خطبة خمس وعشرون فائدة مختصرة عن فضائل [ يوم النحر ( عيد الأضحى ) وأيام التشريق ]

خطبة خمس وعشرون فائدة مختصرة عن فضائل [ يوم النحر ( عيد الأضحى ) وأيام التشريق ]

مشاهدات: 527

 

خطبة

خمس وعشرون فائدة مختصرة

عن فضائل  يوم النحر ( عيد الأضحى )

وأيّام التشريق

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أتحدّث في هذا اليوم عن فضائل يوم النّحر وأيّام التشريق ، عن الفضائل وليس عن الأحكام 

 

  يوم النحر :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

 هو أفضل يوم في السنة ، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما عند أحمدَ وأبي داوود بإسناد صحيح : ( أفضل الأيّام عند الله يوم النحر ) فهو أفضل من يوم عرفة كما بيّن ذلك شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 

 

وهل يوم النحر أفضل من يوم الجمُعة أم العكس ؟

لاشكّ أنّ يوم الجمعة جاءت الأحاديث ببيان أنّ :

 (( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ))   

 

ولذا  : 

قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ، قال :

” يوم الجمعة هو أفضل يوم في الأسبوع ، أمّا أفضل يوم في السنة فهو يوم النحر “

 وبذلك تجتمع الأدلّة

 

ومِن ثَمّ :

 فإنّه في مثل هذا اليوم اجتمع عيدان في يوم واحد ، أحدهما أفضل أيّام السنة وفي نفس الحال هو أفضل يوم في الأسبوع

 

ولذلك :

 إذا اجتمع هذان العيدان فإنّ للمسلم أن يقتصر على صلاة العيد ولا يلزمُه الحضور لصلاة الجمعة ، وإن حضر فهو أفضل

 

لكن لا تسقط عنه صلاة الظهر على الصحيح .

 لمَ ؟

لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال كما في الصحيحين :

(( وأَعلِمهم بأنّ الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة ))

 ومِن بينها : الظهر ، الظهر لا تسقط

 

 ولذلك :

 قال صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في سنن أبي داوود ، قال :

 (( اجتمعَ عيدان في يومكم هذا ، فمَن شاء أَجزَأَهُ مِن الجمُعة ، وإنّا مجمِّعون ))

 زاد ابن ماجه :

إن شاء الله (( وإنّا مجمِّعون إن شاء الله )) 

 

ومن ثَمّ  :

فإنّ السنّة في حقّ الإمام الذي يصلّي بالناس العيد ويصلّي بالناس الجمعة  السنّة في حقّه : 

إذا قرأ بـ [ سبّح ] و [ الغاشية ] في يوم العيد أن يقرأ بهما في يوم الجمعة في نفس اليوم ، لِما ثبت عند أحمد وأبي داوود عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال :

 (( كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبّح وبالغاشية ، فإذا اجتمع عيدان قرأ بهما صلّى الله عليه وآله وسلّم )) 

 

يوم النحر  :

هو يوم الحجّ الأكبر كما بيّن صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك في صحيح البخاريّ

 

وهو أفضل أيّام السنة كما سبق لأنّ فيه عبادات يفعلها المسلمون الحجّاج وغير الحجّاج 

 

ولذلك يَقِلّ – وهذا خطأ محض – يَقِلُّ في نفْسِ بعض المسلمين يقلّ هذا العيد في نفوسهم ، فيجعلونه في المرتبة أَقَلّ من عيد الفطر ، وهذا خطأ

قال ابن رجب رحمه الله :

وعيد الأضحى هو أفضل العيدين ، وهو العيد الأكبر ” 

قال رحمه الله كما في لطائف المعارف :

  قال :  ” وصلاة يوم العيد يوم النحر مع الذبح أفضل من صلاة العيد مع زكاة الفطر في عيد الفطر ” 

 

مع أنّها ولله الحمد هي أعياد للمسلمين ، ونحن نتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بما شرعه الله في هذه الأعياد ، فالأعياد – عيد الفطر وعيد الأضحى – عبادة ،  نتقرّب فيهما بما شرع الله عزّ وجلّ 

 

ولذلك :

 بعض الناس يقِلّ في نفسه هذا العيد ، بل ربما يأتي بعضهم – وهذا خطأ محض- يأتي بعضهم في صلاة العيد في المصلّى بثياب رثّة وَسِخة ، أو ربّما يأتي بقميص البيت

لا ، هذا خطأ ، عليك أن تتنظّف وأن تتطيّب وأن تفعل كما تفعل في عيد الفطر ، إلّا إن كنت ستضحّي فتمتنع عن الشعور والأظافر كما جاءت بذلك السنّة حتّى تذبح أضحيتك 

 

أمّا أن يأتي الإنسان :

 باعتبار أنّه عيد أضحى وأنّه سيَذبح ، هذا خطأ

يأتي متجمّلًا ،

ولذلك  :

بعض الناس وخصوصًا عند بعض الشباب لمّا يقال له : غدًا يوم عيد الأضحى ، قال – بنبرة – يقول : ” هذا عيد لحم إنّما هو عيد لحم “

وهذا خطأ

 

ولذلك :

 لم أَرَ حسْبَ البحث أنّ هناك حديثًا ينصّ على أنّ هذا اليوم – عيد الأضحى – على أنّه عيد لحم

 

ورد عند البخاريّ  :

من حديث أبي بُردة رضي الله عنه قال : (( يا رسول الله نَسَكْتُ شاتي قبل أن أصلّي – يعني ذبحتها – لأنّ هذا اليوم يوم أكل وشرب ))

 

 قال : يوم أكل وشرب ، ولم يقل يوم لحم

ولذلك  :

في صحيح مسلم قال : يا رسول الله إنّ هذا اليومَ يومٌ اللحمُ فيه مَقروم  – لمْ يقل عن اليوم أنّه يوم لحم . لا 

 

قال : هذا يومٌ اللحمُ فيه مقروم

 مقروم : مِن قرِمتُ اللحم يعني أكلته

ولذلك : يقال قَرَمَ فلان الطعام يعني : أَكَلَه أكلًا

 ويقال : قرَم الطفل الطعام يعني : أنّه أكَل أكلًا ضعيفًا، أكل أكلًا ضعيفًا بعد الفِطام

 

ولذلك :

 بعض الألفاظ عندنا – يقول لفلان : اقْرِمْ ، أو قرَمَ هذا الشيء أو قرَم هذا الطعام – فهي ثابتة من حيث اللغة العربيّة

 

وفي رواية مسلم قال : (( هذا يوم اللحم فيه مكروه ))

 

الرواية الأولى :

 قال : ( اللحم فيه مقروم ) ، يعني اللحم فيه يُشتهى لأنّه في أوّل يوم يُشتهى فيه ، في أوّل الأمر لمّا يؤكل يُشتهى فيه

 

لكن لمّا يُكثَر من الأكل فيه تِباعًا و تِباعًا ويُنظَر إلى اللحم بكثرة ، جاءَت رواية : (( اللحم فيه مكروه ))  

يعني :

 تَعافُه النفس إذا شبِعَت منه وإذا أدمنت الأكل منه والنظر إليه  

 

فهذا يومٌ عظيم ، يوم النحر

 

وهنا أمر يجب أن يُتنبّه إليه :

 سواءٌ كان في عيد الفطر أو عيد الأضحى في المصلّى : بعض الناس أشغل نفسه وأشغل المصلِّين

 

في المُصلّى قبل الصلاة موطن على المسلم أن يفعل كما فعل الصحابة رضي الله عنهم يأتون و يكبّرون الله ، ويذكرون الله

والناس  ــــــ وزادت نسبة ذلك ــــــ بجوّالاتهم يصوّرون ، يصوّرون فيُشغِل نفسه ويُشغل الناس 

 

   هذه ليست – مع أنّ التصوير محرّم ، إلّا مواطن معيّنة يجوز فيها ، بيّنْتُ ذلك في غير هذا الموطن لمن أراد أن يستمع إليه – مع ذلك كلّه يُشغِل الناس

 

هل هذه العبادات مجرّد ذكرى ، أو إظهار للناس أنَّني في المصلّى ؟!  

 

فهذا خطأ محض ، وهؤلاء جَنَوا على أنفسهم بتفريطهم في مثل هذه الشعيرة وجَنَوا على غيرهم

 

 غيرُهم يريد أن يذكر الله أن يكبّر الله ، وهذا من الأمام وهذا من الخلف وهذا عن اليمين و هذا عن اليسار ، وبأعداد كبيرة . حتى لو كانت أعدادًا قليلة . فيجب أن يُتنبَّه لمثل هذا الأمر

 

  إِذًا هذا اليوم يوم النحر ، يوم عظيم 

 

 أيّام التشريق لها فضل :

النبيّ صلّى الله عليه وآله و سلّم كما في صحيح مسلم قال : (( أيّام مِنى أيّام أكل وشُرب وذِكر لله عزّ وجلّ )) 

 

وجاءت رواية عند النسائيّ في الكبرى لكن بها ضعف ( أيّام صلاة ) وجاء عند أبي يَعلَى والطبرانيّ ( أيّام بِعال ونكاح ) يعني جماع ومداعبة للزوجة ، لكنّ هذه الزيادة ضعيفة

 لكن ليس معنى ذلك أنّ الإنسان لا يتلذّذ بما أباح الله عزّ وجلّ له من نسائه ، بمداعبة أو بجماع

 

 لكنّ الثابت :

 (( أيّام مِنى – كما عند مسلم – أيّام أكل وشرب وذكر لله ))

 

  وأفضل أيّام التشريق  : هو يوم الحادي عشر 

 

وأيّام التشريق ثلاثة ( اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ) أفضلها :

اليوم الحادي عشر لقول النبي صلّى الله عليه و آله وسلّم كما ثبت عند أحمدَ وأبي داوود (( أفضل الأيّام عند الله ، يوم النحر ثمّ يوم القرّ )) 

 

سُمِّي بيوم القرّ :

 لأنّ الناس – يعني الحجَّاج – يستقرّون بمِنى ، وهو أفضل أيّام التشريق

ويسمَّى بيوم الرؤوس ؛ لأنّ الحجَّاج لمّا أفْنَوا لحوم الهدي ، بدؤوا يشتغلون بأكل لحم الرأس ، ولذلك يسمّى بيوم الرؤوس

 

   وهذه الأيّام أيّام عيد ، أيّام التشريق أيّام عيد ، كما أنّ يوم عرفة يوم عيد ، كما أنّ يوم النحر يوم عيد

 

  قال صلّى الله عليه وآله و سلّم كما ثبت في السُّنن :

( يوم عرفة ويوم النحر وأيّام التشريق عيدُنا أهلَ الإسلام )

 يعني يا أهل الإسلام

 

 ومعنى كَون أيّام التشريق ، ومعنى كَون يوم عرفة بأنّها أيّام عيد ، المقصود من ذلك :

 أنّنا نتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بما شرع فيها ، دون أن نُحْدِث عبادات من تِلقاء أنفسِنا 

 

هذه بعض الفضائل المتعلِّقة بيوم النحر وبأيّام التشريق