خطبة (هذه الهاشتاقات لا تمثلنا نحن السعوديين ولا تمثل مجتمعنا ولا شبابنا ولا بناتنا)

خطبة (هذه الهاشتاقات لا تمثلنا نحن السعوديين ولا تمثل مجتمعنا ولا شبابنا ولا بناتنا)

مشاهدات: 443

خطبة

(هذه الهاشتاقات لا تمثلنا نحن السعوديين ولا تمثل مجتمعنا ولا شبابنا ولا بناتنا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ:  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما يسمى بالوسم في التويتر، أو ما يمسى بالهشتاقات في التويتر، هذه لا تمثلنا نحن السعوديين، ولا تمثل شبابنا، ولا تمثل بناتنا، ولا تمثل مجتمعنا، نعم، لا نزكي الجميع، لكن الغالبية العظمى من هذا المجتمع لا تمثله مثل هذه الهشتاقات، وإن كان الخطأ والزلل يقع، ولاشك في ذلك؛ لأن أصل بني آدم النقص، لكن مثل ما يروج له من هذه الهشتاقات في التويتر لا تمثلنا، فنحن ولله الحمد أعرف من غيرنا، ولا نزكي أنفسنا، ولا نسلم من الخطأ، نحن أعلم من غيرنا بأنفسنا وبمجتمعنا وببناتنا وبشبابنا.

ومن ثم فإنك يا أخي، وأنت يا أختي المسلمة عليكم أن تحذروا من هذه الهشتاقات التي بها بيان العيوب التي تكون في البنت السعودية، أو العيوب  التي تكون في الشاب السعودي، أو في المطلق، أو ما يسمى بهشتاقات إلحادية، وهذه موجودة في مثل هذه الوسائل، ولاسيما التويتر، يريدون بذلك أن يظهروا للناس أن هذا المجتمع قد دبت إليه عقائد الإلحاد، وأحذر من هذا الأمر كما أني أحذر أن يقع المسلم في مثل هذه الأشياء من إلحاد، ونحو ذلك، لكن مثل هذه لا تمثلنا، يذكرون معايب البنت السعودية، ومعايب الشاب السعودي؛ لينفروا السعوديين من الزواج بالسعودية أو العكس، أو أنهم يريدون أن يبغضوا المرأة السعودية إلى زوجها، أو العكس، فلنتنبه….

إذًا: نحذر من سخط الله أولا

ثانيا: لا تدخلوا في هذه الهشتاقات أنت أخي المسلم، وأنت أختي المسلمة، لا تدخلوا في مثل هذه الهشتاقات، أميتوها، أميتوها، أميتوها بعدم الدخول فيها، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في حلية الأولياء عند أبي نعيم، ولعله يعضده إن شاء الله ما جاء عند أبي يوسف في الخراج قال: “إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره” يعني بعدم ذكره، ويميتونه بالسكوت عنه، “وإن من عباد الله من يحييون الحق بذكره” ومعناه صحيح، ويدل عليه قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ}

إذاً أميتوا هذه الهشتاقات، لا تدخلوا فيها، لا تعلقوا عليها، أميتوها، والله إنه ليراد بهذا المجتمع، يراد بدينه، يراد بعقيدته، يراد بأمنه، يراد ببناته، يراد بشباب،ه يراد من مدخراته، والله إنهم ليريدون به الشر، ويريدون أن يطيحوا بهذا المجتمع عبر وسائل التواصل، نعم، الرد على هؤلاء  المبطلون واجب، لكن على العلماء الراسخين الذين ينطلقون في أقوالهم، وفي أفعالهم من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف هذه الأمة، وكذلك من سار على طريقته من طلاب العلم عليهم أن يفضحوا هؤلاء، وعليهم أن يبينوا العلم الشرعي الصحيح للناس، فجملة: “أميتوا الباطل بالسكوت أو بعدم ذكره” ليس على وجه الإطلاق، وإنما أنت يا عالم ما دورك؟ أنت يا طالب العلم ما دورك؟ أنت يا من كثر المتابعون عنده ما دورك؟

في مثل هذه الهشتاقات التي تضرب هذا المجتمع ليل نهار، وكثير من الناس عن هذا الأمر ساكت، ما هو دورك؟ نعم، ولذلك لما ذكر الله في الكتاب لما ذكر أقوال المبطلين بين بطلان تلك الأقوال، وسلف هذه الأمة بينوا، ووضحوا، وردوا على المخالف، هنا تظهر قيمة العالم، وتظهر قيمة طالب العلم في مثل هذا الزمن، في زمن الفتن هنا تظهر قيمته، وهنا يظهر قدره.

