حقيقة الدنيا
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدنيا وما حقيقتها ؟ وما حالنا فيها ؟
الحرص عليها من قبل ابن آدم موجود ، قلنا قبل سنوات نرى الكثير يحرص على هذه الدنيا لكن في مثل هذه السنوات أصبح الهم الأغلب لدى كثير من الناس هو أن يحقق أغراضه وأهدافه ومتعه في هذه الدنيا
فمع وجود وسائل التواصل لم يعد الأمر كما كان من قبل كانوا فيما قبل ينظر الإنسان إلى أقربائه وأصحابه وما لديهم من المتع فيقول آل فلان عندهم كذا وكذا وآل فلان عندهم كذا وكذا وفعلوا وصنعوا ، أما في هذه السنوات فقد انفتحت الأبواب فأصبح جل من في الأسر يقول ذلكم الرجل الثري عنده ما عنده من المتع ، وتلك الفتاة تشتري تلك البضائع بالأثمان الغالية
فأصبح الناس في مثل هذه السنوات إن تكلموا تكلموا من أجل الدنيا في غالب أحوالهم إن سخطوا إن فرحوا إن وإن فإنما هو للدنيا
سبحان الله !
كأننا نسينا دعاءه عليه الصلاة والسلام كما عند الترمذي من حديث ابن عمر قال قلما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقوم من مجلس حتى يقول هذه الكلمات
من ضمن تلك الكلمات (( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ))
همنا الآن ما هو ؟
إنما هي هذه الدنيا حتى إن الكذب من قبل بعض التجار أو التدليس من قبل بعض الشركات أصبح سمة واضحة كل ذلك من أجل الدنيا ، ومن أجل الحرص عليها وكأننا نسينا أننا نفسد ديننا بحرصنا على دنيانا
لا يقال دعوا الدنيا { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }
لكن أن يكون الهم الأغلب هي الدنيا فهذا هو الفساد للدين
أصبح الناس كما أنهم يحرصون على المال يحرصون على المناصب والجاه والشهرة
إذا ارتقى إلى منصب فرح
مسكين يظن أن ذلك المنصب علا به أعلى من المنصب السابق يظن أنه خير له ويستقبل التهاني ويضع الحفلات وما شابه ذلك وكأننا نسينا قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن سمرة :
(( قال يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن سألتها وكلت إليها وإن لم تسألها أعنت عليها ))
ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث كعب بن مالك عند أحمد والترمذي قال : (( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لهما من حرص المرء على المال والشرف لدينه ))
المال معروف
الشرف هو المناصب هو الجاه الشهرة التفاخر
ذئبان جائعان لو أرسلا في غنم ضعيفة كيف يكون إفساد هذين الذئبين في هذه الغنم الضعيفة ؟
ذلكم الإفساد حرص المرء على المال وعلى الشرف أعظم إفسادا لدينه من إفساد هذين الذئبين في الغنم
في صحيح مسلم :
من حديث جابر أنه قال أتى النبي عليه الصلاة والسلام من بعض العالية
العالية هي مكان في المدينة أعلاها ويسمى السفل منها بالسافلة
(( أتى من بعض العالية إلى السوق فمر بجدي ميت أسك ))
الجدي هو أحد أولاد المعز
أسك يعني أنه صغير الأذنين قد التصقت أذناه
قال العيني وضبطت ” بأَصَك ” كما في شرحه على سنن أبي داود بالصاد قال : (( فمر بجدي ميت أسك )) يعني غير مرغوب فيه (( فتناوله عليه الصلاة والسلام بيده وأخذ بأذن هذا الجدي فقال عليه الصلاة والسلام أيحب أن يكون هذا لأحدكم بدرهم ؟
قالوا : لا والله يا رسول الله ما نحب أنه لنا بشيء
فقال عليه الصلاة والسلام أتحبون أن يكون لكم من غير شيء قالوا لا يا رسول الله فإن به عيبا فهو أسك فكيف وهو ميت
فقال عليه الصلاة والسلام جملة مختصرة (( للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ))
(( للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ))
حتى إن هذه الدنيا تولع بها حتى من ينتسب إلى العلم والدعوة حتى إن بعضهم ربما أنه يتنازل عن شيء من دينه من أجل هذه الدنيا ، وكأني بمقولة مالك بن دينار لما قال في حلية الأولياء لأبي نعيم أحمد الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء قال مالك بن دينار : ” اتقوا السحارة فإنها تسحر قلوب العلماء “
السحارة : هي الدنيا لم يقل الساحرة وإنما قال السحارة بصيغة مبالغة فإذا كانت تسحر قلوب العلماء فكيف بمن سواهم ؟!
ونبينا عليه الصلاة والسلام ضرب أمثلة لهذه الدنيا حتى يستفيق المسلم لأنه من حيث الأصل ابن آدم يحب الدنيا ولا أحد ينزه نفسه ، لا ، ولكن { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }
ضرب النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الدنيا مثلا :
أتدرون ما هو هذا المثل ؟
هذا المثل الذي ضربه النبي عليه الصلاة والسلام للدنيا ضربه بمطعم ابن آدم
قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند من حديث أبي بن كعب :
(( إنما مطعم ابن آدم مثل للدنيا وإن قزحه وملحه ))
فانظر إلى ماذا يقول ؟
سبحان الله !
الطعام يشتهى أكثر إذا ملح وقزح يعني تبل بالتوابل وكلما كان الطعام أعظم لذة وأشهى أكلة كلما كانت فضلات ابن آدم منه أشد نتانة وخبثا وقبحا
تلكم الفضلات شبهها النبي عليه الصلاة والسلام بشهوات الدنيا شهوات الدنيا كلما أكثر منها الإنسان كلما كان مغبة ما أكله من هذه الدنيا بإسراف وبنهم كلما أعظم نكاية به بعد موته بل ربما في حياته ، نعم ، الضغط والسكر الأمراض المستعصية تصيب كثيرا من هؤلاء
ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا للدنيا بشجرة :
في المسند وسنن الترمذي وابن ماجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال (( نام النبي عليه الصلاة والسلام على حصير فأثر في جنبه فقلنا يا رسول الله ألا نبسط لك بساطا أو شيئا ؟
انظروا لنقارن بين حالنا وحاله عليه الصلاة والسلام
فقال : (( ما لي وللدنيا إنما الدنيا كمثل رجل استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ))
ما أعظمه من مثال !
تصور لو أن إنسانا كان مسافرا وإذا به في الطريق يرى شجرة لها ظل ظليل تلك الشجرة شبه النبي عليه الصلاة والسلام الدنيا بها لأنها من حيث النظرة حلوة وكذلك الدنيا كما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد (( إن هذا المال حلوة خضرة ))
حلوة : يعني لها مطعم طعمها هذه الدنيا لها حلاوة ونضرة يروق لها الناظر
فمثل الدنيا بهذه الشجرة ثم إذا بهذه الشجرة لها ظل ذلكم الظل يزول شيئا فشيئا حتى ينتهي
فالعاقل هو الذي يأخذ من هذه الشجرة بقدر حاجته ثم يرتحل تصور لو أن شخصا من مكة إلى المدينة سار وإذا به في طريقه يرى شجرة وإذا به لما انتهى إلى هذه الشجرة إذا به مكث بها وبنى بها الدور والقصور وما شابه ذلك يعد هذا من المجانين وليس من العقلاء
ولذلك :
قال النبي عليه الصلاة والسلام كما عند الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : (( رب متخوض فيما تشتهيه نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار ))
ضرب عليه الصلاة والسلام مثلا لهذه الدنيا بهذا الحديث العجيب الفاصل
يقول أبو سعيد : ” جلس النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين جلس عليه الصلاة والسلام على المنبر وجلسنا حوله فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ))
وفي رواية : (( من بركات الأرض ))
قيل يا رسول الله ما بركات الأرض ؟
قال : زهرة الدنيا
فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر ؟
فسكت عليه الصلاة والسلام حتى ظننا أنه يوحى إليه فأزال عنه الرحضاء وهو العرق الكثير سمي به بذك لأنه يرحض الجلد لكثرته
وفي رواية الدارقطني : (( فأزال عنه العرق ثم قال أين السائل كأنه حمده على هذا السؤال
فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الخير لا يأتي بالشر ))
وفي رواية : (( الخير لا يأتي إلا بالخير ))
وعند الدارقطني : (( الخير لا يأتي إلا بخير ))
الخير لا يأتي إلا بخير
الخير لا يأتي إلا بخير
وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام : (( أوهي خير ؟ ))
ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( إن مما ينبت الربيع مما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى امتدت خاصرَتاها ))
وفي رواية : (( خاصرتُها )) بالإفراد
(( استقبلت عين الشمس فثلطت ))
وضبطت بكسر اللام ” ثلطت “
(( فثلطت ثم اجترت وبالت ثم قال عليه الصلاة والسلام وإن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بحقه فنعم الصاحب ))
وفي رواية (( فنعم المؤنة ))
(( فنعم الصاحب إن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ومن أخذه بغير حقه فكان كالذي يأكل ولا يشبع وكان شهيدا عليه يوم القيامة ))
هذا الحديث لنتأمل ما فيه من فوائد :
(( جلس عليه الصلاة والسلام على المنبر ))
قال ابن حجر وهذا يدل على جواز الخطبة على المنبر في غير يوم الجمعة وجلوس الصحابة حول النبي عليه الصلاة والسلام
هذا الحديث علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام إذ أخبر عما سيكون وكان ووقع فانفتحت على هذه الأمة الدنيا
وقوله عليه الصلاة والسلام : (( إن مما أخاف عليكم ))
انظر ” من ” هنا ليست للتبعيض أو للتقيلل لا ، للتكثير
يخاف كثيرا
في رواية أخرى (( إن أكثر مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها ))
سبحان الله !
كأنه يقول عليه الصلاة والسلام أنا بمنزلة الأب لكم ، والأب يحرص على أن يكون غنيا حتى يبقى المال كثير لأبنائه فيقول أنا على خلاف ما يذهب إليه الأب من الحرص على جمع المال لأولاده ، وإنما أنا أخالف طريقة الأب فأنا أخشى عليكم من الغنى بينما الأب الآخر من النسب إنما يخشى على أولاده من الفقر بعده
وهو عليه الصلاة والسلام يخشى على أمته لأنه بمنزلة الأب الرحيم لهم من الغنى
(( فقال رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر ؟ ))
فماذا قال ؟ قال أخير هو ؟
يعني هذه الدنيا خيرا لم ؟
مع أن الله سمى المال خيرا باعتبار ما يؤول إليه لكن الغالب من الناس إذا ملك المال أنفقه بشره وإسراف على شهوات الدنيا ، وعلى ملاذه وعلى معاصي الله ومنع حقه مما أوجبه الله عيله
قال أو خير هو ؟
ثم حمد السائل لأن من يسأل سؤال طيبا يحمد عليه فقال عليه الصلاة والسلام (( إن مما ينبت الربيع ))
الربيع هو الجدول النهر الصغير تبنت حوله الأعشاب الخضراء النيرة
ولذلك قال عيله الصلاة والسلام : (( أخاف عليكم من زهرة الدنيا )) سماها زهرة لأن الزهرة تروق للناظرين وتشم ويستمتع بها
لكن حدثوني بربكم أتبقى تلك الزهرة أم تفنى ؟
تفنى تلك الزهرة
فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن مما ينبت الربيع ))
و” من ” هنا أيضا للتكثير كما قال ابن حجر رحمه الله لرواية : (( إن أكثر ما ينبت الربيع ))
(( إن مما ينبت الربيع مما يقتل حبطا أو يلم ))
الحبط : هو انتفاخ البطن
أو يلم : يقرب من ذلك
بمعنى أن الماشية إذا رأت هذه الأعشاب التي حول الجدول فإنه يروق لها حتى تأكل منه كثيرا ولا تستفرغ فينحبس في بطنها فينتفخ بطنها فيقتلها هذا الربيع أو يلم أو يقارب أن تهلك هذه (( إلا آكلة الخضر ))
وفي رواية (( الخضرة ))
وفي رواية (( إلا آكلة الخضراء ))
وقال هنا ( إلا ) وضبط ( ألا آكلة الخضرة )
(( أكلت )) من هذا النبت مما أكلت منه تلك الدواب ، وقيل إن هذا النبت نبت آخر ليس شهيا بتلك الشهية وإنما اقتصرت عليه
(( إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها ))
وهما جانبا البطن لما استمرت في الأكل
وهنا هو تمثيل لحال ابن آدم في هذه الدنيا
(( حتى إذا امتدت خاصراتها ثلطت )) يعني أخرجت ما في بطنها
(( فاجترت )) أخرجت ما في كرشها إلى فمها لتمضغه مرة أخرى حتى يعود إلى بطنها رقيقا سهلا
ثم في رواية (( عادت فأكلت ))
وهذا مثل لابن آدم الذي اقتصر على ما قل من هذه الدنيا فإن هذه الدنيا لن تهلكه لكن إن استمر على الشره والجمع والحرص وأصبحت الدنيا فإن حاله يكون كحال تلك البهائم التي أكلت كثيرا فهلكت أو قاربت على الهلاك
ولذا ماذا قال بعدها ؟
قال (( وإن هذا المال حلوة خضرة ))
حلوة من حيث الذوق
خضرة من حيث النظر
ولذلك يقول ابن القيم : ” جامع المال بين لذتين إما لذة بهيمية أو لذة وهمية “
يقول من يجمع المال هو بين لذتين إما لذة بهيمية بمعنى أنه يجمع من أجل أن يأكل ويشرب كحال البهائم وإما لذة وهمية فإنه يظن أنه كلما جمع مالا كلما توهم أنه يكون سعيدا ، وكلما امتلأت الأرصدة ظن أنه بذلك يكون سعيدا
