الرد على الموريتاني في وضوئه المنسوب إلى النبي عليه الصلاة والسلام

الرد على الموريتاني في وضوئه المنسوب إلى النبي عليه الصلاة والسلام

مشاهدات: 485

الرد على الموريتاني في وضوئه المنسوب إلى النبي عليه الصلاة والسلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فلقد سئلت كثيرا عن مقطع ذلكم الرجل الموريتاني الذي ينسب وضوءه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وبعد الاطلاع على هذا المقطع تبين لي أن هذا المقطع به من الأخطاء ما يلي :

 

أولا :

 أنه فصل بين المضمضة والاستنشاق ولم يرد حديث كما قال ابن القيم رحمه الله في الفصل بين المضمضة والاستنشاق لم يرد حديث صحيح

وإنما الثابت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة دون أن يفصل بينهما

ولو سلمنا بهذا فإن هذا الأمر يكون أهون مما سيأتي من ملاحظات أخرى

 

الملحوظة الثانية :

أنه نسي الاستنشاق وقال : سأعود إليه بعد أن أغسل وجهي

 فلم يتذكر وإنما ذُكِّر بعد أن فرغ من الوضوء ثم استنشق ، والاستنشاق:

 وإن كان فيه خلاف بين أهل العلم إلا أن الثابت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان مستمرا عليه ، عليه الصلاة والسلام كما جاء في السنن قال :

((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر  ))

وهذا أمر يدل على الوجوب

 

والملحوظة الثالثة :

أنه يبالغ مبالغة شديدة في تخليل شاربه مع أن النصوص الواردة  عنه عليه الصلاة والسلام في تخليل اللحية الكثير منها ضعيف بل إن بعض العلماء حكم على جميعها بالضعف

ولو سلمنا  بهذا في اللحية فإننا لا نسلم  بهذا في تخليله شاربه

 

الملحوظة الرابعة :

أنه يلحظ عليه أنه يأتي بأذكار في ثنايا الوضوء

ولم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر لكل عضو من أعضاء الوضوء

 

ولذا :

كونه يذكر الله في الوضوء على أنه مستحب فليس هذا بمستحب لعدم ورود الدليل

 

الملحوظة الخامسة :

أنه لما مسح رأسه مسح رقبته

يعني : مسح العنق

والحديث  الوارد من مسح العنق من أنه أمان من الغل فإنه لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام

 

الملحوظة السادسة :

أنه أخذ ماء جديدا للأذنين فمسح أذنيه بماء جديد والثابت عنه عليه الصلاة والسلام والمحفوظ عنه كما قال ابن حجر وغيره من أن السنة أنه لا يأخذ ماء جديدا لأذنيه بل يمسح أذنيه بنفس الماء الذي مسح به رأسه

ولو سلمنا بهذا فإن مثل هذه الملحوظة لو اغتفر عنها بناء على رأي لأحد العلماء إلا أن ما يفعله وهو الملحوظة السابعة من قراءة سورة القدر وقد قرأها أكثر من مرة فإن هذا لم يصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ سورة القدر

 

الملحوظة الثامنة :

أنه أخذ قطرات من ماء وجعل يدلك أصابع قدميه دلكا بليغا والثابت عنه عليه الصلاة والسلام كما في حديث المستورد أنه كان يخلل أصابعه بخنصره عليه الصلاة والسلام ولم يكن بهذه الطريقة

 

الملحوظة التاسعة :

أنه لما سئل عن مسح شعر النساء أنه أتى بالصورة المشهورة أنه مسح مقدمة الرأس إلى المؤخرة ثم عاد إلى المقدمة

هذا لا شك أنها ثابتة عنه عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة

لكن ليعلم أن المرأة لا تلزم بمثل هذه الصفة لأنه وردت صفة في سنن أبي داود :

أنه عليه الصلاة والسلام مسح رأسه من مقدمة رأسه إلى المؤخرة ولم يرجع

 

قالوا :

 هذا بناء على أن شعره في تلك اللحظة كان شعرا طويلا

ومن ثم فإن النساء لو فعلن هذا كان سنة لهن في مثل هذا الأمر

 فالمشاهد لهذا الرجل نجد أنه بالغ مبالغة عظيمة تبلغ هذه المبالغة حد الوسوسة ثم الأفضع من هذا أنه مكث أكثر من ست دقائق أو خمس دقائق في الوضوء

 

سبحان الله !

لم يكن هذا الوقت يتوضأ فيه صلى الله عليه وسلم وإنما كان صلى الله عليه وسلم لما أقيمت الصلاة كما في الصحيحين وتذكر أنه على جنابة قال لأصحابه قفوا مكانكم

ثم ذهب النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة واقفون ثم رجع من حينه مع أنه غسل جنابة لتعميم البدن ومن ضمن هذا الغسل الذي هو غسل الجنابة أنه عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ قبل أن يغتسل غسل الجنابة فلو كان يفعل عليه الصلاة والسلام كفعل هذا الرجل لشق على الصحابة ولتأخر عليهم

وإنما هو ذهب عليه الصلاة واسلم واغتسل قالوا : والماء يقطر منه عليه الصلاة والسلام

 

فليتنبه لمثل هذا الأمر

فإن مثل هذا الوضوء من خلال ما ذكر يدل على أنه ليس صحيحا إلى النبي عليه الصلاة والسلام