التعصب الرياضي ودخول مفسري الأحلام وبعض الدعاة فيه
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن دين الله يجب أن يطبق في جميع أحوال الناس لأن فلاحهم في تطبيقه لكن أن يدخل دين الله في اللعب والهزل حتى تفتقد قيمته وقدره فإن هذا من الخطورة بمكان
وهذا وللأسف مما نلحظه في هذا العصر
بعض الناس وللأسف من بعض معبري الأحلام أو حتى من بعض الدعاة أدخلوا دين الله في أمور ما يجوز أن يدخل فيها
من بين ذلك :
التعصب الذي يحصل بين الندية وبين مشجعيها :
هذا تصدَّر
هذا فعل
هذا فاز
هذا المدرب فيه كذا
هذا اللاعب فيه كذا
وأصبح جل حديث الناس في هذه الأمور حتى دخل وللأسف في ذلك بعض معبري الأحلام فجعلوا يفسرون الرؤى على أن ذلك الفريق سيفوز بكذا وكذا من الأهداف أو في هذه المباراة في عدد من الأهداف
ويحدد الأهداف وكذلك سيفوز ببطولات قادمة أو ما شابه ذلك
وتفسير الأحلام من الفتيا
ولذلك لما سئل الإمام مالك عن تفسير الرؤى قال :
(( أبالنبوة يلعب ؟ ))
لأنها جزء من أجزاء النبوة
أما أن يتصدر كل شخص لهذا التعبير ونأخذ هذا جزافا ندخل الرؤى في مثل هذه الأشياء حتى أصبحت على ألسنة الناس وربما تصدق الرؤى في هذه المباراة وربما لا تصدق
وإذا انتهت صدقت أو ما صدقت
وهذا لا يجوز أن يلعب بدين الله عز وجل بهذه الصورة
ولا يجوز للإنسان أن يمتهن نفسه بحيث يضع نفسه في مثل هذه الأشياء
لاشك أن على طالب العلم وعلى الداعية أن يدخل مع الناس وأن ينزل إلى أحوال الناس لكن لا يعرض دين الله ولا شيئا منه إلى هزال أو ضحك أو تنكيت حتى إن بعض النكت صدرت من بعض الدعاة في وسائل التواصل أو في غيرها :
هذا فاز
هذه نكتة
هذا تعليق على ذلك الفريق
ما ينبغي
ما يكون لغيرك قد لا يليق بك
والناس يختلفون
ولذلك :
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ذا هيبة ، ولكن مع ذلك كان يقول : (( إنا إذا خلونا قلنا ))
يعني : إذا كنا بين أبنائنا وفي بيتنا قلنا
يعني ليس ما يقال في بيتك يقال في العلانية
هذا خطأ
والله عز وجل قال عن القرآن وعن الشرع :
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }المزمل5
له ثقل له قيمته له قدره
((إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} ))
أما أن يكون بهذه الصورة حتى إنه من هذا التعصب للأندية من هذا التعصب انتشرت الغيبة وطعن في فلان وفي علان من هذا التعصب
يمكن هو أحد الأسباب التي دعتني إلى الحديث في ذلك أني رأيت صورة في مسجد وضعت سجَّادات لشعار نادي من الأندية والشعارات على أكتف المصلين وهم يصلون
إلى هذه الدرجة أدخلنا الأندية في الصلاة :
((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ))
فلابد أن نتفطن : (({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
يعني :
نسينا النار ؟
نسينا الجنة ؟
نسينا الآخرة ؟
نسينا الموت ؟
الشرع لا يمنعك من أن تعطي نفسك من الراحة وأن تكون لك ساعة تريح فيها عن نفسك
لكن أن تكون بهذه الصورة
صار جل الحديث للصغير والكبير وأدخل الدين وأدخلت الرؤى في ذلك ، والله والله لو كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة وكذلك السلف لو كانوا فيما بيننا ما رضوا بأن يعرض دين الله وأن تعرض الرؤى وأن يعرض تفسير الرؤى لمثل هذه الأشياء
فنسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق