حكم شراء متابعين في التويتر

ما حكم شراء متابعين في التويتر ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن هذا الفعل لو تأمل فيه من يفعل هذا منهج السلف لوجد أن السلف كانوا يتباعدون وينأون بأنفسهم عن الشهرة إلا إذا ابتلوا بها حتى إن بعضهم يقول : ” يا ليتني لم أشتهر “

فكيف يحرص الإنسان وهذا وهو حب الثناء أقصد حب الثناء والشهرة في هذا العصر كثر ، والنبي عليه الصلاة والسلام حذر من هذا  قال عليه الصلاة والسلام كما عند الترمذي ( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد من حرص المرء على الشرف والمال لدينه )

تأمل معي هذا الحديث ذئبان أرسلا في غنم وهما جائعان وفي غنم ضعيفة ليست بقر فما ظنك بإفساد الذئبين الجائعين في هذا القطيع من الغنم ؟ إفساد عظيم ، حرص المرء على الشرف والشهرة والتباهي والحرص على المال أفسد لدينه من إفساد هذبين الذئبين الجائعين في الغنم

والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين (  لما أثنى رجل على رجل قال ويحك قطعت عنق صاحبك )

والنبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث المقداد قال ( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب )

 فالعبرة ليست بكثرة المتابعين وإنما العبرة فيما يقربك إلى الله ، ولذلك ذكر ابن عبد البر في كتاب فصل العلم عن بعض السلف وكان حوله الناس وكان الناس حوله مجتمعين فسأله مسألة فقال لا أدري فكرر عليه فقال لا أدري

 ثم ماذا قال له ؟ قال ” لا يغرنك طول لحيتي ولا اجتماع الناس حولي  والله لا أدري  “

انظر كيف التجرد جردوا قلوبهم ونزهوا قلوبهم

وبالنسبة إلى التويتر أو إلى غيره رسائل بالملايين تبعث في الكون تذهب  يمينا ويسارا ، ولكن هل سألنا أنفسنا ما هي التغريدات وما هي الرسائل التي صعدت إلى السماء { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } وتقي الناس في ميزان شرع الله لا يكون بالكثرة ، ولذالك النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام قال ( يأتي النبي يوم القيامة وليس معه إلا الرجل والرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد ) هل في سلوكه وطريقته خلل ؟ لا

لكن أهم شيء لدى الإنسان أن يتقي الله وأما بالنسبة إلى شراء هؤلاء فهذا من الغرائب والعجائب ولا أظن أن إنسانا له تعلق بالله وبحسن ظن بالله أن يفعل هذا الفعل

سبحان الله ! العبرة ما هي بالكثرة ، في أول أمر شيخنا ابن باز وأدركت لما كان يؤم في الجامع الكبير في الديرة في الرياض ، وحضرنا دروسه لما كان ذلك الجامع من الطين ، ومع ذلك ما كان يحضر عنده إلا عشرات الأشخاص ، لكن في آخر حياته إذا بمئات الناس يلتفون حوله وأين مقامه من الناس ؟ وأين علمه ؟ هذا هو المحل الحقيقي 

الشيخ ابن عثيمين قبل وفاته بعشرين سنة في عام 1401 أو 1402 ما كان يحضر عنده إلا أفراد ثلاثة أو أربعة أو خمسة ، لكن قبيل فواته اجتمع الناس حوله

 فالعبرة ما هي بشراء هؤلاء ثم ماذا ؟

 فواجب على المسلم أن ينظر في أمره ثم إن كثرة الناس لا تدل على أن هؤلاء سيجلبون لك خيرا ، الشرع بين ووضح ، النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال ( الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة )

يقول الناس مثل مائة ناقة قل ويندر أن تجد من هذه المائة ناقة تسير عليها هؤلاء هم الناس إلا ما رحم ربي وإلا من وفقه الله

فالإنسان عليه في مثل هذا الزمن أن يبعد نفسه وأن ينحي نفسه عن الشهرة ولذلك بعض الناس يجد أنه لا يكون له مقام في ظنه إلا إذا لقب بألقاب ووصف بأوصاف

الشيح ابن عثيمين رحمه الله كان في إحدى المحاضرات وسمعته لما قال  له المقدم ” العلامة قال قف وما أدراك أني علامة ؟ “

هؤلاء جردوا أنفسهم وجعلوها لله نحسبهم والله حسيبهم وأثرهم واقع بعد وفاتهم وفي ثنايا حياتهم وقبلوا من الجميع من الصغير ومن الجميع من الراعي ومن الرعية والموفق من وفقه الله

س : قد يكون بعض هؤلاء ممن يشترؤيهم في المتابعات يضع صور لنساء متبرجات

هذا شر على شر،  والنبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث علي رضي الله عنه قال ( لا تدع صورة إلا طمستها ) فكيف أبيح لنفسي أن أشتري اسما وهميا ولصور عارية كل  من رآها أكسب إثما ثم أيضا هي دعوة لمن عنده واتساب ، بعض الناس  في واتساب نرى أن بعضهم يضع صورة فتاة بلغت في الجمال مبلغه أو أنها صورة عارية وكل من نظر إليها فإنه يكون شريكا في الإثم ، لم ؟ لأنه سهل أن يرى الناس هذه المشاهدات الخليعة الفاتنة ، فليتق المسلم ربه ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .