بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عشرون فائدة من حديث (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري حفظه الله
12/10/1443 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فيا عباد الله أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ»
هذا الحديث نأتي عليه على وجه الاختصار حسب المستطاع. «اقْرَؤُوا القُرْآنَ»: أمْرٌ بقراءة القرآن، وهذا الأمر المقصود منه الاستمرار، لأنه قال: «فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ» وأصحابه يدل على الصحبة والملازمة، ثم إن قوله: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ» لا يكون القرآن شفيعا له يوم القيامة إلا بعمل، فإنه إن لم يكن هناك عمل، فإنه لا يكون شفيعًا له، بل يكون حجة عليه.
وقد بيَّنَتْ ذلك رواية الإمام أحمد، قال: « تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» بهذه الصيغة « تَعَلَّمُوا».
«اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ» ليس معنى ذلك ما زعمته الجهمية ومن ضل ضلالهم من أن القرآن هو الذي يأتي، إنما المقصود يأتي الثواب، يأتي ثواب قراءة القرآن.
ولذلك قال الترمذي لما أخرج الحديث حديث النواس بن سَمعان، ويصح أن ينطق سِمعان قال: أتى وهذا الحديث حديث النواس في صحيح مسلم « يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به ».
قال الترمذي: “وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَجِيءُ ثَوَابُ قِرَاءَتِهِ. كَذَا فَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ” -ويقصد من ذلك الإمام أحمد والله أعلم- لأنه وقف صامدًا أمام الجهمية، فقال ذِكر العمل هنا يدل على أنه يأتي ثواب العمل.
ولذلك لما قال في صحيح مسلم: «يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به» دل على أنه لا يُكتفى بقراءة القرآن، بل هذا الحديث -حديث النواس- يدل على أنه لا بد من ماذا؟
من العلم كما في رواية الإمام أحمد تعلموا، ومن العمل كما في حديث النواس يجمع بين قراءة القرآن وبين تعلمه وبين العمل به حتى يكون شفيعًا له.
ولذلك قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية فيما يتعلق بذلك، لأنهم قالوا إن الذي يأتي هو مخلوق.
فقال –رحمه الله-: إنما يأتي الثواب مما يشبه هذه الأحاديث.
ولذلك قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية فيما يتعلق بذلك، لأنهم قالوا إن الذي يأتي هو مخلوق.
فقال رحمه الله: إنما يأتي الثواب مما يشبه هذه الأحاديث ولذلك قال رحمه الله: “أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٨]، أَفَتَرَى يَرَى السَّرِقَةَ وَالزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ وَسَائِرَ أَعْمَالِ الْمَعَاصِي؟” أمامه يوم القيامة؟ ” إِنَّمَا يَرَى الْعِقَابَ وَالْعَذَابَ عَلَيْهِمَا، وَبَيَانُ هَذَا وَأَمْثَالُهُ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ وَأَمَّا مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنَّةُ فَقَولُ النَّبِيِّ ﷺ: «ظِلُّ الْمُؤْمِنُ صَدَقَتُهُ»، فَلَا شَيْءَ أَبْيَنُ مِنْ هَذَا، وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»، فَإِرْشَادُكَ الضَّالَّةَ صَدَقَةٌ، وَتَحِيَّتُكَ لِأَخِيكَ بِالسَّلَامِ صَدَقَةٌ، وَأَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ” أفترى أنه يرى الصدقة التي تصدق بها؟، ومن الصدقة: “وَمُبَاضَعَتُكَ لِأَهْلِكَ صَدَقَةٌ “ أفيرى يوم القيامة أنه يكون في مباضعة صدقته يوم القيامة؟
الجواب: لا.
فدل هذا على أن المقصود من ذلك ثواب العمل، ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى قال رحمه الله: فليس معنى ذلك أن كلام الله هو صفة من صفاته قائم بذاته أنه يتمثل كأنه غمامتان لا.
وقال في بيان تلبيس الجهمية قال: إن العرب تقول لأوفينك عملك وليس المقصود العمل، وإنما المقصود لأجزينك ثواب أو عقاب ذلك العمل.
الشاهد من هذا: هذا معنى الحديث عند أهل السنة والجماعة.
وقد فصل الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية فيما يتعلق بهذا المقال، ونقل عنه شيخ الإسلام –رحمه الله-بعض الأشياء «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ».
إذًا قراءة وتعُّلم كما في رواية الإمام أحمد تعلموا القرآن، وأيضًا عمل لحديث النواس «يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به» وفي رواية الترمذي «الَّذينَ يعملونَ بِهِ في الدُّنيا»، «اقْرَؤُوا القُرْآنَ» ثم خصص من القرآن بعد التعميم سورتين «اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ» من الزهراء وهو النور والإضاءة، لأن مَا بهاتين السورتين نور للعبد، إذا تعلمهما، وإذا انتفع منهما، نور له في قلبه، نور له في حياته، نور له في يوم القيامة، وما يحصل له من الأجر والنور يوم القيامة «اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ» وليس المقصود من ذلك القراءة فقط لا، أيضًا لا بد من التعلم.
في رواية الإمام أحمد: “تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ” ، ولذلك لعظم هاتين السورتين في حديث النواس « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ » تقدمه: إما أنها تقدم أي تتقدم القرآن، أو تتقدم صاحبهما من أجل أن يشفعا له.
«اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ» يصح أن تقول: البقرة، ويصح أن تقول: سورة البقرة، ولذلك أتى بهما مختلفتين، البقرة بدون كلمة سورة، وآل عمران قال: سورة آل عمران، فدل على الجواز، ومما يؤكد ذلك رواية الإمام أحمد: ” تعلموا البقرة وآل عمران من غير ذكر سورة.
«اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ» الغمامة هي السحابة قال: «كَأنَّهُما غَمامَتانِ» أي: سحابتان، وذلك لأنهما تظلان صاحبهما عن الحرارة، «كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ» ليس للشك من الراوي «أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ» ليس شكا من الراوي، للتنويع والتقسيم، فالناس يختلفون في تعلم سورة البقرة وآل عمران، وهم درجات ولذلك قال: «أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ» الغياية هي كل ما أضل الإنسان من سحاب أو غيره.
وقال في الأولى: «كَأنَّهُما غَمامَتانِ» السحابة تُظِل، ولذلك في حديث النواس عند مسلم قال عليه الصلاة والسلام: «كأنهما ظُلَّتَانِ » هما السحابتان «بيْنَهُما شَرْقٌ» ويصح أن تنطق شَرَق، لكن الأشهر شَرْقٌ من الإشراق يعني أنهما تظلان صاحبهما، لكن مع وجود النور، تظلانه من حرارة الشمس لكن مع وجود النور، «أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ» أي: جماعتان، وفي حديث النواس عند مسلم «أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ» نفس المعنى جماعتان «أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ» وهي التي بسطت أجنحتها، فتقابلتا أي تلك الجماعتان والفرقتان، تقابلتا لتضل صاحبهما « أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ» من المحاججة وهذا يدل على أنهما تبالغان في المدافعة عنه.
ولذلك في رواية الترمذي من حديث النواس «تجادلان»، «تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما» انظر ” أصْحابِهِما ” فهو الملازم، وفي حديث النواس عند مسلم «عن صاحِبِهِما» بصيغة الإفراد « تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا البَقَرَةِ» هنا تخصيص بعد تخصيص بعد تعميم، عمم «اقْرَؤُوا القُرْآنَ» لا يُهجر القرآن ويُتعلَّم ويُعمل به بالأخص سورة البقرة وآل عمران، بِأخص الأخص سورة البقرة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ وآله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فضيلة قراءة القرآن، ثم خصص البقرة وآل عمران ذكر خصيصة تخص سورة البقرة، سبحان الله التعميم الأول «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ» هذه فضيلة، ثم لما ذكر البقرة وآل عمران ذكر فضيلتين، وصفهما بأنهما زهراوان، وأنهما تجادلان عن أصحابهما، ثم خصص بعد ذلك التخصيص سورة البقرة، وذكر لها ثلاثة فضائل قال: «اقْرَؤُوا البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ» اقْرَؤُوا البَقَرَةِ: والمقصود من ذلك التعلم مع العمل ولا شك.
ولذلك في رواية الإمام أحمد قال: «تَعَلَّموا البَقرةَ؛ فإنَّ تَعليمَها بَركةٌ».
ولذلك بعض الناس يقول: اقرأ سورة البقرة كل يوم، لا أعلم دليلًا يخص ذلك، أنها تقرأ كل يوم، وليس المقصود كما يظنه البعض القراءة، القراءة فيها خير، لكن أصحب ذلك تعلما حسب استطاعتك، وعملا لما فيها من الواجبات حتى تظهر بهذه المزايا، لأنه قال في رواية الإمام أحمد تعلموا، وقال في حديث النواس: « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ »، وليس معنى ذلك أنه لا يقرأ، اقرأ كثيرا سورة البقرة، لكن أن تخصص كل يوم لا أعلم دليلا، ثم إن بعض من الناس يقول: اقرأ سورة البقرة بنية كذا أو بنية كذا، أو بنية كذا!
لا أعلم دليلا على ذلك.
لكن سبحان الله لماذا تُخصِص؟
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: «فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ» بركة مطلقة، يعني بركة في كل شيء، اقرأها وتعلمها حسب استطاعتك، واعمل بما فيها من الواجبات، تجد أن البركة تحل بك في نفسك، في صحتك، في مالك، في أولادك، في كل شأن من شئونك، لأن الحديث أطلق لا تخصص بنية.
قال: «فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ» المترتب على عدم الأخذ، والمترتب على الهجران لها «وتَرْكَها حَسْرَةٌ» تألم لفوات الثواب، وتألم لما يفقده من النور لأنها زهراء كما في صدر الحديث، «وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ» وفي رواية الإمام أحمد «ولا يَستطيعُها البَطَلةُ» البطلة قال معاوية بن سلَّام كما في صحيح مسلم وهو أحد رواة الحديث قال: بلغني أن البطلة هم السحرة ما مقصوده: السحرة؟
إما لأن السحرة بعيدة عن النور والخير، لا يمكن أن تأخذ سورة البقرة، لأنهم إنما انغمسوا في الباطل ولذلك وصفهم بأنهم بطلة، وأيضًا «ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ» يعني لا تقوى السحرة على إيذاء صاحبها إلا بإذن الله {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] فهي حصن حصين له، ويصدق أيضًا«ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ» لا يستطيعها البطَّالون من الإنس ممن هو اعتاد على الخمول والكسل والبطالة لطول سورة البقرة، فهو لا يقرؤها، فهي صعبة عليه.
ولذلك بعض الناس نسأل الله السلامة والعافية، إذا قرأ سورة البقرة مضى وهو يقرأ الصفحة بدأ يقلب الصفحات متى ينتهي لا، خير وبركة، «فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ» هذه مجمل فوائد مختصرة حول هذا الحديث العظيم الجليل.
أسأل الله –عز وجل-أن يجعلني وإياكم من أهل القرآن الذين يشفع لهم القرآن، وتشفع لهم هذه السور المباركة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصرا ومعينًا، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم، وانصرهم على الرافضة الحاقدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاء سخاء، وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم من أراد بهذه البلاد شرا وفتنة، فاشغله في نفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.