الرد الوافي على من استدل بحديث ( إنهن عوان عندكم )على انتقاص قدر المرأة في الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشبه تأتي تباعا في هذا الزمن
وسبب ذلك : كثرة من يدخل في وسائل التواصل وفتح لهم المجال بحرية مطلقة أنهم يلقون الشبه
إضافة إلى الضعف العلمي لدى بعض المسلمين إن لم يكن زاد وللأسف
إضاففة إلى أن بعض الدعاة أو بعض العلماء قد يأتي ببعض الأحاديث بناء على أنه قالها في مجتمع سابق فسجل له هذا الكلام وإذا به يطرح في مثل هذا الزمن ويقولون هذا هو دينكم
يطرح في مثل هذه الأيام ووصلني : يستدلون يقولون هذا هو قدر وهذه مكانة المرأة عندكم ، كيف ؟
قالوا ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام عن النساء ( إنما هن عوانٍ عندكم ) العوان جمع عاني وهي الأسيرة
فيقولون : لماذا لا ترفع الولاية عن النساء أو لماذا هذا الضغط على النساء أو لماذا لا تعطوا الحرية للنساء ؟
فيقولون : هذا الدين منع المرأة وضيق عليها بل جعلها بمثابة الأسيرة
وهذا يدندن حوله
والجواب عن هذا :
النبي عليه الصلاة والسلام قال ( إنما هن عوان عندكم )
اقرأ أول الحديث وآخر الحديث :
في أول الحديث ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم )
ما الذي بعدها ؟ ( لا تملكون منهن غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة )
بعدها ( ألا وإن لكم على نسائكم ولنسائكم عليكم حقا )
فالمقصود من ذلك : ليس أنها كالأسيرة تباع أو أنها تمتهن ، لا
انظروا إلى أول الحديث ( استوصوا بالنساء خيرا ) وإلى آخر الحديث
وإنما المراد أن المرأة ضعيفة لضعفها هذا الحديث شرف للمرأة واحترام للمرأة وحث من الإسلام على أن ترحم المرأة
وليس معنى ذلك أنه يعتدى على المرأة أو يضيق على المرأة ، لا
لأن هذه المرأة بطبيعتها ضعيفة تحتاج إلى من يحرسها ويحفظها ويلطف بها ويرحمها ، ثم هي انتقلت من بيت هي مكرمة فيه من بيت أبيها وانتقلت إليك فأصبحت أنت أيها الزوج وليا عليها فلما انتقلت إليك كن حريصا عليها
ولذلك : في مقدمة الحديث ( استوصوا بالنساء خيرا )
وقال في آخره ( وإن لنسائكم عليكم حقا )
وانظر : إلى قائل هذا الكلام من هو ؟ النبي عليه الصلاة والسلام
انظر إلى الأحاديث التي قالها :
عند الترمذي : ( خياركم خياركم لنسائه )
وقال عليه الصلاة والسلام عن المرأة لما سئل : قال : ( أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت )
حاله عليه الصلاة والسلام مع زوجاته كيف ؟
ولو وصف الزوج بأنه سيد كما في قصة سورة يوسف {وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ } يعني زوجها
فهذا باعتبار مع أن هذه في ماذا ؟
في شرع من قبلنا لكن مع ذلك المقصود من السيادة : سيادة اللطف وإلا الأسيرة أو الرقيقة هل تملك مالا ؟
لكن الإسلام ألزم هذا الزوج بأن ينفق عليها ولو كانت ثرية بلغت في الثراء مبلغا عظيما ولو كانت موظفة
لو قال الزوج أنت ثرية أو لك وظيفة أنفقي على نفسك فلا يحق له
يجب شرعا ، ويأثم إن لم ينفق عليها ، بل لو رغبت أن ترفع أمرها إلى المحكمة فسخ نكاحها من غير أن يرد إليه مهر ؛ لأن من مقتضيات الزواج ومن لوازم الزواج ومن واجبات الزواج مما يجب على الزوج أن ينفق عليها
بعض الناس يبتر له جملة وإذا به ينشرها في وسائل التواصل ويقولون هذا هو الإسلام كيف أساء للمرأة
اقرأ أول الحديث وآخره
ثم لو جاءت هذه الجملة فقط وحدها انظر إلى الأحاديث الأخرى
انظر إلى قائل هذا القول من هو ؟ النبي عليه الصلاة والسلام ، وما هي سيرته مع زوجاته ؟
ضرب أروع الأمثلة في التعامل عليه الصلاة والسلام
لكن مع هذا : قد تكون هناك بعض التصرفات التي تحصل من بعض المسلمين ، نعم
في هذا الزمن ممكن أن يصور مقطع لسوء خلق زوج مع زوجته من أنه طردها في الشارع أو أنه أساء إليها بضرب أو كما يرى في بعض المقاطع من الإساءة إلى بنات الإنسان
بعض الآباء قد يسيء ويطرد بناته من البيت في الشارع أو ضرب للأطفال هذه تصرفات ليس لكل مسلم وإنما لبعض المسلمين
هذه شواذ ، ولا يحكم على الإسلام بهذه الشواذ ، الإسلام يحكم على هذه ويحكم على غيرها
فلا يأتي ويصطاد في الماء العكر ويقول هذا الإسلام
وهذه تصرفات البعض ؛ لأن بعضهم قد يأتي مقطع من أجل أن يقول هذا هو فعل المسلمين وهذا هو الإسلام ، لا ، ليس هذا هو الإسلام
من شرب خمرا من المسلمين نقول والله العيب في الإسلام ؟!
