ثم ماذا بعد الخطب الثمان عن الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر مفاسد الخروج على الولاة ؟

ثم ماذا بعد الخطب الثمان عن الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر مفاسد الخروج على الولاة ؟

مشاهدات: 621

ثم ماذا

 بعد الخطب الثمان عن الأسئلة والفوائد والأحداث والعبر

مفاسد الخروج على الولاة ؟

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ثم ماذا بعدما ذكرنا ثماني خطب عن الأحداث والأسئلة والعبر التي جرت من خروج الناس على ولاة الأمور فيما مضى عبر التاريخ

هذا السؤال جوابه في جواب واحد لننظر إلى ما ترتب على خروج الناس فيما مضى عبر التاريخ على ولاتهم لننظر إلى المفاسد

من المفاسد :

 

ظهور البدع :

فالبدع :

بدعة الخوارج ، بدعة النواصب ،  بدعة الجهمية ، بدعة القدرية وقل ما تشاء من البدع ما ظهرت إلا بعد أن خرج الناس على ولاة أمورهم فيما مضى فيما ذكرناه من أحداث سابقة

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

مشاركة أهل البدع في الخروج على ولاة الأمر

بل إنهم يؤججون ذلك ويشعلونه وهذا يظهر جليا لما شارك معبد الجهني وهو من أنشـأ بدعة القدرية لما شارك ابن الأشعث في خروجه على الحجاج

وكخروج المختار بن أبي عبيد على عبد الله بن الزبير وفعل ما فعل في الكوفة

وكما أجج الجهم بن صفوان خروج الحارث بن سريج الذي ذكرنا أنه تمالأ وتواطأ مع الترك ضد المسلمين فإن الجهم كما أسلفنا جعل يذكر صفات هذا الرجل ويذكر ما له من المناقب حتى يشعل الفتنة في الخروج على الولاة

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

الانتحار :

كما جرى لابن الأشعث لما قبض عليه وأتي به إلى الحجاج وعرف أنه قد قرب منه ألقى بنفسه من سطح بيت إلى الأرض فمات

وكل ما أذكره سبق وأن ذكرته لكن أذكر تلك الفاسد مع ذكر شيء من الأمثلة والعبر

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

الاختفاء وعدم الظهور

 

كما جرى لسعيد بن جبير فحرم الناس من علم سعيد بن جبير ثنتي عشرة سنة كما قال ابن كثير رحمه الله

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

ندم بعض من خرج بل ندم كثير ممن خرج على الولاة

كمسلم بن يسار الفقيه الزاهد الذي بكى بكاء شديدا

وكذلك ما جرى من ندم القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

نزول مرتبة بعض العلماء الذين غرر بهم في الخروج على الولاة وهؤلاء علماء ويخطئون والخطأ وارد وهؤلاء إن أخطئوا فخطؤهم مردود عليهم لأنه لا عبرة بفعل ولا بقول أحد مهما كان إلا ما دل عليه الشرع

ولذلك انخفضت منزلة مسلم بن يسار وارتفع صيت الحسن البصري لما حث الناس على عدم الخروج على الحجاج بن يوسف

 

ومن المفاسد الناتجة من الخروج على الولاة :

 

خسارة الأمة لعلم بعض العلماء الذين غرر بهم فدخلوا في بعض  هذه الفتن

وبعض الناس يعول على ما فعله بعض هؤلاء العلماء ولا تعويل  على فعل أو على قول أي أحد مهما كان لأن الغالبية العظمى من علماء الأمة لم يؤيدوا مثل هذا بل انعقد الإجماع كما أسلفت لكم كما ذكره النووي رحمه الله انعقد الإجماع على أنه لا يجوز الخروج على ولاة المسلمين

فالأمة خسرت علماء كسعيد بن جبير

ولذلك مر معنا قول عمرو بن ميمون : ” لقد مات سعيد بن جبير وما أحد على وجه الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه قتله الحجاج بن يوسف “

كذلك افتقدت الأمة عبد الله بن والٍ الفقيه

كذلك افتقدت الأمة قضاء شريح ، شريح القاضي الذي هو أعظم القضاة لما جرى ما جرى في الكوفة من الخروج على الولاة امتنع عن القضاء رحمه الله

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

السجن والحبس

كما حبس الحجاج يزيد بن المهلب وإخوته

وكما حبس مروان بن محمد حبس إبراهيم بن محمد الإمام العباسي الذي أراد أن يقيم الدولة العباسية

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

التعذيب والتنكيل بمن خرج

كما حدث من الحجاج لما عذب يزيد بن المهلب وإخوته لم يبك يزيد فماذا صنع ؟

كانت هناك جراحة في قدمه فجعل يضربه في هذه الجراحة حتى صاح

وأيضا ما جرى من تعذيب لما خرج أهل فلسطين على مروان بن محمد أتى بقائدهم فقطع يديه ورجليه

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن من لا يصدع من أهل الخير بالحق حين خروج الناس على الولاة فإنه أيضا عرضة للتعذيب

فقد لا يصدع بعض الناس اجتهادا وبعضهم قد لا يصدع لغرض ما لا يبحث عما في القلوب

وهذا كما حدث من مسلم بن عقبة الذي استحل المدينة في الحرة كما وضحت لكم فيما مضى لما أتى بعمرو بن عثمان بن عفان مع أنه له صلة ببني أمية  فأتي به وكانت له لحية طويلة فأتي به

فقال : سبحان الله لم تقل شيئا إن انتصرنا قلت إني معكم وإن انتصروا قلت لهم إني معكم

فأمر بلحيته أن تنتف شعرة شعرة حتى نتفت لحيته تعذيبا له

هذا ما فهمه مسلم بن عقبة نحن لا نعلم سرائر الأمور ولاسيما أن مسلم من المسرفين

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن يحصل القتل وجز للرءوس

للصغير للكبار لذوي القربى من الرحم للبعيدين

اسمعوا :

ماذا فعل ابن الأشتر ؟

جز رأس ابن زياد

مصعب جز رأس المختار الثقفي

مروان بن محمد لما دخل دمشق قتل ثمانية عشر ألف شخص وأسر وسلب مثلهم

قتل إبراهيم بن الوليد من له صلة بأبناء عمه

قتل الغلامين الذين هما ابن الوليد بن يزيد

قتل مروان بن محمد إبراهيم بن سليمان بن هشام من سلالته ومن قرابته

قتل مروان من جيش سليمان بن هشام لما خرج عليه قتل منه ثلاثين ألفا

قُتل الضحاك بن قيس وطيف برأسه بأمر مروان

ابن عطية جز رأس أمير اليمن لما خرج على مروان

قتل عبد الله بن علي من بني أمية اثنين وتسعين ألفا في يوم واحد

قتل أبو مسلم الخراساني عرب خراسان العرب فقط كان سلطة على العرب قتل أبو مسلم الخراساني عرب خراسان وأبادهم إضافة إلى ما قتل فيما سبق فيما ذكرناه من أمره

ذُبِح أبو مسلم الخراساني من قبل أبي جعفر المنصور ورمي بجثته في نهر دجله

ابن مطيع الذي أتاه ابن عمر وألقى له ابن عمر وسادة قال : ما جئت لأجلس وإنما جئت كي أخبرك أن النبي عيه الصلاة والسلام قال : ” من نزع يدا من طاعة فلا حجة له “

ما أتيت لأجلس عندك وإنما جئت لأعظك كي لا تخرج لكن أذنيه صمتا

فما الذي جرى ؟

قتل ابن مطيع مع سبعة أبناء له أمامه

استبيحت المدينة كما مر من مسلم بن عقبة قتل الفضلاء والأخيار من غير ذنب

قتل من المهاجرين والأنصار في الحرة ما يقرب من سبع مائة من الصحابة من المهاجرين والأنصار

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن من يخرج لا ينظر إلى عطايا إمامه ولا إلى هدايا ولي أمره

ولذلك الوليد بن يزيد كما مر معنا أعطى رعيته وأعطى كل بيت خادما وخرجوا عليه

سلم بن زياد في خراسان أغدق عليهم وصبَّ على الرعية من الأموال صبا حتى إنه أعطى كل بيت جارية حتى إنهم أحبوه في أول الأمر لكن من في قلبه هوى يبقى الهوى لأن الهوى يُسيِّر  الإنسان إذا لم يكن لديه عقل والعقل لا يمكن أن يضبط إلا بالشرع

