الفوائد المنبرية ـ الجزء الثاني

الفوائد المنبرية ـ الجزء الثاني

مشاهدات: 447

الفوائد المنبرية  ـ الجزء الثاني

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

( أما بعد : فيا عباد الله  )

من الأيسر جدا على أي متحدث أو أي خطيب أو أي داعية أو أي واعظ من الأيسر له أن يتحدث عن موضوع واحد فهو أيسر له من حديث البحث ، أما ذِكر أكثر من عنصر وموضوع في خطبة فإنه يحتاج إلى جهد ، وبالتالي فإن بعضا من الناس قد يظن أنه حينما نلقي بعض الخطب – والتي سلفت فيما مضى – قد يظن بعض من الناس أن هذا يخالف ما اقتضته الخطبة في يوم الجمعة ، وليعلم كما قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ، لما بيَّن خطبته صلى الله عليه وسلم قال ” كان يتحدث عن أصول الإيمان وعن أصول الدين وعن الجنة وعن النار ، وكان يتحدث حسب ما تقتضيه حاجة الناس “

نحن في هذا الزمن – أيها الأحبة – لا نعالج الأخطاء التي تقع في الأحياء فحسب – لا – الوضع اختلف جدا ، الآن نذكر ما يصبُّه العالم كله بمن فيه من المبتدعة ، ما يصبه هؤلاء على عقول وقلوب أبنائنا وبناتنا ، إذ أتت وسائل التواصل فتيسر بثُّ البدع والشر ، فمن واجب المتحدث والداعية ولاسيما الخطيب ، لأن الناس حينما يأتون قد هيئوا أنفسهم على أن هذا الوقت ليس وقتا للدنيا ، وهؤلاء قد أتوا إلى الدنيا وعقولهم حاضرة يستمعون ، ولذلك فمن أوجب ما يجب على الخطيب أن يعد أفضل ما لديه لمعالجة ما يقع من أجل إذا خرج الناس من صلاة الجمعة قالوا ماذا قال خطيبنا في هذا اليوم ؟ لو ذُكر شيء يخالف ولو بعد شهر أو بعد سنة قالوا لقد قال خطيبنا فيما مضى قبل شهر أو قبل شهرين أو قبل سنة كذا وكذا ، لا أن يخرج الناس من الخطبة وبعد دقائق يتحدثون في أمور دنياهم ولم يعلق في أذهانهم شيء مما قاله الخطيب ، ولذلك حماية عقول وقلوب هذا الجيل في هذا الزمن بالذات ، لأن بعضا من الناس يمكن أن يكون بعيدا عن وسائل التقنية ، لكن ما أذكره يتعب القلب ويقلق الفؤاد حينما ترى ما يرسل إليك يجرح عقيدة المسلم ، ولا ينظر الإنسان إلى ما يكون في هذه السنوات ، وإنما ينظر إلى العاقبة مع ضعف العلم الشرعي لدى كثير من الناس ، ومع انصباب هذه البدع وهذه الخرافات يخشى على عقول وقلوب هذا الجيل ، ولذا قال البزار رحمه الله وهو تلميذ لشيخ الإسلام ، قال لشيخ الإسلام رحمه الله ألا تؤلف في الفقه ؟

فقال : الفقه من الفروع ، ويمكن لأي إنسان أن يقلِّد عالما وينتهي ” ولكن لما انتشرت البدع في زمنه رحمه الله ، قال الناس بحاجة إلى حماية عقيدتهم ، الناس بحاجة إلى رد بدع المبتدعة وضلال المضللين “

وبالتالي فإن هذا ما أردت أن أذكره من خاطرة قبل الدخول فيما أردت أن أتحدث عنه .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن هناك حديثا منتشرا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تارة وينسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه تارة :

( سرق حذاؤه صلى الله عليه وسلم فقال اللهم إن كان محتاجاً فبارك له فيه ، وإن لم يكن محتاجا فاجعله آخر ذنب يذنبه )

بحثت في الصحاح وفي المسانيد وفي السنن والآثار والمصنفات حتى في التراجم ، فلم أجد له أصلا ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن ابن مسعود ولا عن أحد من الصحابة .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

انتشر في اليوتيوب مقطع عن أهمية الصلاة ، ولا شك أن للصلاة أهمية ، لكن يا إخوان ليس كل ما تقع عليه عيني مما يذكر من حديث أو قصة أن أذكره للناس – لا – هناك أحاديث نصوص عظيمة وأحاديث كثيرة تغني عن هذا ، هناك حديث مشتهر جدا في اليوتيوب وهو حديث :

( إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة حفظك الله كما حفظتني فترفع ، وإن أساء الرجل في الصلاة فلم يتم ركوعها ولا سجودها قالت الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني ، فتلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجهه )

هذا فيه أكثر من ضعيف ، كما قال البخاري والنسائي والهيثمي وغيرهم .

 

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن هناك حديثا يذكر في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن بعض من يتحدث يريد الغرائب ، لأن الناس يعشقون الغرائب ، يقال :

( هناك في الجنة ثمرة أكثر من التفاحة وأصغر من الرمانة ، وأحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، قيل لمن يا رسول الله ؟ قال لمن سمع اسمي فصلى علي )

بحثت عنه فلم أجد له أصلا في كتب المسلمين .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن بعضا من الناس ينسب جملة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( إن الناس ينسبون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم )

هذا ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو عند ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه أنه :

( إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال إن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم ، إن أقدمتم أقدموا وإن هِبتم هابوا ، والله لا يأتي أحد منكم وقد خالف ما نهيت الناس عنه إلا ضعفت عليه العقوبة لمكانه مني ، فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء منكم فليتأخر )

فهذا من قول عمر وليس من قوله صلى الله عليه وسلم .

 

( ومن الفوائد والتنبيهات )

هناك مقطع آخر منتشر في بيان فضل ” لا حول ولا قوة إلا بالله ”

في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه :

( لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة )

فهذا الحديث في الصحيحين ، ثم يأتون بحديث في قطع مشتهر ، يقولون : تعالوا وانظروا إلى بيان فضل لا حول ولا قوة إلا بالله ، من أن ” عوف بن مالك وهو رجل من أشجع قال إن ابني أُسر عند الكفار ، وهم يطلبون مني فداء لا أستطيعه ، فقال صلى الله عليه وسلم – كما ذكروا – قال مره فليكثر من قول ” لا حول ولا قوة إلا بالله ” فأمره ، فإذا به بعد حين من الزمن يأتي وقد غفل المشركون عنه فاستاق معه خمسين بعيرا إلى أبيه ، فنزل قوله تعالى :

{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2 )

ابن كثير رحمه الله وقبله الطبري في التفسير قالا :

” زعم من زعم فذكر قصة عوف “

وبعد البحث وجدته في كتاب الدعاء للطبراني والنظر في إسناده عن ” الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ” قال ابن معين رحمه الله ” إذا حدَّث الكلبي عن أبي صالح فليس بشيء ،لأنه مرة يحدِّث عن نفسه ومرة يحدِّث عن أبي صالح ومرة يحدِّث عن أبي صالح عن ابن عباس “

إذاً هذا الحديث لا يصح مع أنه مشتهر .

 

( ومن الفوائد والتنبيهات )

بعثت إلي صورة فيها ” صورة للصلاة ” وقالوا انظر ما أعظم الصلاة ! كيف ؟

قالوا : الصلاة تدل بقيامها وركوعها وسجودها وجلستها بين السجدتين على اسم النبي صلى الله عليه وسلم ” أحمد ” وأتوا بصورة رجل يصلي وهو قائم ، ثم تقدمه رجل آخر وهو راكع ، وصورة رجل أمامه وهو ساجد ، وصورة رجل رباع وهو جالس بين السجدتين ، قالوا انظروا ” أحمد ”

يعني أراد الصوفية من حيث لا يشعر الناس أرادوا أن يدخلوا غلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم عبادة بعد الشهادتين ، وهي الصلاة .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن بعض المجتهدين يأتي إلى بعض المقاطع ويصور الجنة ويذكر فيها أدعية أو أحاديث قد تكون صحيحة عن الجنة وقد لا تكون صحيحة ، ويذكر ما فيها من النعيم ، كما يقال ” مقطع فيلم عن النار ” وهذا رأيته ، أناس يعذبون بشتى أنواع العذاب ،وأيضا بعضهم وضع قطعا للصراط الذي يوضع على متن جهنم وكيف يسير الناس عليه وكيف يتساقطون .

هذه أشياء يجب أن نؤمن بها ، لكن ندرك كيفيتها وحقيقتها – لا – فهذه من المتشابه الذي استأثر الله عز وجل بعلمه ، من المتشابه الحقيقي ، نؤمن بها ؟ نعم ، نؤمن بأن هناك حوضا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن هناك صراطا يوضع على متن جهنم ، وما ذكر في الشرع من تفاصيل مما يكون في يوم القيامة يجب أن نؤمن به ، ولكن أن نردك كيفيته فنصوِّر ما يكون هناك في مقاطع أو في صور فلا ، ولذلك ماذا قال عز وجل ؟

{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة17

وقال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة كما في الصحيحين فيما يرويه عن ربه عز وجل :

( أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم :

( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد )

فمثل هذه المقاطع لا تجوز ولو كانت من باب التقريب .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن هناك خبرا طبيا انشر من أن العسل إذا وضع على السرة أن به شفاء “

ليعلم / أن العسل بيَّن ابن القيم رحمه الله فوائده كما في زاد المعاد ، وضع العسل على السرة ، وضع على العين وضع على جبهة ، في أي مكان كان ، فإذا ثبت نفعه على البدن طبيا فلا إشكال في ذلك ، يقول ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد ، وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد :

( أن رجلا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أخي يشتكي بطنه ) وفي رواية ( استطلق بطنه ) وفي رواية مسلم ( إن أخي عَرَب بطنه ) يعني فسدت معدته ( فقال صلى الله عليه وسلم اسقه عسلا ، فسقاه ، فلم يغن عنه شيئا  ) وفي رواية ( فزاده استطلاقا ، فقال صلى الله عليه وسلم في الثلاثة أو في الرابعة صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا ، فسقاه فشفاه الله )

قال ابن القيم رحمه الله : ” والعسل له منافع ، يجلي الأوساخ من الأمعاء ، وهو  غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلوى مع الحلوى ، فما خُلق في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ، ولم يكن معول القدماء – من الأطباء – إلا عليه ، وما كان يعرف القدماء السكر أبدا “

ثم قال رحمه الله : لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل أن يكرر اسقاء أخيه شرب العسل ؟

قال : لأن العلاج إنما يفيد إذا كان بمقدار الداء – يعني المرض – فإن نقص الدواء عن مقدار المرض لم يغنه شيئا ، وإن زاد الدواء على المرض أضر به ، فلما سقاه في المرة الأولى كان الدواء أقل من الأوساخ التي في بطنه فلم تنفع ، فسقاه في المرة الثانية ، ففي المرة الثالثة كمية العلاج وهو العسل ناسب في المقدار كمية الأوساخ التي في بطنه فشفاه الله ، ولذلك قال ( صدق الله ) في تحقق نفع العسل ( وكذب بطن أخيك ) لأنه لما شرب في المرة الأولى وفي المرة الثانية لم يكن هذا البطن صادقا ، لم ؟ لأن الأوساخ والأوبئة التي فيه أكثر من العسل الذي سقي به  .

ثم قال رحمه الله : وإذا مزج مع الرمان بشحمه أصبح كالمرهم ، وأفضله ما يؤخذ من الجبال والشجر ، وهو بحسب مرعى نحله “

يعني بحسب ما يأكل هذا النحل يكون طيب العسل .

وقال : العسل يجذب الرطوبات من قعر البدن ، وبالجملة فلا شيء أنفع منه للبدن “

وذكر رحمه الله تفاصيل كثيرة في  شربه منفردا أو ممزوجا بغيره .

الشاهد من هذا : أن العسل فيه خير عظيم ، فإذا ثبت نفعه في أي موضع من البدن فليؤخذ به ، سواء كان في السرة أو في غيرها .

( ومن الفوائد والتنبيهات )

أن بعضا من الناس يعلق الآثار الدينية على مصطلحات دنيوية وليس مصطلحات دنيوية جائزة بل محرمة  “

فبعض الناس يرسل رسائل يقول ” إليك هذا التأمين الثلاثي ” ويذكر مثلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر فهو في ذمة الله ) ويذكر أحاديث ويقول هذا هو التأمين الفجائي ، ويذكر أحاديث ويقول هذا هو التأمين الشامل ضد المخاطر في الدنيا وفي الآخرة لحديث ( اللهم إني استودعك ديني وأبنائي وأسرتي ) إلى آخر ما أتوا به من هذه الأدعية .

لا شك أنه ثبت عند ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله إذا استودع شيئا حفظه )

معلوم أن التأمين محرم بجميع أنواعه إلا التأمين التعاوني ، والتأمين التعاوني الموجود الآن هو تجاري ، لكن كثيرا من الشركات تملحه وتجمله وتقول هو تعاوني ، لكن ما هو التعاوني ؟

” التأمين التعاوني ” كما قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ( إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم في المدينة جمعوا ما عندهم في إناء واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية فهم مني وأنا منهم )

الخطبة الثانية

أما بعد فيا عباد الله /

شغف كثير من الناس مع وجود هذه الأجهزة بتصوير كل ما يقع ، فكل ما يقع من أحداث يُصورونها ، وفي هذا جناية على الأحياء وعلى الأموات ، كيف ؟

بعض الناس ربما يصور بالفيديو أو بالصورة مقطعا عن قتل بين شخصين أو عن مضاربة ، لا شك أن التوثيق من أجل بيان من هو القاتل ومن المقتول ، من هو الظالم من المظلوم لا شك أن فيه نفعا إذا كان المقصود أن يوثِّق من أجل أن يعطيه الجهات المختصة ، أما أن يصور ثم يبث جريمة قتل أو حادث سيارة تقطعت أجزاء بعض الناس ، أو يصور بعض الناس ورأيت ذلك فيما مضى لما كثرت الأمطار وغرق من غرق ، بعض الناس يصور بعض النساء اللواتي أخرجن من السيل وهو ميتات ، يعني عنده من هو بحاجة إلى أن يسعف أو يعان فلا يفعل وإنما من أجل أن يسبق غيره إلى الحدث ويصور ، هنا فيه جناية ، هل لو كنت في مقام هذا الذي صار عليه الحادث وتقطعت أجزاؤه هل أو في مقام من معه نسوة ، هل ترضى أن يصورك أحد ؟

حتى إن بعض الناس ربما يصور بعض الأشخاص ويقول هذا فلان مع امرأته في المكان الفلاني ويبث وينشر في وسائل التواصل ، وهذا فيه جناية على الأحياء وعلى الأموات ، أما جناية هؤلاء على الأموات فإن فيه هذا كشفا لعوراتهم وما يقع منهم مما لا يريد أحد أن ينظر إليه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما :

( من ستر عورة أخيه المسلم ستره الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته )

وعند الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

( لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في رحله )

يعني في بيته ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه :

( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )

هل ترضى لما تصاب بحادث أن تنشر صورتك ؟ هل ترضى أن تنشر صور من معك من محارم مما أصابهم في حادث أو في أي أمر من الأمور ؟ هل ترضى أن تُصوَّر حينما تذهب إلى السوق مع امرأتك ؟ما ترضى بهذا

بل حتى ولو كانوا موتى ، إن كان من باب التوثيق لإخبار الجهات المختصة فلا إشكال ، أما أن يبث وينشر ويصل إلى ملايين البشر ، فهذا لا يرضاه أحد ، حتى ولو كانوا موتى ، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند الحاكم بسند صحيح :

( من غسَّل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة )

بل حتى قد تصل هذه الصور إلى بعض ضعاف القلوب من الأطفال والنساء فيصبح في هلع وفي رعب ، ففي بعض المقاطع ترويع لمن يراه ، يفتح المقطع يظن أنه أمر عادي وإذا به جثث ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد وأبي داود من حديث جابر رضي الله عنه :

( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )

فلا نشغل أنفسنا – سبحان الله – من يرى الناس يقول هؤلاء كأن الدنيا هو المقر والمآل ، فيمن ينظر إلى حال الناس في أنستقرام من تصور ما لديهم من أطعمة والسفرات وأحداث ، كأن هؤلاء ليس أمامهم لا نار ولا عقاب ولا حساب  ، والله المستعان .

الخاتمة : ……………..