

يا أخي أنقذ نفسك

هؤلاء والله لن ينفعوك فلا تغتر بما يقال فيك ولا تغتر بتلك الجموع التي تحيط بك كلا

لا تغتر بهذه الأشياء فإنها لا تفيدكم أبدا وانظر إلى حال مسلم بن يسار كما أسلفت

الشاهد من هذا:

أنهم أتوا إلى الشعبي فجملوا له الأمر باعتبار أن هذا دين وهذا خير

وإذا به يقف في صف ابن الأشعث ضد الحجاج  والحجاج قد أكرمه

إذا به يقف في صف ابن الأشعث بل لا يقتصر على ذلك

إذا به ينادي :

هذا من الخطورة بمكان أن يتنصب عالم في مثل هذا الأمر لكنه رحمه الله  كما ذكرت هؤلاء علماء أجلاء لكن  أذكر هذه الأشياء من باب أخذ العبرة والعظة

وما كان لي أن أتحدث وما كان في نيتي أن أتحدث ولا خطر في بالي أن أتحدث  في مثل هذا الأمر إلا لما جرى في الأمة ما جرى

هنا يجب الحديث من باب أنه واجب على طالب العلم أن يبين للناس شرع الله وأن يأخذ الناس العبر مما حدث في الأزمان الغابرة

الشاهد من هذا :

أنه لم يكتف بهذا

بل وقف في الصف وجعل يذكر الحجاج بمعائب ومثالب

ما الذي جرى ؟

الذي جرى أن ابن الأشعث انهزم وتعرفون أنه انتحر

سبحان الله من يخرج على الولاة ومن يتتبع سيرهم  سبحان الله تجد أنه إما أن يقتل وإما أن ينتحر وإما أن يحبس وإما أن يعذب وإما أن ينافق

إن صح التعبير  بأنه نفاق حتى يسلم

فما الذي جرى ؟

الشعبي مع أنه كان حافظا لكن إذا لم يوفقك الله فلا توفيق لك إذا لم يوفقك الل

فالشاهد من هذا :

أنه كان حافظا ولذلك :

يقول : ما كتبت سوداء في بيضاء ولا سمعت شيئا إلا حفظته وما سمعت من أحد حديثا إلا كرهت أن يعيده علي مرة أخرى  لأنه حفظه

فالشاهد من هذا :

أنه قبض عليه فلما قبض عليه وأتي بالقيود يقول : أول من لقيني يزيد بن أبي مسلم وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون

على ما في صدرك من العلم يا شعبي

ليس اليوم يوم الشفاعة

يقول : أنا أريد أن أشفع لك لكن ليس هذا اليوم بيوم الشفاعة ولكن بوء إلى الحجاج بالنفاق حتى تسلم منه

قال : فعظم الأمر علي

يقول  فخرج من الحجاج شخص يقال له : محمد بن الحجاج فقال لي مثل ما قال لي يزيد بن أبي مسلم : بوء إلى الحجاج بالنفاق حتى تسلم

يقول : فعظم علي الأمر

فأدخل الشعبي على الحجاج بن يوسف

فلما أدخل عليه وهو موثق بالقيود

قال : وأنت وأنت يا شعبي أكرمناك ولم تكن سيدا ولا شريفا

وأعطيناك ثم فعلت وفعلت

ولم يتكلم الشعبي بتاتا حتى قال له الحجاج : تكلم

فماذا صنع الشعبي ؟

هو بين أمرين

ولذلك يقول الذهبي رحمه الله : ” لو أن سعيد بن جبير تلطف مع الحجاج كما تلطف الشعبي لنجي من الحجاج

ولكن لماذا نحوج أنفسنا إلى مثل هذا الأمر فتنحط مرتبة أهل العلم

الشاهد من هذا :

أنه قال تكلم يا شعبي

فقال الشعبي  : أصلح الله الأمير ، أحزن بنا المنزل وأجدب منا الجناب ، وضاق بنا المسلك واكتحلنا السهر وارتحلنا الخوف ورمينا في خزية

يقول : نحن مع ابن الأشعث في خزية

يقول : ورمينا في خزية فلم نكن أتقياء بررة ولا أقوياء فجرة

يعني : لم نكن أتقياء بررة فاعتزلنا

ولم نكن أقوياء فجرة فانتصرنا

فعفا عنه الحجاج لما سمع هذا الكلام

ولذلك ماذا كان يقول الشعبي مع قوة حفظه يقول : لسنا بالفقهاء وإنما نحن سمعنا حديثا فحفظناه ثم أديناه ولكن الفقيه من إذا علم عمل

ولذلك  :

كان يقول : يا ليتني لم أكن عالما

يقول : إن الهوى ما سمي بهذا الاسم إلا لأنه يهوي بصاحبه

وكان يقول :

وهذه فائدة لك ولي ولكل مسلم

يقول : ” ما حدثوك عن النبي عليه الصلاة والسلام فخذ به وما حدثوك عن غير النبي عليه الصلاة والسلام فارمه في الحش “

يعني في دورة المياه في بيت الخلاء فإنه لا خير فيه

 

عبرة وعظة في خروج يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي على الحجاج

يزيد بن الهلب بن أبي صفرة الأزدي

يقول الذهبي في السير : وكان الحسن البصري يذمه ذما عظيما كما في تاريخ الإسلام للذهبي

