حكم تخصيص أماكن وأزمان وأحوال بأدعية من عند الإنسان كدعاء للموتى أو ليوم الجمعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما صحة الحديث المنتشر على وسائل التواصل :
افتتح يومك بهذا الدعاء :
( اللهم اجعل أول يومي صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا )
هذا الحديث أخرجه ابن عدي ، ولكنه ضعيف جدا ، ولا يجوز أن ينسب إلى النبي عليه الصلاة والسلام
وهو حديث أطول من هذا ، ولكن هذا الحديث لا يصح ، ففيه ضعف شديد
وبالتالي :
فإني أنصح إخواني المسلمين بعدم التقيد بأدعية لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن تقال في موطن أو في زمان
وكذلك :
ما ورد من زمن تقال فيه أو مكان تقال فيه ؛ لكنها أدعية لا تصح
لأنه مما يتناقل :
أن هناك دعاء ليوم الجمعة ، وذكروا دعاء ، وهذا أيضا لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام
ومن بينها :
أنهم يقولون : هناك دعاء للأموات لا تنسَ في هذه الساعة أن تدعو فيها للأموات ، ويذكرون دعاء مرتبا مجملا بالألفاظ
ويقال : اذكروا هذا الحديث
وهو ليس عن النبي عليه الصلاة والسلام
نحن نقول :
لا يمنع الإنسان من الدعاء
بل إن الله عز وجل قال :
{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
والنبي عليه الصلاة والسلام قال ـــ كما عند الترمذي ــ :
(( الدعاء هو العبادة ))
لكن :
كون الإنسان يقول :” والله إن هذا الدعاء جرب أن يقال في السجود بعدد معين فيحصل لك شفاء من مرض ، أو يرفع عنك بلاء ، أو أن هذا الدعاء مجرب ، وجربه كثر أنه يقال إذا كنت عند باب الكعبة ، أو عند الميقات ، أو في أي مكان آخر
فهذا لا يجوز
هذا من البدع
النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيحين :
(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
يعني مردود على صاحبه
فلا يجوز أن يقيد دعاء لم يرد في الشرع أن يقال في مكان معين ، أو في زمن معين ، أو بعدد معين
وعندنا :
من الأدعية النبوية والأذكار النبوية ما فيها كفاية
لأننا لو فتحنا لأنفسنا هذا الباب ممكن أن تقول : ” والله إني جربت هذا الدعاء فقلته فنفع الله به “
يأتي شخص آخر :
فيقول : ” أنا جربت دعاء آخر من نوع آخر في مكان ما ، مثلا في الحرم المكي أو في الحرم المدني فنفع لهذا الغرض “
أنا آتي وأقول هذا الكلام
إذاً :
أين دين الله ؟
يضيع في خضم هذه البدع من حيث لا يشعر الناس
ولذلك :
هي قاعدة في الشرع :
[ أصل العبادة مبناها على الحظر ]
يعني :
على المنع ، فلا يجوز لأحد أـن يختلق دين الله ؛ لأن دين الله كامل
ومع هذا :
أؤكد على ما ذكرته في أول كلامي من أن الإنسان لا يمنع من الدعاء ولكن :
لا يقل إن هذا الدعاء يترتب عليه هذا الأجر وذلك الفضل أو أنه من مزاياه كذا وكذا
إلا ما جاء به النص فعلى العين و الرأس