الفوائد المنبرية الرمضانية (1 )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بعد فياعباد الله
لدي بعض الفوائد والمسائل المتعلقة بهذا الشهر المبارك
من الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أن ابن تيمية رحمه الله قال كما في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم
قال : إن بعضا من الناس يتلقى رمضان
كيف يتلقى رمضان ؟
قال يتلقى رمضان من باب الاحتياط أو من باب الفضل بعبادات
ولذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين
ثم قال : فكذلك شأن المواسم الفاضلة فيتقدم هذه المواسم بعبادات من اعتقاد في قلبه لم يشرعها الله ولم يشرعها رسول الله عليه الصلاة والسلام
فتنبه رعاك الله من أن تخترع عبادات من قبلك ، لا قبل رمضان ولا قبل عشر ذي الحجة ولا قبل عاشوراء ولا قبل أي موسم من المواسم الفاضلة
ما أتى به الشرع فيجب علينا أن نقبله
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــ
أن من أدرك رمضان فإنه تغفر له ذنوبه ما بين هذا الشهر الذي أدركه في هذا العام إلى رمضان من العام الماضي
إذاً ما بين الرمضانين تغفر الذنوب :
قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ))
فتغفر الذنوب الصغائر ما بين الجمعة والجمعة ، وما بين صلاة الفرض كصلاة الظهر إلى صلاة العصر ما بينهما من ذنوب صغائر تغفر
ما بين رمضان إلى رمضان الآخر تغفر الذنوب الصغائر
قال ابن القيم كما في كتابه الجواب الكافي معلقا على هذا الحديث : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ))
قال رحمه الله : ” فهذه الأعمال الثلاثة لها ثلاث حالات إما أن تقصر هذه الأعمال عن تكفير الصغائر لضعفها وسبب ضعفها ضعف الإخلاص فيها وضعف القيام بحقوقها فهي في هذه الحالة لم تستطع أن تأتي على الصغائر كلها لضعفها بسبب صاحبها
الحالة الثانية كما قال : أن تقضي هذه الأعمال على صغائر العبد وليست بها قوة على أن تكفر بعضا من الكبائر
الحالة الثالثة كما قال : أن تكون هذه الأعمال الثلاثة الصوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان ، وكذلك ما جاء من أحاديث أخرى في بيان أعمال تكفر الصغائر قال الحالة الثالثة : أن تكون بهذه الأعمال قوة فتكفر الصغائر ويبقى من قوتها ما يبقى فتكفر هذه الأعمال شيئا من كبائر العبد
قال رحمه الله : فتأمل هذه الحالات حتى تزول عنك إشكالات كثيرة
رحمه الله
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــ
أن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند الطبراني (( رغم أنف امرئ أدرك والديه فلم يدخل الجنة فأبعده الله فأدخله الله النار ))
ثم قال : (( رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فأبعده الله ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي فأبعده الله ))
ما معنى هذا الحديث ؟
معناه :
مبين في الحديث الآخر نعوذ بالله من الشقاء وهو :
أن منبر النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث درجات صعد الأولى فقال آمين ، ثم صعد الثانية فقال آمين ، ثم صعد الثالثة فقال آمين فقالوا يارسول الله إنك قلت آمين ثلاث مرات ، لما صعدت الأولى قلت آمين ولما صعدت الثانية قلت آمين ولما صعدت الثالثة قلت آمين
فقال عليه الصلاة والسلام : (( أتاني جبريل فقال شقي عبد شقاء نسأل الله السلامة والعافية شقي عبد أدرك رمضان فمات فلم يغفر له فقلت آمين ))
ثم قال (( شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فأبعده الله فقلت آمين ،
شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل علي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم يصل علي فأبعده الله فقلت آمين ))
إذاً شقاء نعوذ بالله من الشقاء
ومن الفوائد :
ـــــــــــــــــــــــ
لا تبرأ ذمة إنسان مهما كان لا تقل هذا خطيب ولا تقل هذا داعية ولا تقل هذا واعظ ، لا تبرأ ذمة أحد يذكر حديثا عن النبي عليه الصلاة والسلام ولم يعرف صحته ولا ضعفه
فإنه كما قال بعض العلماء يدخل تحت حديث النبي عليه الصلاة والسلام الحديث المتواتر (( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))
فيدخل ضمن هذا الحديث
يجب قبل أن تقول قال النبي عليه الصلاة والسلام أن تعرف ما صحة هذا الحديث من صححه من العلماء أو من أئمة هذا الفن
هل اطلعت على سنده ؟
ولذلك :
تعج وسائل التواصل بأحاديث مكذوبة ليست ضعيفة فقط بل مكذوبة مختلقة على النبي عليه الصلاة والسلام ومن أناس معروفين للأسف
الحالة الثانية أو الأمر الثاني : ليس كل من أعفى لحيته أو قصر ثوبه ثم أتاك منه مقطع يتحدث عن الدين أن تقبله ، لا
ولذلك بعض السلف مع أنه عالم عالم حقيقي لكنه في مسألأة ما جهلها مع أنه عالم كما ذكر ابن عبد البر في كتابه العلم :
أتى رجل وسأله عن مسألة قال : ” لا أدري ، فكرر عليه قال : والله لا أدري ولا أحسنها ولا يغرنك طول لحيتي “
انظر إلى التربية
” ولا يغرنك طول لحيتي واجتماع الناس حولي والله لا أحسنها “
ليس كل مقطع يأتيك أن تنشره وأن تبثه
ولذلك :
يذكرون أحاديث مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام ، ولذلك يغرر بهذا لجيل لا تقل هذا فلان وهذا فلان ، لا ، العالم هو الذي يقول قال النبي عليه الصلاة والسلام مسندا ما يقوله إلى كلام العلماء
ولذلك :
بعض الناس لما يحرص على أي طالب علم أو أي داعية يحرص على الدليل الشرعي الصحيح في المستقبل يقبل قوله ولو لم يذكر الدليل
لم ؟
لأنك تظن أن هذا لم يقل هذه إلا عن دليل
مثال ذلك شيخ الإسلام الآن لما نذكر بعض الأقوال له الناس تثق في أقواله
لم ؟
لأنه كان حريصا على الدليل وهكذا
لكن أن تعج وسائل التواصل وأن تعج جوالتنا بهذه الخزعبلات وبهذه الخرافات وبهذه الأحاديث المختلقة على النبي عليه الصلاة والسلام
فتنبه
لا تقل هذا فلان ولا هذا هو الداعية ولا هذا هو الخطيب ولا هذا هو الواعظ وليس كل من أطال لحيته وتكلم في الدين أنه يقبل قوله حتى لا يضيع شرع الله
ولذا من الأحاديث التي تنشر :
” رمضان يرمض الذنوب ”
يعني : يكفر الذنوب من الرمضاء الحارة
لكنه حديث مختلق على النبي عليه الصلاة والسلام
” ذاكر الله في رمضان مغفور له “
حديث مختلق على النبي عليه الصلاة والسلام
” جمعة في رمضان فضلها كفضل رمضان على سائر الشهور ”
أحاديث لا تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام
” من أدرك رمضان في المدينة كان له كألف رمضان “
” من أدرك رمضان في مكة كان له مئة ألف من رمضان ”
” ومن قام منه وصام كان له كعتق مائة رقبة في كل ليلة وفي كل يوم مئة رقبة “
وخذ من هذه الأحاديث التي تنشر عن النبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك حتى بعض الأحاديث الضعيفة جدا لا يحسنون إلقاءها :
حديث :
” إذا أتاكم شهر رمضان فإنه شهر مبارك شهر المواساة ، من أطعم فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبدا ، من تطوع فيه بنافلة كانت كفريضة ، ومن أدى فيه فريضة كانت كسبعين فريضة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران ، فاستكثروا فيه من أربع خصال شهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه ، وخصلتان أن تسألوا الله الجنة وأن تستعيذوا به من النار “
هذا الحديث ضعيف أخرجه ابن خزيمة
ولذلك :
ابن خزيمة لما ذكره قال إن صح الخبر قال إن صح ، وهذه فائدة أيضا حديثية وهي أن ابن خزيمة قد يذكر في صحيحه أحاديث هو لا يرى صحتها ولكنه ينبه حتى لا يغتر بعض من لديه علم قليل في هذا الفن وهو علم الحديث يظن أن ما ذكره ابن خزيمة في كل ما ذكره في كتابه صحيح ابن خزيمة قد يظن أنه صحيح عند ابن خزيمة ، لا
فجملة ” إن صح ” كما هو قالها في هذا الحديث وقالها في أحاديث أخرى يبين أنه قد يذكر أحاديث لا تصح عنده ولكنه يبينه
فلا تجتز هذه الجملة إن صح الخبر من باب السرعة أو من عدم التمعن فيظن الظان أن ابن خزيمة يرى أنه صحيح لما وضعه في صحيحيه ، كلا
وبالتالي :
فإن علينا أن نتقي الله فهذه الأحاديث يجب أن يتنبه المسلم
سبحان الله !
كل مقطع يأتي وأسأل الله من نشر هذا المقطع أن يغفر ذنبه وأن يفرج همه انشر يا أخي حتى تنال معي الأجر وهكذا دواليك
بعضهم قد يبالغ ويقول أسأل الله أن يحرم الخير من لا ينشر هذا المقطع
هذا عبث هذا والله عبث ، عبث حتى من باب المروءة ، الناس ليسوا بملزمين أن ينشروا كل ما تقول ، وهل كل ما تقوله صحيح ؟
وهل كل علم ينشر ولو كان صحيحا يكون واجبا علي أن أبلغه حتى تدعو علي ؟
فانتبه
إذا أتاك أي مقطع اسأل المتخصصين يعني ما من شيخ يظن به أنه صاحب علم وحريص على الدليل إلا وعنده مثل هذه الوسائل تواصل معه
هل هذا صحيح أم لا ؟
ما هو نسخ ولصق وانشر ولربما أنه لم يسمع بعضهم في بعض الروابط بعضهم لم يسمع هذا المقطع وربما في هذا المقطع فيه من البدع وفيه من الخرافات وفيه من الإخلال بالتوحيد ما الله به عليم فلنتنبه رعاكم الله
من الفوائد :
ـــــــــــــــــــــ
أنه جاء في مسند الإمام أحمد أن طلحة بن عبيد الله قال أسلم رجلان فاستشهد أحدهما ثم بعد سنة تأخر الثاني فرأيتهما في المنام فرأيت أن الذي توفي وهو الثاني المؤخر إذا به قد دخل الجنة قبل الأول فلما أصبحت ــ وهذا الحديث إسناده حسن يعني ثابت فلما اصبحت أتيت النبي عليه الصلاة والسلام ــ فأخبرته فقال عليه الصلاة والسلام : ” أليس هو ـ يعني الثاني ــ قد بقي بعد الأول سنة فصام رمضان “
انظروا إلى هذه المزية فصام رمضان وصلى ستة آلاف ركعة
ولذلك عند ابن ماجة قال ” فما بينهما كما بين السماء والأرض “
يعني من الفضل
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــ
أن ابن حجر كما في الفتح قال إن هناك من يقول إن آدم لما أكل من الشجرة انحبست في بطنه لما طلب التوبة من الله انحبست تلك الأكلة في بطنه ثلاثين يوما فلما صفا جسمه بعد الثلاثين تاب الله عليه ففرض الله على ذريته صيام ثلاثين يوما
قال ابن حجر كما في الفتح وهذا يحتاج فيه إلى ثبوت السند ممن يقبل قوله وهيهات هيهات أن يوجد ذلك
لم ؟
لأن القائل من ؟
بعض الصوفية
صدر كلامه فقال قال بعض الصوفية وذكر ما ذكرته آنفا فقال هذا يحتاج فيه إلى ثبوت السند ممن يقبل قوله فكيف بصوفي ؟ ممن يقبل قوله قال وهيهات أن يوجد هذا
فانتبه
يعني حتى إن أصحاب الطوائف الضالة من القدم وهم يكتبون وينشرون في كتبهم لما أتت هذه الوسائل سنحت لهم الفرصة أكثر وأكثر