التحذير من دخول ( الشرك للمسلمين ) بسبب إحياء آثار النبي أو إحياء أماكن العبادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذلك الشأن فيما يراد من [ إحياء الاثار] ، ولذلك لما سئل شيخنا ابن باز رحمه الله عن إحياء طريق الهجرة ، وخيمة أم معبد ، وما شابه ذلك قال : هذا من البدع ومن وسائل الشرك ، ولا يجوز أن يعلق الناس بالآثار ، لا بهذه الآثار ، ولا بهذه الأحجار ، ولا بهذه الأماكن، الإتيان إلى عرفة أو منى أو مزدلفة في غير مواسم الحج التي شرع الإسلام أن يؤتى إليها فهذا من البدع
أيضا :
جبل النور :
وما يحصل فيه مما يحصل فيه ، هذا كله من البدع ووسيلة من وسائل الشرك بالله عز وجل
وانظروا إلى حال الصحابة رضي الله عنهم :
عمر رضي الله عنه :
لما صلى الفجر فرأى الناس يذهبون إلى مكان
فسأل : إلى أين يذهبون ؟
قالوا : إلى الشجرة التي أتى إليها النبي عليه الصلاة والسلام
فماذا صنع ؟
قطعها لأن بقطعها قطعا لوسائل الشرك ، هم يأتون من باب أن يتذكروا النبي عليه الصلاة والسلام ، وماشابه ذلك ، مثل من يأتي إلى غار حراء يقولون : جبل النور ، يقولون من باب نتذكر النبي عليه الصلاة والسلام
هنا :
لو ترك الأمر على ما هو عليه لو تركهم عمر هنا
ما الذي سيجري ؟
سينتقل بهم هذا الأمر إلى أن يقعوا في الشرك بالله عز وجل ،
ولذلك : لما عثر الصحابة على النبي [ دانيال ] ماذا صنعوا به ؟
عمر رضي الله عنه أمر أن تحفر ثلاثة عشر قبرا ، ثم يدفن حتى يخفى
ولذا قال ابن القيم :
انظر إلى حال الصحابة كانوا أحرص الناس على سد أبواب الشرك ووسائله ، كانوا أعلم الناس
ما قيمة وفائدة حجر أو شجر أو ما شابه ذلك ؟ !
ولذلك :
ما وقع من قريش فيما وقع من التعلق بالأشجار والأحجار إلا لمثل هذه الأماكن
قوم نوح عليه السلام
التعلق بهذه الأحجار وبهذه الآثار :
لاشك أنها بوابة للشرك بالله عز وجل
فيجب الحذر
وكان عليه الصلاة والسلام :
من أحرص الناس على سد أبواب الشرك ومن أحرص الناس على حماية التوحيد
وهو قدوتنا عليه الصلاة والسلام
ولو قال قائل :
ابن عمر رضي الله عنهما كان يتتبع آثار النبي عليه الصلاة والسلام ، وإذا مر بمكان صلى فيه النبي عليه الصلاة والسلام صلى فيه
فالجواب عن هذا :
أن أباه عمر رضي الله عنه أعلم منه وخالفه ، والصحابة رضي الله عنهم خالفوه ، ولم يوافقوه كما قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم
بل قال رحمه الله :
” ما كان ابن عمر رضي الله عنهما يذهب ويتقصدها وإنما إذا مر بالطريق اتفاقا ، لا قصدا ، هو لم يقصد ، وإنما اتفق أنه مر في هذا الطرق ، وعلم أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى فيه صلى فيه
ومع هذا كله هو اجتهاد منه خالفه الصحابة وخالفه أبوه
ومعلوم أن ابن عمر رضي الله عنهما له اجتهادات مخالفة ، ولكن هو اجتهد ، ولا يؤخذ حتى لا يكون حجة لا يؤخذ بفعله على جواز مثل هذه الأمور
احمِ عقيدتك
احمِ توحيدك
سبحان الله !
يعني :
لو قيل لبعضهم : اذهب لزيارة المسجد النبوي ، أو ما شابه ذلك ممكن يصعب عليه لأنه حق لأنه هدى ، لكن بينما هذه الأماكن ما أسهل الذهاب إليها
الرافضة :
الآن ماذا يصنعون ؟
يحجون إلى مزاراتهم , إلى مشاهدهم وإلى قبورهم في النجف ، وفي كربلاء وما شابه ذلك
هذا نتيجة التعلق بالأولياء وبالآثار ، وما شابه ذلك
فأصبح الحج إلى هؤلاء الأولياء وإلى هذه القبور كل هذا من التعلق بالاثار
كون بعض الناس يقول : والله هذه الشجرة التي جلس عندها النبي عليه الصلاة والسلام لما جرى له ما جرى مع أهل الطائف ، ورموه بالحجارة ، وهذه الشجرة باقية على حالها مخضرة
أين الدليل على أن هذه الشجرة هي الشجرة التي جلس عندها النبي عليه الصلاة والسلام ؟
أين الدليل القطعي ؟
إذاً كل من أراد قال : والله هذا المكان وهذا الحجر ، وهذا الجبل هو المكان الذي جلس فيه النبي عليه الصلاة والسلام
فلا يكن صاحب ولا يكن أهل السنة لا يكونوا مغفلين
أو نقول : لا يكن بعض أهل السنة لا يكن مغفلا
ليتنبه
أين الدليل ؟
ومع ذلك ينتشر هذا الأمر كأنه قطعي
لِم َ؟
لأن الشيطان يزينه
يعني إلى هذه الدرجة نغيب عقولنا
أعطني الدليل القطعي مائةبالمائة أن هذا المكان ، وتلك الشجرة هي التي أتى إليها النبي عليه الصلاة والسلام ، ولو ثبت قطعيا يقينا أن هذه الشجرة هي الشجرة ، وأن هذا الحجر هو الحجر ، وأن هذا المكان هو المكان الذي جلس فيه النبي عليه الصلاة والسلام فإن مثل هذا لا يجوز
وفعل عمر لما قطع شجرة بيعة الرضوان ، ودفن دانيال ، وأخفى قبره كل
هذا من باب ماذا ؟
من باب ألا يقع الناس في الشرك بالله عز وجل
ثم ماذا ؟
شجرة موجودة ما الذي يستفاد منها
{ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ }
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا }
ومع هذا نعود فنقول أيضا :
نرد على من يقول التوحيد عرف
ومن يقول أشتغلتمونا بالتوحيد ، والتوحيد معروف ، وليس في بلادنا شركيات ، ولا بدعيات ، وما شابه ذلك
والشركيات والبدع تصب على جوالك ليل نهار في وسائل التواصل
وأنت لا تعرف ، بعضهم لا يعرف أنها شرك أو أنها بدعة
نعم
بعضهم يرسل وتقول : والله هذا يظن بأنه طالب علم على أن هذا الأمر ، أو هذا الدعاء ، أو هذا الذكر أنه جائز مع أن به ما به من الألفاظ الشركية