خطبة ( إذا ضاقت بك الدنيا ) فعليك بهذه الأمور العشرة

خطبة ( إذا ضاقت بك الدنيا ) فعليك بهذه الأمور العشرة

مشاهدات: 615

خطبة

( إذا ضاقت بك الدنيا ) فعليك بهذه الأمور العشرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف تتعامل مع ضيق الدنيا حسب ما جاء في الشرع؟

أولا:

أن تستعيذ بالله عز وجل من ضيق الدنيا، فهذا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عند أبي داود أن أحد التابعين، واسمه شريك سأل عائشة رضي الله عنها ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم إذا قام من نوم الليل قبل أن يفتتح صلاة الليل؟ فقالت رضي الله عنها: ما سألني أحد قبلك، كان إذا هبّ من النوم كبر الله عشرا ـ يعني قال الله أكبر عشر مرات ـ وحمد الله عشرا، وقال سبحان الله وبحمده عشرا، وقال سبحان الملك القدوس عشرا،  واستغفر الله عشرا، وهلل عشرا، ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا، وضيق القيامة عشرا”

كان يدعو بهذه الدعوات ويكررها عشر مرات، ” من ضيق الدنيا” قال القاري: ضيق الدنيا شدائدها، فمن عظمت عليه شدائد الدنيا من فقر، أو مرض، أو ابتلاء، فإن هذه الدنيا مع سعتها تكون ضيقة في عينه، فلتستعذ بالله من ضيق الدنيا، ومن ضيق القيامة، ” وضيق القيامة” أي مما يكون فيها من الأهوال والشدائد.

ثانيا :

ــــــــــــ

أن تعلم علم اليقين أن هذا الضيق الذي نزل بك في الدنيا لن يرفعه أحد  مهما عظم هذا المخلوق في سلطانه، أو في ملكه، أو في ماله، أو في ثروته، فلن يستطيع أحد أن يرفعه لا يرفع هذا الضيق منك إلا الله {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لا مانع لما أعطى، ولما معطي لما منع.

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما كما عند أحمد والترمذي قال: ” واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك”

في رواية أحمد في الرواية الأخرى مبينا أن هذه الأمة ليست طائفة معينة، بل إن الخلق كلهم في رواية أحمد قال: “لو أن الخلق جميعا أرادوا أن يضروك بشيء لم يقدروا، وإن اجتمع الخلق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله فلن يقدروا”

يقول ابن رجب كما في رسائله: فإذا تحقق العبد من ذلك من أن الخلق كلهم عاجزون عن أن يجلبوا إلى المخلوق نفعا، أو أن يدفعوا ضرا هنا انقطع تعلقه بهؤلاء المخلوقين، وأن هؤلاء المخلوقين هم من تراب، فكيف يقدم طاعة التراب على طاعة الله؟! ، قال: فإذا تحقق ذلك من أن النافع والضار هو الله، وأن المعطي وأن المانع هو الله هنا أفرد توحيده ورجاءه ودعاءه لله عز وجل.

قال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى قال رحمه الله قال: أهل التوحيد والإخلاص والتوكل يجدون لذة ما يجدها غيرهم قال: والناس في ذلك على ثلاث درجات: منهم من علم ذلك استدلالا وسماعا، يعني بعض الناس يسمع ما جاءت به النصوص الشرعية، ويستدل بالنصوص الشرعية على تلك اللذة التي تكون عند المتوكلين مجرد سماع هذا علم يقين.

الدرجة الثانية: من عاين ذلك وشاهده هذا هو عين اليقين، يعني هو يشاهد بعض الناس يقول سبحان الله! كيف رزق هذا الشخص بهذا التوكل، وبهذا الصبر، وبهذا التوحيد؟!

الدرجة الثالثة التي عليها الكلام أن يجد حقيقة التوحيد، والتوكل على الله هذا هو حق اليقين، هو الآن يعايشه قال رحمه الله قال: هنا إذا تحققت ثمرة التوحيد والتوكل على الله عز وجل وقطع قلبه عن المخلوقين جرب من نفسه أن هؤلاء المخلوقين لو أراد منهم أن يجلبوا له نفعا أو أن يدفعوا ضرا لخذلوه من حيث ما رجاهم، بل قد يدفع الأموال والخدمة من أجل أن ينفعوه في وقت الحاجة، فلم ينفعوه إما لعجزهم، وإما لانصرافه مع ذلك فيقول: فإذا علق قلبه بالله ورجا الله وسأل الله، ودعا الله أزال الله ضره،  وفتح له أبواب الرحمة، ووجد حلاوة الإيمان ذاقها ما لم يذقها غيره، قال: أما أصحاب المناصب والعلو من يبحث عنها المناصب والعلو والتعلق بالصور وجمع الأموال قال فإنه من الآلام والمتاعب ما لا يعبر عنه بكلام؛ لأنهم في هم دائم وفي حزن دائم إذا لم يجدوا ما يريدونه، فهم في حزن حتى يتحصلوا عليه، فإذا تحصلوا عيه خافوا أن يفوتهم، وأن يذهب  عنهم، قال: أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يقول رحمه الله: “فمن ذاق حلاوة التوحيد والتوكل على الله ذاقها ما هو شاهدها عند غيره، أو سمعها من النصوص الشرعية أو ما يذكر من العلماء، لا، ذاقها قال: فإنه يكون في حلاوة أعظم ممن؟ أعظم من حلاوة المتوكل الذي دعا الله أن يحقق له منفعة في الدنيا، أو أن يزيل عنه الضر في الدنيا، يقول: هذا داعي ومتوكل فرح لما دعا الله وتوكل على الله فرح، بماذا؟ أن المنفعة حصلت له، المنفعة الدنيوية، وأن الضر الدنيوي زال عنه، يقول: هذا الذي وجد حلاوة الإيمان يكون أعظم منه، كيف؟ لأن الحلاوة واللذة بحسب وجود المنفعة وزوال المضرة، قال: ولا أنفع للعبد من وجود حقيقة التوحيد والتوكل على الله، ولا أضر على دين العبد من الإشراك بالله”

قال: فإذا وجد حقيقة التوحيد والإخلاص وجد حقيقة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وإذا وجد حقيقة التوكل على الله وجد حقيقة {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فيقول: فهو في لذة لا يجدها أحد سواه.

الأمر الثالث :

ـــــــــــــــــــــ

 أن تعلم أن هذا الضيق مكتوب مقدر ما وقع بك مقدر {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ} من قحط من  قلة أموال من قلة أرزاق، قل ما تشاء {وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ} من فقد الأولاد من الأمراض {إِلَّا فِي كِتَابٍ} أي في اللوح المحفوظ {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} أي تلك الأرض أو تلك الأنفس أو تلك المصيبة {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} ما يقع في هذا الكون يسير على الله، لم؟  {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} لا تحزن على ما فاتك، {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ}  لا تفرح فرح طغيان وتكبر إذا تحصلت على هذه الدنيا.

ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد كما ثبت عنه: ( إن لكل شيء حقيقة، وما بلغ  عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ) ما أصابك مما لا يلائمك لم يكن ليذهب إلى غيرك (وما أخطأك لم يكن ليصيبك) ما فاتك من أمور الدنيا الحسنة التي تراها حسنة لم تكن لتصيبك؛ لأن الله ما كتبها لك، ولذلك كما عند أحمد بإسناد لا بأس به يقول أنس رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لامني بعض أهلي بشيء، فيقول صلى الله عليه وسلم : ( دعوه فإنه لو قدر) وفي لفظ  ( لو قضي أن يكون لكان) يقول لا تلوموه على شيء؛ لأن الله لم يقدر ذلك، ولذلك عند أحمد والترمذي وغيرهما كما ثبت عنه عيه الصلاة والسلام أنه قال: ( أول ما خلق الله القلم قال اكتب قال يارب وماذا أكتب؟ قال اكتب ما يكون إلى قيام الساعة، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة)

الأمر الرابع:

ـــــــــــــــــــــ

أن تعود نفسك على أن تصبر، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين: (ومن يتصبر يصبره الله) قد يكون الصبر قد يكون شاقا عليك تصبر، عود نفسك، ومن يتصبر يصبره الله، وأعظم من الصبر الرضا {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} قال علقمة قال: هي المصيبة تنزل بالرجل، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى” الفرق بين الصبر والرضا: الصابر متألم مما وقع به، ويحب أن هذا لم يقع به، لكنه يحبس نفسه وجوارحه عن التسخط صابر، أما الراضي فهو لا يدع الله بأن يزيل هذا الألم، الألم موجود، لكنه لا يدعو الله أن يزيل هذا الألم، لم؟ لأنه راضي، فزاد عنده الرضا بحيث، الرضا سنة ليس بواجب؛ لأن ليس كل أحد يستطيع أن يرضى، قال: إما لأنه علم حكمة الله، وأن الله ابتلاه لحكمة فينسيه ذلك ما أصابه من ألم أو يتذكر ثواب الله فينسيه، أو يتذكر عظمة الله عظمة الله ما ابتلاك إلا ليعافيك، فيخف عنده الألم بخلاف الصابر، لكن لا رضا إلا بعد نزول القضاء، كما قال صلى الله عليه وسلم عن الصبر في الصحيحين: ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى) والرضا لا يكون إلا بعد االقضاء كما عند النسائي: ( وأسألك الرضا بعد القضاء) لأن بعضهم قد يقول أنا أرضى لكن إذا وقع كما قال ابن رجب رحمه الله إذا وقع القضاء زالت عنه تلك العزيمة.

الأمر الخامس :

ـــــــــــــــــــــــــ

ألا تتهم في ما قضاه عليك حتى لا يفوتك أعظم الأعمال، وحتى لا تبوأ بالإثم، عند أحمد والطبراني كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام من حديث عبادة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله وحج مبرور، ثم ولى الرجل فقال ألا أدلك على ما هو أهون من ذلك؟ قال نعم، قال: إطعام الطعام، ولين الكلام، وحسن الخلق، فولى، فقال ألا أدلك على أهون من ذلك؟ فقال نعم يا رسول الله قال: ( ألا تتهم الله في شيء قضاه عليك) لأن الشدة ما تدوم، البلاء لا يدوم، الشدة بتراء لا دوام لها ولن تستمر، فلا تتهم الله في قضائه.

سادسا:

ــــــــــــــــــ

 أن تتذكر الموت، ولذلك عند أبي نعيم في الحلية، قال بعض العلماء، قال من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها، ولذلك عند البيهقي كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: (أكثروا من ذكر هادم اللذات، فإن الموت ما ذكره عبد  في ضيق عيش إلا وسعه)

سبحان الله! الموت إذا ذكرته لضيق عيش يوسع هذا الأمر ( وما ذكره في سعة إلا ضيقها) يعني إذا كنت في ضيق فتذكرت الموت توسعت عليك الأمور، لم؟ لأنك تعلم أن المرد إلى الله، ولذلك إذا أصيب الإنسان ماذا يقول {إِنَّا لِلَّهِ} نحن له جل وعلا ملكا وتدبيرا وتصريفا، ما الذي بعدها؟ {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فاتك ما فاتك من الدنيا أصبت ما أصبت أنت ملك لله في تدبير الله، ثم المرد إلى الله، أين أصحاب التريلونات والمليارات؟! أناس كانوا على وجه الأرض، أين هم؟ انتهى كل شيء {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

سابعا:

ـــــــــــــ

 أن تتسلى بما أصاب من قبلك من الأنبياء، انظروا إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يجد من التمر الرديء ما يملأ به بطنه، يلتوي من الجوع، وذكرنا ذلك في خطبة سالفة، انظروا إلى حاله في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، انظر إلى بعض السلف رحمهم الله يقول الإمام أحمد، الإمام أحمد رحمه الله يقول: كنت آكل السنبل مع المساكين.

