بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الرابعة والأخيرة من فوائد علمية تحت دعاء
(واجعل الموت راحة لي من كل شر)
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
23/11/1437 هـ
دعاء “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ“.
هذا الحديث كما سبق أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وتكلمنا عن معظم جمله في الخطب الثلاث الماضية، ونكمل هذا الدعاء بإذن الله عز وجل في هذا اليوم.
“وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ“ حياة من؟
حياتك أنت لما جاء في حديث الزبير عند البزار “واجْعَلْ حَياتي زِيادةً في كلِّ خَيْرٍ“ زيادة في كل خير، خير الدين، أما الدنيا فإنها تأتي تبعا، ولذلك الانهماك في الدنيا ذُمَّ من قِبَل الشرع، ومن قِبَل السلف.
أبو الدرداء رضي الله عنه كما في الحلية لأبي نعيم مرَّ على قوم يبنون..
من بنى لحاجته لا يُذَم، إنما الذي يُذَم التفاخر والتعاظم، وما لا حاجة فيه، وإلا فالشرع أمرنا بعمارة الأرض، مر بقوم يبنون فقال رضي الله عنه:
” تجددون الدنيا والله يريد خرابها والله غالب على ما أراد “ يعني مهما جددتم هذه الدنيا، فإنها إلى زوال.
“وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ“ زيادة في كل خير، قول بعض الناس لصاحبه: [تعالَ بنا أو خلنا نفلها قبل ما نموت] تعالَ بنا نفلها قبل ما نموت، النَّفَل: الغنيمة يعني نغتم، أو النَّفِل بمعنى الزيادة قال هنا في هذا الحديث: “وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ“ أما قول بعض الناس لصاحبه: [تعالَ بنا نفلها قبل ما نموت] على نطقهم هذا الذي ينطقون به، ونطقتها محاكاة، لأنها تنطق تعال بنا نَفِلَّها قبل أن نموت، فهذا القول إن كان المقصود منه أن يفلها مع صاحبه والأقرب أنها تكون من باب الغنيمة الاغتنام يعني نغتنم قبل ما نموت، إن كان المقصود فيما حرم الله، فإنها كلمة لا تجوز، ولا يجوز للإنسان أن يضيع هذه الدنيا فيما حرم الله جل وعلا، وإن كان فيما هو مباح، فالشرع لا يمنعك من المباح، لكن شريطة أن تكون قائمًا بحقوق الله جل وعلا.
ولذلك هذه الكلمة شر إن لم تؤخذ بالمعنى الصحيح، المعنى الصحيح أن الإنسان يفعل ما أباحه الله جل وعلا في هذه الدنيا من متعها، وهو قائم بشرع الله عز وجل، وما عدا ذلك فهي شر. ولذلك يحيي بن أبي كثير كما عند أبي نعيم في الحلية قال: “خَيْرُ الْإِخْوَانِ الَّذِي يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ نَصُومُ قَبْلَ أَنْ نَمُوتَ” نصوم قبل أن نموت ما نفلها قبل ما نموت، وحدود الله قد ضيعت، أو تُفَلُّ فيما حرم الله، فيقول:
“خَيْرُ الْإِخْوَانِ الَّذِي يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ نَصُومُ قَبْلَ أَنْ نَمُوتَ وَشَرُّ الْإِخْوَانِ الَّذِي يَقُولُ لِأَخِيهِ: تَعَالَ نَأْكُلُ وَنَشْرَبُ قَبْلَ أَنْ نَمُوتَ ” هو أخذها من أبي الدرداء رضي الله عنه؛ أبو الدرداء كما عند أبي نعيم في الحلية قال: «إِنَّ خَيْرَكُمُ الَّذِي يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا نَصُومُ قَبْلَ أَنْ نَمُوتَ، وَإِنَّ شِرَارَكُمُ الَّذِي يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا نَأْكُلْ وَنَشْرَبْ وَنَلْهُو » زاد ونلهو « وَنَلْهُو قَبْلَ أَنَّ نَمُوتَ» ولذلك النبي ﷺ كما عند الترمذي كما ثبت عنه قال: خيرُ الناسِ “ مَنْ طالَ عُمرُهُ وحَسُنَ عملُهُ“ وشر الناس “مَن طالَ عُمُرُهُ، وَساءَ عَمَلُهُ“ وعند أبي نعيم في الحلية، عند أبي نعيم في الحلية من حديث عبد الله بن بُسْر كما ثبت أتى أعرابيان إلى رسول الله ﷺ فقال أحدهما، أحدهما يسأل سؤالًا، والآخر يسأل السؤال الآخر، قال أحدهما: “أيُّ النَّاسِ خَيرٌ؟“ الآخر ماذا قال؟ “أي العمل يا رسول الله خير؟“ الأول سأل عن خير الناس، والآخر سأل عن خير العمل، فلما قال الرجل: “أيُّ النَّاسِ خَيرٌ؟“ فقال ﷺ: “طُوبَى لِمَنْ طالَ عمرُهُ وحسُنَ عملُهُ“ ولما سأل الآخر فقال يا رسول: أي الأعمال أفضل؟ قال: “أنْ تُفارِقَ الدنيا ولسانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكرِ اللهِ“ عز وجل، فنسأل الله جل وعلا أن يجعل حياتنا زيادة لنا في كل خير.
“وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ“ في رواية البخاري في الأدب المفرد “وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَحْمَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ” ليس معنى هذا أن الإنسان يتمنى الموت لا، هذا الدعاء لا يدل على ذلك، ليس دليلًا على أن يتمنى الإنسان الموت، ولذلك قال الصنعاني رحمه الله كما في سبل السلام قال: إن هذا الدعاء جمع بين خيري الدنيا والآخرة، ولا يقصد منه أنه يتمنى الموت، وإنما المقصود أنه دعا الله إذا أتاه الموت ونزل به أن يكون هذا الموت حال نزوله به أن يكون راحة له من كل شر سابق، ومن كل شر لاحق، يعني يقول: يا ربِ إذا جاء وقت موتي، فاجعل وقت موتي راحة لي من كل شر سابق يعني في الدنيا، ومن شر لاحق يعني في القبر لعموم قوله من كل شر.
فهناك فرق يا إخوان بين من يتمنى الموت، هذا منهي عنه إلا إن خشي الإنسان على نفسه فتنة في دينه، فلا بأس، ولذلك من الدعاء المأثور عند الترمذي كما ثبت عنه ﷺ، “وإذا أردت بعبادِك فتنةً فاقبضْني إليك غيرَ مفتونٍ” إذا خفت على دينك فيجوز أن تتمنى الموت، يجوز أن يتمنى الإنسان الموت شهادة في سبيل الله لما في صحيح مسلم “مَن سَأَلَ اللَّهَ الشَّهادَةَ [بصِدْقٍ“ كما قال ﷺ “مَن سَأَلَ اللَّهَ الشَّهادَةَ [بصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنازِلَ الشُّهَداءِ، وإنْ ماتَ علَى فِراشِهِ“ وعمر رضي الله عنه كما عند البخاري قال: “اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.“
لكن تمني الموت لضرر نزل بالإنسان من مرض أو من مصيبة في مال أو ما شابه ذلك، فهذا لا يجوز لقول النبي ﷺ كما في الصحيحين:
” لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي “.
حتى لو لم ينزل بك ضرر، لا يجوز أن تتمنى الموت، ولا أن تدعو به.
ولذلك قال النبي ﷺ كما ثبت في سنن النسائي قال: “لا تدعوا بالموتِ، ولَا تَتَمَنَّوْهُ، فمَنْ كان داعِيًا لَابدَّ فلْيَقُلْ: اللهم أحْيِنِي ما كانتِ الحياةُ خيرًا لِي، وتوفَّنِي إذا كانتِ الوفاةُ خيرًا لِي“ لمَ؟
لأنك لا تدري إن كان لضر نزل بك، فأنت لم تصبر، لم تتحمل، جزعت وتسخطت، إن لم يكن لضر، إن لم يكن لضر، فكما قال بعض السلف يقول: لا يتمنين أحدكم الموت فإن كان من أهل الجنة فبقاؤه في الدنيا خيرٌ له حتى يزداد من الطاعة، وإن كان من أهل النار فلِمَ يستعجل أن يذهب إلى النار، لأن الإنسان المؤمن ما يزيده عمره إلا خيرًا “خيرُكُم مَن طالَ عُمرُهُ، وحسُنَ عملُهُ“.
