خطبة خمس وثلاثون فائدة تفهم بها ( الفهم المفيد ) لحديث ( سيد الاستغفار )

خطبة خمس وثلاثون فائدة تفهم بها ( الفهم المفيد ) لحديث ( سيد الاستغفار )

مشاهدات: 579

خطبة خمس وثلاثون فائدة تفهم بها ( الفهم المفيد ) لحديث

( سيد الاستغفار )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[سيد الاستغفار]

قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث شداد بن أوس سيد الاستغفار أن تقول (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) قال: (من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل، وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)

هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهذا اللفظ لفظه؛ لأنه ذكره مرتين، لكن هذا اللفظ هو أشمل، وقد أخرجه غيره كأحمد والترمذي والنسائي وكذا النسائي في الكبرى، وأخرجه غير هؤلاء، شداد بن أوس هو صحابي كما قال ابن حجر في الفتح نزل الشام، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث.

[سيد الاستغفار]

هذه الألفاظ هي سيد الاستغفار، وأما ما ورد عند البزار في مسنده من حديث أبي المنذر الجهني قال صلى الله عليه وسلم (يا أبا المنذر أكثر من قول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها سيد الاستغفار وممحاة للذنوب، وموجبة للجنة) فهو حديث إسناده ضعيف جدا.

إذن سيد الاستغفار هو هذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه شرحا متوسطا [سيد الاستغفار]

السيد: هو الذي جمع الخصال المرغوب فيها، وإذا كان كذلك، فإنه يكون هو الأفضل، هذا اللفظ جمع ماذا؟ جمع الاعتراف بربوبية الله، بألوهية الله، الاعتراف بأن الله هو الخالق، الاعتراف بنعمة الله عز وجل على العبد، الاعتراف من العبد بذنبه، الاستعاذة بالله من شر ما صنعه العبد مما جناه على نفسه، الالتجاء إلى الله بأن يغفر الذنوب، ولذلك أورده البخاري في أحد الأبواب باب أفضل الاستغفار.

[سيد الاستغفار]

أن تقول: أنت عبد ضعيف محتاج إلى الاستغفار، ولذلك في رواية النسائي:  (أن يقول العبد) (أن يقول العبد) هذا دعاء حري بأن يحرص المسلم عليه، ولذلك ثبت عند الترمذي لم بيبين أنه صلى الله عليه وسلم أنه سيد الاستغفار وانتهى الأمر، لا، قال (ألا أدلك) كما عند الترمذي (ألا أدلك على سيد الاستغفار) بل جاء عند النسائي في الكبرى (تعلموا سيد الاستغفار)

إذن هو أمر ببيان فضل سيد الاستغفار، وبيان فضل تعلمه.

(أن تقول) بلسانك تحرك لسانك وشفتيك، بعض الناس إذا ذكر الله، أو قرأ القرآن، أو في الصلوات يذكر الأذكار ويقرأ القرآن بقلبه دون أن يحرك اللسان وشفتيه هذا لا يفيد، هذا ليس بقول، يعني إنسان يقول بعضهم في الصلا وهكذا تنبه معى إلى شفتي، ما بك يا فلان؟ قال أقرأ، يقرأ في قلبه، هذه ليست بقراءة، لابد في القراءة أن تحرك لسانك وشفتيك، ولا يلزم أن ترفع الصوت، ولا يلزم أيضا على الصحيح أن تسمع نفسك.

أن تقول: (اللهم)، اللهم ثناء على الله، يقول ابن رجب كما في جامع العلوم والحكم يقول: أفضل دعاء الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على الله، وأن يعترف بذنبه، ثم يطلب من الله المغفرة، ثم قال كحديث سيد الاستغفار.

(اللهم): تخاطب الله بالثناء عليه بخطاب المواجهة، يقول ابن القيم كما في بدائع الفوائد يقول: وإذا أثني على الله بخطاب المواجهة أتي بالاسم الظاهر مع الميم التي تدل على الجمع؛ لأن الميم تضم الشفتين، وتجمع الشفتين، الميم التي تجمع كل أسماء الله وصفاته يعني تستحضر.

(اللهم) الله أتى بالاسم الظاهر، ثم أتى بميم الجمع التي تدل على جميع أسماء الله وصفاته.

(اللهم أنت ربي) الاعتراف بربوبية الله، الله الخالق الرازق المدبر المتصرف، ثم بعد ذلك (لا إله إلا أنت) أي لا معبود بحق إلا أنت، ما سواك مما يعبد فهو باطل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} ولذلك ألزم الله كفار قريش في أكثر من موطن في القرآن؛ لأنهم يعترفون بتوحيد الربوبية، ألزمهم لما اعترفوا بتوحيد الربوبية ألزمهم أن يعبدوا الله؛ لأن الرب هو الذي يعبد، من له الربوبية الكاملة هو الذي يعبد، ويستحق العبودية كلها.

(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت) من هو الرب؟ هو المعبود الذي يستحق العبادة وحده وحده جل وعلا.

(خلقتني وأنا عبدك) نعم ما خلقنا للعبث، ولا للهو، ولا للضياع، ولا للهو {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} يعترف العبد بأن الله خلقه، وخلقه لعبادته.

(خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت)

أنا على عهدك ما عهدت به إلي من القيام بالشرع، وبما أوجبت علي من الواجبات، هذا وعدك، وكذلك يدخل فيه ما قاله ابن بطال من باب الدخول الاحتمالي ما أخذ به جل وعلا العهد على بني آدم، وهم في ظهور آبائهم كما قال عز وجل في سورة الأعراف.

(وأنا على عهدك) أنا مقيم بشرعك (ووعدك) يعني أنا مصدق بوعدك وبثوابك، إن قمت بعهدك بشرعك ما استطعت قدر استطاعتي وهذا فيه اعتراف بأن العبد ضعيف، (ما استطعت) وفي هذا نسبة العجز والقصور إلى النفس، يعني أنا قائم على شرعك قدر استطاعتي، ومن ثم فإن العبد عليه أن يسأل الله أن يعينيه على أن يقيم هذا العهد حتى يوفيه الله هذا الوعد، ولذلك ما الذي بعدها؟

(أعوذ بك من شر ما صنعت) ألتجئ إليك من شر ما صنعت، النفس أمارة بالسوء.

(أبوء لك بنعمتك علي) يعني أعترف بنعمتك، يعني بجميع إنعامك علي، نعمة أضيفت إلى المعرفة “الكاف” تفيد العموم، يعترف بنعمة الله عليه.

(أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي) أعترف بذنبي.

(أبوء لك بنعمتك علي) سبحان الله! (أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي) يقول ابن القيم كما في طريق الهجرتين يقول:يبوء” يعني رجع إلى ماذا؟ إلى مستقره، إلى منزله، يقول فإنه يبوء ويرجع إلى الله رجوع من؟ يرجع إليه رجوع فيه استقرار، ليس رجوع من رجع ثم أعرض عن الله؛ لأنه يقول لا خلاص للعبد إلا أن يكون الله معبوده ومستغاثه”

ولتتأمل هاتين العبارتين (أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي) يقول ابن القيم كما في الوابل الصيب يقول: يقول شيخنا شيخ الإسلام يقول: العبد الذي عرف الله يكون بين مشاهدة المنة من الله، ومشاهدة عيب نفسه وعمله. يقول: وهذا موجود في حديث شداد بن أوس حديث سيد الاستغفار

كيف؟ (أبوء لك بنعمتك علي) هذه مشاهدة المنة من الله (وأبوء لك بذنبي) مشاهدة الإنسان لعيب نفسه وعيب عمله.”

قال ابن القيم معلقا: “لأن مشاهدة المنة توجب محبة الله الكاملة، ومشاهدة عيب النفس والعمل توجب الذل التام من العبد لله عز وجل”

فيقول: “فيرى العبد نفسه أنه مفلس، لا يرى نفسه إلا مفلسا” قال: “وأقرب  طريق للعبد إلى الله أن يدخل إلى الله من باب الإفلاس، لا يرى لنفسه لا حالا ولا مقاما، ولا وسيلة، ولا سببا يمتن بها، فطريق الدخول إلى الله أن يفتقر العبد، بحيث يأتي هذا الفقر إلى جميع جوارحه الظاهرة والباطنة، فيعرف كمال فاقته وفقره إلى الله، فيدخل إلى الله من باب الافتقار الصرف، ومن باب الإفلاس المحض”

قال: “لا طريق للعبد إلى الله إلا عن طريق العبودية” لكن أين؟ قال: “عن هذين الأصلين (أبوء لك بنعمتك عليّ) حب كامل لله، (وأبوء لك بذنبي) ذل تام من العبد لله عز وجل.

قال: “ومن تمسك بهذين الأصلين” ماهما؟ انتبه، أن تشاهد نعمة الله عليك، دائما تستشعر، وترى أن نعم الله تتصبب عليك بالليل وبالنهار، وترى إلى عيب نفسك وعملك، ماذا قدمت؟ وماذا فعلت؟ وبماذا أسأت؟ فهنا يقول: إذا رأيت نعم الله أوجب ذلك الحب الكامل لله، وإذا رأيت عيب نفسك وعيب عملك أوجب لك ذلك الذل التام”

قال: وإذا أخذ العبد بهذين الأصلين لم يستطع عدوه الذي هو الشيطان أن يأتيه إلا عن حين غرة، يمكن يأتي على حين غرة، قال: يأتيه على حين غرة، لكن الله يستدركه برحمته، ولا غنى للعبد عن التوبة، ولذلك قال في شفاء العليل قال: “وتأمل  دعاء سيد الاستغفار، فإن العبد لا يرى نفسه إلا مفلسا مذنبا ويرى ربه منعما محسنا متفضلا”

قال: “والله أمر الأمة كلها من أولها إلى آخرها بالتوبة، وعلق فلاحهم على التوبة {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، قال: بل عدد من إنعامه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى خواص صحابته رضي الله عنهم أنه تاب عليهم {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} ثم كرر التوبة عليهم {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} وقدمهم على توبة الذين خلفوا، وهم الثلاثة، قال: ومن أوصاف أهل الجنة في التوراة وفي الإنجيل أنهم يتوبون إلى الله {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ} لأنه قال قبلها في الآية التي قبلها 0 {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} نحن بحاجة إلى التوبة.

بل قال رحمه الله قال: “أطوع نساء الأمة عائشة  رضي الله عنها لما قالت: يا رسول الله أرأيت إن أدركت ليلة القدر، ماذا أقول؟ قال: (قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) كما عند الترمذي.

قال: والله من محبته، لا إله إلا الله، سبحان الله! قال: من محبته للتوبة والمغفرة والرحمة أنه خلق خلقه على هيئات، وعلى صفات، وعلى أحوال يحتاجون فيها إلى أن يعودوا إلى الله، وإلى أن يتوبوا إلى الله.

قال: ولذلك في الحديث الذي عند مسلم: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم)

قال: ولا أدل، سبحان الله! من شدة فرح الله بتوبة العبد كما جاء ذلك في الصحيحين: (أبوء لك بنعمتك علي, وأبوء بذنبي) أعترف بذنبي.

يقول ابن حجر كما في فتح الباري يقول: “إن الاعتراف بالذنب سبب للتوبة”

قال: ولذلك في حادثة الإفك في الصحيحين: (فإن العبد) هذا موضع الشاهد (فإن العبد إذا أذنب واعترف وتاب تاب الله عليه)

الاعتراف ـ انتبه ـ بينك وبين الله لأن الله يحب الستر، وليس معنى ذلك أن تظهره للناس.

(أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)

كما قال تعالى {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}، قال صلى الله عليه وسلم: (من قالها من النهار)  في رواية النسائي وغيره  قيدت بالصباح والمساء، (من قالها حين يصبح ومن قالها حين يمسي) قالها (من قالها من النهار موقنا) (موقنا)، اليقين ما هو؟هو العلم التام المستلزم للعمل، أن تستحضر، ليست كما قال ابن الجوزي في كتابه المشكل من حديث الصحيحين ليس لقلقة باللسان فقط ، لا، تستحضر، هذا هو اليقين، ولذلك قال الكرماني: اليقين يستلزم من ذلك أنه يكون حريصا على طاعة الله، وأن يكون حريصا على أن يجتنب  مساخط الله.

(موقنا، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة) في روايات  أخرى (فدخل الجنة) وفي رواية (وجبت له الجنة)

الشاهد من هذا: المؤمن يدخل الجنة، فلماذا قال هنا؟ قال العلماء قالوا: أن يدخلها مع أول من دخل، أو كما قال بعضهم: أن الله عز وجل يحسن له الختام، ومن أحسن الله خاتمته، فهو من أهل الجنة كما جاءت بذلك الأحاديث.

(ومن قالها من الليل وهو موقن) انتبه، قال (وهو موقن) في الجملة الأولى قال (موقنا) (موقنا) حال لكنها مفردة، (وهو موقن) جملة حالية حال لكنها جملة، قال ابن علام كما في دليل الفالحين قال: إنما غير بينهما مع أن كليهما يعربان حالا من باب التفنن في العبارة، قلت: ولعل هذا يكون دليلا لمن قال من أهل اللغة إن الجملة الحالية مع الحال المفرد ينوب بعضها عن بعض دون زيادة تغيير.

قال هنا: (وهو موقن بها فمات دخل الجنة) سبحان الله! هذا هو سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك) (خلقتني وأنا عبدك) هنا لفتة (وأنا عبدك)

هل تقول المرأة (وأنا أمتك) كما في حديث (اللهم إني عبدك) دعاء تفريج الهموم (اللهم إني عبدك ابن عبدك)

هل تقول المرأة اللهم إني أمتك بنت أمتك؟

سئل ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى عن امرأة، سأله سائل عن امرأة لما علمت بحديث (اللهم إني عبدك ابن عبدك) استمرت عليه، فقيل قولي (اللهم إني أمتك بنت أمتك) فرفضت، قالت مصرة على هذا اللفظ الذي ورد في الحديث، قيل له أهي مصيبة في ذلك أم لا؟ فقال: الأولى لها أن تقول: ” اللهم إني أمتك”

قال: “وإن كان في قولها اللهم إني عبدك له وجه في اللغة، كلفظ الزوج، الزوج يطلق على الزوجة، ويطلق على الزوج الذي هو الذكر.

ما هو هذا اللفظ؟

في موطن آخر في الفتاوى الكبرى قال: لأنه، وله وجه في اللغة بمعنى الشخص حينما تقول المرأة: “اللهم إني عبدك” تقصد بذلك أنها شخص ولاشك أن الأثنى شخص، وإذا كانت شخصا فإنه يطلق عليها لفظ العبد.

قلت: رأي شيخ الإسلام أخذ به بعض علمائنا رحمهم الله.

قلت: بعد بحثي واطلاعي لم أجد دليلا، لا من السنة، ولا أثرا فيه دعاء “اللهم إني أمتك” أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الصحابيات أن يقلن اللهم إني أمتك، أو أن بعض الصحابيات فعلن ذلك حسب بحثي واطلاعي لم أجد، ومن ثم فالذي تميل إليه النفس بالنسبة إلي أن يبقى الدعاء كما هو بالنسبة إلى المرأة لاسيما أن هناك وجها في اللغة يوجه به هذا اللفظ، ولو قالت اللهم إني أمتك فهذا هو قول العلماء الجهابذة رحمهم الله.

إذًا ما هذا؟ هذا دعاء سيد الاستغفار، حرصت على أن آتي به وبشرح متوسط؛ من أجل أن تعرف وأذكر نفسي أننا بحاجة مستمرة، ولاسيما في مثل هذا الزمن الذي كثرت فيه الشهوات والشبهات بحاجة مستمرة إلى أن نتوب إلى الله وأن نستغفره.

لما تسمع مثل هذه الخطب عن شروحات هؤلاء الأئمة عن النصوص الشرعية تستفيد أولا وتفيد غيرك، فد غيرك بالنشر، وخصوصا أن وسائل النشر في مثل هذا الزمن متاحة، انشر العلم الصحيح، ومن أهله المحققين الحريصين على اتباع الدليل، وعلى فهمه على ما فهمه سلف هذه الأمة، ولذلك يقول ابن الجوزي انتبه نحن بحاجة أنا وأنت ضعفاء نحن بحاجة إلى أن تبقى لنا الأجور بعد أن يتوفانا الله، يقول ابن الجوزي كلاما جميلا يقول كما في التذكرة في الوعظ يقول: من أحب ألا ينقطع أجره، وألا تتوقف حسناته، فعليه بنشر العلم بالتببين وبالتبيلغ، الدليل قال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث) ذكر منها (أو علم ينتفع به)

انتبه قال (علم) ما هو أي علم؛ لأن العلوم كثرت في هذا الزمن، وكل يقول ويقول “علم ينتفع به” ولا علم والله ينتفع به إلا ما دليل عليه، الدليل الشرعي على فهم سلف هذه الأمة.