خطبة
( خمسة عشر ) من ( المفاهيم الخاطئة عن الزكاة ) عند بعض الناس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه بعض المفاهيم الخاطئة عن الزكاة عند بعض من الناس أسردها سردا وإلا فمسائل الزكاة تحدثنا عنها فيما مضى من سنوات بتوسع، وهي موجودة لمن أراد الرجوع إليها.
من المفاهيم:
ـــــــــــــــــــــــــ
بعض الناس يظن أن الزكاة إنما وقتها في رمضان، وهذا خطأ، الزكاة متعلقة بالحول، قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه: (لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول)
زكاتك من جمع مال أو من تجارة مثلا بدأت في صفر، الزكاة تخرجها في صفر من العام القادم إذا تمت السنة، ولا يجوز أن تؤخر إلا إذا كانت هناك مصلحة أو ما شابه ذلك، كأن ينتظر الغني فقيرا يقدم عليه، فيؤخرها إلى أن يقدم بعد شهر أو بعد شهرين فلا بأس بذلك.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض من الناس يظن أن الزكاة إنما تجب في مال الكبير، هذا خطأ، قد يرث الصغير من أبيه، وقد يرث أموالا طائلة، المجنون قد يرث أموالا طائلة، المغمى عليه الذي في غيبوبة عنده أموال يجب أن تزكى تلك الأموال من قبل الولي القائم عليه، فالله جل وعلا يقول {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}، لم يقل خذ منهم، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ( تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم)، هي في الأصل واجبة في المال، وإن كان لها تعلق في الذمة، لكن الأصل أنها واجبة في المال يجب أن تخرج، لكن قضية الصدقة صدقة التطوع عمن هو في غيبوبة، ولو كان يتصدق قبل أن تصيبه الغيبوبة، فلا يجوز، بعض الناس في رمضان أو في غيره من المواسم الفاضلة أو في أي زمن يتصدق من ماله، خطأ، احفظ ماله، ولا تصرف منه، ولا ريالا واحدا إلا في الزكاة، أو فيما يحتاج إليه هذا المريض، أو فيما تحتاج أسرته إن كان يعول أسرة؛ لأن النفقة واجبة عليه، ولكن النفقة المعتادة التي لا بذخ فيها، ولا إسراف، وإنما هي على حسب المعروف.
ومن المفاهيم :
ــــــــــــــــــــــــ
بعض الناس يظن أن المال المتبرع به لوصايا أو في وجوه خيرية مثلا إنسان مثلا وصى بأن يبنى له مسجد، فكان المال وفيرا، فالواجب أن يسارع لتنفيذ الوصايا، لكن لو أنه انتظر حتى يبحث عن المكان المناسب، فمرت به سنة، فلا زكاة في هذه الأموال؛ لأن القاعدة هذه أموال لا مالك لها، فالمال المتبرع به خرج من يد صاحبه، وهنا لا زكاة عليه؛ لأنه من شروط وجوب الزكاة أن يكون مالكا للنصاب، ولا مالك هنا.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعض النساء، وهذا على الرأي الذي يقول بوجوب الزكاة في الحلي، ولو كانت مستعملة، وبعض النساء قد لا تستعمل الذهب، تكنز ذهبا، لا تستخدمه، على كل حال على هذا القول، أو على هذا القول؛ لأن الذي نرجحه، ولو كان ملبوسا أنها تزكي لقوله صلى الله عليه وسلم: (أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار)، والمسألة سبق وأن فصلتها، بعض النساء تقول لو زكيت كل سنة ذهب ما لدي من الحلي، نقول لا، النصاب خمسة وثمانون جراما من الذهب، وخمسمائة وخمسة وتسعون جراما من الفضة، يعني من الفضة ستمائة إلا خمسة جرامات، فانتقص فلا زكاة فيه، ولذلك: إن دفع الزكاة ولي أمرها من زوج أو غير ذلك فلا إشكال، لو باع ثمنه مثلا تصور إن لم تجد مالا، فيجب أن تبيع منه حتى تخرج الزكاة، تصور لو كان مثلا النصاب كمل، عندها مثلا خمسة وثمانون جراما، فهنا ستخرج إن لم تجد مالا من هذا الذهب، إذن السنة القادمة لا زكاة فيه؛ لأنه نقص عن النصاب.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس قد تكون عنده نخيل في بيته، فتبلغ ثمارها النصاب ومقداره بالكيلو ستمائة واثنا عشر كيلو بعد جفاف التمر ليس الرطب يعني إذا جف، فإن بلغ، فتجب عليك الزكاة، الزكاة ليست محصورة في المزارع أو في الاستراحات، لا، بل لو كان لديك أربعة بيوت سواء كان مثلا في الرياض، أو سواء كانت متفرقة، بيت في الرياض، وبيت في القصيم، وبيت في مكان آخر، ولديك نخلة واحدة في بيتك، ونخلة في البيت الآخر، ونخلة في البيت الثالث، ونخلة في البيت الرابع، ولو جمعت نصاب كل نخلة ما بلغت الزكاة ما بلغ ستمائة واثنا عشر كيلو، لكن لو جمعتها كلها بلغت تجب عليك الزكاة، ولو لم يكن النوع واحدا مثلا لو كان التمر سكريا، أو إخلاصا، أو ما شابه ذلك العبرة أنه تمر، فهذا إذا ملكت هذه النخيل، وكذلك الشأن في العنب إذا زبب هي نفسها في كل ثمر يكال ويدخر، تنبهوا لأن بعضا من الناس عنده بيت كبير، وعند نخيل، فتمضي عليه السنوات، وهو يظن أنه لا زكاة عليه، وهذا خطأ.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس يظن أن ما يستخدمه تجب فيه الزكاة من سيارات له ولأبنائه، وما شابه ذلك مما يستخدمه، لا، لأن هذا ليس به زكاة، والدليل على ما سبق قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على المسلم في فرسه صدقة)، الفرس يستخدمه، ليس عليه صدقة.
ومن المفاهيم الخاطئة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس عنده أراضي، عنده أرض، أو أرضان، أو ثلاثة، أو أربعة، هو لم يعرضها للبيع، فيقول لا زكاة عليَّ، وهو يريد أنه ينتظر بها حتى ترتفع الأسعار، فهذه تجب فيها الزكاة، العبرة ليست بعرض الشيء، بعض الناس ربما أنه يملك مثلا ثلاثا من الأراضي لأبنائه، أو لكي يبني عليها مسكنا، هو لم يرد التجارة، ولم يرد الربح، فعرضها؛ ليعرف كم سعرها، هذه لا زكاة فيها؛ لأنه أصلا لم يرد التجارة، ولم يرد الربح، فقط هو يستعلم عن أسعارها.
بعض الناس قد لا يعرضها لكن في نيته يقول لن أعرضها الآن، بعد ما ترتفع الأسعار أبيعها، بمجرد أنك تنتظر ارتفاع الأسعار ربحا تجب فيها الزكاة، عرضت أم لم تعرض.
ومن المفاهيم الخاطئة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس قد يعرض بيته رغبة عنه، يريد أن ينتقل إلى مكان آخر، فيعرض البيت، ولا يريد التجارة أصلا، هو يريد أن ينتقل إلى مكان آخر، فتمضي سنة أو سنتان، وهو معروض لم يأت السعر، هذا لا زكاة فيه؛ لأنه لم يرد الربح، وإنما أراد الانتقال.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس يظن أن الزكاة في المال فقط، لا، ما تبيعه تعرضه للبيع تجب فيه الزكاة، بعض الناس ربما لا يكون له محل يبيع مثلا عطورات، إكسسوارات، أو ما شابه ذلك، وهي عنده في بيته ويبيع، هذه تجب فيها الزكاة، فيظن أنه أن الأمر متعلق بفتح محل، لا، بما أنك تبيع شيئا، وبلغ النصاب، فتجب فيه الزكاة.
ومن المفاهيم الخاطئة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس يظن أن إخراج الزكاة إذا كان له محل يبيع أشياء، يظن أنه على كل شيء، لا، الأشياء المستخدمة من ثلاجات، من رفوف، وما شابه ذلك هذه لا علاقة لها بالزكاة، الذي له علاقة ما يباع، الذي يباع، أما الذي يستخدم في المحل، فلا زكاة فيه.
ومن المفاهيم الخاطئة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس يظن أن الزكاة فيما يتعلق بعروض التجارة، يظن أنها على القمية، يقول والله هذا المحل كلفني مثلا خمسين ألفا، ويزكي خمسين، هذا خطأ، عند تمام السنة انظر إلى ما في المحل بقطع النظر عن قيمته الشرائية، سواء والله زاد السعر، أو نقص عند تمام السنة، قيم ما في محلك وزكه إضافة إلى الأرباح إذا كانت موجودة الأرباح ما تنفصل عن الأصول في التجارة تتبعها، ولذلك لو أن إنسان مثلا ستحل به مثلا الزكاة في عروض التجارة في محله مثلا يوم غد، مثلا وما في المحل مثلا نقول يقدر عند تمام السنة بخمسين ألفا، فباع شيئا، فربح عشرة آلاف في هذا اليوم، وغدا سيزكي يضيف العشرة، ربح التجارة ليس له علاقة بالحول يتبع الأصل، ولو في دقائق.
ومن المفاهيم الخاطئة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس إذا أراد أن يخرج الزكاة قال أعطيها ولدي، أو بناتي، أو أبي، انتبه الأصول والفروع ما يعطون، الآباء والأجداد وإن علوا، الأبناء وأبناؤهم البنات وبناتهن وأبناؤهن هؤلاء لا يعطون من الزكاة؛ لأنهم إن احتاجوا، فتجب عليك نفقتهم، تجب عليك نفقتهم، ما تحمي مالك بالزكاة، أعطهم من مالك الخاص، هذا هو المتعين عليك، حتى الأقرباء الذين تجب نفقتهم عليك وجوبا شرعيا ما تعطيهم من الزكاة تعطيهم من مالك الخاص؛ لأن النفقة واجبة عليك.
وكيف تعرف أنه يجب أن تنفق عليه؟
لو كان عنده مال، فورثته هنا تجب عليك النفقة، وإلا فلا تجب.
ومن المفاهيم الخاطئة عند بعض من الناس:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثلا يقول والله فلان فقير، أو فلانة فقيرة، وبالفعل هي فقيرة، قد تكون امرأة لا أب لها، قد تكون عند أخيها مثلا فيقولون هي فقيرة، فتعطى مع أن أخاها واصل لها، ويعطيها ويكفيها، هي فقيرة لكن إذا كانت تحت غني منفق فلا تعطى؛ لأنها اكتفت، وبعض الناس يظن أن الكفاية هو التوسع، لا، هي اكتفت بما تأكله، وبما تشربه، وبما تلبسه بما يعطيها بالمعروف هنا فلا تعطى من الزكاة
وعلى العكس من المفاهيم الخاطئة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض من الناس قد يكون بخيلا شحيحا مع أنه ذو ثراء، وتحته زوجة، وتحته بنات، ولا يعطيهم، بخيل بخلا عظيما ،وهو ثري، وهو لا يعطيهم ما يكفيهم، يعطون وإن كانت النفقة واجبة عليه، ويأثم وخصوصا فيما يتعلق بالزوجة، والإثم عليه هنا وهنا، لكن للزوجة أن ترفع أمره إلى المحكمة، لو قالت الزوجة لو رفعت أمري إلى المحكمة تتشتت أسرتي وما شابه ذلك، سأبقى لكن هي فقيرة تعطى ولو كان زوجها يملك مليارات؛ لأن بعضا من الناس نسأل الله العافية أعوذ بالله ـ بخل
وصدق صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه: (وهل هناك أدوأ من البخل) هل هناك مرض أعظم من مرض البخل؟ ما فيه مرض أعظم من مرض البخل، فالشاهد من هذا أنها تعطى.
ومن المفاهيم الخاطئة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعضا من الناس يقول فلان عليه ديون أعطيه من الزكاة، وفلان يستطيع السداد فلا يعطى، مثال آخر: فلان عليه ديون أعطيه من الزكاة، وفلان الذي عليه الديون لا يفتر من ذبح الذبائح، إذا قدم عليه الضيوف، كأنه رئيس القوم، كل من أتى إليه ذبح له، ويقول والله مثلا علي الديون، ولا يجوز له أن يطلب من الناس، كل من أتى إليه قدم، يجعل نفسه في مقام عالي على حساب الزكاة التي هي حق للفقراء.
أو إنسان في مثل هذا الزمن يسرف في الكماليات، يستدين ويلبس، ويركب سيارات، ويغير الأثاث، ويقول مثلا علي ديون، أو إنسان يقول فلان عليه ديون كثيرة، هذا لا يعطى من الزكاة؛ لأن دينه ليس دينا عن ضرورة، لكن تصور لو أنه تاب فلا إشكال، إذا تاب وتراكمت عليه ديون قال أنا لا أستطيع الآن تبت أنا أخطأت، وعلي هذه الديون هنا يعطى؛ لأنه تاب، حتى لو إنسانا مثلا استدان في أمور محرمة، وتاب الله عليه توبة نصوحا يعطى من الزكاة؛ لأنه من الغارمين، لكن أن يبقى على حاله في بذخ وإسراف في من يقدم عليه، أو فيما ينفقه على نفسه من الكماليات، هنا لا يعطى من الزكاة ، الزكاة إذا صرفتها تصرفها لمن يحتاج إليها حاجة ضرورية من مأكل من مشرب من مسكن وما شابه ذلك من الضروريات،
أما والله إنسان يقول آل فلان والله مساكين، لم؟ والله عندهم فواتير جوالات وعندهم فواتير كذا، ما ضرورية، أشياء كمالية، هذا لا يعطى، لا يعطى إلا ما يرفع الضرورة عنه بحيث يكتفي كفاية ضرورة ما يكتفي كفية كماليات، بعض الناس عنده عشرة ملايين، ويقول أنا ما عندي شيء؛ لأنه مسرف في الكماليات
بعضهم راتبه، يمكن ما عنده إلا اثنان من الأولاد، أو ثلاثة وراتبه مثلا قد يكون عشرين ألفا، ولا يبقى معه في آخر الشهر مع أنه قد لا يكون في إيجاركفرد، يعطى لمن هو محتاج حاجة ضرورية، ما من حاجة كماليات.
هذا ما استحضر من هذه المفاهيم الخاطئة…