تأملات قرآنية
( 4 )
فضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
س : لماذا ذكر الله عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ} بين آيات الطلاق؟
من تأملاتي في القرآن/ قال الله عز وجل: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ}
هذه الآية أتت بين ما يتعلق بأمور الأسرة، قبلها آيات تتعلق بالطلاق وبعدها آيات تتعلق بالطلاق، فمجيء هذه الآية واللهُ أعلم:
لبيان أنَّ الصلاة إذا حوفِظَ عليها فإن الأُسَر تطمئن وتنحل مشاكِلُها، وهذا يدل على عِظَمِ فضل الصلاة، والأدلة على ذلك – مما يؤيد هذا التأمل –:
أنَّ اللهَ عز وجل أثنى على إسماعيل عليه السلام:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55} [سورة مريم]
فالأهل هنا هم الأهل، وأيضا يدخُل فيه الأمر لأمته.
الله عز وجل ماذا قال؟ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ} [طه:132]
ويدخل في الأهل عموم الأمة.
والنبي ﷺ كما عند أبي داود وابنِ ماجه كما ثبت قال:
” مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا ؛ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ “. انظروا إلى عِظَم الصلاة.
فإذن/ مجيء هذه الآية بين ما يتعلق بأمور الأسرة يدل على ما ذكرناه، والله أعلم.