ولذلك قال هنا (( إن هذا المال حلوة خضرة ))
وسماه صاحبا (( فنعم الصاحب )) وفي رواية (( فنعم المؤنة ))
لمن ؟
قال (( لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل ))
ثم مبينا الصنف الآخر قال (( ومن أخذه بغير حقه فهو كالذي يأكل ولا يشبع ويكون شهيدا عليه يوم القايمة ))
قال ابن حجر يحتمل أن هذا المال يبعث يوم القيامة فيتكلم وينطق ويكون شهيدا على صاحبه
هذا من أعظم الأمثلة التي مثل بها النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الدنيا
النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند ابن ماجه (( اتقوا الله وأجملوا في الطلب ))
يعني خففوا من طلب الدنيا
إلى متى ؟
يعني يفترض أن يكون الهم الأكبر والأعظم هو للآخرة ويسعى الإنسان لدنياه
لكن أن ينقلب الحال إلى درجة أنه في مثل هذه السنوات أصبح الناس الصغير والكبير الذكر والأنثى في المجالس في وسائل التواصل إنما جل الحديث هو عن الدنيا
إن دخل مطعما صور تلك الأطعمة ونشرها بين الناس
إن سافر إلى بلدان ورأى تلك الخضرة والأنهار التي في الدنيا إذا به يصروها وينشرها للناس ، وهكذا حتى تتعلق قلوب الآخرين بالدنيا
وأقول والعلم عند الله فيما يظهر لي أن أمثال هؤلاء إذا رأوا الناس قد تعلقوا بهذه الدنيا وأن صنيعهم من هذا التصوير الذي يصور ما لا روح فيه من أشجار ونحوها ومن ملاذ الدنيا إذا رأى أن الناس يتأثرون وأنهم يتسابقون ويتسارعون إلى الدنيا والعلم عند الله فإنه لن يسلم من الإثم
نعم لأن النفوس ضعيفة
تصور لما يأتي في جوالك إلى بناتك إلى أولاد ويرون أن فلانا من الناس إذا به ذهب لتلك البلدان ورأى ما رأى وأكل ذلك الطعام واشترى تلك البضائع وما شابه ذلك فإنه ينمي غريزة حب الدنيا في نفوسهم
وبالتالي يصبح الناس منهمكين من أجل هذه الدنيا إلى درجة أن بعضهم يتعاطى الرشاوى والربا وما شابه ذلك من اجل أن يحقق رغباته ، ومن أجل أن يحقق رغبات الأسرة
ومن كان ضعيفا فقيرا يريد العفاف والتعفف إذا به تصب عليه ألوان وأسواط من الكلام من أهل بيته لماذا لانكون كآل فلان لماذا لا نذهب لماذا لا نفعل اذهب فاتجر اذهب ابحث لنا عن المال
وهكذا إلى أن يكون هذا الأب أو ولي الأسرة في هم عظيم بسبب أفعالنا نحن فلنتق الله
لنجمل في طلب الدنيا
أسأل الله لي ولكم العفة والورع والقناعة والرضا
(( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس )) كما قال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه في السنن
والله لن ترضي إلا إذا رضي قلبك
لن تقتنع إلا إذا اقتنع قلبك
(( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ))
ولذا يقول ابن القيم : ” وهل النعيم إلا نعيم القلب وهل العذاب إلا عذاب القلب “
أي والله النعيم هو نعيم القلب في هذه الدنيا
ولكن نحن ابتلينا وللأسف بهذه الوسائل فأصبح الناس يصورون ويتفاخرون ويتباهون بل ربما يشتري رب الأسرة أشياء لا يرغب فيها ولا يرغب فيها أهل بيته كل ذلك من أجل أن يقال فلان عنده كذا وعنده كذا