حكم قول (الله لا يشغلنا إلا في طاعته)

حكم قول (الله لا يشغلنا إلا في طاعته)

مشاهدات: 419

حكم قول (الله لا يشغلنا إلا في طاعته)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقول بعض الناس ( الله لا يشغلنا إلا في طاعته )

هذا قول لا بأس به ودعاء طيب وذلك لأن ابن آدم لا يمكن أن ينفك عن شغل إما أن ينشغل في أمور دينه وإلا انشغل فيما هو دون ذلك ولذلك عبارة السلف ” النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية “

والنبي عليه الصلاة والسلام قال كما في صحيح مسلم ( كل الناس يغدو )

يعني ما من أحد إلا وهو يغدو إما إلى خير وإما إلى شر( كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها ) يعني من الهلاك ( أو موبقها ) يعني موقعها في الهلاك

وأصرح من هذا قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( لما أتى ابن مسعود رضي الله عنه من الهجرة من هجرة الحبشة وكانوا قبل أن يهاجروا إلى الحبشة كان الكلام أثناء الصلاة جائزا ، فنسخ هذا الأمر على أنه لا يتكلم أحد في الصلاة

الشاهد من هذا : ( لما قدم فسلم ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فلم يرد عليه ، فأنكر ابن مسعود في نفسه فلما انصرف عليه الصلاة والسلام قال إن في الصلاة لشغلا ) فدل على أن الصلاة مما يشتغل به أو أن أحسن ما يشتغل به المرء أن يشتغل بطاعته ، ولذا كافأ الله من يشتغل بطاعته في الدنيا كافأه بأن يشتغل في الجنات كما قال تعالى { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } ليس شغل يترتب عليه تعب أو نصب ، لا ، شغل تودد ، ولذلك قال بعض  المفسرين هذا الشغل الذي في الآية هو كناية عن مجامعته للحور العين وللنساء اللواتي في الجنة

فهذه العبارة لا بأس بها.