فإنه في تلك السنة لما ولد ألف غلام سموه باسمه ومع ذلك بعد حين الهوى نابع في القلب خرجوا عليه

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن يتسلط الكفار على بلاد المسلمين

لأن المسلمين ضعفاء ينخر بعضهم في بعض فيتسلط عليهم الكفار وانظروا إلى ما دفعه عبد الملك بن مروان لما كان بينه وبين عبد الله بن الزبير وكان عبد الله بن الزبير هو أحق بالخلافة

وما الذي جرى ؟

الذي جرى أن الروم لما رأوا انشغال عبد الملك بالشام أحاطوا بها

فما الذي جرى ؟

دفع عبد الملك لهم كل جمعة ألف دينار ، لأنه في شغل شغيل مع من ؟

مع المسلمين

سبحان الله !

أيضا تمالؤ الحارث بن سريج مع الترك ضد الدولة الأموية

ابن الأشعث لما هزمه الحجاج  مر معنا لما هزمه الحجاج وقبل أن ينتحر ما الذي جرى ؟

لم يهرع إلى أحد من المسلمين

ما الذي جرى ؟

ذهب إلى رتبيل الكافر من أجل أن يستنجد به لكن لا أمان للكفار أتى هذا الرجل الكافر رتبيل لما أعطاه الحجاج ما أعطاه من الأموال وقدم ابن الأشعث إليه

وأيضا قيام سنباذ الكافر لما قتل أبو مسلم الخراساني لما قام على أبي جعفر المنصور وجرى ما جرى

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

تفرق الأمة إلى دويلات

انظروا لما كانت الأمور مستقرة في يد عبد الله بن الزبير وجرى ما جرى من مروان بن الحكم تفرقت الأمة في اليمن في فلسطين في الشام في الأردن في كل قطر من أقطار الأمة وتفرقت الأمة إلى دويلات وها نحن في هذا الزمن نعاني من تفرق الأمة إلى دويلات

 

ومن مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن تذهب مقدرات الأمة

أنفس ذهبت أموال دفعت أسلحة وعتاد من حضر معي تلك الخطب السالفة أدرك ذلك كله

ذهبت تلك القوى وتلك الجهود وتلك الأموال وتلك الأسلحة ذهبت في سبيل الشيطان وليست في سبيل الرحمن

 

ومن مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن من خرج يتزلف

كما فعل الشعبي وذكرنا ذلك وأتي به عند الحجاج ولمارآه الحجاج صفق الحجاج بيديه وقال : وأنت يا شعبي أعطيناك وأكرمناك فسكت الشعبي رحمه اله

فقال تكلم :

فقال : إنا ابتلينا ببلية ماكنا فيها أتقياء بررة ولا أقوياء فجرة

تزلف لأنه قال له : من خرج من الحجاج،  خرج اثنان وقالا له : بوء بالنفاق إلى الحجاج إن أردت أن تسلم يا شعبي

هذا التزلف

بعض الناس يدندن الآن ويقول : أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر

طيب روح للسلطان عنده وتكلم أما أن تأتي في المجالس وفي وسائل التواصل وتثر ما تقول هذا ليس بجهاد ولا انكار

أين هذا مع جلالة قدر الشعبي رحمه الله ؟

أين هو من هذا الحديث  ؟

أيضا تزلف أبو مسلم الخراساني لما جعل يقبل يدي ورجلي أبي جعفر المنصور لكي يبقيه

قال : أبقني لعدوك

قال : لا أبقاني الله إن أبقيتك

جعل يتزلف عنده

لم يحوج الإنسان نفسه إلى مثل هذه المنزلة الحقيرة ؟

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن تختلق الأحاديث الموضوعة

ليروج كل شخص ما يريده من متع الدنيا ولذلك حديث :

” لا تزال الخلافة في بني أمية يتلففونها تلفف الصبيان بالكرة فإذا خرجت من أيديهم فلا عيش بعدهم”

هذا حديث مختلق

الحديث الآخر :

 ” الخلافة في العباس وفي أولاده سنة مائة وخمس وثلاثين”

إذاً : أضعف الدين

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن يُسلَب المسلم وأن يؤسر كما يؤسر الكافر

ماذا فعل مروان بن محمد في دمشق ؟

لما أسر ثمانية عشر ألفا

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن يضعف التوحيد أن تضعف العقيدة

وأن يدخل الخلل في قلوب الناس ليس بالبدع التي خرجت وإنما أيضا بالزندقة

ماذا قال بعض الناس ممن حضر زمن أبي  مسلم الخراساني ورأوا أنه يقتل ما يشاء ؟

نسبوه إلى أن الإله حل فيه كما قال الذهبي رحمه الله

هذا من ضعف التوحيد بل من انهيار التوحيد

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

التغرير ببعض العلماء

أن يشاركوا حتى بالقول أو يشاركوا حتى فقط بالصورة وبالمظهر كما جرى لمسلم بن يسار كما جرى لسعيد بن جبير والشعبي

لذلك ماذا قالوا لابن الأشعث ؟

إن أردت أن يلتف الناس حولك كما التف الناس حول جمل عائشة في وقعة الجمل فادع هؤلاء العلماء سعيد بن جبير ومسلم بن يسار والشعبي

فغرر بهؤلاء العلماء فجرى ما جرى

 

ومن مفاسد الخروج على الولاة :

 

تهجم بعض المسلمين على بعض بالأوصاف التي لا ينبغي أن توصف لا ينبغي أن يصفها مسلم لمسلم

ولذلك ما الذي جرى ؟

وصف مسلم بن عقبة عبد الله بن الزبير من أنه ملحد نسبوا الكفر إلى يزيد بن معاوية وقالوا إنه استشهد بأبيات ابن الزبعرى وابن الزبعرى هو من الناس الذين هم أشد عداوة للمسلمين لكن في أواخر أمره أسلم هو شاعر لكنه أسلم في أواخر حياته

هذا من باب التبيين والإيضاح لحال هذا الرجل

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن تخسر الأمة العباد

ولذلك محمد بن عمرو بن حزم لما مر عليه مروان بن الحكم ورآه في دمائه  قال رحمك الله كم من سارية قد رأيتك عندها تطيل القيام والصلاة

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

أن يذهب العقل من العقلاء

لأن من كان واليا وانتزعت منه السلطة يذهب عقله أو شيء من عقله

ولذلك ماذا جرى من مسلم بن عقبة في الحرة لما أتته سعدة بنت عوف وهي ابنة عمه وقالت : إن لي جمالا فمر رجالك ألا يأتوا إليها

قال : بجمالها فابدءوا

أتته إليه مولى من مواليه  قالت : إن ابني من بين الأسرى

قال : فبه فابدءوا فاقتلوه

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

دخول الرعب والهلع على النساء وعلى الصبيان هم الضحايا

وذلك لما سقطت المدينة في وقعة الحرة وقتل من قتل أول ما انهزموا صاح من ؟

صاح النساء وصاح الصبيان

هؤلاء هم الضحايا على الخروج على الولاة

 

ومن مفاسد الخروج على الولاة:

 

الاعتداء على الأماكن الفاضلة

مر معنا حوصر ابن الزبير في مكة في المسجد الحرام ورمي بالمنجنيق

المدينة استبيت ثلاثة أيام

الشام :

فيها من الأحاديث التي تبين فضلها ماذا فعل بأهلها في فلسطين في الأردن في شتى أنحاء سوريا ماذا  جرى من قتل وماذا جرى من زهق الأرواح

 

من مفاسد الخروج على الولاة :

 

هتك الأعراض

ما جرى في وقعة الحرة وذكرت ذلك لكم ثلاثة أيام استبيحت فحملت ألف امرأة زنى هكذا هتكت الأعراض بسبب الخروج على الولاة لما خرج أهل المدينة على يزيد بن معاوية

هذه مفاسد استحضرتها سريعا وقد يكون هناك من المفاسد ما هو أعظم

فهذا ما عرضته بين أيديكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخطبة الثانية :

 

لا نجاة بعد الله إلا بالتعلم العلم الشرعي

حديث يتناقل في الأيام الماضية للأسف الناس ينشرون الأحاديث لا يدرون ما صحتها وما ضعفها وإن كانت صحيح لا يدرون ما معناه فينزلونها في غير مقامها

 

يتناقل حديث  في وسائل التواصل :

وهو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي عيه الصلاة والسلام قال : ” دعوا الحبشة ما ودعوكم “

وفي حديث آخر : ” واتركوا الترك ما تركوكم “

هذا الحديث أخرجه أبو داود  والنسائي و غيرهما

هذا الحديث في سنده ما فيه من الضعف لكن من خلال الشواهد الأخرى كما قال الألباني رحمه في السلسة الصحيحة فإن الحديث يرتقي من درجة الضعف إلى درجة الحسن يعني أنه مقبول

إذاً هذا الحديث ثابت

لكن ما معناه ؟

قال بعض العلماء :  ((دعوا الحبشة ما ودعوكم ))

ودع فعل ماضي بمعنى ترك قليل أن يأتي في اللغة كما قال بعض  العلماء قليل أن يأتي في  اللغة بلفظ الماضي

ولذلك قال بعضهم لعل بعض الرواة أسقط الألف فيكون المعنى (دعوا الحبشة ما وادعوكم )

بالألف بعد الواو يعني دعوا الحبشة ما سالموكم واصطلحتم معهم

ولكن الصحيح أن الحديث على ما هو عليه :

يعني ((دعوا الحبشة ما ودعوكم ))

يعني اتركوا الحبشة ما تركوكم  لأن ودع يأتي بلفظ الماضي في القرآن {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }الضحى3

إذاً :

ما معنى هذا الحديث :

(( دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم ))

أما أن نكون هكذا فقط أنامل على هذا الأجهرة ابعث وأرسل

معنى هذا الحديث:

كما قال الطيبي وغيره كما في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

قال : (( دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم ))

لماذا خص النبي عيه الصلاة والسلام هذين الحبشة والترك؟

الحبشة هم ممن يلي السودان ونحو ذلك

الترك هم الذين غزوا الدولة العباسية وأسقطوا الدولة العباسية

هؤلاء أسقطوا الدولة العباسية بعدها أسلم منهم من أسلم ونفع الله بهم الإسلام ففتحوا القسطنطينية التي هي استانبول في تركيا

هذا معنى الترك والحبشة من حيث اللغة

 

ما معنى هذا الحديث ؟

 

لماذا خص النبي عليه الصلاة والسلام الحبشة والترك ؟

قال الطيبي رحمه الله قال  : “لأن بين المسلمين وبين ديار الحبشة مفاوز وصحاري وطرق فلم يكلف النبي عليه الصلاة والسلام أن يذهبوا إلى جهادهم

وأما الترك فإنهم تعودوا على الأماكن الباردة وهم ذو بأس وذو قوة فلم يكلف النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين الذهاب إليهم

قال : أما إذا دخلوا بلاد المسلمين فهذا فرض عين أن يجاهدوا وأن يحاربوا فرض عين أما تلك ففرض كفاية

إما إذا دخلوا بلاد المسلمين فلا

ثم قال :

(( دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم ))

ليس الأمر على سبيل الوجوب

ولذلك قال مما يظهر أنه للإرشاد والتوجيه والإباحة قيدها قال

(( دعوا الحبشة )) ثم ماذا ؟ (( ما ودعوكم )) ليس على سبيل الإلزام

ولذلك قال الطيبي قال  وما زال المسلمين يحاربون الحبشة ويحاربون الترك في عصورهم فلا يفهم هذا الحديث على ما لا ينبغي

هذا شرع الله

يعني إلى متى والناس يتلقفون ما يأتيهم

أتدرون أن هناك من هم من الرافضة ومن هم من الصوفية من يتصور بصورة أهل السنة ويأتي بذكر بعض الأخطاء التي تكون في بلدان المسلمين على أنه من أهل السنة فيؤجج

وبعضنا وللأسف يظن أن الأمر هو على حسب ما ذكر وكذلك ما يرمى  به من أحاديث موضوعة مختلقة

أردت بهذا أن أنبه عن هذا الحديث لأن هذا الحديث أشغل جوالي يسألون عن هذا الحديث هل هو صحيح

هم فقط يسألون هل هو صحيح أم لا أخذوا معناه على ظاهره ومعناه كما  قدمته بين أسماعكم

أسأل الله لي ولكم العلم النافع والعلم الصالح وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من أهل الشر وأن يحفظ لنا علماءنا وولاة أمورنا وأن يحفظ لنا أمننا ومقدراتنا وأن يحل الأمن والرخاء في بلاد المسلمين عامة