من ترك الصلاة ؟! من ومن ؟ ومن ؟
كل أمر مذموم فعل من بعض المسلمين يقال هذا هو الإسلام وهذا هو حال المسلمين ؟ لا
هذه نصيحة مني لطالب العلم يعني إذا أتت مثل هذه الشبهات فلا ترعبه ولا تخيفه
إذا أتوا بنص من آية أو حديث أو أثر تأمل فيه وستجد في هذا النص أو في غيره مما يشابهه ما يرد به على هؤلاء
ولذلك بعضهم يقف حيران ما يدري
وهذا يدعونا أيضا إلى الحرص على طلب العلم الشرعي لأن مثل هذه التوجيهات أو نقض الشبهة من كلام صاحب الشبهة ليس لكل أحد ، لابد أن يتعلم الإنسان حتى تكون عنده معلومات شرعية وتكون عنده أداة وملكة الرد على أمثال هؤلاء
لكن أن يكون المسلمون ولاسيما الشباب والشابات ققد انشغلوا
قد يكون بهم خير لكنهم منشغلون عن طلب العلم الشرعي ، ثم تأتي مثل هذه الشبه ويبحثون عن فلان وعن فلان يريدون الجواب ، وقد لا يجدون الجواب ، لكن لماذا لا نتعلم ؟
وهل فلان وفلان وفلان سيبقون؟ لا
شرع الله محفوظ لكن عليك أن تتعلم ومثل ما ذكرت لكم ما ينفع إلا العلم الشرعي
ما يطرح باسم العلم الشرعي وليس علما شريعا وإنما تثار فيه العواطف وما شابه ذلك هذا لا يفيد ، كما قال الشافعي ” كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وعلم الفقه في الدين “
العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين
والآن يضرب بقوة في الإسلام ، ليس الأمر فقط حصر في قضية شهوة
الآن الإلحاد يطرح في الليل وفي النهار في وسائل التواصل وكل سيتحمل ما أنيط به من أمانة
{ وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُ } فيجب أن يظهر العلم الشرعي وطالب العلم الشرعي في مثل هذه الأحوال وهذه الأزمان ، وعلى الشباب أن يحرصوا على طلب العلم الشرعي
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ( لما أتى ثلاثة نفر وهو في حلقة فجلس من بين هؤلاء الثلاثة شخص لم يجلس انصرف قال هذا أعرض فاعرض الله عنه )
لأن طلب العلم في حقه متعين ، طلب العلم الآن في مثل هذا الزمن متعين واجب وجوبا حتميا على كل مسلم ، ليس على الشباب فقط بل على كل مسلم على أقل الأحوال يحفظ دينه هو من هذه الشبهات بدليل ماذا ؟
لما قال تعالى : {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ٧ }
ومع رسوخهم في العلم ليسوا علماء فقط بل إنهم راسخون في العلم يلجؤون إلى الله { رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ٨ } لأنها شبه خطيرة جدا
ولذلك :ما كانت الشبهة من حيث الخطر أعظم من الشهوة إلا لأنها تفتك بدين الإنسان ، لكن صاحب الشهوة عنده شهوات ، وذنوب يخاف الله ، إذا فعل الذنب خاف ، ويسأل الله التوبة ويرجى له التوبة ، لكن صاحب الشبهة ، لا
لماذا حذر السلف من الجلوس مع أهل الأهواء وأهل البدع أو الذهاب إليهم في بيوتهم لخطر هذا الأمر
أيضا من يتابع هؤلاء في وسائل التواصل من أهل الشبه والأهواء يخشى عليه ، لو كان عنده علم متين
ابن سيرين لما أتاه صاحب هوى وشبهة قال : ” أريد أن أقرأ عليك آية
قال لا تقرأ ، قال آية ، قال لا تقرأ علي ولا نصف آية “
فالعالم يحذر من أن يتابع هؤلاء فكيف بشباب يتابعون هؤلاء وليس عندهم من العلم من شيء
