حكم علاج السحر والعين والوسوسة بماء المطر

حكم علاج السحر والعين والوسوسة بماء المطر

مشاهدات: 501

حكم علاج السحر والعين والوسوسة بماء المطر

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فهذه البشرى التي يبشر بها المصابون بالمس والسحر والعين من أن هؤلاء يوصون :

بأن يجلسوا تحت المطر وهو ينزل مع سؤال الله والإلحاح عليه في المسألة وأن ذلك يذهب إن شاء الله لقوله تعالى :

((وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ))

انتشرت هذه  الرسالة بين الناس وهذه الرسالة المتضمنة لهذه البشرى أقول :

الآية المذكورة وهي قول الله تعالى :

((وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ))

صدر الآية :

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ } الأنفال11

هذه الآية نزلت في غزوة بدر

ولاشك أن المطر مبارك كما قال تعالى في سورة ق : ((وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً ))

لكن ليعلم :

أن البركة يجب أن تكون على مقتضى الشرع لا بما تستحسنه العقول والأذواق لأن الأصل بالتبرك بالأشياء هو المنع إلا إذا دل دليل شرعي يجيز ذلك وإلا فالأصل المنع

ولاشك أن المطر فيه بركة ولكن البركة يجب أن تحصر حسب ما حصرها الشرع

فلقد نزل المطر في عهده عليه الصلاة والسلام ولم يفعل ما ذكر في هذه الرسالة المضمَّنة فيها البشرى ولم يقله عليه الصلاة والسلام ولم يرشد أمته ولا أحدا من صحابته

فهذه البشرى يجب على كل مسلم أن يتفطن إلى الخطأ الوارد فيها

وأما حديث:

أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول إذا سال الوادي : (( اخرجوا بنا إلى هذا الذي  جعله الله طهورا فنتطهر به ))

فهذا حديث عند البيهقي لكنه حديث ضعيف منقطع

ثم لو صح فلا دلالة فيه على ما ذكر من هذه البشرى

وإنما الآية تفسيرها :

 

هو ما ذكره الطبري وكثير من المفسرين :

هو إزالة المطر لهذا الخوف  والوساوس التي وقعت في قلوبهم من الخوف والفشل وكونهم أنهم رضي الله عنهم لم ينزل عليهم الماء والماء قريب من المشركين ومنعوا منه فأصابتهم الجنابة فكيف يتطهرون من الحدث الأصغر ومن الحدث الأكبر

هذا هو معنى لآية

ولذا قال ابن كثير في تفسيرها :

قوله : (( ليطهركم به )) أي من الحدث الأصغر والأكبر وهو التطهير الظاهر للبدن

((وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ)) :

أي من وسوسة أو خاطر سيء وهذا هو تطهير الباطن

إذاً :

قوله : ((وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ )) ليس كما ذكر في هذه الرسالة وإنما المقصود هو تطهير الباطن من وسوسة الشيطان

كما قال تعالى والكلام موصول لابن كثير في تفسيره

كما قال تعالى في حق أهل الجنة :

((عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ ))  فهذه هي زينة الظاهر

ثم بين زينة الباطن :

(( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً )) الإنسان21

أي مطهرا لما كان من غل أو حسد أو تباغض وهو زينة الباطن وطهارته

فليتنبه لمثل هذا الأمر

 

ولاشك أن السنن الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام  عند هطول المطر معروفة وليس فيها ما ذكر

فليتنبه لمثل هذا

 

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

وحمى الله ديننا من البدع ما ظهر منها وما بطن