خطبة مهمة بعد رمضان ( نصائح موجزة لمن تغير حاله بعد رمضان )

خطبة مهمة بعد رمضان ( نصائح موجزة لمن تغير حاله بعد رمضان )

مشاهدات: 666

نصائحُ مُوجَزة مُدللٌ عليها بالنصوص الشرعية :

(لمن تغيرت أحوالهُ بعدَ رمضان)

 فضيلة الشيخ زيد البحري – حفظه الله –

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يَهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليماُ كثيراُ إلى يوم الدين

 أما بعد :

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء : 1]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]

أما بعد :

 فيا عباد الله فهذه نصائحُ مُوجَزة مُدللٌ عليها بالنصوص الشرعية : لمن تغيرت أحوالهُ بعدَ رمضان أسأل الله – عز وجل – أن يُصلِحَ حالنا وحالكم  وحال  المسلمين …

 

يا من تغيَّرَ بعد رمضان :             أوَ ما سمِعتَ النبي ﷺ كما في الصحيحين يقول لعبد الله بن عمرٍ بن العاص -رضي الله عنهما- : ” يا عبدَ اللهِ ! لا تكُنْ مِثلَ فُلانٍ كان يقومُ من الليلِ ، فترَكَ قِيامَ الليْلِ ” مع أنَّ قيام الليل سُنةٌ مؤكدة، فما ظنكم بمن ضيَّع الصلواتِ الواجبة، وبمن ضيَّع الفرائضَ والواجبات …

يا من تغيَّرَ بعدَ رمضان :             أوَ ما علِمتَ أنَّ نبيك ﷺ تعوَّذَ بالله من النقصان بعد الزيادة ففي صحيح مسلم : كان من دعائه ﷺ إذا سافر “أعوذُ باللَّهِ مِنَ الحورِ بعدَ الكوْرِ “

معنى ذلك : أعوذُ بالله من النقصانِ بعدَ الزيادة …

يا من تغيَّرَ بعدَ رمضان  :            أوَ ما علمت من أنَّ الله -عز وجل- ذمَّ من فعلت أمرًا يصلُحُ لها في دُنياها فنقضتهُ وهيَ تلكَ المرأةُ الحمقاء التي كانت تغزِلُ في مكة فإذا غزلت نقضت غزلها { وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا } [النحل : 92]

فما ظنكم بمن ترك ما أوجب الله -عز وجل- عليه وبما يُصلِحُ لهُ دينهُ ودنياه وآخرته من هذه العبادات .

يا من تغيَّر بعدَ رمضان :         لتعلم أنَّ الله -عزوجل- كما قال النووي -رحمه الله- ذمَّ قومًا أكثروا من العبادة ثُمَّ تركوها قال -تعالى- : {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا…}[الحديد: 27]

يا من تغيَّرت أحواله بعدَ رمضان: لِتعلم أنَّهُ كُلما بعُدَّتَ عن عبادة الله وعن طاعة الله وعن العلم الشرعي فإنَّ قلبكَ يقسو ويقسو كما حصلَ لأهلِ الكتاب قال -تعالى- : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]

يا من تغيَّر حاله بعد رمضان : لِتعلم أنَّ طريقةَ نبيك ﷺ الاستمرار في العبادة ولِذا شبهتهُ عائشة -رضي الله عنها- شبهة عمله على وجه الاستمرار بالمطر النازل المستمر، في الصحيحين قالت -رضي الله عنها- “كانَ عَمَلُ رَسولُ اللَّهِ ﷺ دِيمَةً”

يعني : أنهُ مستمر كاستمرارِ هطولِ الأمطار

يا من تغيَّرت أحوالهُ بعد رمضان :

لتعلم أنَّ العمل لو قل مع استمراركَ لهُ، والمقصود من ذلك : النوافل، أما الواجبات فواجبٌ ومحتمٌ أن يعملَ بها …

العمل القليل وإن قل مع الاستمرار فهو أحبُّ شيءٍ إلى الله …

فما ظنك لو كان العمل كثيرا، في الصحيحين قال ﷺ : “أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ”.

يا من تغيَّرت أحوالهُ بعد رمضان :

لتعلم أنَّ نبيك ﷺ كما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- : ‘كان كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا عمِل عمَلًا أثبَته …”

بل لتعلم أنَّ هذه الطريقة هي طريقةُ الصحابة -رضي الله عنهم- ولذا في رواية القاسم عن عائشة -رضي الله عنها- كما في صحيح مسلم : “كانتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها إذا عَمِلَتِ العَملَ لَزِمَتْه”   يعني : أنها تستمرُ عليه.

يا من تغيَّرت أحوالهُ بعد رمضان :

نبيك ﷺ كما في صحيح مسلم من حديث عائشةَ -رضي الله عنها- قالت : “كانَ إذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً”

يا من تغيَّرت أحوالهُ بعد رمضان : أرشدك نبيك ﷺ وأرشد الأُمَّةَ كلها جمعاء من أنَّ من لهُ ورد بالليل،ولذلك قال العلماء لهذا الحديث الذي سأذكره،قال الشُرَّاح: يُستحب للإنسان أن يكون لهُ ورد من الليل فإذا فاتهُ لعذر فإنه يقضيه بالنهار وهل هذا الوردُ هو صلاة الليل بالنسبة إلى هذا الحديث أو أنه ورد من قراءة القرآن سواءًا كان في صلاة أو في غير صلاة؟ قال العراقي: يُحتمل هذا وهذا … هذا الحديث ما هو ؟

حديث عُمَرَ بنَ الخطَّابِ-رضي الله عنه- كما في صحيح مسلم قال ﷺ: “مَن نامَ عن حِزْبِهِ، أوْ عن شيءٍ منه، فَقَرَأَهُ فِيما بيْنَ صَلاةِ الفَجْرِ، وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ له كَأنَّما قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ.”

وفي رواية النسائي في إحدى روايتيه : “من نامَ عن حزبِهِ أو عن جزئِهِ منَ اللَّيلِ فقرأَهُ فيما بينَ صلاةِ الصُّبحِ إلى صلاةِ الظُّهرِ فَكأنَّما قرأَهُ منَ اللَّيلِ.”

هذه نصائح لمن تغيرت أحوالُهُ بعد رمضان…                           والنصائحُ كثيرة والنصوصُ كثيرة لكن لعل هذه النصائح تكفي وتُذكِّر وتوعِظ الجميع.

نسأل الله -عزوجل- أن يُصلح أحوالنا وأحوال المسلمين

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.