الإضراب عن الطعام من السجناء ليس من الشرع ولا يصح الاستدلال بقصة ابن حذافة لما حبسه هرقل

الإضراب عن الطعام من السجناء ليس من الشرع ولا يصح الاستدلال بقصة ابن حذافة لما حبسه هرقل

مشاهدات: 452

الإضراب عن الطعام من السجناء ليس من الشرع ولا يصح الاستدلال بقصة ابن حذافة لما حبسه هرقل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو الإضراب عن الطعام من سجين ونحوه حتى يرغم الطرف والخصم المقابل له على أن يفك أسره ،  أو أنه يحقق ما يريد

 لنا مقطع في ذلك وبينا أنه لا يجوز ، ومن المحرمات ، فإن به تعريضا للنفس إلى التهلكة { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }

وليس هذا من شرع الله كما يظن ليس من شرع الله كما يظنه بعض الناس كلا وإنما هذا مخالف للشرع ومخالف للصبر وهذا الصبر عن الطعام والشراب بحجة الإضراب عنه من أجل إرغام الخصم الآخر هذا صبر محرم

ليس صبرا محمودا بل هو صبر ذم في الشرع

بل نص بعض الأئمة كالإمام أحمد أنه لو كان في حالة ضرورة ولم يأكل  من الميتة وإن كانت المسألة فيها خلاف أنه يأثم فكيف بشخص يمنع نفسه عن الطعام والشراب ؟!

من ابتلي فليصبر وليتخذ الأسباب الشرعية لكن أن يعمد إلى أن يهلك نفسه نظير أمنية أو شيء متوهم أو أنه يضر ببدنه فهذا لا يجوز

أما ما قلت من أنهم يستدلون إن استدلوا بقصة عبد الله بن حذافة لما حبسه ملك الروم ووقع أسيرا عنده وجوعه ولم يضع عنده إلا لحم خنزير مشوي  وماء به خمر

فهذه القصة قصة أوردها ابن عساكر في تاريخه من طريق الزهري عن عبد الله بن حذافة وقال الزهري ناقلا من أن الناس شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن حذافة به مزاح مزاح كثير فقال عليه الصلاة والسلام ( إن له بطانة يرضي بها الله ورسوله ) فوقع فيما وقع فيه من أسر ، فقال ملك الروم تنصر وأزوجك ابنتي وأعطيك نصف ملكي فأبى فأتى ببعض الأسرى فقتله فقدم عنقه فقال اقتلني ، وأتى ببعض الرجال فرماهم قال ارموا فوضع عنده الطعام والشراب لحم خنزير مشوي وماء به خمر فامتنع قال والله إني لأعلم أن الله أباحه لي ولكن والله لا أشمتك بالإسلام

فليس في هذا حجة على اعبتار أنها ثابتة ولذلك هناك انقطاع بين الزهري  وبين عبد الله بن حذافة وإن كان للقصة شواهد لكن لا تخلو من ضعف  وابن حجر في الإصابة قال لها شاهد مما يشير إلى أنها ثابتة عنده

بينما غيره يرون أنها أصلا قصة ضعيفة فإذا كانت ضعيفة فلا يحتج بها

إن ثبتت بطريق لها شاهدان لكن بهذين الشاهدين ضعف إضافة إلى ضعف السند وهو الانقطاع بين الزهري وبين عبد الله بن حذافة

لو ثبتت تنزلا فإنه ليس لهم دليل في جواز الإضراب عن الطعام

لم ؟
لأنهم في حالة اختيار ، وطعام ماذا سيقدم لهم ؟ طعام مباح

 بينما عبد الله بن حذافة ليس في حالة اختيار في حالة اضطرار ومقدم له ماذا ؟

طعام محرم ثم هو علل قال الله أباحه لي ولكن لا أجعل فعلي هذا سببا لكي تتشمت بدين الإسلام لأنه في مثل هذه الحال يرى نفسه أنه مازال في ساحة الجهاد فهو يفدي الإسلام ببدنه وبروحه فلا حجة لهم

ويكون من مات بالإضراب عن الطعام قاتل لنفسه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه ( من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة )