تنبيهات مهمة جدا حول بيعة الولاة
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
(( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وإنه سيكون هناك خلفاء يكثرون ، فقال عليه الصلاة والسلام لما قالوا فما تأمرنا قال وفوا بيعة الأول فالأول قال وفوا بيعة الأول فالأول ثم أدوا حقهم وسلوا الله حقكم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ))
وما كان هذا التنبيه منه عليه الصلاة والسلام إلا لما يعلمه من أهمية تنصيب وبيعة الولاة
لأن بهم بإذن الله تجتمع الأمة { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }
وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( إنما الإمام جنة )
يعني الوالي
( إنما الإمام جنة يتقى به)
يعني هو بإذن الله بمثابة الدرع بإذن الله لحماية المسلمين والذود عنهم بإذن الله عز وجل
ثم إن التنبيه على أهمية الولاة يكون من العلماء ولو كان العالم في شدة مرضه
والحديث أصله في الصحيحين لكن ما أريده هو عند مسلم
قال جنادة بن أبي أمية : ” دخلنا على عبادة وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بشيء ننتفع به مما سمعته من النبي عليه الصلاة والسلام
فقال :
انظر كيف اختار لهم وهو في شدة المرض قال : (( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه على المنشط والمكره وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ))
ثم لتعلموا :
أن الالتفاف حول الولاة في زمن الفتن من أعظم الحقوق على الرعية :
في صحيح مسلم :
من حديث عبد الله بن عمرو أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنه لم يكن نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه وأن يحذرهم من شر ما يعلمه وإن أمتي جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها أمور ــ انظرــ أمور تنكرونها ثم تأتي الفتن يرقق بعضها بعضا فإذا جاءت قال المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف فتأتي أخرى ))
فماذا قال عليه الصلاة والسلام في زمن هذه الفتن ؟
قال : (( من أحب أن يدخل الجنة وأن يزحزح من النار ))
ماذا عليه ؟
قال : (( فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر )) هذا هو حق الله
(( وليأت إلى الناس بمثل أن يحبوا أن يؤتى إليه ))
بمعنى أنه يتعامل مع الخلق بمثل ما يحب أن يعاملوه به
ثم سكت ؟
لا
هناك حق أعظم ما يكون من حقوق المخلوقين
قال : (( ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ))
ثم إن هنا تنبيها :
وهو الحذر كل الحذر من دعاة الفتنة سواء كانوا أشخاصا أم قنوات فضائية أم صفحات في وسائل التواصل أو جماعات أو أحزاب أو ما شابه ذلك
الحذر من دعاة الفتن :
اسمع :
النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة كما في الصحيحين قال : (( يا رسول الله إن كنا في جاهلية وشر فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال نعم ؟ قال هل بعد هذا الشر خير ؟ قال نعم وفيه دخن ، قلت وما دخنه ؟ قال عليه الصلاة والسلام : قوم لا يستنون بسنتي ولا يهتدون بهداي تعرف منهم وتنكر ، فقلت يا رسول الله فهل بعد هذا الخير الذي به دخن شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم
انظر ابن بطال كما في فتح الباري قال :
النبي عليه الصلاة والسلام قال فيمن قبل هؤلاء قال ( تعرف منهم وتنكر )
أما هؤلاء دعاة على أبواب جهنم لم يقل بهذا فدل على تعظيم التحذير من هؤلاء
قال : (( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ، قالت يارسول الله صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقال يا رسول الله : أرأيت إن أدركني ذلك ماذا أصنع ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ))
قال : (( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ))
انظر :
الحرص كل الحرص منه عليه الصلاة والسلام عند دعاة الفتن وعند حضور الفتن بلزوم جماعة المسلمين وبلزوم إمامهم
ثم ليعلم :
أن بعضا من الناس لا يفهم معنى البعية
البعية إذا بايع أهل الحل والعقد فإن عامة الناس يتبعونهم
بعض الناس قد يفهم فهما خاطئا
ولذلك :
أبو بكر رضي الله عنه لما مات النبي عليه الصلاة والسلام واجتمع المهاجرون والأنصار ماذا صنع عمر ؟
أخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه فبايعه ثم تتابع الناس على بيعته
فدل هذا على أن أهل الحل والعقد متى ما بايعوا فيلزم كل فرد من المسلمين أن يذعن لهذه البيعة ، وإن لم يذعن فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية ))
لم ؟
لأن أهل الجاهلية لا إمام لهم ولا رئيس
ثم من نعمة الله عز وجل على الرعية وعلى الوالي :
أن تكون المح
تنبيهات مهمة جدا حول بيعة الولاة
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
(( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وإنه سيكون هناك خلفاء يكثرون ، فقال عليه الصلاة والسلام لما قالوا فما تأمرنا قال وفوا بيعة الأول فالأول قال وفوا بيعة الأول فالأول ثم أدوا حقهم وسلوا الله حقكم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ))
وما كان هذا التنبيه منه عليه الصلاة والسلام إلا لما يعلمه من أهمية تنصيب وبيعة الولاة
لأن بهم بإذن الله تجتمع الأمة { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }
وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( إنما الإمام جنة )
يعني الوالي
( إنما الإمام جنة يتقى به)
يعني هو بإذن الله بمثابة الدرع بإذن الله لحماية المسلمين والذود عنهم بإذن الله عز وجل
ثم إن التنبيه على أهمية الولاة يكون من العلماء ولو كان العالم في شدة مرضه
والحديث أصله في الصحيحين لكن ما أريده هو عند مسلم
قال جنادة بن أبي أمية : ” دخلنا على عبادة وهو مريض فقلنا حدثنا أصلحك الله بشيء ننتفع به مما سمعته من النبي عليه الصلاة والسلام
فقال :
انظر كيف اختار لهم وهو في شدة المرض قال : (( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه على المنشط والمكره وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان ))
ثم لتعلموا :
أن الالتفاف حول الولاة في زمن الفتن من أعظم الحقوق على الرعية :
في صحيح مسلم :
من حديث عبد الله بن عمرو أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنه لم يكن نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه وأن يحذرهم من شر ما يعلمه وإن أمتي جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها أمور ــ انظرــ أمور تنكرونها ثم تأتي الفتن يرقق بعضها بعضا فإذا جاءت قال المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف فتأتي أخرى ))
فماذا قال عليه الصلاة والسلام في زمن هذه الفتن ؟
قال : (( من أحب أن يدخل الجنة وأن يزحزح من النار ))
ماذا عليه ؟
قال : (( فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر )) هذا هو حق الله
(( وليأت إلى الناس بمثل أن يحبوا أن يؤتى إليه ))
بمعنى أنه يتعامل مع الخلق بمثل ما يحب أن يعاملوه به
ثم سكت ؟
لا
هناك حق أعظم ما يكون من حقوق المخلوقين
قال : (( ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ))
ثم إن هنا تنبيها :
وهو الحذر كل الحذر من دعاة الفتنة سواء كانوا أشخاصا أم قنوات فضائية أم صفحات في وسائل التواصل أو جماعات أو أحزاب أو ما شابه ذلك
الحذر من دعاة الفتن :
اسمع :
النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة كما في الصحيحين قال : (( يا رسول الله إن كنا في جاهلية وشر فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال نعم ؟ قال هل بعد هذا الشر خير ؟ قال نعم وفيه دخن ، قلت وما دخنه ؟ قال عليه الصلاة والسلام : قوم لا يستنون بسنتي ولا يهتدون بهداي تعرف منهم وتنكر ، فقلت يا رسول الله فهل بعد هذا الخير الذي به دخن شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم
انظر ابن بطال كما في فتح الباري قال :
النبي عليه الصلاة والسلام قال فيمن قبل هؤلاء قال ( تعرف منهم وتنكر )
أما هؤلاء دعاة على أبواب جهنم لم يقل بهذا فدل على تعظيم التحذير من هؤلاء
قال : (( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ، قالت يارسول الله صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقال يا رسول الله : أرأيت إن أدركني ذلك ماذا أصنع ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ))
قال : (( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ))
انظر :
الحرص كل الحرص منه عليه الصلاة والسلام عند دعاة الفتن وعند حضور الفتن بلزوم جماعة المسلمين وبلزوم إمامهم
ثم ليعلم :
أن بعضا من الناس لا يفهم معنى البعية
البعية إذا بايع أهل الحل والعقد فإن عامة الناس يتبعونهم
بعض الناس قد يفهم فهما خاطئا
ولذلك :
أبو بكر رضي الله عنه لما مات النبي عليه الصلاة والسلام واجتمع المهاجرون والأنصار ماذا صنع عمر ؟
أخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه فبايعه ثم تتابع الناس على بيعته
فدل هذا على أن أهل الحل والعقد متى ما بايعوا فيلزم كل فرد من المسلمين أن يذعن لهذه البيعة ، وإن لم يذعن فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم : (( من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية ))
لم ؟
لأن أهل الجاهلية لا إمام لهم ولا رئيس
ثم من نعمة الله عز وجل على الرعية وعلى الوالي :
أن تكون المحبة بينهم
في حديث عوف بن مالك في صحيح مسلم :
قال عليه الصلاة والسلام : (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ))
يعني تدعون لهم ويدعون لكم
وهذا ولله الحمد موجود في هذه الرعية وفي الراعي في هذه البلاد
وهذا مما يلحظ ولله الحمد ممن توفاه الله من ولاة الأمر وممن بقي
فنسأل الله عز وجل أن يجمع قلوبنا وكلمتنا مع ولاة أمرنا على ما فيه خير وصلاح ونفع وهدى ، ونسأله جل وعلا أن يرحم الميت من ولاة أمرنا وأن يعين وأن يوفق وأن يسدد الأحياء منهم ، ونسأله عز وجل أن يحفظ علينا في هذه البلاد دينها وتوحيدها وأمنها واستقرارها ورخاءها ونعوذ به عز وجل من شر الأشرار وكيد الأعداء
بة بينهم
في حديث عوف بن مالك في صحيح مسلم :
قال عليه الصلاة والسلام : (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ))
يعني تدعون لهم ويدعون لكم
وهذا ولله الحمد موجود في هذه الرعية وفي الراعي في هذه البلاد
وهذا مما يلحظ ولله الحمد ممن توفاه الله من ولاة الأمر وممن بقي
فنسأل الله عز وجل أن يجمع قلوبنا وكلمتنا مع ولاة أمرنا على ما فيه خير وصلاح ونفع وهدى ، ونسأله جل وعلا أن يرحم الميت من ولاة أمرنا وأن يعين وأن يوفق وأن يسدد الأحياء منهم ، ونسأله عز وجل أن يحفظ علينا في هذه البلاد دينها وتوحيدها وأمنها واستقرارها ورخاءها ونعوذ به عز وجل من شر الأشرار وكيد الأعداء