( القول المبين من ابن تيمية في الحسد المشين )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
( أما بعد : فيا عباد الله )
أمراض القلوب وشفاؤها – نسأل الله جل وعلا أن يشفي قلوبنا من الأمراض الحسية والمعنوية ، أمراض القلوب وشفاؤها “كتاب ذكر فيه شيخ الإسلام رحمه الله دررا ، ذلكم الكلام منه رحمه الله يحتاج مني حتى أبسطه إلى أن أعرضه على صورة فوائد مع زيادة أو نقصان في العبارة لتوضيح ما يريده رحمه الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” القلب يموت أو يمرض بالجهل ، فالقلب المريض إذا وردت عليه شبهة أو شهوة زادت من مرضه .
قال : ” القلب إذا وردت عليه ذكرى أو موعظة كانت من أسباب صلاحه ، قال الله عز وجل :
{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }الحج53 ، قال بعدها { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ }الحج54
قال ابن تيمية رحمه الله :
” القلب الصحيح إذا تعرضت له امرأة لم يلتفت إليها ، بخلاف القلب المريض بالشهوة فإنه لضعف في قلبه يميل إليها بحسب قوة ما فيه من مرض الشهوة أو من ضعفها “
قال ابن تيمية رحمه الله :
” من أراد شفاء قلبه من الشبهات ومن الشهوات فعليه بالقرآن ، فهو شفاء لما في الصدور حتى يعود هذا القلب إلى فطرته السليمة “
قال ابن تيمية رحمه الله :
” المعاصي كالأخلاط الرديئة في البدن ، تلك الأخلاط الرديئة في البدن لابد من استخراجها إما بحجامة أو نحوه ، فإذا استخرجت هذه الأخلاط من البدن استراح البدن ، وكذلك القلب إذا تاب من الذنوب فزكاة قلبه واستراحة قلبه بذلك ، ولذا قال عز وجل في آيات كثيرة :
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً }النور21 ، وقال تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور3 ، وقال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى }الأعلى14،
وقال : {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } الشمس9 .
قال ابن تيمية رحمه الله :
” أعظم ما تزكى به القلوب هو توحيد الله وترك الشرك ، ولذلك ماذا قال عز وجل عن المشركين ؟
قال :
{ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ{6} الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }
لم يزكوا قلوبهم ولم يطهروها .
قال ابن تيمية رحمه الله :
” جميع الذنوب تكون أنت فيها يا أيها العبد الظالم والمظلوم “
أنت الظالم لنفسك ، والمظلوم نفسك .
قال رحمه الله :
” جميع الذنوب يكون فيها العبد هو الظالم لنفسه وهو المظلوم ، وكذلك إذا ترك الذنوب فهو العادل لنفسه والمعدول “
ولذا قال عز وجل :
{ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } البقرة286
وقال :
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } فصلت46
وقال :
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } الإسراء7
قال ابن تيمية رحمه الله :
” القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ما ذكرا الأشياء الكلية لكل ما يخص العبد ، ليست فيه جزئيات لكل عبد ، ولذلك لما كان الأمر كذلك ، أمر الإنسان في كل ركعة وجوبا أن يسأل الله عز وجل أن يهديه الصراط المستقيم ، وهذا يتناول هذا كله “
قال ابن تيمية رحمه الله :
مجرد العلم لا يدل على الاهتداء ، أنت علمت هذه المعلومة ، لكن لا أظفر بالاهتداء إلا بما قال رحمه الله ، يقول رحمه الله :
” مجرد الحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه ، قال تعالى : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً{1} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{2}
هذه هي النتيجة ، هذه هي الثمرة .
