خطبة عيد الأضحى عام 1441هـ

خطبة عيد الأضحى عام 1441هـ

مشاهدات: 511

خطبة عيد الأضحى عام 1441هـ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إنّ الحمدَ لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئاتِ أعمالِنا ، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هاديَ لهُ

 

وأشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين

 

أمّا بعدُ فَيَا عِباد الله : 

 

حافظوا على التوحيد ، حافظوا على التوحيد وتمسّكوابه ؛ فإنّ به النورَ والسعادة والسرور في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة

 

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }

 

وأوّل ما يُسأل عنه العبدُ في قبره : مَن ربُّك ؟ ما دِينك ؟ مَن نبيُّك ؟

حافظوا على هذا التوحيد ، واجتنبوا واحذروا البِدَع والخرافات والخزعبلات التي تُبَثُّ في وسائل التواصل ؛ لإضعاف هذا التوحيد في نفوس المسلمين

اجتنبوا السحرةَ والمشَعوِذين والكهنةَ والمنجّمين

 

حافظوا على هذا التوحيد فإنّ به الخير في الدنيا وفي الآخرة

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

حافظوا على الصلوات الخَمس في أوقاتها وبِشروطها وبِأركانها

 

فإنّ التهاونَ في هذه الصلاة عَمّ وطَمّ وانتشَر في مِثل هذا الزمن

 

إمّا أنّها تُترَكُ كُلِّيَّة ، أو أنّه يُتركُ بعضُها ، أو أنّ البعضَ يتخلّفُ عن الحضور في المساجد

 

فالصلاةُ كما قال صلّى الله عليه وسلّم في صحيح مسلم :

( الصَّلَاةُ نور )

نورٌ لكَ في دنياك ، نورٌ لكَ في قبرك ، نورٌ لكَ في آخرتك

 

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }

ولذلك لِعِظَمِها قال صلّى الله عليه وسلّم كما في صحيح مسلم :

 

(( بَيْنَ الرَّجُلِ وبَينَ الشِّرْكِ والْكُفرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ ))

 

إلى غَير ذلك مِن الأدلّة

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

مَن وَجَبَت عليه الزكاة في ماله ، فَليُخرِج هذه الزكاة طيّبةً بها نفسُه ، فإنّ شِرارَ المالِ يَذهبُ عن المالِ بإخراج هذه الزكاة

 

والزكاةُ قَرِينَةُ الصلاةِ في كتاب اللهِ عزّ وجلّ ، وهي الركنُ الثالث مِن أركان الإسلام ؛ فلا تَبخَل بِها ؛ فإنّ بها الزكاةَ والطُّهرَةَ لِنفسِك

 

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

مَن كان عليه قضاءٌ مِن رمضان ، فإنّه لا يجوز له أن يؤخِّرَهُ إلى أن يأتيَ رمضانُ القادم

 

{ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }

 

فلا يجوزُ تأخيرُها إلى أن يأتيَ رمضان القادم

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

مَن توفّرت فيه شروطُ الحجّ ووُجوب الحجّ فإنّ عليهِ أن يستعدَّ لهذا الحجّ

 

{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

عليكم بِهذا القرآن بأن تَقرَؤُوه ، وأن تتدبّروه ، فإنّ به الشفاءَ والنورَ والخيرَ

 

{ ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }

 

ولذا نَجِدُ – وللأسف – الهِجران مِن كثيرٍ مِن المسلمين لِقراءة هذا القرآن

 

{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

احذروا مِن المعاملات المحرَّمة ( مِن الرِّبا والرِّشوة والِاختِلاس وما شابه ذلك ) فإنّها وباءٌ على الإنسان في حياته ، وهي وباءٌ في مُجتَمَعِه

 

ولذلك قال تعالى :

 

{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ }

 

وهذه صِفَة اليهود ، فإنّهم أكّالُون لِلسُّحت

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

الواجب على المسلم أن يحرصَ تمامَ الحِرصِ في دُنياه على بِرِّ والدَيه ، فإنّ بِرَّهما مِن الأُمورِ العِظام عند الله عزّ وجلّ

 

{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }

 

وعلى المسلم أن يَصِلَ أرحامَه وأنْ لا يَقطعها ، فقدْ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في الصحيحَين

 

(( لَا يَدخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ ))

 

يعني قاطعَ رَحِم . فنظِّف قلبَك

 

إن كان بَينَك وبَين أَحَدٍ مِن إخوانك ، أو بينَك وبَين أحدٍ مِن أقربائك ، أو بينَك وبين أحدٍ مِن الناس . فنظّف قلبك ، واجعَل قلبَك منشَرِحًا له ، واحتَسِب الأجرَ مِن الله

 

فإنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال كما في صحيح مسلم :

(( وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا ))

 

وكان مِن دُعائه صلّى الله عليه وسلّم كما ثَبَتَ في السُّنَن :

(( وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي ))

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

أَقُولُ قَولي هذا وأستغفرُ اللهَ لِي ولَكُم ، فاستغفروه وتوبوا إليهِ إنّه هو الغَفور الرحيم

الخطبة الثانية :

الحمد لله ربّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلّا الله وَحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يَوم الدِّين

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

يا نساءَ المسلمين عليكنّ بتقوى اللهِ عزّ وجلّ ، وعليكن القِيامَ بِحقوقِ أزواجِكُنَّ .

 

وكذلكَ على الأزواج أن يتّقُوا اللهَ عزّ وجلّ في حُقوقِ النساء

 

{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ }

 

عَلَيكُنَّ بالسِّترِ والحِشمَةِ والعَفاف ؛ فإنّ فيها الخَيرَ لَكُنّ

 

 

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلّا الله ، واللهُ أكبر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

 

اللهمّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين ، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين ، ودَمِّر أعداءَ الدِّين ، وانصُر عبادَكَ المُوَحِّدِين

 

اللهمّ كُن لِإخواننا المرابطين على الحدود ، اللهمّ كن لَهُم ناصِرًا ومُعِينًا ، اللهمّ ثبِّت أقدامهم وسدِّد رَميَهُم ، وانصرهم على الرافضة الحاقدين

 

اللهمّ اجعل هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا رخاءً سخاءً وسائرَ بلاد المسلمين

 

اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا وأصلِح أئمّتَنا وُلاةَ أُمورنا . اللهمّ وفِّق ولاة أمرنا لِما تحبُّه وترضاه يا كريم ، اللهمّ هيِّئ لَهُم البطانةَ الصالحة الناصحة الّتي تُعينُهم على الخير وتَدُلُّهم عليه

 

اللهمّ ادفع عنّا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمِحَن  وسُوءَ الفتن ما ظهر منها وما بَطَن عن بلدنا هذا خاصّة وعن سائر بلاد المسلمين عامّةً ياربّ العالمين

 

ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار

 

اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد .