خطبة سبعة أمور تفعل باسم ( الدعوة إلى الله ) وليست من شرع الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأسألكم هذه الأسئلة، وهذه الأسئلة قد كشفها الله عن طريق وسائل التواصل، ما كان لأحد أن يكشفها؛ لأنها مكشوفة، والمكشوف والمشهور لا يحتاج إلى بيان وإيضاح وإيشهار، هل إظهار العاصي على الملأ في اللقاءات، وفي وسائل التواصل، وأن يظهر ما كان منه من عيوب وذنوب فيما مضى باسم الدعوة إلى الله أو باسم تحبيب الناس إلى دين الله هل هذا من شرع الله؟ كيف وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يفعل الرجل الذنب، فيصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا يصبح يهتك ستر الله عليه)
بل ضبطت (كل أمتي معافاة) يعني لجميع الأمة وضبطت ( وإن من المجانة )، وضبطت (وإن من الإهجار) وضبطت (وإن من الإجهار) وضبطت (وإن من الهجار) وضبطت (وإن من الجهار) يعني كما قال ابن حجر في الفتح: جمع مع فضيحته لنفسه أنه لا يبالي بهذه المجاناة لا يبالي بما يقال عنه، وبما يقال فيه، وإن معنى الإهجار هو الفحش بالقول وبالفعل وما لا ينبغي، كيف وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت عنه من حديث يعلى بن أمية (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر)؟!
هل إشغال الناس بالقصص الحياتية والأحداث التي تمر بالإنسان باسم الدعوة إلى الله هل هذا من شرع الله؟
كيف وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما صح عنه من حديث خباب عند الطبراني قال: (إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا) قال الألباني في السلسلة الصحيحة قال: ” وهذا ديدن كثير من الوعاظ والدعاة والزهاد في هذه الأيام نسأل الله السلامة والعافية” انتهى كلامه رحمه الله.
كيف وقد صح عن ابن عمر كما عند ابن ماجه وابن حبان وابن أبي شيبة أنه قال: “لم يكن القصص في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا في عهد أبي بكر، ولا في عهد عمر، ولا في عهد عثمان، إنما كثرت القصص حين الفتنة، ومن الفتنة أن يقل العلم الشرعي، أو أن يغيب العلم الشرعي من هؤلاء حتى يشتهر هؤلاء.
كيف والسلف رحمهم الله حذروا من القصاصين؟! كيف والسلف ألفوا كتبا كثيرة في تحذير الناس من هؤلاء القصاصين، ولا يشتبه عليك الأمر، ما جاء من قصص في القرآن، وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فهذه حق، وإنما الحديث عما يراه الإنسان في ترحاله وفي تجواله، فإن هذا ليس من شرع الله، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
هل الرقص وهز الأكتاف والتصفيق باسم الدعوة إلى الله، وباسم تحبيب الناس وكذا ما يقال أناشيد إسلامية هل هذه من شرع الله؟
كيف وقد قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: وقد علم من دين الله بالضرورة أن الشرع لم يشرع للصالحين، ولا للزهاد ولا للعباد أن يجتمعوا على هذه الأبيات الملحنة، أو أن يضربوا عليها الكف، أو الدف؟! كيف وقد قال رحمه الله قال: لم يكن هذا من عادة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام رضي الله عنهم؟! كيف وقد قال: إن من علم أحوال القلوب عرف أن مثل هذه الأبيات، وهذا الرقص، وهذا الهز، وهذا الضرب بالأيدي علم أنه لن يجلب للقلوب منفعة، ولا مصلحة، بل فيه المضرة والمفسدة، وهي أن تتولع القلوب به، فيكون لذلك أثر على قلب الإنسان أشد من تأثير الخمرة على بدن الإنسان؟!
كيف وقد نقل الألباني في تحريم آلات الطرب عن الطرطوسي أنه رحمه الله قال عن هذا الرقص وعن هز الأكتاف قال: لم يكن هذا من عادة النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما إذا اجتمعوا كأن على رؤوسهم الطير.
وقال: على السلطان ونوابه أن يمنعوا هؤلاء من المساجد ومن الأماكن الأخرى، قال: ولا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر لهؤلاء، أو أن يؤديهم على باطل.
كيف وقد ذكر الألباني في كتابه تحريم آلات الطرب عن ابن للصلاح أنه لما قيل له أنهم يقولون عن هذا الرقص إنه عبادة نتقرب بها إلى الله، فقال: كذبوا على الله وعلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا مخالف لإجماع الأمة؟!
كيف وقد قال الألباني: من الدين النصيحة، قال: وهذا أوان بيان تحريم الأغاني الصوفية التي يسميها الناس في هذا الزمن بالأناشيد الإسلامية، أو بالأناشيد الدينية، انتهى كلامه رحمه الله.
هل إلقاء الكلمات النابية، بل البذيئة التي لا يستسيغها عقل في الملتقيات وفي المنتديات وفي وسائل التواصل بحجة تحبيب الناس إلى دين الله، هل هذا من شرع الله؟!
كيف وقد قال الله عز وجل {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} كيف وقد ثبت في مسند الإمام أحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه كما قال حسان بن عطية قال: ” كان في سفر فقال لغلامه ائت لنا بسفرة نعبث بها” كلمة “نعبث بها” نطق بها من غير قصد، ندت من لسانه قال: ” أعطنا سفرة نعبث بها”، ثم قال: ” والله منذ أسلمت ـ رضي الله عنه ـ ما من كلمة تخرج مني إلا وأنا أخطمها، لكن هذه خرجت فقال لا تحفظوها عني، وإنما احفظوا عني ما أقوله عن رسول الله عليه الصلاة والسلام”، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
هل الجواب فيما يسمى ببعض البرامج الدينية هل تلك الأجوبة بصورة التنكيت التي بها ما يخالف العقيدة، أو بصورة التهكم على السائل، أو على السائلة باسم الدعوة إلى الله، أو تحبيب الناس إلى العلم، هل هذا من شرع الله؟!
كيف وقد قال الله عز وجل عن الشرع {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)} {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}
كيف يكون هذا من شرع الله، وقد قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى قال أثر عن السلف الأدب في الفتيا حتى إن بعضهم يقول رحمه الله كان إذا استراب في الحكم وبه أمر، قال يؤمر به، ولا يقول هذا فرض، وإذا استراب في النهي، وقد ورد حديث في النهي واستراب وتردد فيه ما كان يقول هذا حرام، وإنما قال ينهى عنه.
هل إظهار ما لدى الإنسان من زخارف الدنيا ومتعها باسم الدعوة إلى الله من إظهار بيوت فاخرة، أو سفرات يسافر إليها، ويعمل فيها التصوير مع ما يكون فيها من المخالفات، وقلة المروءات هل هذا من شرع الله عز وجل؟!
كيف وقد نهي الإنسان أن يعلق قلبه بالدنيا، فكيف إذا علق قلبه بالدنيا شخص ينتسب إلى الدعوة إلى الله عز وجل {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه} قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى قال: “من نظر إلى الدنيا نظرة استحسان نظر إلى أشجار الدنيا وإلى الأزهار، كما قال رحمه الله وإلى متع الدينا، قال من نظر إليها نظر استحسان فهذا مذموم، كما قال تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه}، قال: فإن لم يكن هناك استحسان للدنيا، وإنما تلذذ برؤية تلك الأزهار، وتلك الأشجار فقط، قال: فهذا من الباطل الذي يستعان به على الحق، يعني من يذهب من أجل لأن هناك فرقا بين السفر للنزهة هذا لا حرج فيه، ولا إثم، وبين السفر الذي نقصده نحن أو ما يخرجه الإنسان مما يملك من متع الدنيا ففرق بين هذا، وبين هذا، قال: فهذا من الباطل الذي يستعان به على الحق، بمعنى أنه يذهب من أجل أن ينفس عن نفسه، فإن وفق فإنه يرجع بعد ذلك إلى طاعة الله أكثر وأعظم.
هل الإنكار على الولاة والحكام في المجالس، وفي وسائل التواصل، وفي القنوات باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هل هذا من شرع الله؟! كيف، وقد جاء في الصحيحين أن أسامة لما قيل له كلم أمير المؤمنين، قال: لقد كلمته، ولا ترون أني لا أكلمه حتى أسمعكم، إني أكلمه في السر إني أكلمه في السر”
تنبه لهذه الكلمة “إني أكلمه في السر، دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه” يعني لا يحب أن يفتح بابل للإنكار على الولاة علانية. الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه.
كيف وقد ثبت في المسند عن سعيد بن جمهان أنه قال: “أتيت إلى الصحابي عبد الله بن أوفى رضي الله عنه، وهو محجوب البصر، قد كف بصره، فقال من أنت؟ قلت سعيد بن جمهان، قال ما فعل والدك؟ قال قتلته الأزارقة، ـ وهي طائفة من الخوارج ـ فقال عبد الله بن أوفى لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، قال سعيد بن جمهان أو الخوارج كلهم؟ قال لعن الله الخوارج كلهم، قال سعيد بن جمهان فقلت: لكن السلطان يظلم الناس ويفعل، قال سعيد بن جمهان، فأخذ عبد الله بن أبي أوفى يدي وغمزها غمزة شديدة، وقال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم عليك بالوساد الأعظم” ـ يعني عليك بالجماعة ـ فإن كنت تعلم أن الإمام يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم، وإن لم يسمع لك فدعه فإنه أعلم منك”
هذه أسئلة سبعة أكتفي بها عن أسئلة أخرى، أو ربما أسئلة تستجد مستقبلا، فهي قاعدة لك حتى تعلم أن ما ذكرته وما يستجد في المستقبل مما يمكن أن يستجد أنه ليس من شرع الله، وأن بعض هؤلاء ألصق بدين الله ما ليس بدين الله.
قلت: هذا من باب النصيحة، كما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: (الدين النصيحة) وليس هناك شيء مستور حتى أظهره، فالكل يعرف ويتلقى ليل نهار صباح مساء ما يحدث من بعض هؤلاء فإياكم وإياكم والبدع والضلالات والخرافات، الإمام مالك قال: ” السنة بمثابة سفينة نوح من ركبها نجا، ومن لم يركبها فقد هلك”.