التحذير من عدم احترام النعمة كأن تستخدم عبثا أو مفاخرة أو استخداما لها على الجسم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن الله أمر بالمحافظة على النعمة لأن من فضل الله أن يكرم الناس بهذه النعم ، وتلك النعم لا تبقى إلا إذا شكرت { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
ومن شكر الله على هذه النعم حتى تبقى أن يحافظ عليها ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الحسن عند الحاكم والبيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها ( أكرموا الخبز )
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث عند الطبراني قال ( ما أنعم الله على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة )
وهذا إن دل يدل على وجوب المحافظة على الأطعمة وعلى النعمة وعلى الأشربة وألا تستخدم إلا فيما أمر الله وأباحه ، وذلك لأن هناك من هو محروم من هذه النعم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الحسن عند البهقي وغيره ( أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا )
بل كان عليه الصلاة والسلام كما هو مشهور في السنة ( كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا هو وأهله لا يجدون عشاء ولا يجدون طعاما )
إذن هذه النعمة من أطعمة وأشربة فيجب المحافظة عليها ولا يجوز أن تستخدم من باب العبث أو أن يسرف فيها بحيث لا يستفاد من المتبقي منها ولا يجوز للإنسان أن يستخدمها أو أن يستعملها كأن يغتسل بها أو أن يضعها على بدنه عبثا أو افتخارا أو ما شابه ذلك إلا إن وجدت حاجة كأن يحتاج مثلا إلى بعض الأطعمة لعلاج مرض معين ، إن نصح الأطباء بوضع هذا الطعام عليه لا إشكال في ذلك لأن الله يقول { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } هنا استخدمت هذه النعمة في محلها لكن أن تستخدم وأن تستعمل عبثا وافتخارا وإظهارا كما يقال للنعمة وهذا مما حرمه الله وليس هذا من إظهار النعمة ، إظهار النعمة أن تصرف هذه النعم بما يؤدي للمسلم إلى شكر الله .