الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء السابع

الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ـ الجزء السابع

مشاهدات: 50

 

 الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر ( 7)

الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه هي الخطبة السابعة التي عنون لها من أنها هي خطبة الأحداث والأسئلة والفوائد والعبر .

فائدة في أواخر ما جرى في خلافة الدولة الأموية :

مر معنا في الأسبوع الماضي أن مروان بن محمد الأموي فرح فرحا شديدا بقضائه على الخوارج

 لكن قال ابن كثير كما في البداية قال  : سر سرورا عظيما بقتل الخوارج لكن هذا السرور لم يتم له بل أعقبه الله بمن هو أقوى شوكة وأعظم أتباعا وأشد بأسا من الخوارج

وهو ظهور أبي مسلم الخراساني

 

تلك السنة التي جرى فيها القضاء على الخوارج من قبل مروان بن محمد في تلك السنة كان هناك رجل اسمه : إبراهيم بن محمد ويلقب بالإمام يرجع نسبه إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام

هذا الرجل التف حوله جماعة من قومه وجماعة أخرى من غيرهم فسموا أنفسهم بأنهم هم الدعاة إلى قيام دولة العباس

 

ذلكم الرجل الذي هو إبراهيم كان قد اشترى بعض أقاربه هذا الرجل المسمى بأبي مسلم الخراساني كان من العبيد في الكوفة فأتي به فأعجب به فجعله معه فأرسله كما سيأتي معنا

أرسله كما ذكر الذهبي في السير أرسله على حمار إلى خراسان وعمره تسع عشرة سنة

فلما رأى ذا الرجل الذي هو إبراهيم أن الأمر قد ازدان لهم بعث إلى أبي مسلم من خراسان فسار أبو مسلم الخراساني ومعه سبعون رجلا وكلما مروا بقوم سألوهم أين تريدون ؟

كان أبو مسلم الخراساني يقول : نريد الحج

فإذا لوحظ أن هناك أناسا لهم ميل إلى بني العباس أخبرهم بأخبارهم وأفشى أمرهم

فلما كان ببعض الطريق إذا بكتاب يأتي إلى أبي مسلم الخراساني من إبراهيم أن بعثت إليك براية النصر فعد إلى خراسان وأظهر الدعوة

فقام أبو مسلم ورجع وأمر رجلا يقال له قحطبة بن شبيب هذا له حديث سيأتي معنا إن شاء الله

هذا الرجل أمره أبو مسلم أن يذهب بما معه من أموال وجواهر إلى إبراهيم الذي يلقبونه بالإمام

فرجع أبو مسلم إلى خراسان

خراسان تبع من ؟

تبع مروان بن محمد

والوالي لها هو نصر بن سيار

فرجع فلما رجع إذا بأهلها قد استقبلوه أحسن الاستقبال

وأرسل أبو مسلم الخراساني دعاته في خراسان داعيا إلى بني العباس وذلك في أول يوم من أيام رمضان

 

أمير خراسان نصر بن سيار الذي هو تبع لمروان بن محمد أين هو ؟

كان مشغولا بقتال رجل يقال له الكرماني وكذلك شيبان الحروري كان مشغولا بذلك

في أيام رمضان ظهرت أمارة أبي مسلم ظهورا واضحا في خراسان لغياب أميرها فلما لم يبق على خروج رمضان إلا خمسة أيام عقد أبو مسلم الخراساني لواء معه على رمح طويل لأنه كان لواء عظيما بعثه إليه إبراهيم هذا اللواء يسمى بالظل وركز أيضا الراية التي تدعى بالسحاب على رمح طويل ولبس أبو مسلم الخراساني ومن معه السواد لبسوا الثياب التي هي بلون السواد

وهو يتلو (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ))

 

لبس أبو مسلم ومعه رجل اسمه سليمان بن كثير ومن أجابهم لبسوا السواد فكان السواد شعارا لهم

