خطبة (عشرة أسباب تقنعك بتحريم الدخان وتبين لك أضراره)

خطبة (عشرة أسباب تقنعك بتحريم الدخان وتبين لك أضراره)

مشاهدات: 1933

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة :

(عشرة أسباب تقنعك بتحريم الدخان وتبين لك أضراره)

لفضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

_______________________________

إن الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (102) آل عمران. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (1) النساء. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ (70) ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (71) الأحزاب.

أما بعد:

  • فيا عباد الله، (التِّبْغُ) بجميع أنواعهِ: من مشروبٍ، أو مأكولٍ، أو مشمومٍ أو ممضوغٍ قد حذًّر منه الأطباء، وأشهر أنواعه في هذا العصر هو ما يسمى (بالدخان)، فالتبغ بجميع أنواعه وأشكاله ذكرَ له الأطباء أضرارًا ومفاسد كثيرة، منها ما يتعلق بالسرطان -سرطان الرئة-، ومنها ما يتعلق بنوبات القلب، ومنها ما يتعلق بالأسنان، وما ذكروه مما يتعلق بهذه المضار هذا يجعل هذا الشيء المسمى (بالتبغ) يجعله محرماً في الشريعة.
  • ولذلك إضافةً إلى أنه محرمٌ من حيث الأضرار فإنه ليس من الطيبات، وقد قال الله عز وجل في وصف النبي ﷺ: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (157) الأعراف.
  • فبما أن له هذه الأضرار فإن الصحةَ والعافيةَ ليست ملكًا لك عبد الله حتى توردها موارد المهالك! ولذلك قال عز وجل: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (195) البقرة.

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (29) ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ (30) النساء.

  • ثم إن هذه الصحة نعمة والنعم يُحافظ عليها ويحرصُ عليها لا أن تُفسد وتُهلك، ولذلك قال ﷺ -كما في صحيح البخاري-: “نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ”، بل إن الصحة من النعيم الذي تُسأل عنه يوم القيامة، قد ثبت في سنن الترمذي أن النبي ﷺ قال: “إن أول ما يُسأل عنه -يعني العبد- من النعيم يوم القيامة أن يُقال له: ألم نصح لك جسمك ونُروِيَك من الماء البارد؟”

فدل هذا على أن الصحة نعمة ومن النعيم الذي يُسأل عنه العبد يوم القيامة فكيف يضعها الإنسان في مثل هذه المهالك!

  • ولذلك من تسبب هذا التبغ في وفاته فيُخشى عليه أن يُصدق عليه حديث النبي ﷺ، قال ﷺ -كما في الصحيحين-: “ومن تحسى سَمًّا -يعني السُّم، (السُّم) يُنطق بالفتح وبالضم وبالكسر: (السَّم، السُّم، السِّم) لكن الأفصح من حيثُ اللغة أن تُفتح (السَّم)- “من تحسى سَمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها”.

وقال ﷺ – كما في لفظ مسلم-: “ومن شرِب سمًّا فقتل به نفسه فسَمَّه يتحسَّاه في نار جهنم”

  • وأي انسان يكون مُتسببًا في قتل نفسه بأي نوعٍ من الأنواع فإن ذلك النوع الذي قتل به نفسه يُعذَّب به يوم القيامة، قال ﷺ -كما في الصحيحين-: “ومن قتل نفسه بشيءٍ في الدنيا عُذِّب به يوم القيامة”، وفي رواية لمسلم: “ومن ذبح نفسه بشيءٍ ذُبح به يوم القيامة”، فدل هذا على ماذا؟ على عظيم الصحة التي يَنشُدُها ويطلبها كل عاقل، فكيف بإنسان يُورِدُ نفسه إلى هذه المهالك بتعاطيه هذا التبغ!
  • ثم إنه مما يزيد هذا التحريم دلالةً واضحة أن به مضرةً على الآخرين الذين يستنشقون هذا البخار السَّام السَّلبي فإن النبي ﷺ قال -كما عند أبي داوود-: ” من أضر أضرَّ الله به”، من أضر مسلماً بأي نوعٍ من أنواع الضرر فإنه يقع في عقوبة الله عز وجل التي هي: “من أضر أضرَّ الله به”، والنبي ﷺ -كما ثبت عند ابن ماجه- قال: “لا ضرر ولا ضرار يعني لا تُوقع الضرر ابتداءً ولا يُوقع أحدكما بأخيه الضرر بحيث هذا يضرُّ به وهذا يضرُّ به، فقال ﷺ “لا ضرر ولا ضرار”,

ولا شك أن هذا من أنواع الضرر ولا سيما ما يكون على أفراد أسرته الذين يتعايشون معه.

  • ثم مما يزيد التحذير تحذيرًا أن به إتلافا للمال، (المال) الذي هو نعمةً من الله عز وجل، هذا فيه إتلاف له بشراء هذا التبغ.

ولذلك النبي ﷺ قال -كما في الصحيحين-: “إن الله كره لكم قيل وقال -الكراهية هُنا هي التحريم ولذلك في رواية: (ويسخط) قال: ” إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال”، وهذا من إضاعة المال، فلو أن الإنسان ضيَّع ماله بأمورٍ مباحة فإنه مذموم فكيف إذا أضاع ماله بأشياء محرمة!

فدل هذا على أن الإسلام دينٌ أتى بالمحافظة على الصحة، وعلى الدين، وعلى المال، وعلى العقل، وعلى كل شيءٍ من ضروريات حياة الإنسان.

فنسأل الله عز وجل ان يُعافي من ابتلي بهذا التبغ ونسأله عز وجل أن يعصمنا وذرياتنا من هذا التبغ ومن كل مكروه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا عباد الله اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة.

هذا وصلوا رحمكم الله على أعظم نبي وأشرف هادٍ كما أمركم الله بذلك إذ يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (56) الأحزاب.

اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة رضي الله عنهم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً

اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك.

اللهم من أراد بهذه البلاد شراً وفتنة اللهم فأشغله في نفسه ورُد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز.

﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (8) آل عمران.

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (201) البقرة.

عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (90) النحل.

فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.