الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء السادس

الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء السادس

مشاهدات: 26

 الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ( 6 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هذه هي الخطبة السادسة عن الأحداث والفوائد والأسئلة والعبر

فيما مضى من جمع توقفنا عند سيرة الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

 

وهنا فائدة :

وهي أن من سمع سيرته فيما مضى من ذلكم الفسق والفجور الذي فعله من عزمه لوضع قبة على مكة على الكعبة لجلب الخمور وفعل الفواحش وكذلك من فعل الزنا ومن فعل اللواط ولم يترك فعلا قبيحا إلا وقد فعله

هذه الفائدة التي أردت أن أوضحها أن بعضا من الناس

 قد يظن أن هذا الرجل أعظم جرما من ملحد أو أعظم جرما من رافضي أو أعظم جرما من نصيري  ، كلا فمع فسقه إذ قال كما سمعتم في الخطبة الماضية قال ابن كثير رحمه الله وكذلك قبله شيخه الذهبي

 لم يثبت عنه كفر ولا زندقة

فهو من الفساق وقد أفظع في الفسق ومع ذلك كله ما أجاز السلف أن يخرج أحد على فاسق مهما بلغ في الفسق ما بلغ

 

 

 

 

هذا الرجل وهو الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق:

 جاء في ذكره حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في مسند الإمام أحمد من أن غلاما ولد لأخ أم سلمة قد ولد فسموه بالوليد

فقال عليه الصلاة والسلام :

 ((  أتسمونه بأسماء فراعنتكم إنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه ))

 

ما درجة هذا الحديث ؟

لأن هذا الحديث قد يتناقل وتنوقل بالفعل

درجة هذا الحديث أن ابن الجوزي والعراقي حكما عليه بالضعف الشديد

البيهقي حكم عليه بأنه مرسل

حُكم على هذا الحديث بأن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس

حُكم عليه بان فيه إسماعيل بن عياش وقد اختلط في آخر عمره

حُكم على هذا الحديث من قبل الذهبي في تاريخ الإسلام من انه مرسل من حديث  عمر 

وحَكم عليه الذهبي في التاريخ من أنه منقطع من حديث أم سلمة رضي الله عنها

حُكم على هذا الحديث بأن ذكر أبي هريرة فيه إنما هو حديث شاذ

لكن حسنه ابن حجر لكثرة شواهده كما في القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد

وتردد الذهبي فحكم عليه بالصحة في تلخيصه لمستدرك الحاكم

ومع هذا فهذا الحديث فيه ما فيه من الضعف

 

ولذا قال ابن كثير كما في البداية :

 ” إن صح هذا الحديث فليس المقصود هو الوليد بن عبد الملك “

لأن الوليد بن عبد الملك قبل الوليد بن يزيد

 

والوليد بن عبد الملك عنده أيضا من الفسق ما عنده

ولذا قال أبو عمرو الأوزاعي كما  ذكر ذلك ابن كثير في البداية وابن حجر في الفتح قال :

 ” كان الناس يرون أن هذا الحديث إنما يصدق على الوليد بن عبد الملك فلما خرج الوليد بن يزيد بفتنته وخرج الناس عليه فإنهم قالوا إنه ليس بالوليد بن عبد الملك وإنما هو الوليد بن يزيد “

 

على كل حال ذكرت هذا الحديث لكي أبين ما فيه لأنه كان السلف يرون أن الوليد بن عبد الملك هو المعني من هذا الحديث

لما خرجت هذه الفتنة في عهد الوليد بن يزيد قالوا هو وما يدرى ما يكون في المستقبل أسيكون هناك وليد يكون أفظع من هذا أو لا يكون ؟

فالعلم عند الله

 

لكن هذا ملخص ما قاله العلماء في صحة هذا الحديث وفي الحكم عليه وفيما يخص من هو هذا المراد في هذا الحديث

 

خُرج على الوليد بن يزيد :

ولما أحاطوا به ومن خرج عليه كما سلف هو ابن عمه يزيد بن الوليد الملقب بالناقص

كان هذا الرجل يزيد بن الوليد وهو ابن عم الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق كان ذا صلاح وورع فألَّب الناس على ابن عمه الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق فخرج الناس عليه

 

تولى من ؟

تولى هذا الرجل يزيد بن الوليد الملقب بالناقص

 

لماذا لقب بالناقص ومن لقبه ؟

لقبه مروان بن محمد الأموي لأنه أنقص الناس أعطيتهم

الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق قد أعطى الناس عطاء عظيما من بيت مال المسلمين

لما أتى هذا الرجل وكان الناس يؤملون فيه الخير أكثر من الوليد بن يزيد وليسا في درجة واحدة من الفسق لكن كانوا يؤملون فيما يخص مصالحهم الدنيوية

هنا أنقص على الناس أعطياتهم فتغير الحال على الناس

 

ذكر ابن كثير في البداية :

” أن الوليد بن يزيد لما أحاطوا به وأحاط به ابن عمه يزيد بن الوليد المقلب بالناقص رمى سيفه وأخرج مصحفا وقال : أقتل كما قتل عثمان أنا أثب على الأسود وهؤلاء الرجال يثبون عليّ ؟

فأخرج مصحفه وقتل بين مصحفه

سبحان الله !

 

يقول العلماء :

”  يزيد بن الوليد قال أقتل كما قتل عثمان

لما قتل عثمان بن عفان أصابت الأمة الشرور لما قتل هذا الرجل مع فظاعة فسقه وهو الوليد بن يزيد الفاسق ما استقر كما قال ابن كثير لأمراء بني مروان قرار ، بل ما استقر كما أوضح الأوزاعي وغيره ما استقر أمر للأمة بعد مقتل هذا الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

ما الحال ؟

ننظر إلى سيرة يزيد بن الوليد الملقب بالناقص

 

ما الذي جرى ؟

خرج عليه أهل حمص خرجوا على من ؟

الأمة تبتلى تضيع مصالحها تهدر مقدراتها تنتهك أعراضها يزهق أرواحها تسال دماؤها بسبب الخروج على الولاة

 

عبرة من خروج أهل حمص  على يزيد بن الوليد الملقب بالناقص

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق أخرجوه من أذهانكم الآن نحن في يزيد بن الوليد الملقب بالناقص الذي خرج على الوليد الفاسق

أهل حمص خرجوا على يزيد بن الوليد المقلب بالناقص أتوا إلى دار أخيه العباس بن الوليد

العباس بن الوليد هو الذي رفض ومنع أخاه الناقص من أن يخرج على ابن عمه الوليد الفاسق قال : لا تخرج عليه والله إني لأرى فتنا عظاما

لكن أخاه لم يطاوعه

 

فما الذي جرى ؟

أهل حمص أتوا إلى دار أخي يزيد بن الوليد الذي هو العباس فهدموها وحبسوا أهله وبنيه

العباس هرب من حمص إلى دمشق ليلحق بأخيه يزيد الذي هو الوالي الملقب الناقص

 

ما الذي أراد أهل حمص ؟

أرادوا أخذ الثأر للوليد بن يزيد الفاسق

قالوا : ليؤخذ  الثأر

أغلقوا أبواب حمص وأظهروا النياحة والنساء البواكي ينحون ويبكون على الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

 

لماذا خرجوا ؟

ممكن أنهم خرجوا من أجل أن تلك الأعطيات أنقصت عليهم

لكن ليس هذا أيضا بمبرر مهما كان وكاتبوا الجند والأمراء وطالبوهم بأخذ  الثأر من يزيد بن الوليد الملقب بالناقص

فأجابتهم طوائف كثيرة من الناس على أن تكون الخلافة لمن ؟

يريدون أن يعزلوا يزيد بن الوليد الملقب بالناقص من أجل أن تكون الخلافة لابن الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

لأن الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق قد ولى في حياته ابنه الحكم ثم من بعده ابنه عثمان

قالوا : ليكن الخليفة هو الحكم بن الوليد بن يزيد

يزيد بن الوليد الناقص  أرسل إليهم رسلا لكي يتباحثوا في الأمر فطرد أهل حمص هؤلاء الرسل

 

ما الذي جرى ؟

 

أرسل يزيد بن الوليد الناقص أرسل جيشا فدارت حرب كبيرة بين الطرفين فقتل كثير من المسلمين في تلكم المعركة

هرب أهل حمص وتفرقوا فأتبعهم جند يزيد بن الوليد بالقتل حتى قتل خلق  كثير

حتى تنادوا بالبيعة ليزيد بن الوليد الملقب بالناقص فصفح عنهم

هذا هو خروج أهل حمص

وكما تدين تدان

 

لما خرج يزيد بن الوليد الناقص على ابن عمه الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق خرج عليه أهل حمص

هؤلاء هم أهل حمص وخروجهم

 

اطمأنت الحال ليزيد بن الوليد الناقص ؟

لا

بعدها خرج عليه أهل فلسطين وأهل الأردن فأرسل إليهم جيشا فصار ما صار  بينهم ثم رجعوا إلى طاعته

استقر الأمر ؟

لا

مروان بن محمد :

الذي لقب يزيد بالناقص خرج بجيش إلى قتال يزيد بن الوليد الناقص ليأخذ بالثأر للوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

فلما وصل ورأى ما رأى وجرى ما جرى عاد فبايع يزيد

انظروا :

مروان بن محمد الآن يبايع ليزيد

سبحان الله !

أصبحت البيعة لما قتل الوليد بن يزيد أصبحت البيعة كأنها هواء كأنها أقوال أطفال

يعني لا يؤبه لها مع أنها من أعظم العقود والمواثيق

انظروا ما سيكون من مروان بن محمد ومن معه وما سيحدث بعده وما سيحدث في ثناياه

 

ما الذي جرى ؟

مات يزيد بن الوليد الملقب بالناقص مات بالطاعون وعمره ست وأربعون سنة وقيل ثلاثون سنة

قلت لكم : إن أعمار بني أمية في أواخر عهدهم كانت أعمارا صغيرة

سبحان الله لو أبقوا على خلافتهم لغنموا خيرا كثيرا

لكن من حين يخرج شخص على شخص آخر إذا بالأمور لا تستقر لهم فضلا عن أن تستقر الأمور لآحاد المسلمين

ما الذي جرى ؟

مات يزيد الملقب بالناقص

تولى من بعده من ؟

تولى من  بعده أخوه إبراهيم بن الوليد كان مع إبراهيم ابن عمه سليمان بن هشام بن عبد الملك

 

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أن مروان بن محمد الذي بايع ليزيد فمات

 أراد أن يعود مرة أخرى للخروج ويسمى بمروان بن محمد

ليس مروان بن الحكم

مروان بن الحكم في عهد ابن الزبير لما حصل ما حصل بينهم من قتال هذا  مضى

لكن هذا مروان بن محمد الملقب بالجعدي

سبحان الله !

هذه هي نهاية التربية على أهل البدع لأنه كان تلميذا عند الجعد

 بن درهم

الجعد بن درهم:

 هو الذي تتلمذ  عليه الجهم بن صفوان ولذا تلقب طائفتهم بالجهمية لأنهم يقولون : إن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر نفوا عن الله الأسماء والصفات جعلوا الله في  مقام المعدوم

جعلوا الله حالا في كل مكان

تطور بل تدنس أمرهم إلى أن قالوا : إن كل ما تراه هو الله

وسيأتي أيضا للجهم بن صفوان في فتن المسلمين لما خرجوا على الولاة أمر

سبحان الله !

أهل البدع كما أسلفت فيما مضى مثل معبد الجهني الذي عنده معتقد القدرية خرج فيما مضى وذكرت ذلك في الخطب السالفة

أهل البدع يستغلون

تتلمذ هو على الجعد بن درهم ولذلك يقال مروان بن محمد الجعدي

ويلقب بمروان بن محمد الحمار :

لأنه كان له قوة عظيمة في القتال

ولذلك قال ابن كثير : ” كان يحب الفسق ولكن الحروب أشغلته عن ذلك

لكنه لا يقارن بالوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

الشاهد من هذا :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن مروان بن محمد أتى وأراد أن يخرج على إبراهيم بن الوليد

الآن خروج آخر

هذه  عبرة

وانظروا ماذا جرى ؟

خرج مروان وأتى إلى دمشق

 

فماذا فعل بدمشق ؟

لأن إبراهيم  بن الوليد هرب فلما دخل مروان هرب من دمشق

في  دمشق من ؟

في دمشق الحكم وعثمان وهما ابنان للوليد بن يزيد الملقب بالفاسق لأنه ولى ابنه الحكم ثم من بعده عثمان

كانا في  السجن

سبحان الله !

أسرة واحدة يسجن بعضها بعضا من أجل الحكم من أجل الدنيا

فلما علموا بقدوم مروان بن محمد أتوا بهذين الغلامين وجزوا رؤوسهما حتى لا ينالا الخلافة فيما لو جرى ما جرى من حروب بن إبراهيم بن الوليد وبين مروان بن محمد

لكن  أمر الله قد قدر

فدخل مروان بن محمد إلى دمشق

ولما دخل إذا بإبراهيم بن الوليد الذي هو المخلوع خلعه مروان وهرب قتل هذين الغلامين وهرب

 

فما الذي صنع ؟

قتل ثمانية عشر ألفا من أهل دمشق وأسر مثلهم

أيؤسر المسلم أيعتقل المسلم

لكنها الأهواء

نسأل الله السلامة والعافية

 

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أنه لما استقر الأمر لمروان في دمشق إذا برجل اسمه أبو محمد السفياني وكان ممن اعتقل مع هذين الغلامين

فلما قدم أبو محمد السفياني وأتي بهذين الغلامين ودفنا

مروان بن محمد هو لا يريد في الخروج حينها أن يكون هو الوالي ولكن من أجل أن يولي من ؟

عثمان بن الوليد بن يزيد الملقب بالفاسق

فقال : هنيئا لك الإمارة يا أمير المؤمنين

أبو محمد السفياني يقول هذا الكلام لمروان بن محمد

فقال : مه

يعني : اكفف

فقال : لقد أعطاك البيعة عثمان بن الوليد بن يزيد

كان ذلك الغلام عثمان بن الوليد بن يزيد الملقب أبوه بالفاسق قد أنشد قصيدة وهي طويلة لا يتسع المقام لذكرها يبين حاله لما أريد بقتله

 

فما الذي جرى ؟

الآن الأمر عند من ؟

عند مروان بن محمد هو الوالي

 

عادت الأمة للأسف عادت الأمة لما كانت عليه فيما مضى

كما قلت لكم :الوليد بن يزيد الفاسق ذلكم المجرم الذي سمعتم عنه ما سمعتم لمات خرج عيه جرى لهذه الأمة ما جرى ؟

اسمعوا الآن لمروان بن محمد الملقب بالجعدي أو بالحمار

ما الذي جرى من أهل حمص ؟

عاد أهل حمص وثاروا على مروان بن محمد

إبراهيم بن الوليد المخلوع الذي خلعه مروان بن محمد أين هو وابن عمه سليمان بن هشام أين هو ؟

منَّ عليهما مروان بن محمد منَّ عليهما فعفا عنهما فأصبحا معه

إبراهيم بن الوليد المخلوع الذي هو أخ يزيد بن الوليد الناقص وكذلك ابن عمه سليمان بن هشام صارا مع من ؟

مع مروان بن محمد فاستقر الأمر على هذا

 

فثار أهل حمص فأتى إليهم بجيش ومعه إبراهيم بن الوليد المخلوع ومعه سليمان بن هشام وهما عنده مكرمان لا يمكن أن يأكل غداء ولا عشاء ولا طعاما إلا وقد حضر إبراهيم بن الوليد المخلوع  وسليمان بن هشام

 

فماذا صنع  ؟

هدم مروان بن محمد حصون وأسوار أهل حمص حتى لا يكون لهم رجعة أخرى للخروج

ما الذي جرى ؟

هو لما ذهب إلى أهل حمص أهل غوطة دمشق خرجوا على مروان بن محمد فأرسل إليهم جيشا واستقر له الأمر

خرج بعد ذلك أهل فلسطين فأرسل إليهم جيشا وأخذ رئيسهم وهو ثابت بن نعيم أمير من ؟

أمير أهل فلسطين فأمر بقطع رجليه وبقطع يديه

 

ما الذي جرى ؟

خرج أهل تدمر  على مروان بن محمد خروج في خروج

لا يعرف من هو الوالي من غير الوالي من أراد أن يخرج خرج

فرجع أكثر أهل تدمر

سبحان الله !

 

هنا عبرة من موقف لسليمان بن هشام

سبحان الله !

