خطبة ( مسائل مختصرة عن الصوم ) [ 1 ]

خطبة ( مسائل مختصرة عن الصوم ) [ 1 ]

مشاهدات: 574

خطبة (مسائل مختصرة عن الصوم )

فضيلة الشيخ زيد البحري – حفظه الله –

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يَهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماُ كثيراُ إلى يوم الدين

 أما بعد :

 فيا عباد الله هذه مسائل مختصرة بأدلتها الشرعية عن الصيام :

أولاً : على الأمة الإسلامية ولا سيما من كان قوي البصر أن يتراءى  الهلال فإن ابن عمر -رضي الله عنهما -كما ثبت عند أبي داود قال : ” تراءى الناسُ الهلال في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيتُه فأخبرتُه فأمر الناس بالصيام ” .

 ثانياً : أن العبرة  إنما هي متعلقة بالرؤية ولا عبرة بمنازل القمر ولا بصغر الهلال ولا بكِبره فمتى مارُؤيَ الهلال وجب الصوم قال تعالى ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ و قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين (صُوموا لرؤيَتِه وأفطِروا لرُؤيته ) .

ثالثاً : على أولياء الأمور أن يحثوا الصغار ممن ميّز يعني بلغ سبع سنين فأكثر أن يحثوهم على الصيام فإن هذه الطريقة هي طريقة الصحابة رضي الله عنهم يُصوّمون أبنائهم  .

رابعاً : من كان مُخرّفاً قد ذهب عقله فإنه لا يُلزَم لا بصيام ولا بإطعام لأنه في حكم المجنون فقد رُفع عنه القلم كما ثبت بذلك الحديث في السُنَن ( رُفِع القَلم عن ثلاثة ) وذكر منهم (المجنون حتى يُفيق ) فهو في حكم المجنون ، فإن كان عقله يحضر أحياناً ويغيب أحيانا فإنه يُؤمر يقال له صُم فإن أكمل الصوم دلّ على أن عقله موجود وأما إذا لم يُكمل الصوم فأكل فلا جُناح عليه ولا حرج ولا يترتب عليه شيء لأنه تبين أن عقله زال في ذلك اليوم .

 وكذلك في شأن الصلاة إذا حضرت الصلاة مثلاً صلاة الظهر يقال له صلّ فإن صلى دل هذا على أن عقله موجود فإن أفسد صلاته دل على أن عقله ليس بموجود ولا يترتب عليه شيء هذا في شأن مَن يأتي عقله أحياناً ويذهب أحياناً أما من ذهب عقله كليةً فإنه لا صيام عليه ولا إطعام ولا يؤمر بشيء .

 خامساً : من أصابه مرض وهو مرض خفيف فلا يجوز له أن يُفطر لأن المرض الخفيف الذي لا يؤثر عليه بمثابة المشقة التي تعتري الصائم في يومه لكن إن كان يؤثر عليه فيزداد معه المرض أو يتأخر الشفاء أو ماشابه ذلك فكما قال تعالى : ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾  يعني فأفطَر ﴿ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ يفطر وعليه القضاء .

 لكن لو كان المرض مرضاً مستمراً بمعنى أن المرض مستمرٌ معه ونصحه الأطباء بعدم الصوم بتاتاً قالوا مثل هذا المرض لا يُرجَى بُرؤه فإنه والحالة هذه يُخرج إطعاماً للفقراء و يخرج عن الشهر كاملاً يعني إذا أخرج صدقة الفطر يخرج معها كيساً كبيراً من الأرز ويضع _وهذا الشيء حسن _يضع معه الإيدام كأن يضع معه كرتوناً من الدجاج أو ما شابه ذلك من الإيدامات هذا في شأن من مرضه يكون مستمرا .

لكن لو قال الأطباء يُمكن ثلاث أو أربع أو خمس سنوات ما تصوم لكن بعدها  سيتيسر لك الصوم بإذن الله فنقول : انتظر لا تُطعم عليك فقط إذا شُفيت  الصوم قضاء مافات ، وإذا قضى فإنه يقضي متفرقا يعني لايلزم أن يكون الصوم متتابعا لإطلاق الآية ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾

سادساً : المسافر الأفضل في حقه إذا كان الصوم لا يشق عليه أن يصوم وهذه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه كان يقدر وكان يصوم لكن لو شاء أن يفطر فله حتى لو كان السفر خفيفا يعني ليس شاقاً كأن يكون على طائرة لقوله تعالى ﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ لكن الأفضل له أن يُتم صومه إذا كان لا مشقة عليه ولاضرر لكن إن كان هناك ضرر أو مشقة لا  فليفطر وعليه القضاء فيما يستقبل ومن ثمّ فإن الإنسان لو أنه مثلاً قال سأصوم وخرج من بلدته وهو صائم وفي الطريق أراد أن يفطر فلا حرج في ذلك على أصح القولين لمَ؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج كما في الصحيح خرج فشق على أصحابه وكانوا يتابعونه فأفطر صلى الله عليه وآله وسلم شفقة عليهم مع أنه خرج من المدينة وهو صائم  .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

 

الحمد لله رب العالمين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد :

سابعاً : المرأة الحائض اذا طهرت قبل الفجر بدقائق أو ما شابه ذلك فإنها تحرص على السحور ولو لم تغتسل إلا بعد أذان الفجر فلا يشترط في الصوم الطهارة و لذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين كان يُصبح عليه الصلاة والسلام من جماع من غير احتلام وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم.

 ثامناً :  المرأة إذا صامت ثم بقي على آذان المغرب على غروب الشمس دقائق أو ثواني فنزل معها دم الحيض فإن صومها قد فسد ويلزمها القضاء ولو بثواني لكن لو أن المرأة -وهذا الكلام يُنقل إلى النساء لتُفقّه النساء- لكن لو أن المرأة أحست بأعراض الحيض لكن ما نزل الدم إلا بعد غروب الشمس فصومها صحيح إذا العبرة على ماذا ؟ العبرة على نزول الدم إن نزل الدم قبل الغروب ولو بثوان فسد صومها وعليها القضاء إن أحسّت بالأعراض ولو كانت أعراضا شديدة لكن الدم لم ينزل إلا بعد غروب الشمس فصومها صحيح المعوّل عليه هو خروج الدم .

أسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم أعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين اللهم آمِنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه اللهم وفق جميع أولاد المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم من أراد بهذه البلاد في دينها و في عقيدتها وفي أمنها وفي رخائها سوءً وبلاءً وشراً و فتنة اللهم فأشغله في نفسه اللهم فأشغله في نفسه اللهم فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة و عن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد .