محاضرات وكلمات
تأملات في آيات الصيام ( 16 )
قوله تعالى :
((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ……)) الآية ( 3 )
ـــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــ
مازال حديثنا عند آخر آية من آيات الصيام :
قال عز وجل :
(( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ))
وتوقفنا عند قوله تعالى : ((عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ))
فقوله عز وجل :
((عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ )) :
معنى : تختانون أنفسكم
يعني : تقعون في المحظور الذي نهيتم عنه وهو الجماع في ليلة الصيام وذلك قبل النسخ
فلما وقع الصحابة فيما وقعوا فيه من الحرج ولم يغلبوا أنفسهم ولم يتحملوا ترك النساء ليلة الصيام أتى النسخ من الله بالتخفيف فأباح لهم ولسائر الأمة الرفث ليلة الصيام
فقال تعالى :
((عَلِمَ اللّهُ )) :
علم الله جل وعلا صفة من صفاته وتالله لو أن المسلم استحضر معاني ومدلولات أسماء الله وصفاته لدعته إلى عمل الخير ولردعته عن عمل الشر
النبي عليه الصلاة والسلام لماذا يقول :
(( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ))
ما معنى إحصائها ؟
معنى إحصائها :
أن نحفظها
وأن ندعو الله بها :
((وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))
ومعنى إحصائها :
أن نعمل بمقتضى كل اسم من هذه الأسماء :
فلو أن المسلم إذا دعته نفسه إلى ترك الطاعة وفعل المعصية وتذكر أن من بين أسماء الله العليم وأنه مطلع على سرك ونجواك هنا دعاه هذا الاسم إلى فعل الخير وإلى ترك الشر
السميع :
كيف نعمل بمقتضى اسم الله السميع ؟
يعمل بمقتضى اسم الله السميع بألا تتجرأ وألا يتجرأ لسانك على أن لا تتحدث بما يغضب الله
لماذا ؟
لأنه يعلم السر والنجوى
ولذا تقول عائشة رضي الله عنها : (( تبارك سمع الله )) :
المرأة وهي خولة بنت ثعلبة لما أتت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقد ظاهر منها زوجها وقال : أنت علي كظهر أمي أتت إلى النبي عليه الصلاة والسلام تشكو حالها
فقال عليه الصلاة والسلام قبل أن ينزل عليه حكم في هذه القضية – لأن الجاهلية كان حكمهم في الظهار أنه طلاق تبين منه المرأة من زوجها
فقال عليه الصلاة والسلام :
لا أراك إلا قد حرمت عليه
فجعلت تجادل النبي عليه الصلاة والسلام فأنزل الله :
((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ))
تقول : يا رسول الله إن أوس بن الصامت ظاهر مني وأنا في مثل هذا السن ، وأنا لي منه أولاد إن ضممتهم إليَّ جاعوا ، وإن ضممتهم إليه ضاعوا
((تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )) المجادلة1
ولذا :
تقول عائشة رضي الله عنها : والله إني لقريبة منها في الحجرة وما سمعت كلامها وقد سمع الله كلامها من فوق سبع سموات
البصير :
من أسمائه عز وجل
والله لو أن الإنسان استحضر هذا الاسم معه لما أقدم على ذنب وما ارتكب فاحشة
القوي :
من تسلط عليه من اعتدي عليه وأيقن أن الله هو القوي الذي لا قوة أعظم من قوته
هنا تطمئن نفسه ويثق بربه عز وجل
ومن هنا :يلتجئ إلى الله
ولذا كانت دعوة المظلوم مستجابة :
(( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ))
من كان مريضا قد عجز الأطباء عن وجود علاج الله له فليتذكر أن من بين أسمائه عز وجل الشافي ولا شفاء إلا شفاؤه وأنه هو الذي أنزل الداء وهو الذي أنزل الدواء علمه من علمه وجهله من جهله
وهلم جرا
إذا أتيت إلى أسماء الله وعملت بمقتضاها وعرفتها ودعوت الله بها هنا قد أحصيتها ومن ثم تدخل الجنة :
(( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ))
ولذا :
إذا لم يرتدع الإنسان باستحضار اسم من أسماء الله عز وجل فقد قال بعض العلماء :
(( إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله ))
هذه أول مرحلة أن تذكرها بالله جل وعلا وانه مطلع عليك
ولذا :
لما قال البعض يسمع جهرنا ولا يسمع سرنا فقال جل وعلا :
((إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{12} وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{13} ))
فيقول : إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله ، فإن لم ترتدع فذكرها بأخلاق الرجال
ما ينبغي لأهل المروءة ما ينبغي لأهل العقول أن يقدموا على المعصية
(( فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم الناس فإن لم ترتدع فاعلم أنك في تلك الساعة انقلبت إلى حيوان ))
إذاً :
إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله فإن لم ترتدع فذكرها بأخلاق الرجال فإن لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم الناس فإن لم ترتدع فاعلم أنك تلك الساعة انقلبت إلى حيوان ))
إذاً : هو عالم جل وعلا لا تخفى عليه خافية :
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ }الحاقة18
النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث قال عنه الذهبي : له طرق وصححه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم :
(( إن بين كل سماء وأخرى مسيرة خمسمائة سنة ))
ما بين السماء الدنيا التي نراها والتي تليها مسيرة خمسمائة سنة :
تصور :
لو أنك تسير على دابة خمسمائة سنة كم تقطع من مسافة ؟
مسافة طويلة ، تلك المسافة هي التي بين كل سماء وأخرى إلى السماء السابعة ، وفوق السماء السابعة بحر ما بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ، والعرش فوق الماء : ((وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء )) والله قد استوى على العرش
قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ))
إذاً :
((عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ ))
بم ؟
بالوقوع في المعصية
ولذا :
قال بعض العلماء : عن الذنب خيانة :
{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً } النساء107
من ارتكب ذنبا فقد خان
خان من ؟
خان نفسه
((عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ ))
من ؟
((أَنفُسَكُمْ ))
هذه هي المصيبة الطامة الكبرى
خيانة الغير مصيبة
بل خيانة من خانك مصيبة
حتى من خانك :
قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ))
فكيف تخون من لم يخنك ؟
فكيف تخون نفسك ؟
ولذا قال تعالى عن أهل النار :
((قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ ))
لما أوقعوها في الذنب الذي أودى بهم إلى النار
((خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ))
الزمر15
فيا رحيما بنفسه ويا شفيقا بنفسه :
عليك أن تتقي الله
فإنك حينما تقدم على الذنب فإنما تضر نفسك
جل وعلا لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي
نعم لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة المطيع
وإنما قال جل وعلا في الحديث القدسي :
(( إنما هي أعمالكم أوفيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد سوى ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ))
((عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ ))
ثم انظروا إلى رحمة الله عز وجل :
((فَتَابَ عَلَيْكُمْ ))
يقول النبي عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين – : (( لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم كان في فلاة ومعه راحلته وعليها متاعه ثم إذا براحلته قد انفلتت منه وعليها زاده فاضطجع تحت ظل شجرة ينتظر الموت ثم لما استيقظ إذا به يجد راحلته ))
تصوروا : كيف يكون فرحه ؟
فرح عظيم
إذاً :
(( لله أفرح ))فرحا يليق بجلاله وعظمته لا يماثل فرحه فرح المخلوقين (( ولله المثل الأعلى ))
إذاً :
(( لله أفرح بتوبة عبده ))
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ))
ثم ماذا ؟
((إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ))
ثم ماذا ؟
انظروا إلى ختام الآية
((إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) الزمر53
((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ))
كرم من الله عز وجل
كما جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام :
(( إن أهل السيئات تبدل يوم القيامة لهم حسنات لما تابوا منها ))
(( إن الله – كما قال عليه الصلاة والسلام – إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، حتى تطلع الشمس من مغربها ))