أما أن يضرب بهذا المجتمع، وأن يطاح به في أمنه، في عقيدته، وأنتم تعرفون أكثر مني، لكني دخلت فيها في مثل هذه الأيام، فوجدت أن السوء والشر يراد بهذا المجتمع، إذاً ما هو دورك؟ ولذلك الإمام مسلم في صحيحه في مقدمة صحيحه قال: “وقد انتحل البعض في عصرنا علم الحديث، فجعل يسقم ويضعف الأحاديث ويصححها” قال: “ولو هجرنا قوله، ولم نذكره، فإنه قول صحيح” يعني الهجران له، وقول متين حتى لا يظهر صاحبه، وإنما يخمد قول صاحبه، ويخمد هذا القول، لكن قال لما رأينا اغترار الجهلة بمحدثات الأمو،ر وبمسارعتهم إلى تصديق خطأ المخطئين، وإلى التسابق إلى الأقوال الساقطة هنا كان يتعين علينا أن نرد هذا الباطل بما يناسبه من الرد، فإنه أحرى وأجدى يعني هو أنفع للأمة.

إذاً: لنعي ما يدار حولنا، والله والله إن هذه الوسائل وسائل التواصل  ولاسيما في التويتر بما يسمى هشتقات والله إنه ليراد السوء والشر بهذا البلد بعقيدته بدينه بأبنائه ببناته بمدخراته بأمنه، أفيقوا، تنبهوا، ما يدار حولكم عودوا إلى العلماء الراسخين، لا تدخلوا في مثل هذه الهشتاقات التي بها متاهات، بها إلحاد، بها تنقص، بها غيبة، بها نميمة، بها السوء، بها السوء، تنبهوا… 

إلى متى؟ ضاعت الأوقات، ضاعت الأوقات، هجر القرآن، هجر العلم الصحيح، ترك العلماء، تركت دروسهم ماذا ننتظر جهل مطبق، وعدم تعلم ماذا سيحل بالمجتمع فيما سيأتي إن استمر الحال على ما هو عليه؟!

وإذا ببعضهم قد يتأثر، ولاسميا في هشتاقات البدع والإلحاد، وكما أسلفت لا أزكي جميع المجتمع، ولا نزكي أنفسنا من جميع الأخطاء، لكن هذه الهشتاقات لا تمثلنا نحن السعودين، نعم، يذكرون أسماء لبنات وأولاد من عوائل مشتهرة، ومن قبائل واضحة لكنها أسماء مستعارة، صفحات مستعارة.

ما أرادوا بهذا البلد السوء إلا من أجل أن يضعفوا الدين، من أجل أن يضعفوا الدين، أين دورك؟

عليك بمثل هذه الوسائل إذا كنت لا تعلم الواجب على العلماء كما سبق  وعلى طلاب العلم، وعلى من اشتهر بمثل هذه الوسائل عليه أن يتقي الله، وعليه أن ينافح عن دينه، وإلا فالويل والخسارة لمن فرط، وأنت إذا كنت لا تعلم إذا كان لديك علم قليل، أو لم يكن لديك علم، فلا تدخل في مثل هذه الهشتاقات، وإنما تدخل في وسائل التواصل دون الدخول في هذه الهشتاقات، تنشر العلم الصحيح من العلماء الراسخين ممن ساروا على طريقة السلف كابن باز وابن عثيمين، ومن أتى في هذا الزمن على طريقتهما، ومن اتبعهما، واتبع السلف، والله إنها طريقة واضحة قال الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال السلف.

هنا يظهر دورك كشاب، ويظهر دورك كامرأة وكبنت تريد أن تحافظ على دينها هنا تبقى القوة لهذا الدين، وتبقى هذه الدولة قوة كما أسلفت، وأكرر، وأكرر، وأكرر علينا أن ننافح عن هذه البلاد، وعن عقيدتها، وعن أمنها، وعن شبابها، وعن بناتها بلحومنا بدمائنا بعقولنا بالعلم الذي أعطاه الله جل وعلا لنا العلم الصحيح، عودوا إلى الله، عودوا إلى الله، والله إن الأمر  خطير إن استمر الحال على ما هو عليه، نعم، لكن كما أسلفت ولله الحمد المجتمع لا تمثله هذه الهشتاقات، فنسأل الله جل وعلا أن يحفظ هذه البلاد، وأن يحفظ دينها، وأن يحفظ عقيدتها وأمنها وحكامها وأبناءها ونساءها، أن يحفظهم جل وعلا من كيد الفجار، ومن شر الفساق، إنه هو القوي العزيز.