خطبة عشرة تنبيهات مهمة عن ( الاعتكاف وليلة القدر )

خطبة عشرة تنبيهات مهمة عن ( الاعتكاف وليلة القدر )

مشاهدات: 457

خطبة عشرة تنبيهات مهمة عن ( الاعتكاف وليلة القدر )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه بعض التنبيهات وبعض الفوائد المختصرة أذكرها في هذا اليوم..

ـ البعض من الناس يظن أن الاعتكاف إذا أراد أن يعتكف أن يعكتف العشر كلها، وإلا فلا يحسب له اعتكاف، وهذا خطأ، ولذا على المسلم ألا يحرم نفسه ولو بما قل، لو كانت ليلة لو كان يوما، من غروب الشمس من أذان المغرب، إلى أذان الفجر، أو من أذان الفجر إلى غروب الشمس، فإن زاد فهو خير له، لكن لا تحرم نفسه هذه العبادة ولو قلت، إن كان يوما بليلة، أو كان يومين، أو ثلاثة أو أربعة.

ـ أيضا البعض من الناس يظن أنه إذا أراد أن يعتكف ولو يوما وليلة، أو ما شابه ذلك يظن أنه لابد من أول العشر، وهذا ليس بصحيح، بمعنى أنك لو مثلا في اليوم الخامس والعشرين، في اليوم الثامن والعشرين أردت أن تعتكف فاحرص لو فاتك شيء من الاعتكاف بسبب عمل، أو نحو ذلك، أو لم يكن فأردت فاحرص على ذلك، والذي يظهر أن أقل الاعتكاف إما أن يكون يوما، أو ليلة، وليس معنى ذلك أن كل من دخل المسجد ينوي  الاعتكاف، قال شيخ الإسلام: لم يكن من هدي صحابة النبي  عليه الصلاة والسلام، ومما يدل على أنه لا بأس باعتكاف اليوم أو الليلة أن عمر رضي الله عنه كما في الصحيحين نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال عليه الصلاة والسلام: (أوف بنذرك)، فدل على أنها يعني الليلة يحصل المقصود بها من حيث الاعتكاف.

 أمر آخر:

بعض من الناس قد ينوي أن يعتكف العشر، أو أن يعتكف بعض الأيام، فيقول أخشى إن اعتكفت أني لا أكمل، فكيف أخرج من الاعتكاف؟ لو أن الإنسان نوى أن يعتكف العشر كلها، أو بعض الأيام، ثم قطع اعتكافه، فلا حرج، سنة لا يجب إلا إذا نذرت، فهي من السنة، فقد يعرض لك عارض، أو قد لا يعرض لك عارض، لكن ينبغي للمسلم إذا دخل في عبادة أن يحرص على إتمامها عبادة تطوع أن يحرص على إكمالها، لكن لو قطعها فلا إثم، ولا جناح عليه.

أمر آخر:

بعض من الناس يظن أنه إذا نوى أن يعتكف يومين، أو خمسة أيام، أو عشرة أيام، وقطع اعتكافه يظن أن ما مضى من أيام ذهب أجرها، لا، ما مضى مستقل، له عبادته، حتى لو قطعت عن تعمد الاعتكاف، لو قطعته تلك الأيام التي مضت عليك لك أجرها.

وهنا أمر آخر  النبي عليه الصلاة والسلام حرص على الاعتكاف، ولاسيما في هذه العشر الأواخر من أجل أن يدرك ليلة القدر، ليلة القدر بينا ووضحنا في خطب سالفة في السنوات الماضية ما يتعلق بها، لكن هنا أمر، وهو أن الناس يرسلون رسائل، هذه ليلة القدر بناء على رؤيا منامية، أو هذه ليلة القدر بناء على ما ذكر في الكتاب الفلاني، أو في الكتاب الفلاني، وهذا حصل فيما مضى قالوا، وذكروا ما ذكره ابن رجب في لطائف المعارف عن الوزير بن هبيرة أنه قال إذا كانت ليلة وترية، وكانت ليلة الجمعة فهي أرجا أن تكون ليلة القدر، هكذا فقط، هذا اجتهاد منه، وليس بحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قال هي أرجا، ولذلك بعضهم، وأنا أقول في مثل هذا المقام لا تبرأ ذمة إنسان ينقل من كتب هؤلاء العلماء، ويقول هذا سنة، أو هذا واجب، أو هذا أمر يندب إليه، لابد أن تحقق، وأن تقرا ما قبله وما بعده، ثم تنظر إلى منهجية المؤلف يعني كمثال: ابن رجب في لطائف المعارف يسرد آثارا منها الصحيح، ومنها الضعيف، أحيانا يبين، وأحيانا لا يبين، ولذك تنتشر، وخصوصا في رمضان ينتشر النشر عن ابن رجب في لطائف المعارف، ثم تحت الكتابة ابن رجب في لطائف العارف، هل عرفت ما قاله ابن رجب في المقدمة وفي المؤخرة؟ ربما أنه يذكر هذا الشيء، وهو لا يعقب عليه، هو أراد أن يجمع، فأحيانا ما يتحدث عن هذا هل هو صحيح أم أنه غير صحيح؟ ولربما أن بعض العلماء، وهذه قاعدة أيضا بعض الناس يقول كيف لهؤلاء العلماء أن يكتبوا هذه الكتابات دون أن يبينوا، بعضهم قد يكتبها على أنها مسودة يعني لم يراجعها.

ولذلك في سير أعلام النبلاء للذهبي، الذهبي حافظ من الحفاظ، ومع ذلك كانت موافقاته للحاكم في مستدرك الحاكم كانت بها أوهام كما ذكر ذلك المحققون، لم؟ مع أنه حافظ؛ لأنه لم يراجعها، ولذلك عثرت سبحان الله! وأنا أقرأ فيها عثرت على كلامه قال: ولنا تعليق على مستدرك الحاكم سنعود إليه، أو بنحو من هذه العبارة سنعود إليه للنظر فيه.

قد يكتب ثم لا يراجع ثم ينشر، ولذك لا تبرأ ذمة أحد، ولذلك أحيانا بعض  النقولات قد تكون نقولات تخالف النص الشرعي، ولذلك سبحان الله! حتى تعلموا أنه ليس كل رسالة؛ لأن هؤلاء سبحان الله! هؤلاء العلماء سبحان الله! ما من أحد يكون حديثه ومنطقه وما يذكره من فتاوى ومن أحكام ما يذكر ذلك إلا عن طريق أدلة شرعية  صحيحة على فهم سلف هذه الأمة، يقبل عند الناس يقبل عند الناس؛ لأنه نصر دين الله بذكر الأدلة الشرعية، فنصر الله هذا الرجل، ورفع ذكره.

هؤلاء يقبلون بمجرد ما يذكر هذا الاسم يقبل يعرفون أنه من أهل التحقيق فتنبه، ولذلك ما ذكروه من أن ليلة الجمعة إذا كانت ليلة وترية أنها يرجى أن تكون ليلة القدر عن ابن هبيرة، ما ذكروه الذي ذكره ابن رجب تحت ذلك، قال ابن رجب: فلا يحق لأحد أن يثبت بما ذكر من علامات أنها تلك الليلة المعينة، وإنما قال يرجى كذلك، ونقل عن شيخ الإسلام هذا الكلام، نقل عن شيخ الإسلام، وبينت ذلك في موطن آخر.

شيخ الإسلام وأنا رجعت إلى كلامه فيما يتعلق بليلة القدر في كتبه حسب علمي وبحثي لم أجد شيئا، بل إنه كان يقرر من أن ليلة الجمعة لا تخص بقيام، أو بفضيلة قيام، أو بفضيلة صلاة، واستدل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم (لا تختصوا) بهذا النطق (لا تختصوا) هو في صحيح مسلم، وفي كل أصول نسخ مسلم (لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام  من بين سائر الليالي) وورد (لا تخصوا ليلة الجمعة) كما عند النسائي في الكبرى

الشاهد من هذا: أنه كان يبين هذا، فكيف ينسب لشيخ الإسلام هذا الكلام؟! مع أنه ما عثر على كلامه، فليتنبه إلى مثل هذه الأمور حتى إن بعضهم  سبحان الله! أي شيء تقع عينه عليه يكتبه، ويريد أن ينفع الناس، انفع الناس بالعلم الشرعي، يعني مثل حديث: هو أصلا ليس بحديث، وهو ليلة الجمعة إذا كانت ليلة سبع عشرة فهي ليلة القدر، ليلة سبع عشرة يعني ليست ليلة سبع وعشرين، ومع ذلك هو أثر وقال عنه ابن رجب روي بصيغة التضعيف والتمريض، روي عن عبد الرحمن بن هشام، يعني ليس بحديث.

وذكروا أحاديث وبينت ذلك من أن ليلة القدر، إنما هي في العشر الأواخر، وما ذكروه من أنها ليلة سبع عشرة باعتبار أنها ليلة غزوة بدر، وما ذكروا من أحاديث عن ابن مسعود بينت ذلك وبينت أنها أحاديث منكرة عن النبي عليه الصلاة والسلام، يروون أحاديث، لا تنقل من أي كتاب إلا بعد أن تستوثق، ولا تنشر إذا وصلك شيء لا تنشر.

 من بين الأحاديث: (إذا كانت ليلة سبع وعشرين) باعتبار أن الناس وهي أرجا ليلة تكون ليلة القدر (إذا كانت ليلة سبع وعشرين فأخروا الإفطار) هذا حديث لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، ومخالف للنصوص الشرعية التي أمرت الصائم أن يعجل بالفطر إذا تحقق من الغروب، فليتنبه إلى مثل هذا الأمر.

سبحان الله! الناس يتعبون أنفسهم، هذه ليلة القدر هذه أرجاها، يا أخي كم ليلة؟ عشر ليال أو تسع ليال احرص عليها، وبإذن الله تدرك ليلة القدر، ولذلك ابن المنير كما في فتح الباري قال وإنما أخفيت ليلة القدر؛ لأن ذلك أدعى إلى أن يكثر الناس من الصلاة، فيقول: فواعجبا فواعجبا لمن يجهد نفسه  في البحث عنها مع أن الشرع أخفاهان ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكر البخاري في صحيحه أنه أراد أن يخبر عن ليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، يعني تشاجرا، فقال: (أردت أن أخرج لأخبركم بها فرفعت) من أجل الشحناء والمشاجرة التي بينهما، (رفعت) يعني رفعت علاماتها.

ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال: (وعسى أن يكون ذلك خيرا لكم) كيف؟ قال ابن حجر: لأنه لو بين تلك السنة علامتها اقتصروا على تلك الليلة، أو لربما أن يتركوا ما سواها من الليالي مع أن الصحابة بالنظر إلى حالهم كانوا يحرصون في سائر أيام السنة وليالي السنة على العبادة فما ظنكم بهذه الأيام الفاضلة؟!

فاحرصوا وليجتهد العبد في هذه العشر، ولذلك صرفوا الناس عن التقرب إلى الله في هذه العشر بناء على هذه الأقوال، أو هذه الآثار التي لا سند لها  صحيح.