لماذا سمو اللواء بالظل ؟

ولماذا سموا تلك الراية بالسحاب ؟

لأنهم قالوا : إن الأرض كما لا تخلو من ظل كذلك لا تخلو الأرض من قائم يدعو إلى بني العباس وكما أن السحاب يعم الأرض فكذلك دعوة بني العباس تعم الأرض

لكن الملك بيد الله لا علاقة له لا براية ولا بلواء

 

فما الذي جرى ؟

أتى يوم العيد ونصر بن سيار أمير خراسان ليس موجودا

فأمر أبو مسلم الخراساني سليمان بن كثير أن يصلي وأن  يخالف بني أمية

بنو أمية أحدثوا بدعا في دين الله ولاسيما في العيد :

ــ كانوا يؤذنون للعيد

ــ وكانوا يقدمون الخطبة على الصلاة

ــ وكانوا ينقصون من تكبيرات العيد في الصلاة

 فأمره أن يصلي بالسنة فلم يؤذن للعيد وبدأ بالصلاة قبل الأذان وكبر ستا بدل أربع وكبر خمسا في الثانية بدل ثلاث وأعد أبو مسلم طعاما في ذلك اليوم ثم إذا به يكتب رسالة إلى نصر بن سيار وبدأ بنفسه من أبي مسلم الخراساني إلى نصر بن سيار فغضب نصر أيبدأ بنفسه وما الذي جرى في بلدته فبعث نصر بجيش إليه فالتقى الجيشان

 

ولكن انتصر من ؟

انتصر أبو مسلم الخراساني وهذه كما قال ابن كثير أول حرب تقع بين بني أمية وبين بني العباس

 

فما الذي جرى ؟

فشا أمر أبي مسلم الخراساني بخراسان

نصر بن سيار يقاتل من ؟

يقاتل شيبان الحروري

قال له : لنتعاون على  قتال أبي مسلم أو لنكتب كتابا لنوقف الحرب حتى أتفرغ له

فطاوعه شيبان

شيبان له صاحب وهو الكرماني

علم أبو مسلم بما فعله شيبان فما الذي صنع ؟

أتى أبو مسلم إلى الكرماني وقال له : أنا معك

فعاتب الكرماني صاحبه شيبان

 

فما الذي صنع ؟

إذا بشيبان يقول : لن أكون معك وإنما سأوقف الحرب معك لمدة سنة

فما الذي جرى ؟

نشبت حرب بين نصر بن سيار وبين الكرماني وقتل خلق كثير

فجعل أبو مسلم يدعو الكرماني ويدعو نصر إلى أن ينضموا معه

وإذا به يأتي بالجيش بين الفريقين فهابه الجميع شخص له هيبة ستأتي له بعض الأوصاف التي ذكرها الذهبي رحمه الله

فلما رأى نصر ما يفعله أبو مسلم الخراساني وما له من الهيبة بعث إلى مروان بن محمد بالمدد فلم يجاوبه أحد فأرسل رسالة فيها بيتين من الشعر :

قال :

أقول من التعجب ليت شعري    أيقاظ أمية أم نيامُ

 فإن كانوا لحينهم نيام          فقل قوموا فقد حان القيامُ

 

لكن لم يطاوعه أحد ، الدولة تفككت

من فككها ؟

أولاد مروان بني أمية هم الذين فككوا أنفسهم

 

فما الذي جرى ؟

كتب نصر إلى أمير العراق وهو يزيد بن هبيرة لأنه كان واليا على العراق من قبل مروان بن محمد فبعث ابن هبيرة برسالة إلى مروان من العراق بعث بها إليه في ثنايا الطريق إذا بهم يعثرون على أشخاص ومعهم كتاب

 

رسالة ممن ؟

من الإمام إبراهيم إلى أبي مسلم الخراساني وإذا فيها أن الإمام إبراهيم كما لقبوه يشتم أبا مسلم الخراساني وأمره أن يقاتل نصرا وأن يقاتل الكرماني وألا يبقي أحدا من العرب في خراسان

 

فعلم مروان بما جرى فعند ذلك كان الإمام إبراهيم في دمشق فبعث إلى نائبه في دمشق وأتي به إلى البلقان وأحضر عند مروان بن محمد فحبسه ثم بعد حين قتله وقبل أن يقتله لما سجن كتب وصية لكي يوصلها غيره إلى إخوانه

وكتب وأوصى بألا يبقوا في دمشق وإنما يذهبون إلى الكوفة وأوصى بالإمارة من بعده إلى أخيه السفاح

 

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أن أبا مسلم لما قال للكرماني أنا معك

قال له نصر: إنه سيغدر بك فلا تسمع لقوله

قال : فما هو الحل

قال : لنتعاضد ولنصطلح

فاصطلح الكرماني  مع من ؟

مع نصر بن سيار

 

لكن نصر بن سيار لما رأى غرة من الضعف في جيش الكرماني قام فدخل فيها وقتل خلقا كثيرا وقتل الكرماني وأمر صلبه

 

أبناء الكرماني علي وعثمان أرادوا أن ينتقموا لوالدهم فانضموا إلى أبي  مسلم الخراساني فصارت هناك حروب طاحنة بين الطائفتين

هنا انتزع أبو مسلم الخراساني مرو من نصر فصارت في ملكه بمساعدة من ؟

بمساعدة علي وعثمان الكرماني

 

فما الذي جرى ؟

نصر هرب وترك زوجته خلفه لكي ينجو بنفسه فاستفحل أمر أبي مسلم الخراساني

 

فما الذي جرى ؟

أبو مسلم الخراساني أتى إلى شيبان الحروري وقتله وقتل من معه لا يعترف إلا بالسيف

وكما قلت معكم كما سيأتي معنا أن الذهبي قال عنه أنه أفظع من الحجاج

أتى إلى ابني الكرماني اللذين ساعداه وهما عثمان وعلي وأمر بقتلهما وقتل من معهما

فاستتب له الأمر

نصر بن سيار هرب

فبعث إليه ذلكم الرجل الذي اسمه قحطبة بن شبيب

فأتى إليه فقتل قحطبة ابن نصر الذي اسمه تميم

ابن هبيرة أرسل من العراق أرسل مددا إلى نصر

 

لكن أين موقف وأين موقع المدد ؟

ولكن هيهات هيهات

إذا بذلك الجيش انهزم وإذا بنصر يهرب حتى مات بسبب مرض ألم به

هذا في خراسان

 

أتدرون ماذا جرى في ثناياه في المدينة النبوية

لما تفككت دولة بني أمية إذا برجل يقال له أبو حمزة الخارجي أتى إلى المدينة ومعه طائفة من الناس واستولى عليها وقتل خلقا كثيرا من قريش في المدينة

وخطب فيهم على المنبر ووبخهم وقبحهم كيف ينصاعون لمروان فبعث إليه مروان بجيش هذا الجيش عليه ابن عطية فهزمه ابن عطية وقتله

 

لكن إذا بأهل اليمن يتخلون عن بيعة مروان فبعث مروان ابن عطية إليهم فأتى إليهم وأخذ برأس رئيسهم وقطعه ثم بعث به إلى مروان

أحداث تلو الأحداث

 

أبو مسلم الخراساني لما تمكن وقد تمكن من خراسان بقيت العراق ، فذهب إلى ابن هبيرة الذي هو والي لمروان على العراق بجيش وقتل خلقا كثيرا وإذا به يقتل ابن هبيرة

 

مروان بن محمد لم يبق له شيء تزعزعت الأمور لديه

 

فما الذي جرى ؟

انتقل لما علم بحال العراق انتقل إلى حران

هنا :

أين أبو العباس السفاح الذي هو نائب لأخيه الإمام إبراهيم الذي قتله مروان ؟

ذهب إلى الكوفة بأمر أخيه لما أتته الوصية

 

من هو أبو العباس السفاح ؟

هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب

يعنى : ترجع سلالته هذا الرجل أبو العباس السفاح ترجع سلالته إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنه

 

فما الذي جرى ؟

كان حينها هناك شخص يوالي من ؟

يوالي الإمام إبراهيم :

اسمه أبو سلمة الخلال

وكان يكتم أمر أبي العباس وما معه من إخوته يكتم أمرهم حتى لا يعثر عليهم أحد في العراق وينتقل بهم من بيت إلى بيت أربعين يوما

فلما قتل الإمام إبراهيم

 أبو سلمة الخلال أراد أن ينقل الخلافة من آل العباس إلى آل علي

لكن ما معه من الجنود والنقباء رفضوا ذلك فولوا من ؟

ولوا أبا العباس الذي هو السفاح

 

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أن أبا العباس خطب خطبة في الكوفة وأخبر أن هذا الأمر لن يزول عنهم حتى يسلموه إلى عيسى ابن مريم آخر الزمن

هيهات هيهات  ليست الأمور بالتمني لا يمكن أن يبقي الله دولة ولا أمة إلا بشرع الله فإذا خالفت شرع الله فإنه لا بقاء لها في الأرض وسيأتي حالهم وما صنعوه من البدع

 

فما الذي جرى ؟

الذي جرى أن بني أمية تفرقوا

وإذا برجل قد ولاه أبو العباس السفاح ولى من ؟

ولى عبد الله بن علي من سلالة ابن العباس ولاه لقتال مروان وبني أمية

هذا الرجل الذي هو عبد الله بن علي رجل عنده جبروت لم يبق أحدا من بني أمية

 

فلما دخل دمشق واستباحها ثلاث ساعات ، كفار ؟

بل هم مسلمون

لكن نعوذ بالله من الطغيان

قتل في ثلاث ساعات خمسين ألفا وهو يقرأ :

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }البقرة50

آيات تنزل في غير موضعها ويتتبع بني أمية حتى قتل في يوم واحد اثنين وتسعين ألفا وكان يأكل الطعام والطعام يوضع بين يديه وهم يقتلون أماه ويذبحون أمامه

يذبحون من ؟

بني أمية حتى لا يبقي أحدا

قال ابن كثير : وهذا من الجبروت والظلم الذي يجازيه الله عليه

مروان بن محمد جعل يهرب  من مكان إلى مكان حتى لجأ إلى كنيسة

سبحان الله !

لا إله إلا الله !

 

ما هي الثمار من الخروج على الولاة ؟

 

آل الأمر إلى أن يأتي إلى كنيسة ليختفي بها لم يجد مكانا حتى عثر عليه فجز رأسه وبعث به إلى أبي العباس السفاح بالكوفة

خلافته خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام

أين الراحة وأين السعادة في هذا الملك وفي هذه الولاية

فانتهت ولاية وخلافة بني أمية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بني أمية وردت فيهم أحاديث من النبي عليه الصلاة والسلام ، هذه الأحاديث منها الصحيح ومنها الضعيف

النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند البخاري من حديث أبي  هريرة قال

( هلاك أمتي على غلمة من قريش )

غلمة لم يقل غلمان

غلمة جمع تكسير للقلة لأن هؤلاء لا يستحقون أن يعظموا

وفي رواية ” أغيلمة ” من باب التصغير من باب التحقير

هلاك أمتي على غلمة من قريش

فسمع مروان بن الحكم كلام أبي هريرة

قال : غلمة  هؤلاء لعنهم الله وأنهم ملعونون

وهو لا يدري أن هؤلاء من سلالته

وقال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري

(يهلك الناسَ هذا الحيُّ من قريش )

وهم أمراء بني أمية

كم من القتل مر معنا

كم من مئات الآلاف

وكذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام يهلكونهم من أجل إمارة من أجل الدنيا ولذلك قال عليه الصلاة والسلام

 ” لو اعتزلوهم “

الجواب هنا محذوف :

(( ” لو اعتزلوهم لكان خيرا لهم وأولى لهم من أن شاركوا معهم في قتال المسلمين ” ))

 