ثامنا:

ــــــــــــ

 إحسان الظن بالله، من أن الله ما ابتلاك إلا ليعافيك، وما أمرضك إلا ليشفيك، وما أفقرك إلا ليغنيك، وما ضيق عليك إلا ليوسع عليك، ولذلك في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله: ( أنا عند ظن عبدي بي) في رواية أحمد كما ثبت ( إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله) عند الطبراني كما ثبت عنه: ( أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي عبدي ما شاء)

أحسن الظن بالله، الإمام أحمد الذي كان يأكل السنبل مع المساكين، ابتلي وعذب وسجن من قبل ولاة ظلمة فيما مضى، أتى ولاة بعد ذلك أكرموه أرادوا أن يكرموه، أرادوا أن يرفعوه، ومع ذلك استغنيت عنهم في أول حياتي، فكيف ألجأ إليهم في آخر حياتي؟!

سبحان الله! ما  ضاقت إلا فرجت، أحسن ظنك بالله.

تاسعا:

ـــــــــــــ

أن تعمل بالأسباب الحسية الشرعية، انتبه، إذا ضاقت عليك الدنيا لا تذهب يمنة ولا يسرة إلى ما حرم، النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند أبي نعيم في الحلية كما ثبت عنه قال: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت) وفي رواية الطبراني: (أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب) أجملوا في طلب الدنيا خففوا في طلب النيا، لكن عليكم بتقوى الله، (ولا يحملنكم أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته)

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عند ابن حبان وغيره قال: (إن الرزق) انتبه ليطلب العبد ( إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)، وفي مسند الشاميين كما ثبت عند الطبراني: ( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله) يعني مما يطلبه أجله كما ذكر ذلك الهيثمي لما ذكر رواية: ( إن العبد ليطلبه الرزق أكثر مما يطلبه أجله)

عاشرا:

ـــــــــــــ

اسأل الله أن ينعشك، نعم، هذا دعاء مهجور، وهجره أظن أنه من جهل الناس به، عند الطبراني وغيره كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دبر كل صلاة، وفي رواية حين ينصرف من الصلاة دل على أن هذا الدعاء يقال قبل السلام كان يقول: ( اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي، اللهم أنعشني) قال: ( اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت)

(أنعشني)، ما معنى أنعشني؟ يعني ارفعني، النعش مرفوع الذي يوضع عليه الميت، هناك ارتفاع وعلو، تفسيرها: (اللهم أنعشني) ارفعني، أقل عثرتي، سد فقري، عاف بدني، نعم، ولذلك كما عند ابن أبي شيبة يقول عمر يقول شيخ الإسلام كما في بيان تلبيس الجهمية والحديث محفوظ من قول عمر، طبعا ورد مرفوعا لكنه لا يصح، قال رحمه الله قال وهو محفوظ من قول عمر، قال عمر: ” إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال انتعش نعشك الله رفعك الله ويسر أمرك، فإنه في عينه صغير، وفي أعين الناس كبير، وإذا تكبر العبد قال اخسأ أخسألك الله، فإنه في نفسه كبير، وفي أنفس الناس صغير، وهو عند الناس أهون من الخنزير”  كما بينت ذلك رواية البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، انتبه ، قل يا رب أنعشني، ولذلك يصح أن تقول لشخص أسأل الله أن ينعشك، نعشك الله، دعاء، ولذلك في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم عمن كانت الدنيا هي الهم له قال: ( وإذا شيك فلا انتقش) يعني إذا أصابته شوكة دعا عليه أنه لا يزيل تلك الشوكة لعجزه، ضبطت ( وإذا شيك فلا انتعش) يعني إذا أصابته شوكة فلا انتعش لا ارتفع ولا تيسر له أمر، فدل هذا على أن الإنسان يسأل ربه أن ينعشه.

هذه عشرة أمور بها بإذن الله تعالج ما يتعلق بتلك الدنيا إذا أصابك ضيق  في الدنيا، فهذه العشرة اجعلها نصب عينيك واستمع إليها مرارا فإنها تذكرك بعظمة الله جل وعلا.

أسأل الله لي ولكم السعادة والسعة في دنيانا، وفي قبورنا، وفي أخرانا، ونسأله عز وجل أن يرفع ما أصابنا من فقر أو هم أو غمر أو بلاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.