حكم تخصيص أماكن وأزمان وأحوال بأدعية من عند الإنسان كدعاء للموتى أو ليوم الجمعة

حكم تخصيص أماكن وأزمان وأحوال بأدعية من عند الإنسان كدعاء للموتى أو ليوم الجمعة

مشاهدات: 403

حكم تخصيص أماكن وأزمان وأحوال بأدعية من عند الإنسان كدعاء للموتى أو ليوم الجمعة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما صحة الحديث المنتشر على وسائل التواصل  :

افتتح يومك بهذا الدعاء :

( اللهم اجعل أول يومي صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا )

هذا الحديث أخرجه ابن عدي ، ولكنه ضعيف جدا ، ولا يجوز أن ينسب إلى النبي عليه الصلاة والسلام

وهو حديث أطول من هذا ، ولكن هذا الحديث لا يصح ، ففيه ضعف شديد

وبالتالي :

 فإني أنصح إخواني المسلمين بعدم التقيد بأدعية لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن تقال في موطن أو في زمان

وكذلك :

 ما ورد من زمن تقال فيه أو مكان تقال فيه ؛ لكنها أدعية لا تصح

لأنه مما يتناقل :

 أن هناك دعاء ليوم الجمعة ، وذكروا دعاء ، وهذا أيضا لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام

ومن بينها :

 أنهم يقولون : هناك دعاء للأموات لا تنسَ في هذه الساعة أن تدعو فيها للأموات ، ويذكرون دعاء مرتبا مجملا بالألفاظ

ويقال : اذكروا هذا الحديث

وهو ليس عن النبي عليه الصلاة والسلام

نحن نقول :

لا يمنع الإنسان من الدعاء

بل إن الله عز وجل قال :

{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }

والنبي عليه الصلاة والسلام قال ـــ كما عند الترمذي ــ :

(( الدعاء هو العبادة ))

لكن :

كون الإنسان يقول :”  والله إن هذا الدعاء جرب أن يقال في السجود بعدد معين فيحصل لك شفاء من مرض ، أو يرفع عنك بلاء ، أو أن هذا الدعاء مجرب ، وجربه كثر أنه يقال إذا كنت عند باب الكعبة ، أو عند الميقات ، أو في أي مكان آخر

فهذا لا يجوز

هذا من البدع

النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيحين :

(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))

يعني مردود على صاحبه

فلا يجوز أن يقيد دعاء لم يرد في الشرع أن يقال في مكان معين ، أو في  زمن معين ، أو بعدد معين

وعندنا :

من الأدعية النبوية والأذكار النبوية ما فيها كفاية

لأننا لو فتحنا لأنفسنا هذا الباب ممكن أن تقول : ” والله إني جربت هذا الدعاء فقلته فنفع الله به “

 يأتي شخص آخر :

 فيقول : ” أنا جربت دعاء آخر من نوع آخر في مكان ما ، مثلا في الحرم المكي أو في الحرم المدني فنفع لهذا الغرض “

أنا آتي وأقول هذا الكلام

إذاً :

أين دين الله  ؟

يضيع في خضم هذه البدع من حيث لا يشعر الناس

ولذلك :

 هي قاعدة في الشرع :

[ أصل العبادة مبناها على الحظر ]

يعني :

على المنع ، فلا يجوز لأحد أـن يختلق دين الله ؛ لأن دين الله كامل 

ومع هذا :

 أؤكد على ما ذكرته في أول كلامي من أن الإنسان لا يمنع من الدعاء ولكن :

لا يقل إن هذا الدعاء يترتب عليه هذا الأجر وذلك الفضل أو أنه من مزاياه كذا وكذا

إلا ما جاء به النص فعلى العين و الرأس