ولذلك في صحيح مسلم قوله ﷺ: “لا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ، ولا يَدْعُ به مِن قَبْلِ أنْ يَأْتِيَهُ، إنَّه إذا ماتَ أحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وإنَّه لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إلَّا خَيْرًا“ ولذلك قال ﷺ كما في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: “إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ ؛ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ“، إذا مات الإنسان بهذا اللفظ، بهذا اللفظ هذا الموجود في صحيح مسلم كما توصلت إليه من بحث واشتهر عند العلماء أنهم يقولون: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه“ ويعزون ذلك إلى صحيح مسلم لعله بالمعنى، لكن إذا مات ابن آدم بهذا اللفظ لم يرد عند مسلم حسب البحث، وإنما هو موجود عند ابن أبي الدنيا في كتابه النفقة على العيال، وورد عند الطبراني “إذا مات الرجلُ انقطع عملُه ” وفي رواية عند الطبراني “إذا هلك الهالك انقطع عمله“.
الشاهد من هذا أن بقاء المؤمن في هذه الحياة هو خير له في دينه، لأن عمره لا يزيده إلا خيرًا.
إذًا هذا الدعاء كما قال الصنعاني لا يعني أن الإنسان إذا قلت هذا الدعاء، هذا الدعاء عظيم، عظيم مكثنا فيه أربع خطب، هذا الدعاء عظيم، فإذا قلت: “وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ“ أنت لم تتمنى الموت لا، إنما كما قال الصنعاني كما سبق: تمنيت إذا نزل بك الموت أن ينجيك الله من الشر الذي قبل موتك في الدنيا، والذي يكون في قبرك.
بعبارة مختصرة فرق أيها الإخوة بين من يتمنى الموت –هذا محرّم– إلا للأسباب التي ذكرتها والأمور التي ذكرتها سابقًا، فرق بين أن يتمنى الإنسان الموت لضر أو لم يكن هذا محرم، إلا فيما ذُكر من حالات كما سبق، وفرق بين من يتمنى الموت على صفة معينة يرضاها الله، كما لو دعوت كما ندعو الآن اللهم توفني وأنت راض عني، نحن لم نتمنى الموت، وإنما دعونا الله جل وعلا إذا حضر الموت أن يكون على صفة يرضاها الله جل وعلا.
ولذا يوسف عليه السلام ماذا قال؟
{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} قال توفني مسلمًا {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101] يعني إذا أتاني الموت، فليكن على هذه الحال.
وأما دعاء مريم {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 23] فالمقصود منها أنها خافت الفتنة على دينها، فدعت بهذا الدعاء.
خلاصة القول أن هذا الدعاء دعاء عظيم، ودعاء جامع شامل، وآخر عبارة تتعلق بشرح هذا الحديث أنت لا تدري ماذا يكون في مستقبلك، ولذلك أتى هذا الدعاء “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ“ أنت لا تدري ماذا يكون في المستقبل، تريد أن تكون سعيدًا هذا الدعاء يهييء الله لك بسببه السعادة، إذا أردت أن تكون سعيدًا فأنت الآن في الحاضر.
الماضي انتهى المستقبل آت، والله أعلم ماذا سيكون فيه، إذا أردت أن تكون سعيدًا في حاضرك، فالماضي الذي مر بك مما لا يلائمك، وإنما قد تمر بك شرور وما شابه ذلك، ومرت بك مصائب وما شابه ذلك، فلتنسه، اجعله في صفحات النسيان هذا الماضي حتى تكون سعيدًا، المستقبل ادعُ بهذا الدعاء “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي“ إلى آخره ادعُ بهذا الدعاء “وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ“ ادعُ بهذا الدعاء لأنك لا تدري ماذا يكون في المستقبل.
هنا تحصل لك السعادة ماضٍ مر ونسيته، يتعين عليك أن تنساه، ومستقبل لا تدري ما حالك فيه ادعُ بهذا الدعاء، أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم من السعداء في الدنيا وفي الآخرة.
