خطبة تنبيهات مختصرة ومهمة جدا
( عن ليلة القدر وزكاة الفطر )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لدي بعض المسائل المختصرة جدا، وهي مهمة جدا، الله جل وعلا قال عن ليلة القدر {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، قال المفسرون: هي سلام من الآفات والشرور، ويقدر الله فيها السلامة، ولذلك قدم المسند على المسند إليه {سَلَامٌ هِيَ} هي حصرت السلامة فيها دون الليالي الأخرى، فقد تحصل في تلك الليالي سلامة، وقد يحصل بلاء، فهي سلامة من الشرور والآفات، وسلامة من أن يؤذي الشيطان المؤمن، وسلام الملائكة بعضهم على بعض، وسلام الملائكة على أهل الإيمان، وكذلك فيها أمر بأن يسلم المسلمون من الخصام والجدال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج؛ ليخبرهم بعلامة ليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، يعني اختصما قال: (تلاحى فلان وفلان فرفعت)، فكل هذه الأقوال داخلة من مغرب ليلة القدر من أذان المغرب إلى أذان الفجر.
النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين: (من قام ليلة القدر) وفي رواية (من يقم ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه) القيام لاشك أن أعظمه الصلاة، لكن كون بعض الناس ينفي فيقول القيام محصور في الصلاة فقط دون أن تقرأ القرآن، أو أن تدعو، هذا مخالف لحديث عائشة رضي الله عنها لما أرشدها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تقول في ليلة القدر: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) وهذا حديث ثابت لا مطعن فيه، وقد حققت القول بصحته في موطن آخر.
كذلك مما يكون قراءة القرآن: في الصحيحين لما دارس جبريل في حديث ابن عباس لما دارس جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في رواية البخاري قال: (فكان يدارسه كل ليلة حتى ينسلخ) يعني حتى ينتهي رمضان، فدل هذا على أن المدارسة وقعت في ليالي رمضان كلها حتى من ضمنها ليالي العشر، ومن بينها ليلة القدر.
لكن لاشك أن عظم القيام المنصوص عليه الصلاة، لكن لا يمنع أحد من الدعاء ومن قراءة القرآن.
ومن المسائل:
النبي صلى الله عليه وسلم قال في الصحيحين: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، في رواية: (فيوافقها)، وعند أحمد (إذا وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه)
بعض الناس يحرص حرصا شديدا على أن يتتبع تلك العلامات، لاشك أن العلامات في ليلة القدر التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم يستأنس بها، لكن لا يعلق الإنسان نفسه بهذا؛ لأن بعضهم وللأسف قد يبني على رؤى، ولذلك تأتينا بعض الرسائل والله فلان المعبر قال إن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، ثم بعدها بأيام ليلة سبع وعشرين.
اعمل في أيام العشر، ولذلك قال ابن حجر في الفتح (فيوافقها) قال هذا لإيضاح البيان وإلا فإنه لا يحصل على الثواب إلا إذا وافق ليلة القدر.
وأضرب لكم مثالا: النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي سعيد في الصحيحين رأى أن من علاماتها أن ينزل المطر تلك الليلة، وكم من رمضان مر علينا، ولم ينزل المطر في العشر الأواخر، ونحن نوقن جزما بأن ليلة القدر في العشر الأواخر، ومع ذلك مرت ليالي العشر، ولم تأت علامة نزول المطر في بعض السنوات، فاحرص على أن تقوم جميع ليالي العشر حتى تحصل على ثوابها.
ومن المسائل:
أن الوارد في الصحيحين (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، عند أحمد (فوفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) الحديث ثابت، لكن زيادة (وما تأخر) ضعيفة، ولذلك قال الألباني يقول: ذهبت فيما مضى اعتمادا على تصحيح المنذري والعسقلاني إلى صحة الحديث، لكن من تمعن في ظاهر الحديث وفي سنده وجد أن زيادة كلمة (وما تأخر) زيادة شاذة أو منكرة.
ومن المسائل :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
زكاة الفطر: احرص على أن تشريها بنفسك، وأن تسلمها للفقير حتى تظهر هذه الشعيرة، وبالتالي فإن عليك أن تحرص على إظهار هذه الشريعة ما أمكن، ولا توكل شخصا يعني لا توكل شخصا بإعطائه النقود لكي يشتري لك زكاة الفطر، لا توكله، بل احرص على أن تظهرها، لا توكل أفرادا، ولا مؤسسات ولا بنوكا، لم؟ لأنه إن استمر الناس على توكيل زكاة الفطر عن طريق الأموال هنا تندثر هذه الشعيرة، ولربما في مستقبل الأيام يكتفى بها بالنقود عن إخراج الطعام، فسبحان الله! يقولون ولاشك أن بعض الأئمة قال بإخراج زكاة الفطر على أنها تخرج نقودا يقول هو أنفع للفقير، سبحان الله! النبي عليه الصلاة والسلام قال (صاعا من تمر) يعني مما يحتاجه أهل البلد، إذاً تعبدية.
الأمر الثاني كما يقول لو كان أنفع يعني سبحان الله! الله جل وعلا مطلع وعالم بكل شيء، فلو كان فيها منفعة على أن تخرج نقودا لأمر بها جل وعلا، ولأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أو أن يفعلها بعض الصحابة أو حث عليها، فاحرص على ذلك، ولا توكل؛ لأنه لو وكل الإنسان قد يحصل للإنسان بعض الأعذار يمنعه من أن يخرجها بنفسه هنا يجوز في الحالات الفردية يعني إنسان لم يتمكن فيوكل أخاه أو قريبه او صديقه لا إشكال، لكن أن يكون على سبيل العموم، وأن يكون مع السعة، فاحرصوا، هذه شعيرة، إن وكل الغير من فرد أو مؤسسات أو بنوك إن وكلوا على أنها تدفع هذه الزكاة على أنها تكون أموالا ربما في المستقبل يعتاض بها عن الطعام،
ولو لم يعتض بها عن الطعام، فإن هذه الشعيرة ستندثر بمجرد ما تحول إذا بالأمر انتهى، وليتنبه المسلم فإحياء شعيرة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم ما يكون، وكذلك ربما يصدق في مثل هذا أن بعضهم يقول للفقير هو يعرف أن هذا الفقير ثقة، ويقول يا فلان خذ هذا المال اشتر به زكاة فطر لك أيضا انتبه من هذا الأمر أخرج زكاة الفطر بنفسك حتى تحيا هذه الشعيرة، إن لم تستطع، أن يكون لديك عذر أو ما شابه ذلك، فوكلت شخصا على وجه الانفراد فلا إشكال في ذلك، لكن على وجه العموم ومع السعة… فتنبه
ومن المسائل :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضهم قال اقتراح إذا أخرجت زكاة الفطر أخرج معه علبة شيوكلاتة يعني حلوى، سبحان الله! نحن لا نمنع الناس من أن يحسنوا للفقراء، لكن ما أتت هذه الحلويات أو الشيوكلاتة أو ما شابه ذلك إلا مع زكاة الفطر؟! قالوا لأن تسعد أبناءهم، هذه عبادة وشعيرة هذه ما اقتراحات هذه بدعة، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}، النبي صلى الله عليه وسلم (أخرجها صاعا من طعام) أخرجها هكذا، غدا أو بعد غد والله أخرجوا معها لحمة، أخرجوا معها فواكه، يمكن في مستقبل الأيام يقول والله هذا حفل للفقراء يجمعون ونعمل حفلا لزكاة الفطر، لا تقل هذا بعيد، والله أشياء قديمة ما كان أحد منا يتوقع أن تقع ووقعت في مثل هذه السنوات، فأغلق البابا صاع من طعام صاع من طعام أهل البلد، تريد أن تحسن إلى الفقراء جزاك الله خيرا لا نمنع من ذلك، لكن أن تربط بهذه الشعيرة، وأصبح بعض الناس يقترح على هواه مقترحا، ولذلك ماذا قال الإمام مالك قال: “من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة”، لم؟ لأن الله يقول {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ثم قال قولا فصلا قال: “فمن لم يكن يومئذ دينا” يعني قديما لم يكن دينا فلا يمكن أن يكون في هذا اليوم لا يمكن أن يكون دينا، الذي ليس بدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون دينا في هذا الزمن، أو في مستقبل الأيام.
هذه مسائل مختصرة جدا ومهمة جدا فليتنبه إليها..