قال تعالى في حق موسى وهارون :
{وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ } هذا مجرد علم ،لكن أين العمل وهو الاهتداء ؟
{وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }الصافات118
قال ابن تيمية رحمه الله :
في حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم كما في الصحيحين :
( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس )
لما تتمنى هذين هذا هو حسد الغبطة وهو جائز ، لكن لماذا سمي حسدا ؟
قال رحمه الله :
” سمي حسدا لأن الإنسان يكره أن يفضل عليه غيره ، لكن لا يريد أن تزول النعمة من فلان ، لكن لما كان كره أن يفضل عليه ذلك الغير أحب أن يكون مثله ، أما مَنْ طلب من الله شيئا دون النظر إلى غيره من أحوال الناس ، فهذا ليس فيه من الحسد شيء لا غبطة ولا غيره “
قال ابن تيمية رحمه الله :
في حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما السابق يقول :
” ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اثنين ، من ينفق ماله ، ومن يعلِّم الناس الخير ، لمَ لمْ يذكر المصلي ولا الصائم ولا الحاج ؟
قال رحمه الله : “ لأن هذه الأعمال ” الصوم والصلاة والحج لا تجعل الإنسان مسوَّدا من قِبل الناس ، إنما يسوَّد الإنسان من قِبل الناس ويعظم حاله ويكثر أتباعه إذا أنفق المال وإذا علَّم الناس
” ولذلك يقول رحمه الله :
” أكثر ما يقع الحسد عند المنفقين المال وعند معلمي الناس الخير ، إلا من عصمه الله عز وجل “
قال ابن تيمية رحمه الله :
في حديث ابن مسعود وابن عمر السابق ، قال :
” لماذا هذان الشخصان ؟
قال : لأن المنفق للمال ولأن المنفق للعلم ، أحدهما ينفع الناس بقوت القلوب ، وهذا هو العلم الشرعي ، والآخر ينفع الناس بقوت الأبدان وهذا يحصل بالمال “
قال ابن تيمية رحمه الله :
فيما يخص إنفاق المال وإنفاق العلم الشرعي ، يقول :
” لعظم هذين الأمرين ضربهما الله عز وجل مثلين لنفسه ولما يعبد من دون الله ، قال تعالى :
{ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل75
هذا فيما يخص المنفق للمال .
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
وهذا مثل لمن ينفق العلم الشرعي .
في قصة الإسراء والمعراج لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بموسى ، بكى موسى عليه السلام ، قيل ما يبكيك ؟ قال هذا الغلام بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي )
يقول ابن تيمية رحمه الله :
” حال نبينا صلى الله عليه وسلم أحسن حالا من موسى عليه السلام ، لأنه حسد حسد غبطة .
قال ابن تيمية رحمه الله :
نافس عمر رضي الله عنه أبا بكر رضي الله عنه في النفقة ، كما جاء عند الترمذي :
( لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم أن يبذلوا ، قال عمر رضي الله عنه اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، فأتى بنصف ماله ، فقال صلى الله عليه وسلم ماذا تركت لأهلك ؟ قال تركت لهم النصف ، وإذا بأبي بكر رضي الله عنه يأتي بماله كله ، فقال صلى الله عليه وسلم ماذا تركت لهم يا أبا بكر ؟ قال تركت لهم الله ورسوله )
يقول ابن تيمية رحمه الله :
ما فعله عمر رضي الله عنه هو حسد غبطة ، لكن حال الصديق أحسن من حال عمر ، لم ؟
لأن عمر رضي الله عنه نظر إلى حال أبي بكر .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
أبو عبيدة بن الجراح يلقب بأمين هذه الأمة ، لماذا ؟
أليس هناك أمناء ؟ بلى ، هناك أمناء من الصحابة ، لكن لماذا أبو عبيدة رضي الله عنه هو أمين هذه الأمة ؟
قال ابن تيمية رحمه الله :
” لأن المؤتمن إذا لم يكن في نفسه مزاحمة على هذا الشيء الذي أؤتمن عليه كان أحق بالأمانة ممن يخاف أن يقع في نفسه مزاحمة لحب هذه الشيء الذي يؤتمن عليه ، فربما أن نفسه تعجزه فيقع فيما لا يرضي الله عز وجل .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
لما ذكر حديث أنس في المسند من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يدخل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة ، فدخل رجل وإذا بلحيته تنطف ماء من وضوئه وقد علَّق نعليه بشماله ، فأتى الرجل فسلَّم ، فلما جاء اليوم الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة ، ولحيته تنطف من وضوئه وقد علَّق نعله بشماله ، فلما أتى في اليوم الثالث أتى على حالته بعد مقولة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص والله لأنظرن إلى حال هذا الرجل )
معلوم أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قد بلغ في العبادة مبلغها من العظمة ، كان يقوم الليل ويصوم النهار حتى نهاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصته مشهورة .
( فأتى إليه فبات عليه ثلاث ليال ، فلما مضت الليالي الثلاث قال عبد الله بن عمرو كدت أن أحقر عمله ، لأني لا أرى منه قياما بالليل ، اللهم إلا أنه إذا تعارَّ من الليل – يعني استيقظ – ذكر الله ثم نام حتى يطلع الفجر ، قال عبد الله له كدت أن أحقر عملك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول ، فلم أرك تعمل شيئا ، قال ليس عندي إلا ما رأيت ، لكني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله إياه ، قال عبد الله بن عمرو هذه التي بها بلغت وهي التي لا نطيق )
هل عبد الله بن عمرو وكذا الصحابة رضي الله عنهم لا يطيقون أن يتركوا الحسد ؟
لا ، ليس هذا هو المراد ، يقول ابن تيمية رحمه الله :
قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( وهذه التي بها بلغت وهي التي لا نطيق )
قال يشير بها عبد الله بن عمرو بن العاص إلى أن هذا الرجل خلا من جميع أنواع الحسد ، لا حسد غبطة ولا حسد تمني زوال النعمة .
إذاً كونك قلبك يخلو من جميع أنواع الحسد حتى لو حسد الغبطة ، لأنك ما حسدت فلانا على أن يكون لك نظير ما له إلا لأنك تكره أن يعلو عليك ، مع أنك لا تتمنى زوال النعمة منه ، ما حصل ذلك إلا لكرهك أن تفوقك فلان في هذا الأمر .
ولذا قال رحمه الله :
” أفضل المقامات وهو مقام النبي صلى الله عليه وسلم مع موسى عليه السلام ، ومقام أبي بكر مع عمر ، ومقام هذا الرجل في الصحابة من أن القلوب خلت من جميع أنواع الحسد ، لا حسد تمني زوال النعمة ولا حسد الغبطة “
قال ابن تيمية رحمه الله :
لماذا أثنى الله عز وجل على الأنصار بهذا الوصف :
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الحشر9
يعني ما يقع في صدورهم أي حرج مما أوتيه المهاجرون من سبق الفضل والتقدم أو من الفيء أو من المال أو ما شابه ذلك .
قال ابن تيمية رحمه الله :
بعض الناس عنده دين وعنده اعتدال ، فإنه لو كان يحسد شخصا ما ساعد أحدا على أن يهضمه حقه أو أن يسيء إليه ، فهو ” معتدل غير معتدي ” لأنه ما أعان غيره على الإضرار بمن يحسده ، لكنه غير منصف مع من يحسده ، كيف ؟
قال رحمه الله :
” فإنه لو مُدح هذا الرجل عنده ممن يحسده سكت ، ولم يبين فضله ، فهذا غير منصف لكنه غير معتدي “
ابن تيمية رحمه الله “
لما ذكر قصة حادثة الإفك ، معلوم أن عائشة رضي الله عنه رميت في عرضها ، وكانت المحبة من النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة ويأتي بعدها زينب بن جحش ، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها ( كانت تساميني ) يعني هي التي تنافسني على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول رحمه الله :
” الحسد في النساء كثير ، ولاسيما المتزوجات ( الضرة )
ولذلك لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم زينب بن جحش عن عائشة هل رأت منها ما يريبها ؟
مما ألصق بها من هذه التهم .
( قالت : أحمي سمعي وبصري ، ما علمت عليها إلا خيرا )
يقول ابن تيمية رحمه الله :
” الحسد بين النساء كثير ولا سيما بين المتزوجات إلا أن إيمانها رفعها عن هذا الأمر )
قال ابن تيمية رحمه الله :
” أول ذنب عصي الله به ثلاثة
( الحرص والكبر والحسد )
” الحرص من آدم لما أراد أن يأكل من الشجرة حتى يبقى له الملك في الجنة ، والكبر من إبليس لما امتنع عن السجود ، والحسد ممن يسمى بقابيل “
حسد أخاه هابيل ، ولم أقف على دليل صحيح ينص على تسمية هذين الرجلين “
قال تعالى :
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } المائدة27
هذا سببه الحسد .
قال ابن تيمية رحمه الله :
” من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم “
ما الدليل ؟
قال رحمه الله :
” والدليل قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } النساء66
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } الحديد28
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ } البقرة257
في المقابل من أعرض عن العمل بما يعمل ، ما النتيجة ؟
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } الصف5
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً } البقرة10
{فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } التوبة77
يجمع هذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين ، قوله صلى الله عليه وسلم :
( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
آمل أن ما ذكرته يكون نافعا ، بقي معنا أمر مهم في هذا العصر ، لما كثرت وسائل التواصل وأصبحت صور النساء تعرض في المقاطع وأصبح الناس لا يسلمون من أن تقع عينه على امرأة ، وربما من خلال التواصل وانفتاح الأمر ، ولم يعد لأرباب الأسر القدرة على أن يعرفوا ماذا يكون في جوال تلك البنت أو في جوال ذلك الولد ، ربما يقع ما يسمى ( بالعشق ) في الخطبة القادمة إن شاء الله تعالى .
الخاتمة :……………………..