يقول : ” أو كلما نعق ناعق بالخروج على الولاة خرجوا معه كحال هذا الرجل يقصد يزيد بن المهلب

ولهذا :

كان عنده مال وكان سخيا حتى قيل له ابن لك دارا

هذا من الغرور فيه تيه فيه كبر

فقال : ” إن كنت أميرا فبيتي هو دار الإمارة وإن لم أكن أميرا فبيتي هو السجن

الشاهد من هذا :

أن الحجاج قبض عليه

فما الذي جرى ؟

سجنه ومعه إخوة له فجعل يعذبهم الحجاج عذابا شديدا في السجن وكانوا يصيحون إلا هو عنده تيه وكبر كان يتحمل وغضب الحجاج

لم لا يبكي من الضرب ؟

حتى قال له شخص : إن به جراحة في قدمه فاضربوه معها

فلما ضرب مع تلك الجراحة إذا به يصيح فصاحت أخته

أخته

سبحان الله !

من هو قريب يمكن هو الذي يعتدي عليه

كانت أخته تحت الحجاج بن يوسف فلما صاح صاحت شفقة على أخيها فطلقها الحجاج

الحجاج بن يوسف خرج في قتال وإذا بيزيد بن المهلب يخرج من السجن بحيلة وإذا به يصبغ لحيته حتى صارت بيضاء وإذا به يلبس لباس الطباخين ويمر بهم حتى رآه رجل من الطباخين فلما رآه

قال : هذه مشية يزيد بن المهلب فلما أتى إليه ورأى اللحية قد تغيرت لُبس عليه الأمر فتركه

فركب سفينة إلى الشام فعلم الحجاج أنه هرب من السجن فأرسل جنوده ورسائله خيفة من أن يفعل يزيد بن المهلب مثل ما فعل ابن الأشعث

فما الذي جرى ؟

إذا به ينجو ويذهب إلى رجل اسمه وهب بن عبد الرحمن الأزدي

هذا وهب كان كريما على سليمان بن عبد الملك

الخليفة آنذاك هو من ؟

الوليد بن عبد الملك

فقال : إن عندي يزيد ومعه إخوته وإنه أتى في أماني فقال سليمان بن عبد الملك : ائتني بهم

فلما أتى بهم وكان هذا الرجل الذي هو وهب كان كريما عند سليمان فأراد أن يحفظ له أمانه في يزيد وفي إخوته

فما الذي جرى ؟

كتب سليمان إلى أخيه الوليد بن عبد الملك يخبره أن يزيد بن المهلب عنده ويريد أن يمن عليه

فقال الوليد : لا والله لا يمن عيهم أبدا أرسلهم إلي

فرد عيه سليمان : أنا آتي وهم معي

قال : لا لتحضرهم من غير مجيئك

فيزيد بن المهلب خاف أن تكون هناك قطيعة بين سليمان وبين أخيه الوليد

فقال : أنا عندي رأي أرسلني إليه ومعي أحد أبنائك

فأرسله إليه بالقيود فلما بلغ يزيد ومعه ابن سليمان بن عبد الملك إلى الوليد بن عبد الملك إذا بهذا الابن يقيد نفسه مع قيد يزيد بن المهلب

فلما دخل عليه ورأى القيد غضب الوليد بن عبد الملك

فجعل يعيب يزيد بن المهلب عيبا شديدا

فما الذي جرى ؟

إذا بالابن يقول : يا عم لا تخفر ذمة أخيك وجعل يستلطفه

ثم قال الوليد ليزيد : تكلم

فلما تلكم أجمل له الكلام وحسنه

إذاً :

انظروا

يعني : نعود مرة أخرى إلى أن من يخرج على الولاة إذا به يتزلف كما هو الشأن في يزيد

الشاهد من هذا :

أنه صار كريما عنده

سبحان الله

الحجاج بن يوسف

والله هذه الدنيا لا تساوي شيئا لا تساوي صراعا في
إمارة ولا في أرض ولا في غير ذلك

الحجاج بن يوسف خشي من يزيد أن يفعل مثل ما فعل ابن الأشعث فتنتزع منه العراق

سبحان الله !

إذا بهذا الرجل بعدما كانت له مكانة عند الوليد بن عبد الملك إذا به في سنة خمس وتسعين يولى يزيد على العراق التي كان يخشى الحجاج عليها ممن ؟

من يزيد

لكن ماذا قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء ؟

قال رحمه الله : ” فمازال  هذا الرجل الذي هو يزيد مازال يقاتل لا لجهاد وإنما لحمية وشجاعة حتى أصابه الموت

فنعوذ بالله من هذه القتلة الجاهلية

انتهى كلامه رحمه الله

 

 

الخطبة الثانية :

ــــــــــــــــــــــــــــ

كان من المتوقع أن أذكر أحداثا وعبر عن فتنة الحرة لما خرج أهل المدينة على يزيد بن معاوية لكن الوقت ليس بكاف ففيها عبر وفيها أحداث يندى لها الجبين

ولعل الخطبة القادمة لعلها نرجو ذلك أن تكون هي الأخيرة فيما يخص هذه الخطبة لأنه كما قال الشاعر :

ليس بإنسان ولا عالم    من لا يعي التاريخ في صدره

ومن درى أخبار من قبله   أضاف عمرا إلى أعماره