هذا الحديث، هذا الدعاء كم يقال؟ وهل هناك وقت محدد؟
جاء عند النسائي أن كعبًا –كعب الأحبار– : “حَلَفَ له باللهِ الذي فَلَقَ البحر لموسى: إِنَّا نَجِدُ في التَّورَاةِ: أَنَّ داود نَبيَّ اللهِ كانَ إذا انْصَرَفَ من صلاتِهِ قال: اللَّهمَّ أَصلِح لي دِيني الذي جَعَلْتَهُ لي عِصْمةَ أمري، وأصلح لي دُنيايَ التي جَعَلْتَ فيها معاشي، اللهم إني أَعوذُ بِرِضَاكَ من سَخَطِكَ، وأعوذ بِعفْوكَ من نِقْمَتِكَ، وَأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعطيَ لِمَا مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ“ هذا الحديث حسنه بعض العلماء، لكن الأقرب أن الحديث ضعيف.
إذًا لا يقال بعد الانصراف من الصلاة، أيضًا ما جاء عند الطبراني من حديث أبي موسى أن النبي ﷺ كان يقول بعد الصبح ويرفع صوته حتى يُسمع أصحابه كان يقول: “اللَّهُمَّ أصلِحْ لي دِيني الذي جَعَلْتَه عِصمةَ أمْري” يقولها ثلاث مرات ويرفع صوته ثم الجملة الثانية، والثالثة وهكذا، فهذا حديث ضعيف لا يصح أيضًا، وما ورد عند ابن السني كما في حديث أبي برزه من أنه كان يقول: ذلك يرفع صوته بعد صلاة الصبح في السفر أيضًا هو حديث ضعيف، وما ورد عند البزار من حديث أبي سعيد، وعند ابن السني من أن النبي ﷺ كان يقوله إذا طلعت الشمس فيقول: ” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَلَّلَنَا الْيَوْمَ عَافِيَةً، وَجَاءَ بِالشَّمْسِ مِنْ مَطْلِعِهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَشْهَدُ لَكَ بِمَا شَهِدْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَتُكَ، وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَجَمِيعُ خَلْقِكَ، إِنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، اكْتُبْ شَهَادَتِي بَعْدَ شَهَادَةِ مَلَائِكَتِكَ، وَأُولِي الْعِلْمِ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ مِثْلَ مَا شَهِدْتُ بِهِ، فَاكْتُبْ شَهَادَتِي مَكَانَ شَهَادَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، وَإِلَيْكَ السَّلَامُ، أَسْأَلُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا دَعْوَتَنَا، وَأَنْ تُعْطِيَنَا رَغْبَتَنَا، وَأَنْ تُغْنِيَنَا عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ ” ثم يقول هذا الدعاء؛ إذًا لا يصح،
إذًا هذا الدعاء قُلْهُ دون تحديد، قل هذا الدعاء دون تحديد بزمن أو بعدد، فهو دعاء عظيم، ولعلي أختم بكلمة قد تصدق على زمننا هذا، وحذّر من ذلك أبو الدرداء.
ولنتنبه بما أن هذا الدعاء دعاء به صلاح الدين والدنيا والآخرة، قال أبو الدرداء رضي الله عنه كما عند أبي نعيم في الحلية قال أبو الدرداء رضي الله عنه قال:
“وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ“ –تأملوا هذا– قال: “وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ شَهْوَةً خَفِيَّةً فِي نِعْمَةٍ مُلْهِيَةٍ“ يقول: إني أخاف عليكم يقول لمن في زمنه
طبق هذه العبارة التي قالها رضي الله عنه، قال: إني أخاف عليكم شهوة خفية في نعمة ملهية متى؟ متى؟ قال رضي الله عنه:
“وَذَلِكَ حِينَ تَشْبَعُونَ مِنَ الطَّعَامِ، وَتَجُوعُونَ مِنَ الْعِلْمِ ” الشرعي.
حالنا الآن نشبع من الطعام والشراب، الجوع أين وقع؟
وقع في العلم الشرعي، فحذر أبو الدرداء من شهوة خفية في نعمة ملهية تلهي الناس متى؟
قال: وذلك حين تشبعون من الطعام والشراب وتجوعون من العلم الشرعي، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.