توجيه لبعض القائمين على الأموال الخيرية ألا يبذروها بهذه الأمور التي لا يقرها الشرع
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عنده أموال لجهات خيرية فلا يجوزله أن يقترض منها لا إلى الراتب ولا إلى غيرها ، ولا يجوز أن يقرضها ، لا يجوز أن يقرض هذه الأموال للآخرين لكن إن وجدت مصلحة مصلحة لمن ؟ مصلحة لصاحب المال وعلى أنه سيضمن
ربما أنه يسكن في بلد كثر فيها اللصوص وعنده مال لهؤلاء الأيتام ويخشى إن بقي عنده هذا المال أن يتسلط عليه لكن أقرضه لشخص آخر عنده حراس وعنده قدرة على دفع اللصوص فهنا يجوز
لم ؟ للمصحلة
لكن من غير مصلحة فلا يجوز
هذا في شأن من يقترض فما ظنكم بمن نسمع وسمعنا فيما مضى من أخذ أموال لجهات خيرية
اختلاسات وسرقة وهبة وهذه من المصائب
النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت عنه ( كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) وقال عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه ( رب متخوض في مال الله بغير حق ليس له في الآحرة إلا النار )
فكيف يقدم إنسان على أموال من زكوات من صدقات أعطيت لهؤلاء لصرفها في مصارفها والناس ائتمنوه عليها وإذا بهم يأكلونها ويعتبرونها لهم ، إذا كان لك أن تقترض منها ولا يحق لك أن تقرض غيرك منها إذن من باب أولى ان تأكلها أو تؤكل إما أن تؤكل أكلا صريحا بطرق ملتوية أو تؤكل بلباس الدين
لأنها صرفت في مصرف ديني وهي لم تصرف
يعني ما يفعل مما يذكر لنا ورأينا بعضا من ذلك من أن بعضهم قد يكون مؤتمنا على أموال لجهات خيرية وإذا به مثلا يكون هناك حفل أو تكون هناك محاضرة لشيخ ما في مخيم أو في مسجد وإذا بهم يأتون بالموائد العظام بل ربما يأتون ببوفيه المسمى بوفيه مفتوح وإذا بالناس يأكلون
بأي حق ؟
العرف لا يرضى بهذا عرف الناس لا يرضى بهذا أفيرضى أحد أن ينفق أمواله من أجل أن تصرف في جهات خيرية وإذا بجزء كبير منها يصرف في مأكل ومشرب وفي احتفالات ما أحد يرضى
لو علمت بأن تلك الجهة سوف تصرف ربع مالك الذي أعطيتهم إياه في مثل هذه الاحتفالات أفترضى بهذا ؟ لا ترضى
وهذا هو الواجب والمتعين على الإنسان أن يتقي الله وألا يجعل مثل هذه الجهات الخيرية سبيلا له لأخذ أموال الناس
إما أن يأخذها اختلاسا وإذاىبه ينفقها على نفسه أو أنه لا يحسن التصرف فيها فما فائدة الجهات الخيرية ؟ وما فائدة المتبرعين إذا أتيتني مثلا بذبائح لمن أتى وإذا بها تصرف أموال خمسة آلاف عشرة آلاف ربما أكثر من ذلك لا يجوز
إن اقتضت الحاجة حسب المصلحة أنه يؤتى بطعام خفيف وما شابه ذلك من باب أن العرف جرى به فلا إشكال مع العلم أن الإنسان يتورع
يعني هذا الشيخ الذي أتى وألقى علينا محاضرة ما أتى ليأكل ولا ليشرب وإن أتى من أجل أن يأكل وأن يشرب فلا خير في محاضرته صراحة
يأتي ويلقي المحاضرة ويمشي ، احتفال مثلا لطلاب الحلقات وما شابه ذلك ما فيه داعي والله مثلا صحون أو موائد أو ما يسمى بأطباق من الحلويات ويأتون مثلا بمن يصب للناس القهوة والشاي
ما الفائدة هذه الأموال التي صرفت لو صرفت في تشجيع هؤلاء الطلاب على أن يحفظوا القرآن وعلى أن يحفظوا العلم الشرعي لكان هذا مبتغي المتبرع لكن ليس هذا مبتغي المتبرع
أو أن يأتي بعضهم ويقول نحن من العاملين عليها
أنت وكيل أنت كإمام مسجد مثلا دع عنك حتى يعني غير الجمعيات الخيرية ومن هو قائم عليها أنت كإمام مسجد لما تعطى مال لبذله مثلا في حلقات تحفيظ أو لأي جهة خيرية أنت وكيل أو أعطيك زكاة لتصرفها فلا يجوز لك أن تأخذ منها ولو كنت فقيرا لأن بعضا من الناس ربما تسلم له كما سيأتي معنا في الوكالة تسلم له الزكاة يقول له المزكي هذه مثلا خمسون ألف أو مائة ألف اصرفها لمستحقيها هو فقير فقر مدقع فلا يجوز له أن يأخذ منها ريالا واحدا ولو كان به وصف الفقر ، لم ؟
لأن الوكالة استنابة جائز التصرف يعني هو أنابك يعني الوكالة مقتضاها أنك تدفع هذا المال إلى الغير لا أن تأخذه إلا إذا استأذنت منه فقلت له والله يا فلان أنا فقير هل آخذ منها أم لا ؟
هنا إن أذن لك فبها ، لكن أن تأخذ هذه الزكاة وإذا بوصف الفقر فيك وأنت فقير تستحق الزكاة وإذا بك تأخذ جزءا منها أو ان عليك ديونا ، لا ، لأن مقتضى الوكالة أن تدفعها إلى الغير
هو ما أعطاك هذا المال لكي تأخذه أنت ، أعطاك هذا المال من أجل أن تدفعه إلى الغير
ولذلك قضية التورع في المال أمر مطلب
لكن أن يقال والله مثلا نحن من العاملين عليها ونتصرف في هذه الأموال وهذه الصدقات بما تقتضيه المصلحة
أي مصلحة تتصرف الآن حسب ما تقول تتصرف أنت الآن بما لا تقتضيه المصلحة وإنما بما يقتضيه الهوى والرغبة
والموفق هو الذي لا يكون لديه مال لأحد
لا أن يكون دينا في ذمته ولا أن يكون وديعة ولا أمانة
فاحرص على هذا الباب على أنك لا تكون وكيلا إلا إن ابتليت ورأيت المصلحة من أنه لو لم تقم بهذا الأمر سيقوم غيرك مما ليس بأهل هنا يتعين عليك لكن إن علمت من نفسك أنك ضعيف في المال فابتعد
النجاة
يعني بعض الحفلات أعرف بعض الحفلات بعض الاحتفالات لحلقات التحفيظ في بعض المساجد تصرف أكثر من خمسة عشر ألفا أو عشرين ألفا في غضون شهر، لم ؟ ما الفائدة ؟ حتى لو كان خمسة آلاف
بأي حق ؟
هذا المبلغ هذا كم ستعطي من محفظ الحلقات محفظ الطلاب في الحلقات كم يكون لهم من رواتب لو عندك مثلا محفظ يأخذ في الشهر ألف ريال إذن عبارة عن راتب له أكثر من سنة
هذا الذي ينفع
لكن هؤلاء يأكلون ويشربون وقهوة وشاي وحلويات وربما عشاء وذبائح وفي مطاعم
الإنسان يحذر لأنه سيحاسب عن كل شيء
فملخص القول :
إذا كان لا يجوز لك أن تقرض نفسك من هذا المال ولا أن تقرضه لغيرك إذن من باب أولى وأنت تعرف أنك أمين وحريص على أنك تبرئ ذمتك فما ظنك لو أنك أكلته بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر باسم العمل الخيري
إن أتى لها راعي رعاها ويعرف فبها لكن بعضها ليس لها راعي إن أتى راعي رعاها فلا إشكال في ذلك
لكن هذا الراعي لا يجوز له أن يتخذ مثلا في المساجد لا يجوز له أن يتخذ هذه الطريقة إعلانا لترويج شركته ولا يجوز لمن قام على هذه الحلقات أو هذه الحفلات أنه يذكر شركته وأنه يشيد بها ، لا ، المساجد إنما بنيت لما بنيت له