مروان بن محمد لا يقدم على أكل طعام ولا غداء ولا على عشاء إلا إذا حضرا إبراهيم بن الوليد المخلوع وسليمان بن هشام ؟

 

ماذا قال سليمان بن هشام ؟

استأذن مروان في أن يذهب إلى الصحراء لكي يريح ظهره من باب الاستجمام

فخرج سليمان بن هشام ليستريح في البر استراح في البر

وإذا بعشرة آلاف فارس كان مروان بن محمد قد بعثهم في سرية فالتقوا به فقالوا : ندعوك للبيعة

قال ابن كثير : فأزَّه الشيطان واستزله الشيطان وخلع مروان

لم ؟

لأن معه هؤلاء الجند

مع أنه استأذن مروان لكي يريح ظهره مع أن مروان عفا عنه

مع أن مروان كان لا يقدم على طعام إلا وسليمان موجود

لكن هذا هو الشيطان

 

فماذا صنع سليمان ؟

كاتب أهل الشام لكي يبايعوه فأقبل أهل الشام

كتب سليمان إلى ابن هبيرة

ابن هبيرة :

 هو قائد من قواد مروان بن محمد أرسله لقتال الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي

فرق بين الضحاك بن قيس الذي مر معنا في عهد مروان بن الحكم

هنا لا

هنا الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي

أما هناك الذي في عهد معاوية وكان يتولى أمورهم إذا خرجوا للجهاد وكان يصلي بالناس وكان وزيرا لهم وخرج على مروان بن الحكم

فهو الضحاك بن قيس الفهري

فرق بين الضحاكين

 

إذاً :

عندنا ضحاكان :

ضحاك خرج فيما مضى وضحاك خرج فيما أتى من أواخر بني أمية

 

فما الذي جرى ؟

ابن هبيرة لم يقبل هذا

فما الذي جرى ؟

التف حول سليمان بن هشام سبعون ألفا

فبعث إليه مروان بن محمد بسبعين ألفا

سبحان الله!

جهود

قوة عتاد عدة يضرب الإخوان بعضهم بعضا

ألا يجدر بالعقلاء فضلا عمن هم مسلمون ألا يجدر بالعقلاء أن يكونوا قوة واحدة ضد الكفار

اليهود والنصارى لا يتحابون لكن لما يصير العدو هو الإسلام كانوا يدا واحدة

سبحان الله !

سبعون ألف مقابل سبعين ألف

مسلمون ومسلمون

 

فما الذي  جرى ؟

حصل قتال شديد وقتل عدد وخلق كبير

فانهزم من ؟

انهزم سليمان بن هشام

 

فعُثر على ابنه الأكبر إبراهيم بن سليمان بن هشام وقتله مروان

وقتل مروان في ذلك النزال وفي تلك المعركة قتل أكثر من ثلاثين ألف

ثلاثون ألف مسلم يقتلون

أعوذ بالله من الخزي ،نسأل الله أن يخرجنا من هذه الدنيا وليس في أعناقنا شرطة دم لمسلم بل أي حق من حقوق أي مسلم ولو قل لأن الموعد هناك :

 

النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما عند البخاري  :

 “لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما “

يعني : أنت في فسحة من دينك

يعني : لو فعلت وفعلت قد يجني على نفسه ويفعل لكن تُضيَّق عليك الأمور لما تقتل مسلما

“لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما “

فقتل أكثر من ثلاثين ألف

وأيضا المتسبب الذي هو سليمان ينال لأنه هو المتسبب يستأذنه لكي يذهب إلى الصحراء ويكرمه ولا يقدم على طعام إلا بعه ويعود إليه

لكن الشر انتابه

 

ما الذي صنع سليمان لما نهزم وقتل ابنه إبراهيم

رجع إلى من ؟

رجع إلى أهل حمص

فأتى إلى أهل حمص

فما الذي  جرى ؟

فالتفوا حوله وناصروه

كما قال ابن كثير كل ما أسرده هو عند ابن كثير  في البداية

فالتفوا حوله فعسكر فيها :

مروان بن محمد ألم أقل لكم إنه هدم أسوارها أعاد سليمان بناء أسوار حمص

فما الذي جرى ؟

أتى مروان وحاصرهم

فما الذي جرى ؟

لما حاصرهم وضاق بهم الحصار استسلموا وبايعوا له

سليمان بن هشام أين ذهب ؟

ذهب إلى أهل تدمر الذين خرج أكثرهم فيما مضى فطلب أهل حمص الأمان

الأمة مشتغلة بحالها وفي  نفسها وأهل البدع يخططون في الخفاء لكي ينتهزوا الفرصة المناسبة

 

ما الذي حصل ؟

خرج الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي وليس الضحاك بن قيس  الفهري الذي مضى

كيف خرج ؟

كان هناك رجل كما قال ابن كثير رحمه الله يقال له  سعيد بن بهدل

وكان من الخوارج اغتنم غفلة الناس في  زمن الوليد بن يزيد الفاسق اغتنمها فالتفت حوله أعداد هائلة

فما الذي جرى ؟

مات سعيد بن بهدل فولى من بعده الضحاك بن قيس

الضحاك بن قيس لما اجتمعت عنده تلك الجموع إذا به يحاربه مروان

فما الذي  جرى ؟

قتل الضحاك بن قيس الخارجي

رءوس تتدلدل

فما الذي جرى ؟

إذا برأسه يطاف به في مدائن الجزيرة بأمر مروان

كما أسلفت لكم ليس هناك إلا جز للرءوس

أعوذ بالله أعوذ بالله

 

الضحاك بن قيس قال : ” إن قُتلت فإني أستخلف رجلا “

سيأتي هذا الرجل الذي استخلفه الضحاك

هؤلاء هم أهل البدع

انتهى الحال ؟

لا

 

هناك أهل بدع من صنف آخر

هناك رجل يقال له : الحارث بن سريج

الحارث بن سريج مسلم لكن  نسأل الله السلامة والعافية تضعف الأمة من الداخل  ومن الخارج

لما رأى ما رأى من فرقة المسلمين لحق بالترك وألَّبهم على المسلمين واتفق معهم ضد المسلمين لكي تكون له حصة من هذه الكعكة

أنا أقول أنها كعكة فاسدة كعكة لا تأتي المسلمين بخير

هذه كعكة فاسدة

لكن سبحان الله !

منّ الله عليه بالهداية كما قال ابن كثير فرجع

لكن من في قلبه خبث يبقى الخبث إلا من صفاه الله جل وعلا

آلت الخلافة لمروان استوحش مروان ولم يبايع مروان وجعل يؤلب على مروان بن محمد

وامتنع من البيعة جاءه جنود وأمراء

مروان بن محمد قالوا :

 اكفف لسانك عن سب أمير المؤمنين وعن تفريق جماعة المسلمين فرفض بل  دعا نصر بن سيار

نصر بن سيار :

هو أمير خراسان بأمر مروان بن محمد سيأتي له حديث إن شاء الله من هو نصر بن سيار

دعاه لكن نصر بن سيار امتنع من ذلك بل إن نصرا كما سيأتي حاربه  وقاتله

 

ما الذي جرى ؟

أهل البدع

 الجهم بن صفوان صاحب المعتقد الفاسد رئيس الجهمية الذين قالوا في الله قولا منكرا عظيما

هذه هي الفرصة

لزم قراءة سيرة هذا الحارث بن سريج الذي أراد أن يمالئ الترك على المسلمين والذي لم يبايع لمروان بن محمد وجعل يسب مروان بن محمد جعل الجهم بن صفوان يطوف  الجوامع وفي الطرقات ويقرأ سيرة الحارث بن سريج ويبين فضائله

سبحان الله !

فاسد يبين فضائل فاسد

لكن عموم الناس مساكين هم ينساقون مع من يلبي أهواءهم ورغباتهم

فاستجاب له خلق  كثير

 

استجاب لمن ؟

للجهم من أجل أن تكون هناك ولاية للحارث بن سريج

قام نصر بن سيار وقاتل الحارث بن سريج والجيش الذي معه

في جيش لاشك يقينا أن من ضمن الجيش من ؟

الجهم بن صفوان

في جيش الحارث بن سريج

فأتي بالجهم بعد أن هزم الحارث بن سريج

الحارث بن سريج هرب

 

عثر على الجهم بن صفوان:

 فأسر وأتي به إلى سلم بن أحوز  فأمر بقتله فقال الجهم : إن أباك قد أعطاني الأمان

قال سلم : ما كان لأبي أن يؤمنك والله لو فعل ما أمنتك

ثم قال سلم قال للجهم : والله لو أنزلت عيسى بن مريم من السماء ما نجوت والله لو كنت في بطني لشققت بطني حتى أخرجك ثم أقتلك

فأمر بقتله

وهذه منقبة لسلم لما قتل هذا الزعيم الجهمي الجهم بن صفوان

 

ما الذي جرى ؟

الحارث بن سريج الذي تمالئ مع الترك ضد المسلمين ولم يبايع لمروان اتفق مع الكرماني

الكرماني رجل آخر اتفق معه لقتال نصر بن سيار

وقال : انظروا

 

إذا لم تجمعك مع شخص مصلحة دينية لله وابتغاء وجه الله لا يمكن أن تبقى المصالح كلها تزول إلا ما كان متعلقا بالله

اتفق الحارث بن سريج مع الكرماني على قتل نصر بن سيار

وقالا للناس : ندعو إلى كتاب الله واتباع سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام

واتباع أئمة الهدى وتحريم المنكرات

اتفقا

 

لكن ما الذي جرى ؟

الكعكة الفاسدة تفسد غيرها

ما الذي جرى ؟

إذا بهما يتنازعان في أمر فيتخاصمان وإذا بهما يتقاتلان قتالا شديدا

الضحية من ؟

الضحية هم من خلفهم

من هؤلاء المساكين

 

فما الذي جرى ؟

الكرماني انتصر

انهزم أصحاب الحارث بن سريج

فقتل الحارث بن سريج فأخذ الكرماني أموا ل الحارث بن سريج  وأمر بصلب الحارث بن سريج على باب مرو بلا رأس لأن الرأس يجز

الرأس يجز في فتن الخروج على الولاة

فصلب من غير رأس

 

ما الذي جرى ؟

أن الضحاك بن قيس كما قلت لكم لما قُتل ولَّى الخيبري هو رجل يقال له : الخيبري

فالتفت إليه بقية

 هذا الخيبري هو الآن رئيس الخوارج لما استخلفه الضحاك بن قيس

 

أتدرون من تبعه ؟

سليمان بن هشام  الذي كان مروان بن محمد عفا عنه ولا يقدم على طعام ولا شراب إلا به

 والذي أراد أن يريح ظهره في الصحراء

فجرى ما جرى

 

الذي جرى :

أن سليمان بن هشام انضم إلى الخيبري فاقتتلوا مع مروان فقتل الخيبري

ما الذي جرى ؟

الخوارج ولوا رجلا يقال له شيبان اليشكري بعد الخيبري

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أن مروان بن محمد ظفر بهم ثم لم تبق للخوارج بعد ذلك بقية في العراق

جيش مروان عثر  على من ؟

على ابن أخ لسليمان بن هشام يعني سليمان بن هشام هو عم ذلك الرجل وهو أمية بن معاوية بن هشام

فأمر مروان أمام الجيش وأمام عمه سليمان أمر الجيش أن يقطع يديه ثم يضرب عنقه والناس ينظرون إليه

فانتهى أمر الخوارج وانتهى أمر سليمان بن هشام

فسر مروان بن محمد سرورا عظيما بقتل الخوارج

 

لكن ما الذي قال ابن كثير؟

قال : لم يتم له سرور بل أعقبه الله عز وجل بمن هو أقوى شوكة وأعظم أتباعا وأشد بأسا من الخوارج وهو ظهور أمر أبي مسلم الخرساني الذي قلت لكم إن الناس يقولون : الله يحلل الحجاج عند ولده

السلف في  ظاهر أمرهم وفي كلامهم

كأنهم يقولون : الله يحلل الحجاج عند أبي مسلم الخرساني

نقف عند هذا الحد وللحديث تواصل إن شاء الله فيما يخص أبا مسلم الخرساني وما جرى له مع مروان بن محمد وما سيجري له مع نصر بن سيار الذي هو وال من قبل  مروان على خراسان

هذه الأمة وهذه أحوالها لما يخرج على ولاتها ولو كانوا فساقا من أعظم الفساق

للحديث إن شاء الله تتمة في الجمعة القادمة

 

الخطبة الثانية :

 

………………………………………