وإذا وقعت الشبهة نسأل الله السلامة والعافية إذا وقعت الشبهة في القلب فكيف يخرجها صاحبها
ولذلك الشبهة تلبس { وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ } يعني لو كانت باطلة من حيث الوجوه لحكم المسلم عليها بأنها باطلة ، لكن هي يؤتى بها في صياغة ماذا ؟ في صياغة أسلوب علمي شرعي ، يقولون هذا هو الدليل ويطرحون الشبهة
ولذلك لو أتوا وقالوا والله يعزل الدين عن أمور الدنيا مثلا أو مثلا المرأة ممتهنة في الإسلام وترفع عنها الولاية ولم يذكروا دليلا لن يسمع لهم لكنهم يأتون ببعض الأدلة ويطرحون عليها بعض الشبه
وإذا بالإنسان يقول كذا ، نعم وتأثر أناس تأثر أناس من هذه الهشتقات ومن هذه الوسائل ، وبعضهم أصبح عنده اضطراب
ويكفي في ذلك أنه لما يأت إنسان ويسأل ويقول : ما رأيك يا شيخ وهذا الحديث كيف نرد ؟
مجرد السؤال ينبئ عن ماذا ؟ ينبئ عن جهل وينبئ عن خطورة هذا الأمر
فبعضهم يسأل من باب أنه يقول أعطنا الجواب لنرد على هؤلاء ، هذا قلبه مطمئن يعرف أن هؤلاء على خطأ ، لكن بعضهم ربما يسأل لاضطراب عنده ، عنده تردد نعم والقسم الآخر يعني هناك قسم يسأل من أجل أن يرد على هؤلاء ومن أجل أن يسلم اأضا
وهناك : من عنده تردد ولذلك :
” ابن الديلمي لما قال وقع في نفسي شيء من القدر “
شبهة
فيقول : ” أتيت إلى أبي بن كعب “
أتى إلى العلماء من أجل أن يرفع هذه الشبهة التي وقعت في قلبه ، وأين زمن أولئك من هذا الزمن الذي تطرح فيه الشبهات وزمن أولئك زمن علمي العلم فيه منتشر البيئة صالحة ، لكن هنا في مثل هذا الزمن الفاسد عظم وطم ، والعلم قل ، والجهل كثر
فقال : ” حدثني بحديث لعل الله يذهب عني هذا “
فحدثه بحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( لو أنفق أحدهم مثل جبل أحد ذهبا ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر )
( ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار )
وأتى إلى ابن مسعود من باب التوثيق ، وإلى حذيفة
فيقول كلهم حدثني بمثل ما حدثني به أبي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
فقال حدثني بحديث فقال : ( أن تعلم ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار )
وأتى إلى ابن مسعود وإلى حذيففة من ب التوثيق وطرد هذه الشبهة أكثر
قال : ” فكلهم حدثني مثل ما حدثني به أبي بن كعب عن رسول االله عليه الصلاة والسلام “
بعض الناس تقع الشبهة في قلبه ولا يسأل
بل ربما أن يطمئن إليها ولذلك تأثر بعض الناس وللأسف نتييجة هذه الشبه تأثروا ببعض المشهورين العقلانيين في اليوتيوب تأثروا بهم تأثرا عظيما
لأنهم يلقون النصوص الشرعية ويأتون ويلبسون عليها الشبه ولكن الحق واضح
{وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا٨١ }
{بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ }
فخلاصة القول :
تعلم العلم الشرعي في هذا الزمن واجب ومحتم على الجميع بل ويصدق على أهل هذا الزمن قوله عليه الصلاة والسلام ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )
لأن العلم الآن طلبه ولاسيما في التوحيد مما لا يعذر أحد بتركه لكثرة الشبه ، وكثرة أهل الشبه