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول كما عند البخاري : ” حفظت وعائين من العلم من رسول الله عليه الصلاة والسلام بثثت أحدهما وأخفيت الآخر ولو بثثته لقُطع هذا الحلقوم “

وعاء من العلم لكن في بثه ليس فيه فائدة

ما هو هذا العلم كما قال الشراح وذكر ذلك ابن حجر رحمه الله :

 هم أسماء أمراء بني أمية

هم أسماء أمراء بني أمية الذين اقتتلوا فيما ذكرناه في الخطب السالفة من أجل الملك

 

ولذلك كان يقول أبو هريرة كما عند ابن أبي شيبة :

 أعوذ بالله من إمارة الصبيان

كما عند ابن أبي شيبة

لأن يزيد بن معاوية لما تولى بعد أبيه معاوية أطاح بالكبار وولى الصغار فقال : أعوذ بالله من إمارة الصبيان إن أطعتموهم أهلكوا دينكم وإن عصيتموهم أهلكوا دنياكم يعني : بالقتل

وعند ابن أبي شيبة يقول أبو هريرة : أعوذ بالله من إمارة الستين

إمارة الستين : بدايتها من ولاية يزيد بن معاوية الذي استباح الحرة ولذلك مات أبو هريرة سنة 57 للهجرة ولم يدرك هذه الإمارة

لم يدركها

قال : أعوذ بالله من إمارة الستين

 

يقول ابن حجر كما نقل عن ابن بطال قال :

 ” مع أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أبا هريرة بأسماء هؤلاء ويعرف أن هؤلاء سيكون هلاك الأمة على أيدهم مع أنه متيقن من أسمائهم ويعلم بذلك أبو هريرة ومع  ذلك لم يأمر أبا هريرة بالخروج عليهم وعلم أبو هريرة بأسمائهم ولم يخرج عليهم مع أنهم سيبيدون الأمة

 

قال العلماء :

 لأن في الخروج على الولاة من القتل والنهب والمفاسد ما يفوق هذا الظلم الذي أوقعوه بالمسلمين

هذا حديث في أمراء بني أمية :

 

هناك حديث :

” لا تزال الخلافة في بني أمية يتلففونها تلفف الصبيان بالكرة فإذا خرجت من أيديهم فلا خير في عيش بعدهم “

لكن قال ابن كثير في البداية أخرجه ابن عساكر ولكنه منكر جدا يعني لا يصح

هناك حديث وبالأخص في بني مروان

في بني أمية ما ذكرته لكم ” يهلك الناس هذا الحي من قريش “

هناك أحاديث في بني مروان بالذات لأن القتل جرى منهم أكثر من غيرهم

قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في المسند من حديث أبي سعيد وصححه الألباني رحمه الله :

 ( إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا )

يعنى أرقاء

(( ومال الله دولا )) يتداو لونه فيما بينهم

(( وكتاب الله دغلا )) يعنى خيانة لعدم تطبيقه صححه الألباني رحمه الله وهو في المسند

 

هناك حديث عن بني مروان في المسند وعند البزار

من حديث عبد الله بن الزبير :

” أن النبي عليه الصلاة والسلام قال  لعن الله الحكم وما ولد”

 

من الحكم ؟

هو الحكم بن أبي العاص

ولده من ؟

مروان بن الحكم

قال :” لعن الله الحكم وما ولد “

قال الهيثمي : ” رجاله رجال الصحيح وصححه الذهبي في تاريخ الإسلام ، وصححه الألباني رحمه الله وعند ابن أبي شيبة قال عبد الله بن عمرو بن العاص

 

قال  :” تركت أبي ليلبس ثيابه ثم ليأتي معي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وإذا بي عند رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يقول :

(( سيدخل عليكم الآن رجل لعين  ))

يقول عبد الله : فأشفقت حينها أن يدخل أبي فإذا به الحكم بن أبي العاص

 

الحكم بن أبي العاص :

لماذا ؟

هو أسلم عام الفتح ممن تأخر إسلامه لمافتح النبي عليه الصلاة والسلام مكة كما قال ذلك الذهبي في التاريخ

لكن هذا الرجل نقم عليه من أنه كان يحاكي النبي عليه الصلاة والسلام في حركاته

فقال عليه الصلاة والسلام  :سيدخل عليكم الآن رجل لعين

 

وعند البزار أيضا :

أن مروان  بن الحكم وذكرت ذلك لكم

معاوية بن أبي سفيان لما استقر له الأمر لما تخلى الحسن عن الإمارة وسمي ذلك العام عام الجماعة اجتهد رضي الله عنه فولى بعده ابنه يزيد حتى لا تضيع الأمة

وكان الوالي على المدينة لمعاوية هو مروان بن الحكم فخطب فقال في خطبته لما ولى معاوية يزيد قال : ” سنة أبي بكر وعمر ”

يعنى : أن أبا بكر ولى من بعده عمر

فقال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه : أهرقلية هي ؟

يعني : سنة هرقل وكسرى

فغضب مروان وقال : أأنت الذي أنزل الله فيه

 ((وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي ))

فقال عبد الرحمن : كذبت

فعلمت عائشة رضي الله عنها بالأمر فقالت : كذبت ولكن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لعن الله الحكم وما ولد ،وأنت في صلبه )

 

الحكم بن أبي العاص هذا هل هو صحابي حتى يلعن ؟

 

قال الألباني رحمه اله في الصحيحة : ” وإني لأعجب أشد العجب من تواطؤ بعض الحفاظ الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم لما ذكروا ترجمة الحكم لم يذكروا تلك الأحاديث ولم يصرحوا بصحتها فيقول : ما أدري أهو الرهبة من الصحبة أم أنه عم عثمان بن عفان ؟

هو عم عثمان ولذلك لما كان يحاكي النبي عليه الصلاة والسلام نفاه إلى الطائف ولكن عثمان أتى به بعد ذلك وأعطاه مائة ألف درهم لأنه عمه وأراد إن يصله

 

الشاهد من هذا :

فقال الألباني : أهو الرهبة من الصحبة وكونه عم عثمان بن عفان أم هي  ظروف حكومية أو شعبية منعت هؤلاء من أن يقولوا الحق وهم يعرفون أن هذه الأحاديث ثابتة كابن الأثير لما تعلل وقال : لعل الحكم فعل  شيئا يغضب النبي عليه الصلاة والسلام مع حلمه

وكالحافظ في الإصابة لما ذكر أن ابن السكن قال وتلك الأحاديث لم تثبت في الحكم

قال : سكت ابن حجر عن هذه الأحاديث مع أنه يعرف صحتها ولذلك لم يصرح بذلك وإنما المح إلماحة كما في الفتح

 قال : وردت أحاديث منها ضعيفة وفيها مقال ومنها أسانيد جيدة

وكذلك قال  الذهبي رحمه الله

مع أن الذهبي قال : وليس للحكم خصوصية في الصحبة بل في عمومها يعين هو من عموم الصحابة الأباعد يعني ليس من خواص الصحبة

هذا قول الذهبي رحمه الله

وقال كما في السير ذلكم القول المتقدم في التاريخ

قال في السير قال الذهبي في الحكم بن أبي العاص وله نصيب من الصحبة

لكن هذا هو حديث النبي عليه الصلاة والسلام وهذه الأحاديث الواردة في هذا

بقيت معنا أحاديث في أبي العباس السفاح إن شاء الله في الجمعة القادمة نكمل ما تبقى

أسأل الله أن يبارك لنا في قرآننا وفي سنة نبينا عليه الصلاة

 

الخطبة الثانية

نكمل  ما تبقى إن شاء الله في الجمعة القادمة وما آل إليه أمر أبي مسلم الخراساني مع بني العباس هو كان معهم

 فهل كان ضدهم وما الذي جرى منه وما الذي حدث له وما صفاته وما هي خصائصه ؟

يذكره الذهبي في السير ونذكرها لكم في الجمعة القادمة إن شاء الله