(( تقبل توبة العبد – كما قال عليه الصلاة والسلام – ما لم يغرغر))
انظروا إلى كرم الله عز وجل
ثم : ماذا بعدها ؟
قال : ((فَتَابَ عَلَيْكُمْ ))
فقط ؟
لا
((وَعَفَا عَنكُمْ ))
كل هذا تشجيع للعبد وحث للعبد أن يتوب إلى الله وإلا فهو الغني جل وعلا
((قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ))
لا تنظر إلى المعصية من حيث هي
لا تنظر إلى المعصية لكونها صغيرة
لا تنظر إلى المعصية من حيث هي ولكن انظر إلى من عصيت جل وعلا
إذاً :
قال : ((فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ))
كل هذا من أجل أن يقبل عليه عباده بالتوبة ولاسيما ونحن في أواخر هذا الشهر
مر الثلثان ونحن الآن في الثلث الأخير ، وقد ينتهي هذا الشهر ويكو ن هذا الشهر شاهدا على أناس بالتفريط والتقصير
وقد يكون شاهدا لأناس بالخير وبالعمل الصالح
فالله الله
لا تذهب هذه الليالي سدى
فهي فرصة تحمل تبعات الصيام والقيام والسجود والركوع
اجتهد في هذه العبادة
النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا دخلت العشر كان يحيي الليل كان يشد مئزره ويوقظ أهله
وقالت عائشة رضي الله عنها : (( كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها ))
وكان عليه الصلاة والسلام في العشرين الأول يخلطها بنوم أما إذا جاءت هذه العشر فلا مجال ولا مكان للنوم
لم ؟
لأنها أوقات العتق من النار
هي أوقات تكفير الذنوب والسيئات
هي زمن ووقت إدراك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
تصور :
لو أن إنسانا عبد الله ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر
عبادة جليلة في هذا العمر
يمكن أن يتحصل على هذه العبادة إذا أدرك ليلة القدر وتضمن لك بإذن الله جل وعلا ليلة القدر إذا قمت كل ليالي العشر
لأن ليلة القدر لا تكون إلا في العشر الأواخر
ولذا حرص النبي عليه الصلاة والسلام أن يعتكف في هذه العشر
وما تركها عليه الصلاة والسلام وكان حريصا عليها
فقال : (( فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ))
مثل قوله عز وجل – يحث عباده أيضا أن يتسامحوا قد يخطئ عليك أخ لك أو صاحب لك هنا تأتي التوبة الصفح العفو التجاوز
ولذا قال تعالى :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ))
لما أراد البعض أن يهاجر منعه زوجته وأولاده
إذاً :
أصبحوا في هذا المقام بمثابة الأعداء
فلما أسلموا ورأوا أن الناس قد سبقوهم بالهجرة وبالخير أرادوا أن ينزلوا العقوبة بأولادهم وزوجاتهم
فماذا قال جل وعلا :
((وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) التغابن14
يجازيكم : الجزاء من جنس العمل
ولذا :
مسطح بن أثال
وهو ابن خالة أبي بكر لما وشى مع من وشى في عرض عائشة في قصة الإفك
كان ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه فلما صنع ما صنع
قال : والله لا أنفق عليه بعد هذه المرة
فأنزل الله عز وجل : ((وَلَا يَأْتَلِ ))
يعني : لا يحلف
(( أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ)) يعني أبو بكر من أهل الفضل
((وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ))
فقال أبو بكر : والله إني أحب أن يغفر الله لي
فأعاد إليه النفقة مرة أخرى
ولذا قال تعالى :
((وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ ))
لم ؟
خيفة من أن تتركوا الطاعة
{وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة224
فانظروا إلى كرم الله عز وجل
فالله الله
هذا الشهر هوشهر التوبة
من لم يتب في هذا الشهر متى يتوب ؟
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر ألأقصر
(( فتحت أبواب الجنان أغلقت أبواب ألنيران صفدت الشياطين ومردة الجن))
فماذا يبقى عليك ؟
يبقى عليك أن تعمل
ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( والمحروم من حرم خير هذه الليلة ))
يعني : ليلة القدر
فقال تعالى : ((فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ))
ثم قال : ((فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ ))
ولنا حديث معها في الدرس القادم والله أعلم.